..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

واجباتنا العملية نحو حلب

وصفي عاشور أبوزيد

١٥ ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2663

واجباتنا العملية نحو حلب
99876.jpeg

شـــــارك المادة

تحدث الكثيرون في موضوع الواجب نحو حلب، وهو سؤال متكرر دائما مع المآسي والمذابح التي تجري للمسلمين على يد أعداء هذه الأمة، حدث ذلك في التسعينات مع الشيشان وسراييفو والبوسنة والهرسك، وحدث تكرارًا مع غزة أكثر من مرة.. وحدث في الزمان القديم، وسيتكرر لا شك في هذا.. ويقف الأفراد حيارى لا يملكون لأنفسهم شيئا سوى مشاعر القهر بالإحساس بالعجز!!
أقول وبالله التوفيق، الواجبات موزعة على مستويات عدة:
1
- فعلى العلماء أن يقوموا بواجب البيان للأحكام الشرعية المتعلقة بهذه الجرائم والمذابح، وأن يذكروا واجب كل إنسان على حدة، وواجب كل حكومة ودولة، وواجب كل مجموعة وجماعة، كل ذلك من خلال آيات القرآن الكريم، وأحاديث السنة النبوية، وأقوال العلماء.
2-  وعلى الحكام والحكومات أن تقوم بواجبها السياسي والاقتصادي والدبلوماسي، بقطع العلاقات مع المعتدي، وإمداد المظلومين بما يحتاجونه ابتداء بالطعام والشراب، وانتهاء بالسلاح.
3- وعلى الجيوش العربية والإسلامية أن تكف عن قتل شعوبها، وتقوم بواجبها وتنتفض بالسلاح لتخليص المسلمين من أنياب الكفرة أعداء الدين، فالمسلم أخو المسلم لا يَظلمه ولا يُسْلمه، والمؤمنون إخوة، ونصرتهم واجبة.. من أجل هذا تنشأ الجيوش وتقام المؤسسات الأمنية في الإسلام.
4- وعلى الجماعات الإسلامية واجب لا يسعها أن تتنكر له، ولا أن تخالف أدبيات الإسلام التي تتغنى بها وتربي أفرادها عليها من حب الجهاد والشهادة في سبيل الله، فلا يعقل أن تتغنى هذه الجماعات والمجموعات عقودا من الزمان بهذه المعاني ثم حين يأتي وقت الجهاد ترفع الراية البيضاء وتترك بعض المسلمين فريسة للقتل، وتُسْلمهم منهبة لأعداء الإنسانية؛ فضلا عن تركها أبناءنا وبناتنا وإخواننا وأخواتنا يتملكهم اليأس ويقهرهم العجز ويحْرفهم الخذلان.
5- وعلى مؤسسات المجتمع المدني واجب من نقابات ومؤسسات وهيئات ومراكز حقوق إنسان، كل مؤسسة تقوم بواجبها الذي يسعها أن تقوم به.
6- وعلى المؤسسات المالية الموثوقة واجب جمع المال من القادرين على الإنفاق في سبيل الله، وتبليغه للمنكوبين، سواء كان مالا حقيقيا أم مقوما من مأكولات ومشروبات وملبوسات وأدوية (وهذا من فروض الكفايات).
7- كل هذا يتكون من أفراد، فالفرد هو الأساس، يجب عليه أن يقوم بما يملكه، وما يدخل في قدرته، وإن لم يقدر على شيء فواجب عليه أن يحرّض القادرين على القيام بالواجب، فنحن أمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (كنتم خير أمة ..) الآية .. (ولا تحاضّون على طعام المسكين).
كل ما سبق يجب أن يكمل بعضه بعضا، ويسعى بعضه مع بعض، وتقع المسئولية الكبرى على العلماء والحكام، ومعيار المؤاخذة الشرعية منوط بالقدرة، فلن يحاسبك الله إلا على ما تقدر أن تقوم به.. ابتداء من الفعل الذي يقع تحت قدرتك، وانتهاء بتحريض القادرين على ذلك.
اللهم فرج عن إخواننا في كل مكان، وهيئ لأمتنا أمر رشد، وأنزل غضبتك على أعدائك أعداء الدين، واستعملنا اللهم ولا تستبدلنا.

 

 

رابطة علماء أهل السنة

 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع