..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

كلمات من عمق الثورة السورية لقائد كتيبة ثوار "بابا عمرو"

مجلة البيان

٤ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 10921

كلمات من عمق الثورة السورية لقائد كتيبة ثوار
syria005قائد بابا عمرو.jpg

شـــــارك المادة

انقضى من عمر الثورة السورية أكثر من عام وخلفت أكثر من 18 ألف شهيد و عشرات الآلاف من المعتقلين و الجرحى و المعاقين و كذلك مئات الآلاف من النازحين و  البيوت المهدمة، وينتظر الناس على أحر من الجمر إنتهاء هذه المعاناة التي لحقت بهم على أمل أن يمن الله سبحانه وتعالى عليهم بنصر من عنده، و ما يلاحظ خلال تلك الفترة تطور الثورة في أنشطتها و تنوعها مما أدي إلى تقوية الوعي السياسي و الديني لدى السكان  وتعاضدهم في تلك المحنة، كما شهدت تطورا نوعيا في وسائل مقاومة النظام انعكس على الأداء العسكري للثورة و قد ساهم هذا الأمر بسرعة زعزعة النظام السوري مما أثر على المنظومة العسكرية له و التي أخذت في التحلل شيئا فشيئا مع زيادة حجم الانشقاقات و ارتفاع وتيرتها.

 

وكذلك قوة تأثير عمليات مقاتلي الثورة الذين وضعوا بصمتهم بقوة في مستقبل سورية السياسي القادم، لذلك قام موقع "البيان" بإجراء حوار مع ناصر النهار قائد كتيبة ثوار بابا عمرو وهي إحدى الكتائب التي تحارب تحت لواء جبهة ثوار سورية، وقد تحدثنا مع الضيف حول مستجدات الوضع السياسي و أبعاد الثورة المستقبلية على البنية الإجتماعية و السياسية لسورية المستقبل وكان الحوار التالي :

البيان: أفرزت الثورة تشكيلات متعددة من الفصائل العسكرية، كيف يمكن وصف هيكلة هذه الفصائل و آليات التنسيق بينها، وكيف تتوقعون أن يكون مستقبلها بعد إسقاط النظام؟

بسم الله الرحمن الرحيم... شخصيا عايشت هذه الثورة لحظة بلحظة منذ انطلاقتها الأولى وكنت على قناعة تامة أن هذه الثورة لن تستمر إلا بالسلاح وانطلقنا بهذه الثورة على هذا الأساس لكن للأسف الشديد لم يلتحق بالركب المسلح إلا القليل وHغلب هؤلاء الشباب لم يكونوا على مستوى علمي أو ديني لكنهم شجعان بكل معنى الكلمة لذلك كانت قيادات كتائب الثوار في البداية من أناس ليس لديهم خبرة أو ثقافة لعدم جرأة الكثير من المثقفين على العمل المسلح والمطالبين أصلا بسلمية الثورة لكن مع تطور الثورة وتقدمها وازدياد العمل المسلح تمكنت هذه الفصائل من إيجاد آلية للتنسيق من خلال دمج بعض الشخصيات المثقفة وعلماء الدين والوجهاء في قيادتها مما افرز تكتلات عسكرية جيدة على قدر المسؤولية أما عن مستقبلها فهذا متوقف على آلية إسقاط النظام .

البيان: يلاحظ الجمهور الإسلامي أن في كل أيام الجمع تخرج مظاهرات بعناوين موحدة وشعارات يرفعها الثوار في جميع المدن، كيف يتم التنسيق لذلك، وعلى أي أساس يتم اختيار أسماء الجمع وتلك الشعارات التي ترفع؟

يتم التواصل بين الثوار عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة الفيسبوك ويتم طرح جملة من الأسماء ويتم اختيار احدها من خلال التصويت عبر الفيسبوك وتكون هذه الأسماء والشعارات متوافقة مع التطورات السياسية والميدانية بنفس الوقت .

البيان: هل حانت اللحظة المناسبة لضبط السياسة الداخلية للثورة، وتوجيهها بشكل تنظيمي بعيدا عن الخطوات الارتجالية، والتداخلات الموجودة؟ وما هو المستقبل السياسي المأمول للثورة في ظل تنوع أطيافها؟

بالنسبة لحمص كانت هذه اللحظة منذ شهور لكن تأخر الثورة في دمشق وحلب أخر هذه الخطوة .. أما المستقبل لها فهو زاهر بإذن الله وأمامه مشوار طويل وصعب وبحاجة إلى وقوف حقيقي من جانب أشقاءنا العرب.

البيان: تحت ذريعة الدفاع عن حقوق الأقليات، و المشاركة السياسية، هل يمكن أن يعود العلويين إلى السلطة في إطار تصالح سوري داخلي؟

صراحة وفي ظل الظروف التي مرت وتمر بها سورية وخصوصا بعد تلطخ أيدي كثير من قيادات وأبناء هذه الطائفة بدماء الشعب السوري لا أعتقد أن المصالحة والمسامحة قد تكون متاحة لذلك لا يمكن ولا بأي شكل من الأشكال أن يقبل الشعب السوري بوجود شخصيات سبق وأن تورطت وشاركت النظام بقتل السوريين.

أما من وقف على الحياد وثبت عدم تورطه من خلال تخليه عن النظام علنا فهذا لا يمكن تهميشه لأنه يعتبر من صلب النسيج الاجتماعي السوري..

البيان: استخدم مشروع اجتثاث البعث في العراق لتصفية السنة وإبعادهم عن السلطة، ألا يمكن أن تعاد الكرة في سورية بعد الثورة على الرافضة بنفس الشعار؟

الوضع في العراق يختلف تماماً عن الوضع في سورية وما حدث في العراق ليس ثورة بل هو عدوان غربي هدفه القضاء على دولة سنية. أما الوضع في سورية فهو ثورة شعبية بحتة ثارت ضد حكومة قذرة تحكم تحت اسم حزب البعث ومشكلتنا ليست حزب البعث لأن حكومة الأسد لا تحكم تحت قوانين حزب البعث مع العلم أننا لا نرضى العيش تحت قوانين البعث.

البيان: الجيش السوري النظامي بني على عقيدة قتالية كان غايتها الأولى حماية طائفة معينة و الدفاع عن مشروعها السياسي، كيف تتصور آليات بناء الجيش السوري الجديد بعد اسقاط النظام؟

بإذن الله سوف يكون الجيش العربي السوري هو نواة جيش سورية المستقبل الذي أفرزته الثورة لأجل حماية الشعب و تحرير الوطن و سيصبح بأذن الله من أقوى الجيوش العربية.

البيان: العلماء الربانيون الذين واجهوا النظام أو لم يناصروه، الحاجة ماسة لإعادة الاعتبار لهم وإعادتهم للواجهة، ما هو التصور للخطوات في هذا الطريق؟

العلماء الذين واجهوا النظام لا يحتاجون لإعادة اعتبار  لأنهم نالوا شرف المشاركة في هذه الثورة. أما الذين لم يناصروا النظام فنحن بحاجتهم ولا يمكننا الاستغناء عنهم في المراحل المقبلة.

البيان: شهدنا في ليبيا تضحيات الإسلاميين في الثورة ومشاركتهم الفاعلة التي كلفتهم الكثير، و مع نهاية الإنتخابات حصد الليبراليون النتائج، كيف ترى سورية المستقبل، هل هي دولة مدنية، أو مدنية ذات مرجعية إسلامية أو دولة سنية أو دولة الحرية والعدالة؟

نحن حملنا السلاح لحماية الشعب السوري بكافة أطيافه وقومياته من ظلم هذا النظام ولتحقيق أهداف هذه الثورة المباركة  وان شاء الله بعد تحقيق أهداف هذه الثورة وإسقاط النظام سنحمي نزاهة صناديق الاقتراع التي تمثل رأي الشعب والتي ستحدد رغبته في شكل سوربة المستقبل.

البيان: ألا يخشى أن تدخل البلاد في أتون حرب طائفية بعد سقوط النظام، لاسيما بعد الجرائم التي ارتكبها النظام باسم الطائفية خلال الثورة؟ و كيف سيتم القضاء على أي مطالبات بانفصال سياسي مثل الأكراد مثلا؟

بالنسبة للطائفة العلوية والشيعية فكما يقول المثل العربي ((يداك أوكتا وفوك نفخ)) ففي حال ثبت على أي أحد أنه قد تورط في سفك الدم السوري حتى ولو كان سنيا فلا بد من القصاص جزاء لما اقترفت أيديهم وذلك تلافيا للاحتقان الداخلي لدى أهالي الشهداء الذين قضوا على أيدي هؤلاء القتلة ولا أخفيك حقيقة ما يعرف عن طبيعة الشعب السوري التي تتسم بالطيبة والعفوية ونسأل الله أن يحقن دماءنا كسوريين ...أما بالنسبة للدعوات المنادية بإنشاء تكتلات قومية والتي قد تؤدي للمطالبة بالانفصال عن سورية كإقليم واحد ومستقل  فهذا شيء نتمنى أن لا يحدث وذلك للحفاظ على وحدة سوريا وقوتها التي ستزداد بعد رحيل الاسد على كافة الأصعدة والمستويات وندعو إخواننا الأكراد للعمل على هذا النهج ولهم ما لنا من حقوق وعليهم ما علينا من واجبات ....

البيان: المجلس الوطني الذي نرى وجوده الإعلامي كممثل رئيسي للمعارضة السورية في الخارج، ما هو مستقبله السياسي في نظر العسكريين في الميدان، وخصوصا كونه وسيلة الاتصال الرسمية مع الحكومات الأجنبية؟

المجلس يحتوي عناصر ذات مستوى عال قادرة على إدارة البلاد وقيادتها. لكن لم يقدم للمجلس الوطني السوري ما قدم للمجلس الانتقالي الليبي مما أثر سلباً على نشاطه السياسي وخفف من ثقة الشعب بهذا المجلس. ونحن كعسكريين في الميدان نتمسك بالمجلس الوطني كهيئة سياسية تمثلنا.

البيان: كيف يتم التعامل مع الأماكن التي يتم السيطرة عليها من قبل الجيش السوري الحر، وخصوصا المؤسسات الحكومية؟

الجيش السوري الحر يحاول أن يكون هو السلطة في الأماكن المسيطر عليها وهو حريص أشد الحرص على الممتلكات العامة والخاصة مع العلم أن المؤسسات الحكومية وللأسف حولها النظام ثكنات لميليشياته و غالبا ما تكون مسرحا للمعارك الدائرة بين الجيشين الحر والنظامي مما يؤدي إلى تدمير هذه البنى أو إخراجها عن نطاق عملها.

البيان: هل تعتزمون إعلان مجلس تنفيذي يدير البلاد في ظل غياب السلطة عن بعض المدن أو القرى؟

نحن في بابا عمرو شكلنا منذ الشهر السابع للثورة السورية مجلسا عسكريا وحققنا بهذا السلطة التنفيذية و يشرف  عليه جميع الكتائب المسلحة بالإضافة لمجموعة مكاتب منها اغاثي - طبي - أعلامي – إفتاء وهذا الأخير حققنا به السلطة القضائية التي تتولى الفصل في المنازعات. أما السلطة التشريعية فكانت متروكة للكتاب والسنة وما تعارف عليه الناس وهذه التجربة بعد نجاحها عممت على باقي أحياء مدينة حمص.

البيان: كيف تنظرون للمقترحات الدولية التي تبحث عن حل سياسي للأزمة؟

المجتمع الدولي إلى تاريخ هذه اللحظة هو متمسك بنظام بشار الأسد وفي حال الضرورة سيضع بديلا لبشار احد أركان حكمه لكن الشعب السوري على دراية كاملة بما يجري حوله ولن يستطيع احد  أن يفرض على الشعب السوري رأيه.

البيان: سمعنا عن قيام الحكومة الأردنية بتسليم نشطاء لنظام الأسد، هل هذه المعلومات صحيحة؟ وكيف ترون هذا السلوك؟

هناك أقوال متضاربة بهذا الخصوص فلا يمكننا الجزم بحصول هذا الأمر من عدمه ولكن أن وقع فالشعب السوري والتاريخ لن ينسى من وقف معه ومن وقف ضده.

البيان: كلمة صغيرة توجهونها للعالم الإسلامي، ماذا تقولون؟

أقول لشعوب أمتنا الاسلامية: نحن اليوم رأس حربة الأمة في صراعها التاريخي مع عدو من ألد أعدائها ألا وهم الباطنيون، إننا نخوض اليوم معركة الأمة، معركة الفصل بإذن الله؛ لذلك نحن بأمس الحاجة لوقوفكم إلى جانبنا ودعمكم لنا، ونحن في جبهة ثوار سوريا كتيبة ثوار باباعمرو نتوجه بالشكر الجزيل إلى كل من ساهم بدعم الثورة السورية بقليل أو كثير، ونخص بالشكر أهلنا في الخليج والجزيرة العربية، كما نثمن أي مبادرة لدعم الشعب السوري، ونطالبهم بالمزيد.. ونعدهم – بإذن الله – بالصبر حتى النصر أو الشهادة.

 

أجرى الحوار: أ. أحمد أبو دقة

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع