..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

لا أحد بإمكانه الاقتراب من زعيم العصابة الإجرامية في دمشق

العصر

١ ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2501

لا أحد بإمكانه الاقتراب من زعيم العصابة الإجرامية في دمشق
0×00.jpg

شـــــارك المادة

لو قُدّر لعتاة المجرمين أن يعيشوا ليروا بشار الأسد لاعتراهم الذهول وهم يرون كيف ينجو هذا المجرم التافه زعيم عصابة القتل السورية من عقوبة ارتكاب جرائم القتل الجماعي يوماً بعد يوم.

الغرب هلَل للأسد بوصفه حامياً للأقليات المهددة ومنقذا للتحف الأثرية. وقد كتب عمدة لندن "بوريس جونسون" مزهواً بعد الهجوم الذي شنه حلفاء الأسد لاستعادة مدينة تدمر: "مرحى لكم.. أحسنتم ثابروا. ورغم أنه يقر، ربما مخادعة ليسهل تمرير كلامه، أن الأسد وحش وقاتل ودكتاتور مثل والده وأنه يحكم بلاده بالحديد والنار والإرهاب، ولكن هذا لن يمنع من تشجيعه والهتاف له.

والملاحظ أن إدارة أوباما تتراخى في إصرارها على ترك الأسد للسلطة. ووراء الكواليس كان سياسيون مؤثرون مثل روب مالي (وهو حلّال المشاكل المفضل لدى أوباما في المنطقة) وبريت ماكغورك وآخرين يفعلون المستحيل لينتصر النظام عسكريا في حلب وفي أماكن أخرى في أرض المعركة السورية.

وفي الواقع، يبدو أن روسيا وحلفاءها على الأرض يحشدون قواهم للسيطرة على حلب، وكان رد الإدارة الأمريكية بمنحهم الغطاء الكامل بعد أن ادعت زورًا أن المدينة تحكمها جبهة النصرة بشكل أساس.

ويوم الاثنين، نصح جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية مجموعات الثوار في حلب أن يغادروا مواقعهم في المدينة حتى "لا يُصابوا بالضرر".

هم يرون في الأسد حصنا منيعا في وجه "تنظيم الدولة" وجبهة النصرة، فالإدارة الأمريكية لا تخفي حقيقة أنه لا وجود لنظام الأسد من دون الأسد، حتى إن موسكو وجدت تفهما لدى واشنطن أن "مستقبل الرئيس السوري لا ينبغي أن يكون على جدول الأعمال في هذه المرحلة"

وثمة حديث بأن روب مالي تفاوض مع المبعوث الرئاسي الروسي الخاص، الكسندر لاڤرنتييڤ، ناقشا معا خطة تستلهم، إلى حد ما، الأنموذج اللبناني لتقاسم السلطة، حيث يتقاسم ممثلو الأسد والمعارضة. لتي ترضى بالتسوية السلطات التنفيذية والأمنية والتشريعية والقضائيةـ وقد تكون صلاحياتهم تنفيذ ما يُطلب منهم.

ونقل البعض أن روب مالي أطلع أوباما على نتائج محادثاته مع الروس، وقد يكون الرئيس الأمريكي حملها معه في زيارته الأخيرة إلى الخليج.

ولا يبدو أن أوباما غيَر كثيرا في سياسته تجاه سوريا، فالمقترحات التي تتضمن بقاء الأسد رئيسا للبلاد بسلطات محدودة لم تتوقف منذ عام 2012، وهو العام الذي أعلن فيه أوباما عن خطه الأحمر الشهير. وفي العام 2013 صرح البيت الأبيض أن أمريكا "لا تسعى لمساعدة المعارضة للفوز بحرب أهلية". وفي عام 2014 بعد اجتماع في البيت الأبيض دعا اثنان من أهم أركان ما تبقى من مؤسسة السياسة الخارجية الأميركية، ليزلي غيلب وفرانك ويزنر، إلى التعاون مع نظام الأسد ضد "التطرف الجهادي".

وقد عبر غيلب وويزنر عن وجهة نظر الكثيرين في البيت الأبيض، وخلاصتها أن الرئيس الأمريكي، بعد أن كان "متسرعا جدا وحاسما جدا" في الدعوة للإطاحة بالأسد "ربما يكون الآن على استعداد للتفكير في عملية انتقالية"، وهو ما عملت مؤتمرات جنيف على تحقيقه حتى الآن.

وبعدما قد قتل بشار آلاف الناس مستخدماً الغاز الكيماوي على مدى عدة أشهر دون أن تتحرك الولايات المتحدة، فهم الأسد رئيس العصابة أن بإمكانه أن يفلت من العقاب مهما أجرم،. وحتى في هجومه الكيميائي المروع في أغسطس 2013، ظنَ الجميع أن القضية باتت منتهية، لكن أوباما بمساعدة بوتين، أخرج بشار من الورطة باتفاقية ذكية سمحت له بأن يستمر في قتل اسوريين، ولكن باستخدام غاز الكلور بدلا من غاز السارين.

والآن وبعد وصول عدد القتلى إلى ما يقرب من نصف مليون، بالإضافة إلى ملايين اللاجئين كان الكثيرون منهم ضحية تطهير عرقي مُبيَت، كافأت أمريكا وحلفاؤها الأسد بتأهيله لأن يكون جزءا من عملية "الانتقال السياسي"، عبر ممثليه، وتمكينهم من المشاركة في  صياغة دستور جديد والترشح في الانتخابات؟؟

 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع