..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

لماذا غادر الروس؟ فهموا أن "القصة" بلا غاية!

العصر

٢٣ ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2718

لماذا غادر الروس؟ فهموا أن
الروسي 0+0.jpg

شـــــارك المادة

كتب المحلل الإسرائيلي "عاموس جلبوع" في صحيفة "معاريف" أنه ليس كل القوة العسكرية الروسية تغادر سوريا (الصواريخ المضادة للطائرات الحديثة، عدد من طائرات القصف وبعض العناصر الأخرى ستبقى)، ذلك أن السيطرة الروسية في قواعد البحر والجو الخاصة بها في الشاطئ السوري ستستمر، ومعها التأثير السياسي والنفوذ الحصري على قواعد اللعب في سوريا، غير أن قوة الدمار الجوي الروسية ستغادر، وهي التي دمَرت خلال الأشهر الخمسة دمرت تقريبا، وبشكل شبه كامل، مدنا وبلدات وعشرات القرى في سوريا.

ومن المثير، وفقا للكاتب، أنه قبل دقيقة من حديث بوتين، لم يقدر أحد بأن الروس سيغادرون، وبعد دقيقة من حديثه، يكاد يكون كل واحد يعرف كيف يفسر لماذا يغادرون: بسبب الثمن الاقتصادي الباهظ، بسبب الانخفاض في أسعار النفط، بسبب ذكريات أفغانستان الأليمة التي لدى الروس، بسبب تورطهم مع تركيا والناتو، بسبب مواجهتهم مع العالم السني، يحتمل أن يكون كل واحد من هذه الأسباب صحيحا.

أما بوتين نفسه، فقد أعلن بأن سبب المغادرة هو أن القوات الروسية "حققت الأهداف التي وضعت لها"، وهذه لوحدها مشكلة، ليس بسبب حقيقة أن أهداف القوة الروسية لم تفصل عندما وصلت إلى سوريا، فحسب، بل بسبب شيء جوهري آخر وهو: حسب كل المؤشرات في الميدان، القوة الروسية لم تحقق أهدافها، وتركت المهمة غير منتهية، وغادرت سوريا في توقيت ليس جيدا بالنسبة لنظام الأسد.

لماذا؟ ماذا تعني هذه الأمور؟، كما يتساءل الكاتب الإسرائيلي، صحيح أن التدخل الجوي الروسي المكثف أنقذ على ما يبدو نظام الأسد (على الأقل لفترة زمنية)، ولكنه لم يحقق الحسم أو يغير بشكل واضح الوضع.

أولا، القسم الذي يسيطر عليه الثوار من مدينة حلب لم يُحتل على الإطلاق، بل ولم يطوق. والقوة العسكرية للأسد ومرتزقته لم تنجح في الوصول إلى حدود تركيا، كل منطقة إدلب في شمال غرب سوريا، التي تهدد اللاذقية، العاصمة العلوية، تبقى تحت سيطرة الثوار التامة، كما إن الثوار ما زالوا مرابطين على الثغور، ولم يتنازلوا عن هدفهم في إسقاط النظام العلوي لبشار. صحيح أن الثوار تضرروا، كما كتب، ولكنهم لا يزالون في الميدان.

وبكلمات أخرى، وفقا للكاتب، فإن الروس يغادرون دون أن يحقق نظام الأسد إنجازا إستراتيجيا واضحا في الميدان. فالوضع لم يستقر.

وعليه، فإن الجهات الأكثر خسارة من الخروج الروسي هي الأسد، حزب الله وإيران. وبشكل عام، فان إيران أيضا أخرجت معظم قواتها المقاتلة من سوريا، ذلك أن أساس القتال يتم هناك على يد "المبعوثين"، و"المبعوث" الأقوى هو حزب الله، الذي ينزف دمه في سوريا.

إذن، ما هو السبب العميق للمغادرة الروسية؟ يرى الكاتب أنهم بعد بضعة أشهر فهموا ما استغرق إسرائيل الكثير من السنين كي تفهمه في لبنان: "القصة" بلا غاية! أضيفوا إلى هذا كل ما تبقى من أسباب، كما أنهى مقاله.  

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع