..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

رُدّوا المظالمَ.. تُنصَروا

عبد المنعم زين الدين

١٣ ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6262

رُدّوا المظالمَ.. تُنصَروا
1.jpg

شـــــارك المادة

إنَّ من أهم أسباب النصر، إقامة العدل، ومنع الظلم، وفي المقابل فإن الظلم سببٌ لحرمان النصر،  ونزول البلاء، وتسلّط الأعداء، قال تعالى: (فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ). [النساء 160].
وإن الله سبحانه وتعالى يُعطي الظالمين مهلة، فإذا لم يُقلعوا عن ظلمهم أخذهم بالهلاك، قال تعالى : (وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ). [ الحج 48].
هذه المُهلة يجب أن يستثمرها أهل الإصلاح في تغيير الواقع، وردع الظالمين عن ظلمهم، قال سبحانه: (وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا). [ الكهف 59].
لقد أحسَّ النبي صلى الله عليه وسلم، بمظلمة بعير، ووبخ مالكه على ظلمه له، حين دخل ذَاتَ يَوْمٍ حَائِطًا مِنْ حِيطَانِ الْأَنْصَارِ ، فَإِذَا جَمَلٌ قَدْ أَتَاهُ ، فَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ ، فَمَسَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُرَابَهُ وَذَرِفَاهُ ؛ فَسَكَنَ ، فَقَالَ : " مَنْ صَاحِبُ الْجَمَلِ ؟ " فَجَاءَ فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ ، فَقَالَ : هُوَ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ : " أَمَا تَتَّقِي اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَهَا اللَّهُ ، إِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ ".[رواه أبو داود والإمام أحمد في مسنده والحاكم في المستدرك].
هذا إذا كان مع الحيوان فكيف عن ظلم الإنسان؟ فهل ننتظر النصر من الله، ونحن نتظالم، ونأكل الحقوق، ولا نقيم العدل؟
لقد استحبّ الفقهاء للإمام أن يأمر الناس بردّ المظالم قبيل صلاة الاستسقاء، كي يمنحهم الله ما حرمهم إياه بسبب ذنوبهم، هذا إذا كان في سُقيا المطر، فكيف في سُقيا النصر ورفع الكرب؟
وإن المتأمل في حال المناطق التي أكرمنا الله بتحريرها من أيد الظالمين، يجد ظلماً واقعاً بين الناس، واجبٌ علينا أن نمنعه، وأن ننصح الظالم بالكفّ عن ظلمه، وإرجاع الحقوق لأصحابها، وتطبيق العدل، طاعة لأمر الله، ونصرة للمظلوم، وطمعاً في تعجيل النصر، وخوفاً من أن يأخذ الله الظالم والساكتين عنه، قال تعالى: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ). [ الأعراف 165]، وفي الحديث: "إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّه بِعِقَابٍ مِنْهُ".[ الترمذي].
نعم علينا أن ننصح كل ظالم أن يُقلع عن ظلمه، لأنه لا نصر لنا ولا تمكين لنا، إذا أيدّنا الظالمين على الضعفاء، ففي الحديث: «هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلا بِضُعَفَائِكُمْ»، فكيف إذا طالتنا دعوة المظلوم؟ التي يقول لها الله: "وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين"، والتي تطال الظالم وكل من يشدّ على يديه، بل ويركن إليه ويرضى عنه، قال تعالى: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ). [ هود 113]، لأنه لا يؤيدُ الظالمَ إلا ظالمٌ مثله، قال سبحانه: (وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ). [ الأنعام 129].
وإننا الآن إذْ نحثّ الجميع على رفع الظلم، وردّ المظالم، وإقامة العدل، فلأننا إن تأخرنا في ذلك، سيصعب علينا إصلاح ما فسد، فنزعُ الظلم الآن أيسر مما لو تجذَّر، فإن طال وتعمَّق فلا يُنزع وقتها إلا ببلاء عظيم، والعياذ بالله، فبقدر تجذّر الظلم تكون مشقة اسئصاله.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع