..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

افهموا درس "أحد" كاملاً

عبد المنعم زين الدين

٢٩ ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3452

افهموا درس
423912476_48531_8805020672539307529.jpg

شـــــارك المادة

لا يكاد الواعظون يذكرون "غزوة أحد" إلا حين الاستشهاد على الخسارة بالمخالفة، ويسوقون كيف خالف الرماة أمر النبي صلى الله عليه وسلم فتراجعوا وانكسروا.
هذا درس صحيح بليغ وهام، وعلينا أن نفهمه في إطار حض الناس على التزام أوامر الله وترك نواهيه كي ينصرنا، وأن نحذر من مخالفات تجر الهزيمة.

في ذات الوقت علينا ألا نستخدم هذا الدرس لإدخال اليأس والقنوط في قلوب المؤمنين، وترسيخ تعذر النصر لدى أي مخالفة، دون أن نترك لهم أملآ بالنصر تكرمآ من الله وإحساناً، كما حدث في معارك كثيرة في تاريخ المسلمين نصرهم الله فيها وفيهم أخطاء وتقصير.
لأن ترسيخ ذلك يجعل الناس يوقنون بعدم النصر وهم يرون مخالفات كثيرة، فينخذلوا عن نصرة إخوانهم، انتظارآ لصلاح غيرهم في أمر قد يتأخر أو يتعذر، ولا يملكون له حلآ بأيديهم.
وكل ذلك قد يصب في صالح العدو، ولو أنه كان في جهاد طلب لهان الأمر، لكنه في جهاد دفع لا ينجينا منه أن نقول إننا لن ننتصر ثم نقعد، فعدونا إن تركناه لن يتركنا، والضريبة سحلنا وانتهاك أعراضنا وطردنا من ديارنا.
من قرأ درس أحد كاملآ لا بد أن يقرأ أن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يكن يقرعهم فيه عند الشدائد، ولم يتفرغ لتوبيخ من فعل، ولم يهزم معنويات جنوده، ولم يسمح للعدو أن ينتشي بالنصر.
بل رأيناه يرد على المشركين ولا يكسر معنويات صحابته حتى يوم أن خالفوا أمره في أحد، ولم يترك العدو يشمت بهم، فقد رأينا أن المشركين قالوا بعد انتصارهم "أعل هبل" فقال النبي لصحابته أجيبوهم قولوا لهم:"الله أعلى وأجل" فقال المشركون:"لنا العزى ولا عزى لكم" -كما يقول أتباع بشار وبوتين اليوم- فقال النبي أجيبوهم قولوا:"الله مولانا ولا مولى لكم".
فقال المشركون:"يوم بيوم بدر والحرب سجال" فأجاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه:"لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار".
وعلى ذلك فمن فهم من درس أحد فقط أن يحث الناس على ترك المخالفة، ولم يفهم منه رفع المعنويات حتى بعد التراجع والمخالفة، فهو لم يكمل فهم درس "أحد" كاملاً، وما أحوجنا لهذا الفهم الكامل خاصة في هذه الظروف.

 

 

نور سورية 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع