..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

الجيش الحرّ وحرب العصابات

مجاهد مأمون ديرانية

٢٦ ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2891

الجيش الحرّ وحرب العصابات
1.jpg

شـــــارك المادة

رسائل الثورة السورية المباركة (55): الجيش الحرّ وحرب العصابات

ما يزال أملي معلقاً -بعد تعلقه بالله- بجيشنا الحر الباسل لحماية ثورتنا وثوّارنا من جبروت النظام وطغيانه وإجرامه، وأرجو أن يبارك الله فيه فيتوسّع حجمُه ويكثر جنودُه وينتشر في كل أنحاء سوريا لينجح في المهمة التي نطلبها منه.


في المقالة الآتية سأدعو -بإذن الله- إلى إطلاق حملة كبرى لدعم الجيش الحر باعتباره "جيش سوريا الوطني الجديد"، وسأمهد لتلك الحملة بهذه المقالة التي أحاول أن أصف فيها لعامة القراء من جمهور الثورة شكلَ الحرب التي يخوضها الجنود الأحرار ضد عصابات النظام المجرم، وطبيعة تكوين وعمليات الجيش الحر في الوقت الحاضر.
الحرب التي تخوضها كتائب الجيش الحر حالياً هي "حرب عصابات"، هذا هو اسمها في المراجع والأدبيات العسكرية، وهي مختلفة عن الحرب النظامية التي تكون بين الجيوش المتكافئة من حيث الأعداد والتسليح، فمقاتلوها يواجهون قوات كبيرة ثقيلة التسليح بأعداد قليلة خفيفة التسليح، مستفيدين من قدرتهم على المفاجأة والمناورة وسرعة الحركة.
لحرب العصابات خصائص مهمة:

أولها: أن مقاتليها ليست لهم قواعد ثابتة ولا ينبغي أن تكون لهم، ويجب أن يملكوا القدرة على الحركة السريعة، وهذا يقتضي أن تكون تشكيلات تلك القوات صغيرة وخفيفة الحركة. أهم ما تفيدنا به هذه المعلومة هو أن على القوات المنشقة من كتائب الجيش الحر أن لا تكون لها مواقع ثابتة بل أن تستمر في التنقل وفي تغيير مواقعها وفق ما تقتضيه عملياتها، وأن تبتعد عن المدن التي يسهل حصارها وتمشيطها بحثاً عن الجنود الأحرار، ولا سيما المدن الصغيرة.
الخاصية الثانية: هي تسليح مقاتلي العصابات، فإنهم لا تصلح لهم الأسلحة الثقيلة التي تكشفهم وتبطئهم وتقيّد حركتهم، لذلك يقتصرون على الأسلحة الفردية الخفيفة التي يسهل حملها ونقلها وإخفاؤها عند الحاجة، وهذا يجيب عن تساؤل طرحه الكثيرون عن سبب تخلّي العسكريين المنشقين عن عرباتهم ودباباتهم. البعض ظن أنهم خسروا بتخليهم عنها، والحقيقة أنها عبء عليهم ولا تستطيع الصمود أمام الآلة العسكرية الكبيرة للجيش النظامي، لذلك يضطرون إلى تركها والانسحاب الفردي. على أن هذا لا يمنع من استعمالها ضد تجمعات الأمن بأقصى ما تسمح به قدرتها القتالية قبل التخلي عنها، بل إن هذا واجبٌ على المنشقين ما استطاعوا إليه سبيلاً.
وبما أن المقاتلين الذين يخوضون حرب العصابات قليلو العدد والعتاد فإنهم لا يستطيعون مواجهة القوات العسكرية في معركة التحام مباشر، فمثل هذه المعركة محسومة لصالح القوة العسكرية الطاغية للجيش النظامي الذي ينجح عادة في حشد أعداد هائلة ثقيلة التسليح، كما حصل في الرستن في المعركة الأخيرة، حيث اضطرت كتيبة الجيش الحرّ إلى الانسحاب لأنه البديل الوحيد عن الهزيمة والفناء الكامل -لا سمح الله-.
بدلاً من الاشتباك المباشر يعتمد المحاربون في حرب العصابات على ثلاثة أنواع من العمليات العسكرية: الغارات، والكمائن، وعمليات التخريب.
في هذه الأنواع من العمليات يتمتع مقاتلو العصابات بميزة اختيار المكان والزمان، فهم يمكن أن يهاجموا حاجزَ تفتيش ثابتاً في حي من أحياء المدينة أو على أحد مداخلها مثلاً، ويمكن أن يستهدفوا قافلة متحركة من باصات الأمن والشبيحة على الطريق بين مدينة وأخرى، ويمكن أن يهاجموا في أول الليل أو في آخره… إلى غير ذلك من الخيارات التي يتحكمون فيها بشكل مطلق، والتي تجعل العدو في ترقب وقلق دائمَين، وتجبره على سحب جزء من قواته للحماية والرصد فيخف الضغط على المدنيين، بالإضافة إلى المعاناة النفسية التي تصيب أفراده لأنهم لا يعرفون المكان أو الزمان الذي سيتعرضون فيه للهجوم.
أنا أتابع صفحات الجيش الحر، صفحته الرئيسية وصفحة كتيبة خالد والصفحات الأخرى، وحينما أنقل أخبارها المُفرحة للناس يشكّون فيها ويستكثرون الأعداد التي تسجّلها لضحايا الأمن والمخابرات من حيث الأفراد والآليات. أعترف أنني أنا نفسي أتحفّظ في استقبال تلك الأعداد، ليس لشك في صدق المصدر ولكن لطبع خاص بي، فأنا أميل إلى تلقي ما يصلني دائماً بعقلية نقدية، لكني -مع ذلك- أميل إلى تصديق أكثر ما يذيعه الجيش الحرّ من روايات وأعداد، لأنني أعلم أن طبيعة الحرب التي يخوضها توقع مثل تلك الإصابات في صفوف العدو، لا سيما مع تجمع أعداد كبيرة من المجرمين في مناطق محصورة واضطرارهم إلى التنقل بالحافلات الكبيرة على الطرق العامة، حيث يسهل صيدهم في كمائن محكمة اعتماداً على عنصرَي التخفي والمفاجأة.
أخيراً: هذه قائمة ببعض ما يحرص عليه مقاتلو حرب العصابات لرفع كفاءة عملياتهم وزيادة حجم الإصابات في جبهة الأعداء:
1- تضاريس مناسبة للاختفاء والحماية -خنادق أو غابات أو أبنية- لتحقيق المباغتة المطلوبة.
2- ارتباط موقع الكمين بطرق آمنة تسهّل الوصول إليه والانسحاب منه.
3- انكشاف العدو للنيران، حيث يتم استهدافه في مساحة مكشوفة لا تسمح له بالاختباء.
4- الاستعانة بعبوات يمكن تفجيرها من بعيد لتعطيل قوافل القوات المعادية واستهدافها.
5- اختيار الزمان المناسب -غالباً يعتبر الليل أفضل من النهار لأنه يحقق المباغتة-.
6- الاهتمام بعمليات الاستطلاع والتجسس على قوات العدو لاتخاذ أفضل القرارات الهجومية.
7- الاعتماد على مصادر داخلية يفيد في رصد تحركات الأعداء وفي التعرف على خسائرهم.
8- مهاجمة عُقَد الاتصالات يقطع التواصل بين قيادة العدو وقوّاته الميدانية ويُربك تحركاته.
9- مهاجمة قوافل الإمدادات وتعطيل خطوط تموين العدو يؤدي إلى شلّه عن الحركة جزئياً أو كلياً.
10- استهداف قادة العدو المسؤولين عن القمع والقتل والتعذيب يخفف الضغط على الثوار ويرفع معنوياتهم.

المصدر: موقع الزلزال السوري

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع