..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

رسائل من غزة إلى حلب

رضوان الأخرس

٣ ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3820

رسائل من غزة إلى حلب
تحترق 0 طائرات.jpg

شـــــارك المادة

نحن نعرف مشاعركم، مشاعر إنسان تحت القصف ونعرف الكثير من الأسئلة التي تشعل حيرتكم، ومثلكم أيضًا لا نعرف إجابات لها، لا نعرف أين نذهب لحظة سماع صوت الطائرة حين تأتينا تقصد القصف، ولا حين تهدر المدفعية من بعد، فالقذائف هنا والصواريخ حين تأتي لا تستأذن للدخول من الأبواب أو النوافذ، ولا تعرف بيتا ولا مسجدا ولا مشفى ولا شارعا ولا سوقا، فكل الأماكن أمامها مباحة وكل الأشياء مستباحة، وليس لها ميعاد فقد تأتي بغتةً في الصباح لحظة انشغال الأم بتجهيز الفطور والملابس لأبنائها قبل ذهابهم إلى الروضة أو المدرسة فيختلط في لحظات كل شيء بالدم، وإن لم يمت من عاش هذه اللحظات بالشظايا الحارقات مات كمدًا وقهرًا من بقايا الذكريات.
مثلكم كنّا لا ندري أين نذهب بجرحانا حين يقصف الاحتلال المستشفيات والمستوصفات، ولا ندري أين نذهب بالموتى حين يقصف المقابر بدعوى وجود عظام «إرهابيين» تحت الثرى وبين الرفات، فتؤجل الجنازات أو تكون خلسة فلا يتمكن المحبون من وداعٍ أخير لأحبتهم، ليبقى في النفس آثار عظيمة لا يعرفها إلا من جربها.
مثلكم نسأل أين المسلمون وأين العرب؟ وأين خير أمة أخرجت للناس؟ وأين الجيوش أين الزعماء والعلماء والأحزاب والحركات؟ أين السيوف وأين الزحوف؟ أم أن سيوفهم أخشاب وقلوبهم أرجاف وفزعتهم كلام وضمائرهم نيام وأخوتهم حبر أقلام، أين حق النصرة وغوث الملهوفين أين جهاد الدين المفروض عينًا بالمال والنفس لحظة دفع الصائلين، أم أن الظلم والمظلوم ما تحدده أمريكا وترضى عنه «إسرائيل»، حينها تأتي كل المشاعر والكلمات، وتلهب الألسنة بالدعوات حتى على الصامتين القادرين الخاذلين والمخذلين، فالناس لا تفهم مبررات الخذلان وما يسمى سياسة، فهم يدركون جيدًا أنهم بينما يموتون غيرهم يرتع في التعاسة.
لا نعرف مثلكم معنى قولهم ما ذنب الأطفال والشيوخ والنساء، وكأن القتل الأعمى للشباب والرجال حلال زُلال.

 

 

العرب القطرية

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع