..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

لإنقاذ النظام أم لإنقاذ الشعب.. وفد الجامعة العربية!

حامد الخليفة

٢٧ ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2935

لإنقاذ النظام أم لإنقاذ الشعب.. وفد الجامعة العربية!
8654.jpg

شـــــارك المادة

لا زالت سوريا الشام تعاني من محنتها الكبرى التي تلونت صفحاتها بين تجبر الحاكم بالطائفية وأحقادها التاريخية، وبين مكر كثير من المؤسسات المعنية التي لا زالت تذرف دموع التماسيح على ما يحل بأبناء سوريا، وبين تشفي الشعوبية التي أنفقت الأموال وبادرت إلى شراء الذمم ودفعت بالأمور نحو سحق المواطن السوري وإبقائه تحت مظلة الرعب والخوف التي لا زالت تحكمه منذ عقود.
فهذا وفد الجامعة في دمشق بعد أن أخذ عليه السوريون القرار الذي أمهل طاغية الشام أسبوعين ليفعل زبانيته فعلهم في كرامة وأمن وحقوق المواطن السوري، وقد فعل في الأسبوعين كل ما يؤكد استخفافه بالدم العربي وبالجامعة العربية ووفودها وقراراتها! وأكّد كلَّ هذا؛ ووفدُها في دمشق على مرمى حجر من الأسرى والجرحى والثكالى والمستباحين.
فكيف ينظر المواطن السوري المستباح الدم والمال والعرض والوطن والهوية! لأداء الجامعة بعد اليوم؟ حين يجعله وفدها الذي يحمل لقتلته وجلاديه "الود والارتياح"! وفوق هذا يجعل دمه المسفوك ورصاص قاتله في كفة واحدة؟!
ألا يحق للمواطن السوري الذي نُزع الكرامة وحقوق المواطنة! وفقد الآلاف المؤلفة من أبنائه ما بين قتيل وجريح وأسير وشريد وسجين!! أن يردد كفى عبثاً في دمائنا ومشاعرنا! وكفى مداهنة لطاغيتنا، وكفى تزييفاً للوقائع ونقضاً للحقائق! وكفى تفريطاً بالأمانة!.

فحـق ضائع وحمى مبـــاح  *** وســـيف قاطـع ودم صبيبُ
أمـور لـو تـأملـــهنَّ طفـــل ***  لطَفَّل في عوارضه المشيبُ
فقل لذوي البصائر حيث كانوا *** أجيبوا الحقّ ويحكمُ أجيبوا

فهل من الأمانة أو الكياسة بعد كل هذه الآلام التي يتجرعها المواطن السوري في عامّة أرجاء الوطن أن يقال: "ندين العنف من أي طرف؟" وهم يعلمون أنه من طرف واحد! وبأي قاموس يقال للضحية: تعال حاور جلادك؟! وقبّل اليد التي استباحت دمك! وقتلتك بالسلاح الذي كان عليه أن يحميك، وهتكتك بتسخير الدوائر التي كان عليها أن تفتديك؟! إن هذا الطرح بعيد عن واقع الحال! ولن يؤدي إلى نتيجة! لأنه ينظر للأحداث بعين واحدة، ويسير إليها على ساق واحدة! ويتجاهل الشارع السوري الذي ملّ حياته تحت وطأة حكم الطاغية وظلمه، فأصدر حكمه قائلاً: "ما في حوار ارحل بشار"، هذه هي إرادة الشعب السوري، فمن هذا الذي يسعى لتزييفها؟ فمحور الشر في سوريا قد عرفه الكبار والصغار، ومن يتستر عليه فلن يكون إلا مع الشر! والذي يقف مع الشر لن يأتي بالخير! والحياة مواقف، ولكلٍ الحق في أن يختار الراية التي يقف تحتها، لكن ليس لأحد أن يعطي ما لا يملك! أو يفرض على الأحرار قبول العبودية!.
فمنطق التزييف ولّى زمانه، وكل من له سمع وبصر رأى وسمع شعارات الشعب السوري وعلم أنه اتخذ قراره في الخلاص من القتلة وإن طال الطريق، فالحقيقة التي كان السوريون يأملون أن يحملها وفد الجامعة إلى دمشق؛ تتمثل في جملتين، الأولى: التفاوض على نقل السلطة بشكل سلمي شرعي يحفظ حقوق الجميع من غير تفريط ولا إفراط، والأخرى: محاسبة القتلة والمجرمين الذين استباحوا حقوق الوطن وكرامة أهله أياً كانوا وممن كانوا! فمن يؤدي هذه الرسالة بأمانة ووضوح، فإنه سيكون في صف الحق وفي نصرة قضايا الأمة وشعوبها المطالبة بالعدل والحرية.
وفي كل الأحوال، فإنّ المواطن السوري يعلم أنّ نظامه قد عاد ليمارس باطنيته بفاعلية ومكر، ليصل من خلالها إلى تمزيق الصف العربي، وتشتيت الموقف الدولي، وتشويه صورة الثورة السورية الكبرى، لهذا لا يوجد عند أحرار سوريا سوى مطلب التفاوض على رحيل النظام ومحاسبة من مارس الإرهاب والقتل والخطف واستخدم الرهائن من النساء والأطفال والأهل! واستعمل الجيش والإعلام والمال السوري لقهر وإذلال المواطن السوري، ولاسيما أنّ السوريين يرون بأمّ أعينهم أن نظامهم المتجبر أعلن عملياً رفضه لقرار الجامعة العربية من خلال استباحته للمدن السورية وقتله للمواطنين بأبشع الصور وأشنعها كما هو ظاهر على الشاشات وفي عامة وسائل الإعلام خلال المهلة التي منحتها له الجامعة العربية، وخلال وجود وفدها في دمشق!
فالجميع يعلم أن الشعب السوري لن يساوم على كرامته وحريته ووطنه، مهما ابتكر النظام من مكر وتلبيس وخلط للأوراق، فأبناء سوريا الشام لا يعولون إلا على الله –تعالى-؛ ثم على صبر وشجاعة أبنائهم ونباهتهم، وها هم يرددون بحناجرهم وضمائرهم: "يا الله ما لنا غيرك يا الله"، وعيونهم طامحة إلى هدفهم الكبير في وطن حر كريم يسوده العدل والنظام وحكم الشرع والقانون، ولن ينسى السوريون للمنصفين من الأشقاء والأصدقاء مواقفهم النبيلة، ولا لأهل الخير مشاركتنا همومنا وآلامنا وآمالنا، قال - تعالى -: {وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً}[الإسراء: 18-19].
هذا، والله أعلم،،

المصدر: هيئة الشام الإسلامية

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع