يقول أحدهم متسائلاً : قولوا لنا من فضلكم ماذا تعنون بدولة مؤمنة .. ؟ وما قصدكم بعبارة تعاقدية .. ؟ وماذا تعني عبارة تداولية ..؟ وما تودون بعبارة راشدة أتريدونها رجعة إلى الوراء ..؟ قولوا لنا بالضبط من أنتم ..؟ ماذا تريدون..؟ ما نهجكم فيما تريدون..؟ أفيدونا قولوا لنا إلى أين ..؟

على رسلك يا أخي .. سنجيبك بكل سرور وصدق وشفافية.. ولو أنك من المتابعين لبيانات المجلس الأعلى للثورة السورية منذ انطلاقة ثورتنا المباركة لما احتجت لكل هذه التساؤلات الموضوعية والمشروعة..؟ لأن المجلس حرص منذ البداية أن يجلّي هوية الثورة السورية ويوضح رسالتها وغاياتها.. فحدد مرتكزات ذلك كله في بيانه الأول الذي صدر بتاريخ 24 / 04/ 2011م وفصّل ذلك في بياناته اللاحقة ..
واستجابة لتساؤلاتك المقدرة نجيب بإيجاز:
دولة مؤمنة تعني : أن الإيمان بالله .. واحترام الأديان والمعتقدات .. واحترام إرادة الإنسان وحرية اختياره فيما يؤمن ويعتقد وفيما يقبل ويرفض أمر مقرر ومصون في نهج سورية الغد.
والتعاقدية تعني : أن سياسة شؤون سورية وتصريف مصالح شعبها.. تحكمه وتضبطه مواثيق وعقود يبرمها الشعب بمطلق حريته واختياره.. وما يقرره الشعب ويعتمده عبر صناديق الاقتراع هو أساس عقيدته السياسية ونهجه.
أما التداولية فنعني بها : أن من حق كل سوري وسورية أن يشارك في إدارة سياسة بلده وإدارة شؤونه ومصالحه دون تمييز.. ويُمنعُ تفرد شخص ما , أو حزب ما, أو جماعة ما, أو أتباع ديانة ما, أو طائفة ما, أو توجه سياسي ما, أو أتباع أيدلوجية ما, أو قوم ما, أو عرق ما أن يتفرد بحكم سورية دون غيره.. وأن تداول السلطة والسيادة من حق السوريين والسوريات على كافة المستويات دون استثناء.
وعبارة راشدة تعني باختصار: حكم العقلاء والحكماء وأهل الكفاءة والمهارة والخبرة..وللعلم فإن مصطلح الحكم الرشيد هو من المصطلحات المتفق بشأنها عالمياً وبالتحديد منذ بداية الثمانينات ويعبر عنها بالإنجليزية ( Good governance ) .. أما قولك أتريدونها رجعة للوراء ..؟! إن كان التعقل والرشد يقود الأمم إلى الوراء ..؟؟؟!!! فالغي والضلال يقودونها إلى أين ؟؟؟!!!
وبشأن تساؤلاتك: من أنتم ..؟ ماذا تريدون..؟ ما نهجكم فيما تريدون..؟ فقد سبق وأجبنا عنها في بيان المجلس رقم (75) ونختصر لكم ما جاء فيه ” نحن تيار كبير من الشعب السوري يضطلع بإدارة مسيرة الثورة السورية منذ انطلاقة الثورة من حوران ورحب بوجوده وانظم إلى كيانه عدد كبير من فعاليات الشعب السوري الدينية والفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية.. ونحن نتعاون مع كل الجهات الجادة في إسقاط العصابة القرداحية أو ما يسمى ظلماً وزوراً ( النظام السوري ).. ونحن ثورة وثوار ولسنا معارضة بحال من الأحوال.. ونرفع علم الاستقلال والجلاء تجسيداً لهذا الشعار.. ونريد تحرير بلدنا واستعادة استقلال وسيادة وكرامة الشعب السوري بكل أطيافه وتنوعه بدون استثناء.. ونهجنا مصمم على اعتماد محكمة دستورية عليا يختارها الشعب مباشرة..
لتكون ذات استقلالية تامة ومرجعية دستورية عليا حرة الإرادة فيما تقضي وتبرم . وبعد.. فهل عرفت من نحن وماذا نريد ..؟ والله أكبر والعزة والمجد للثورة السورية ولشعبنا السوري البطل الأبي الأشم و المذلة والقهر والموت للعصابة القرداحية وحلفائها والمتواطئين معها..ولكل العابثين بقدسية دماء شهدائنا الأبرار.. ولكم تحيات الجهاز الإعلامي للمجلس الأعلى للثورة السورية.

المصدر: سوريا المستقبل