..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

بين "النصرة" و "فتح الشام".. الواقع والمأمول

أحمد أرسلان

٣٠ ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3337

بين
-toDXD-c.jpg

شـــــارك المادة

ظهر أمير جبهة النصرة "الجولاني" على العلن قبل أمس الخميس معلناً فك ارتباط النصرة عن القاعدة، وما إن انتهى البيان حتى ظهر مؤيدو الجبهة ينادون على من طالب النصرة بفك الارتباط أنْ "ها هي الجبهة قد انفكت عن القاعدة..أين أنتم؟!"
ويأتي هذا التغيير بعد الحديث عن اتفاق روسي أمريكي لاستهداف مكثف لتنظيم جبهة النصرة في سوريا، وبعد اهتزازات عنيفة في شعبية الجبهة في المجتمع السوري.
مَن الحكيم هنا؟
مَن شاهد البيان، سمع كيف أن الجولاني شكر ابتداءً قيادة تنظيم القاعدة على تقديرهم واقع ومصلحة أهل الشام بقوله :
" نشكر لهم موقفهم في تقدير مصلحة أهل الشام في جهادهم وثورتهم المباركة، وتقديرهم لمصالح الجهاد عامة، هذا الموقف الذي سيسطره التاريخ بأحرف من نور، فقد ضربت هذه القيادة المباركة بإذن الله ولازالت، أروع الأمثلة في تقدير المصالح العليا للمسلمين على المصالح التنظيمية الخاصة".
ثم أكمل أن قيادة النصرة نظرت لمصلحة جهاد أهل الشام فقررت فك الارتباط!
فهل نسي أو تناسى قائد جبهة النصرة هنا أن هذا القرار يأتي بعد أكثر من ثلاث سنوات من بيان الروابط الإسلامية والهيئات الشرعية في سوريا التي طالبت فيه جبهة النصرة بأن تفك ارتباطها بالقاعدة؟!
حيث أصدرت الهيئات الشرعية السورية (والتي شكلت مستقبلاً المجلس الإسلامي السوري) بياناً في منتصف أبريل/ نيسان 2013 جاء فيه :
" إنَّ إعلان تبعية "جبهة النصرة" للقاعدة تنظيميًا، وإعلان "البيعة" للظواهري"، فيه ما فيه من المحاذيرِ الشرعية، والمخاطرِ من جرِّ البلاد والعباد إلى معارك هم في غنى عنها، وإضفاءِ "الشرعية" على حرب النظام "للجماعات المتطرفة" كما يزعم، وفتحِ البلاد أمام التدخلات الأجنبية المتربِّصة، وتقديمِ المسوِّغ لها لأي تصرف تتخذه ضد المجاهدين أو قياداتهم تحت دعوى محاربة "التطرف والإرهاب"، وغيرِ ذلك مما لا يخفى على عاقل. "
وجاء في البيان أيضاً:
" لذلك فإننا ندعو إخواننا في "الجبهة" إلى التراجع عن "البيعة" وما تعنيه من ارتهانٍ مستقبلي بقراراتٍ وأحكامٍ خارجية، وما تؤدي إليه من ضعف التحام المسلمين وانضمامهم إلى بعضٍ في الداخل، وندعوهم أن يأخذوا قراراتهم بالتشاور مع إخوانهم العلماء والمجاهدين على الأرض".
وحينها تعرض البيان لنقد شديد من أفراد جبهة النصرة ومؤيديها، والآن وبعد ثلاث سنوات، وبعد أن عادت قيادة القاعدة والنصرة لنفس الرأي، فمَن الأحق بأن يُشكر ويُكتَب اسمه بحروف من نور؟ مَن كان أدرى بمصالح الأمة والجهاد الشامي؟!
أهو مَن تأخر في الفهم ثلاث سنوات حتى جر العباد والبلاد لكل المحاذير التي حذّر منها سابقاً أهل العلم في بيانهم المذكور؟َ!
هل إعلان فك الارتباط الآن كافٍ؟!
يأتي هذا القرار متأخراً جداً، زمناً وطبيعةً، فهو جاء بعد أن نزلت في الساحة كل المحاذير المتوقعة من تقديم المسوغات وفتح أبواب التدخل الخارجي على مصراعيه، إلى تحويل الثورة إعلامياً على أنها جماعات مسلحة في حرب أهلية.
وأما طبيعة، فهو يؤكد بأن النصرة هي هي لم تتبدل، ما تبدل إلا الاسم والقشور، فالنصرة لم تعتذر عما فعلته من زلات كبيرة، ولا شكرت لأهل العلم مواقفهم السابقة في النصح، ولا حتى تراجعت عن تكفيرها لمؤسسات ثورية أخرى.
ما المطلوب الآن؟ ألم يكن مطلبكم فك الارتباط، فها هو قد حدث؟
إن مطلب فك الارتباط كان قبل ثلاث سنوات، أي قبل أن يتبين منهج جبهة النصرة، ومع ذلك فقد طالبت الهيئات الشرعية في بيانها السابق جبهة النصرة بأن توضح منهجها الشرعي، حيث جاء في البيان :
" كما ندعو قادة "الجبهة" ولجانها الشرعية أن يبادروا إلى تبيينِ منهجها من قضايا التكفيرِ والتعاملِ مع المخالفين بكافة تنوعاتهم، ومع الكتائب الأخرى، ومن إقامة الدولة الإسلامية، وألا تدعَ هذا الأمر للشائعاتِ والتخرُّصات، مع عرض هذه المسائل للبحث والحوار مع أهل العلم. "
وهو ما اتضح بعد ذلك عبر التكفير الرسمي لمؤسسة الائتلاف وهيئة أركان الجيش الحر، وقتال العديد من فصائل الجيش الحر دون قضاء، إضافة للاعتراض الذي أطلقته النصرة وشرعيوها والذي وصل في بعض الأحيان حد التكفير "تلميحاً" على ميثاق الشرف الثوري وغيرها من البيانات الثورية.
إذاً.. فالمطلوب الآن:
أولاً: أن تمتلك جبهة النصرة الشجاعة لتقول للهيئات الشرعية السورية ( جزاكم الله خيراً .. قد كنتم أوعى منا وأسبق في الفهم )
ثانياً: أن تتراجع عن منهجها الغالي في التكفير والحكم على الجماعات والكتائب.
ثالثاً: أن تعتذر عما فعلته في الساحة من محاربة لفصائل الجيش الحر دون قضاء، وأن تعيد الحقوق لأصحابها، وتنخرط بشكل فعلي في المشاريع المشتركة للثورة، مثل الهيئات القضائية التي انسحبت منها في حوران والغوطة الشرقية وحلب وإدلب.

 

 

 

نور سورية

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع