..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

ما بين قرار مجلس الأمن وبين اغتيال علوش

ياسر الزعاترة

٢٩ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2619

ما بين قرار مجلس الأمن وبين اغتيال علوش
الزعاترة 00.jpg

شـــــارك المادة

كما كان متوقعا، خرج النظام السوري ليعلن أنه هو المسؤول عن اغتيال قائد جيش الإسلام زهران علوش، وأصدر فيديو كُتب عليه “الإعلام الحربي” يصور طائرة لا تظهر في الصورة توجه صواريخها نحو هدف ما.

والحال أن أحدا لم يقتنع أن طيران بشار هو الذي اغتال زهران علوش، ذلك أن طيرانه البائس لا يجيد غير إلقاء البراميل المتفجرة، لكن الإعلان كان ضرورة لستر عورة سيده بوتين الذي أعلن أنه يواجه القوى التي تسمى إرهابية، وبخاصة تنظيم الدولة وجبهة النصرة ومن يُحسبون عليهما، واستهداف رجل يصنف معتدلا بالمعايير المتداولة يعتبر خروجا عن النص المتفق عليه، فيما يعلم الجميع أن طيران بوتين لم يوفر أحد من صواريخه التي قتلت إلى الآن آلاف المدنيين العزل، فضلا عن المقاتلين بطبيعة الحال.
منظمة العفو الدولية وثقت جرائم لطيران بوتين قالت أنها قد ترقى لجرائم حرب، لكنها كذلك في واقع الحال، والصور التي بثت إلى الآن للضحايا المدنيين لا ينكرها سوى أعمى، رغم البيانات الروسية الباهتة التي تنكر ذلك.
يحيلنا هذا الاستهداف إلى قرار مجلس الأمن الدولي الأخير الذي تحدث عن تسوية في سوريا، تنطلق بعد وقف لإطلاق النار يشمل القوى المعتدلة، ولا يشمل القوى المصنفة إرهابية، وهو القرار الذي يبدو واضحا أنه سيبقى مجرد حبر على ورق، وبالطبع لأن وضعه موضع التطبيق يبدو أمرا مستحيلا، وها إن اغتيال زهران علوش يأتي تأكيدا على أن جميع القوى مستهدفة، وأن المطلوب هو إعادة إنتاج النظام بعد التحالف معه في محاربة القوى الإسلامية برمتها، وهي السمة الغالبية على قوى وفصائل الثورة.
خلاصة قرار مجلس الأمن لمن يقرأ ما وراء السطور هي دعم مسار اللاحل، وهو المسار الذي يريده الصهاينة، والذي يفسر بدوره دعمهم للتدخل الروسي الذي يعزز استمرار النزيف والدمار في سوريا، من دون أن يمنح أي أفق للثورة كي تغير الوضع على نحو يهدد المصالح الصهيونية.
وفي هذا السياق يتفق الغرب مع الكيان الصهيوني على استمرار النزيف، لا سيما أن يضيف إلى المكاسب السابقة جميعها؛ من صفقات سلاح ومطاردة لما يسمى الإرهاب، مكسبا آخر بالغ الأهمية، يتمثل في استنزاف بوتين الذي تغطرس أكثر من اللازم، في أوكرانيا وسواها، وقد تشكل سوريا نقطة استنزاف له.
ولما كان بوتين يدرك ذلك، ويعلم أن الحل السياسي يفرضه الميدان، فقد قام باغتيال زهران علوش، وهو يطارد جميع القوى دون استثناء، على أمل أن يشكل ذلك ضغطا على القوى الداعمة للثورة كي تغير نهجها، واغتيال علوش هو رسالة لداعميه قبل كل شيء.
لكن الأخيرة ليست في وارد التراجع، وما تسرَّب من حديث وزراء خارجية السعودية وقطر وتركيا لنظرائهم الغربيين في نيويورك يؤكد ذلك، فقد تحدث الثلاثة بلغة قاسية تؤكد أن مسار دعم الثورة لن يتوقف ولو استمرت المعركة مئة سنة، لا سيما أنهم يدركون أنه من دون ضرب الجنون الإيراني هنا في سوريا، فإنه سيواصل عبثه على كل صعيد.
والخلاصة أنه ما بين قرار مجلس الأمن الدولي، وما بين اغتيال زهران علوش، واستمرار الاستهداف الروسي لكل قوى الثورة خيط واضح عنوانه أن النزيف سيتواصل إلى ما شاء الله، وذلك حتى ييأس بوتين ومعه الولي الفقيه من إمكانية إلحاق الهزيمة بالثورة وإعادة إنتاج النظام السابق بألاعيب ودعايات سخيفة عن حرب الإرهاب والجماعات التكفيرية.

 

 

الدستور الأردنية

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع