..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

النظام السوري والمبادرات الدولية... عمك أصمخ

داود البصري

٢ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6645

النظام السوري والمبادرات الدولية... عمك أصمخ
1.jpg

شـــــارك المادة

واهم كل الوهم , ومخطئ حتى الثمالة , من يتصور مجرد تصور ولو في عوالم الخيال الافتراضي أن النظام السوري القاتل السفاح في وارد التعاطي الإيجابي مع أي مبادرة دولية تمهد لانتقال سلمي لسلطة الموت والدم والعشيرة والعائلة الذهبية المقدسة, ومسكين أيضا من يضع بيضه في سلة الحل السلمي الواهية التي لا يحترمها أقطاب النظام ولا يقيمون لها وزنا أصلا ,

 

لأنهم لوكانوا يحترمون الشعب السوري ويسعون لراحته ويبذلون جهودا لإصلاح أحواله لتسنى لهم ذلك منذ سنوات طويلة , بل لتعاملوا تعاملا إيجابيا وإنسانيا مع بدايات الشرارة الثورية الأولى في مدينة درعا وحينما كان اقتلاع أظافر الأطفال وشتم عوائلهم والتهديد باغتصاب نسائهم هو رد السلطة الجبان على الاعتراضات الشعبية , الثورة السورية الكبرى هي بالأساس ثورة كرامة وعزة لشعب حيوي أصيل صمم على تصحيح المعادلة وإرسال الطغاة بالبريد الشعبي المضمون لمزبلة التاريخ وهوبالتالي قرار مصيري لا رجعة عنه ولا بديل أبدا , وكل الجهود الدولية الدائرة حاليا ليست سوى بهرجة فارغة وإضاعة للوقت والجهد وإطالة دموية لعمر المعضلة السورية الكبرى , فمافيا الروسية لن تبيع عملاءها الصغار بسهولة ويسر لأنهم إحتياطيها المضموم في الشرق القديم , ولأن ملفات التخادم والفظائع كبيرة ومترابطة للغاية  والنظام السوري الذي لعب طويلا على حبال قضايا المراقبين العرب ثم المراقبين الدوليين لا يخشى العالم ولا يخشى من تصعيد الموقف الدموي, وقد أعلنها بشار الأسد علنا وعلى رؤوس الأشهاد أنه ونظامه يواجهون حربا كونية لذلك فإن طريق التراجع والمراجعة واختيار الحل السلمي التوافقي الذي قد يضمن حماية وقتية لمجرمي النظام ويوفر لهم حصانة معينة من أي ملاحقة دولية قد بات اليوم مسدودا بشكل كامل , فالنظام المتغطرس لم يتعود التراجع لأن ذلك في عرفه وتصوره ويقينه يعني القبول الطوعي بحكم الإعدام وهوما يرفضونه بالمطلق, وبالتالي فإن معركة النظام أضحت مع الإمعان في قصف السوريين وتدمير المدن والإعدامات الميدانية وإعلان حالة الجزر الشامل لكل الشعب, هي المعركة النهائية والحاسمة, فإما كسر الثورة, وهذا أمر مستحيل في ظل توسع القاعدة الثورية ووصول المعارك اليومية لقلب دمشق , وإما الخيار الشمشوني وهوتدمير المعبد أوالهيكل السوري على رؤوس الجميع, وتلك مأساة عظمى يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية إيقافها فورا عن طريق التدخل العسكري المباشر لضرب قوات النظام العدوانية الضاربة ومنعها من إيذاء الشعب السوري وتحطيم كل منجزاته وتاريخه وحضارته , لابديل اليوم عن الإعلان الدولي الشامل عن ضرورة قطع أيادي القتلة, وبالتالي تقديمهم لعدالة الشعب السوري, والذي وحده له الحق في تقرير مصيرهم , المعركة في سورية باتت واضحة المعاني والمخارج والدلالات والمجتمع الدولي يقف اليوم على محك أعنف وأشرس أزمة إنسانية وهومطالب بالإسراع في إنقاذ الموقف  وكنس نظام القتلة الذي تجاوز في تحدياته كل الأطر المعقولة , النظام السوري يزداد مع كل دقيقة تضاف لعمره الدموي إصرارا على الجريمة وعلى قتل أكبر عدد ممكن من السوريين وعلى ممارسة التدمير الشامل للمدن السورية المنتفضة , لابديل بعد اليوم عن تشكيل قوات دولية ضاربة لإسقاط النظام السوري بالقوة وتقديم قادته للمحاكمة العادلة وإنزال القصاص العادل بحقهم , ولا فائدة ترتجى من أية اجتماعات في جنيف أوإستانبول أوالدوحة , الحل الناجح هوالبتر الشامل للنظام السوري والتدخل الإيجابي العاجل وكنس بقايا الفاشيين في الشرق القديم, لا لإضاعة الوقت, ولا للمزيد من سفك دماء الشعب السوري  وتدمير سورية, وليتحد العالم الحر من أجل القضاء على آخر معاقل الفاشيين الصغار , وستكون نهاية القتلة صاعقة ومخزية  ففي النهاية سيكون الجزاء من جنس العمل.

 

المصدر: السياسة الكويتية

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع