..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

في هذه الفتن.. هل آن وقت العزلة؟

ناصر العمر

٢١ ٢٠١٧ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 5517

في هذه الفتن.. هل آن وقت العزلة؟
57f6450d7bc53.jpg

شـــــارك المادة

السؤال:
مع كل هذه الفتن المحيطة بنا، هل آن وقت أن يبحث كل منا عن عزلة يحفظ بها دينه؟

الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله ليه وسلم، وبعد:
فحركة صراع الحق والباطل حركة قائمة حتى قيام الساعة، وقد تمر بعض الأوقات ينتفش فيها الباطل، لكن بالعموم فالحق ظاهر ومنتصر بإذن الله سبحانه، وليست نصرته فقط بالغلبة المباشرة بل إن الحق ينتصر بأشكال مختلفة من أهمها ثبات أهل الإيمان على الحق ونصرتهم له.
والدعاة إلى الله سبحانه عليهم واجب الدعوة إلى الله وحمل الأمانة وتبليغ الدين للناس ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا بالحكمة والموعظة الحسنة.
والمؤمنون كذلك يجب أن يصبروا على دينهم ويعلموا أن دينهم هو دين الحق والعدل والرفق والرحمة والسلام، وهو دين النجاة في الدنيا والآخرة.
أما عن سؤالك عن كثرة الفتن وأنه قد آن الوقت للعزلة فأقول إن ذلك غير صحيح، فالعزلة لم يأت وقتها، العزلة الحقيقة إذا رأيت شحاً مطاعاً وهوى متبعاً وإعجاب كل ذي رأي برأيه.. وإذا رأيت الناس قد مرجت عهودهم واختلفوا ولم يبق إلا حثالة الناس – كما في الحديث - أخرجه أبو داود، هنا تكون العزلة.
أما في الوقت الحاضر فالعزلة قد تصلح لبعض الأشخاص الذين لا يتحملون أذى الناس فهؤلاء من حقهم أن يبتعدوا، وقد اعتزل أبو ذر رضي الله عنه الناس، وذهب إلى الربذة لأن شدته في الحق جعلته لا يتحمل ما يراه من منكرات وغير ذلك فاعتزل.
ولكن الصحيح في مثل أحوالنا أن الإنسان يصبر، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم" أخرجه ابن ماجة، وموسى عليه السلام لما طلب من الله جل وعلا في التيه {فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} لم يأذن الله له، بل أمره أن يبقى مع أنهم قوم فاسقون حتى مات وكذلك هارون، لأن بقاءه معهم فيه إصلاح وفيه دعوة وخير، مع تربية جيل جديد.
لكن تبقى حالات فردية من أشخاص لا يستطيعون التحمل بطبائعهم وتكوينهم وقد يصابون بالضرر، فعندئذ: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}.
أما عموم الناس فلا أنصح بذلك، وليس هذا هو وقت العزلة، بل الناس فيهم خير، وفيهم صلاح، وإذا كان هناك من آذاك فهناك من يؤويك، وهناك من يساعدك، وهناك من يستجيب لك، والواقع هو الشاهد بذلك. ثبتنا الله على دينه حتى نلقاه.

 

موقع المسلم

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع