..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

سوريا ليست بأمانيهم ولا أماني الدول المستكبرة

أسامة الملوحي

٢٤ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2716

 سوريا ليست بأمانيهم ولا أماني الدول المستكبرة
سوري000.jpg

شـــــارك المادة

ما يجري في سوريا ليس بأمانيهم ولا بأماني إدارات الدول العظمى.
إنهم المشاهير من الإعلاميين والسياسيين والمحللين يصرّون دائماً على أن ما يجري في سوريا إنما هو إرادات دول كبرى وتفاهمات دول كبرى ورغبات دول إقليمية تابعة للكبرى...

أغلب هؤلاء تربوا وعاشوا وتثقفوا على مفاهيم صراع القطبين وتقاسم المعسكرين وولاء الدنيا بأسرها للقطب الغربي أو القطب الشرقي... وأقفلوا على ذلك وتشبثوا به ومن شبّ منهم على هذا شاب وسيموت عليه.
لقد كوّنوا لأنفسهم شعاراً وقانوناً وحكمة يظنونها بالغة وبليغة (ما يجري هو إرادات الدول الكبرى ولن تحل المسألة السورية إلا باتفاق أميركا وروسيا) ويقولون ما يجري لعبة و(اللعبة كبيرة وطويلة وغير واضحة المعالم أو النهايات. ويمكن أن تتعقد وتتشابك وتطول أكثر فأكثر دون أن نعرف كيف ومتى ستنتهي)
منذ اندلاع الثورة السورية وانتشارها في وقت قياسي في كل أنحاء سورية تكلم هؤلاء عن إرادات دولية وإقليمية لتغيير بشار لانتهاء دوره وصدموا فيما بعد لما رأوا كل الدول الكبرى تريد الإبقاء على بشار ولا تجد بديلاً عنه!.
واليوم بعد أن استطاع مقاتلو الثورة المجيدة أن يستعيدوا المبادأة العسكرية على أصولها الاستراتيجية وأصولها التسليحية والأمنية ونجحوا في العمل الوحدوي والدعوي وبدأت انتصاراتهم القاصمة في وادي الضيف والحامدية وإدلب وجسر الشغور والمسطومة وفي سهل الغاب والانتصارات في حوران والقلمون... وبعد أن استغل تنظيم الدولة حالة الانهيار وتردي معنويات جنود النظام وتقدم في البادية السورية واستولى على تدمر وما حولها... بعد كل ذلك برزت تحليلات هؤلاء لتربط هذه الإنجازات بالتقارب والدعم التركي السعودي والرضى الأميركي رغم عدم وجود أي دعم يذكر من خارج سورية لا في المال ولا في السلاح ولأكثر من سنة ماضية وبعضهم استنتج وجود رغبة أميركية روسية لتقسيم سورية وقال (هناك مشروع لا نعرف عنه سوى القشور في المنطقة)....

وأضاف (من حق الجميع أن يفرح بتدهور النظام السوري، لكن صدقوني: المسألة أكبر بكثير من هذه التحولات والتقلبات الآنية.

ما هو المطلوب دولياً من وراء هذه التحولات؟

كل هذه الانتصارات هي إرادة أمريكية لقيام دولة سنية تخيف كل الدول... لتتمكن أمريكا من فرض كل ما تريد على حلفائها في المنطقة بحجة حمايتهم من الدولة السنية الرهيبة.
هكذا يفهمون الأمور ولن يفهموها أبداً إلا بهذه الطريقة ويروجون لنظريتهم ليل نهار ويحاولون تغطيتها بألف غطاء ويملكون المنابر الإعلامية الشهيرة فيصنعون رأيا عاما مضللا بعيدا عن حقيقة أن كل انتصار حققه المجاهدون إنما كان بالدم الغزير والإرادة التي لا تلين وبالتصحيح المستمر المتصاعد للجهود.

انتصارات تحدث ضد إرادات الدول وأجنداتها، انتصارات أصدق إنباء من تحليلات الذين ضُبعوا من أميركا عند نشأتهم فرأوا كل أحداث الدنيا من صنعها... رغم أنّ.
رغم أنّ أغلب النفوذ الأميركي في بلادنا صار من أنفسنا عندما مكنّا الأميركي من أنفسنا. نحن نمكن له وندعوه ونغريه وننسلخ مما يسترنا ونراوده حتى لو لم يكن راغباً وننتظره حتى لو تمنع وتأخر وحتى لو طال انتظارنا.
عندما تحدث ثورة عظيمة في سوريا ليس كمثلها ثورة منذ قرون فأمر حتمي من أميركا وغيرها أن تبحث عن كيفية صيانة مصالحها ومصالح حلفائها في المنطقة وأن تحاول فعل الأفاعيل لتحقيق ذلك، وتمكنت أميركا فعلاً من فرض كل ما تريده من وعلى بشار الأسد ومن معه لكنها لم تتمكن أبداً من شراء أو ثني أو توجيه إرادة السوريين الأحرار وعنفوانهم الذي يسجّل لأول مرة في تاريخ سوريا المعاصر، يسجل السابقة السورية الوطنية العظمى... يحقق الاستقلال الحقيقي والتحرر الوطني العظيم ...
على هذا ابنوا توقعاتكم وقراءاتكم يا رواد جيل المؤامرة الكونية ومن السخف أن لا تفعلوا بعد كل ما رأيتموه من بطولات السوريين وتفردهم وستفاجئكم دائماً طلائع الشعب السوري المنتفض العظيم وستدحض نظرياتكم.... ولن يكون بإذن الله إلا الخير لقدّام.

 

 

زمان الوصل

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع