..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

علاقة إيران "بإسرائيل" لم تعد سرية

عامر الهوشان

٤ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2667

علاقة إيران
778-thumb2.jpg

شـــــارك المادة

حقيقة بات يعلمها القاصي والداني ولم تعد تحتاج إلى كثير أدلة وبراهين، فالواقع المعاصر ينطق بتلك العلاقة الحميمة، وإن تظاهر الطرفان بعكس ذلك على مدى أكثر من عقدين وحتى الآن، وتبادلا خلال تلك الفترة الطويلة شعارات العداء والتصريحات النارية العدائية، التي لم تكن سوى وسيلة وذريعة لتحقيق مصالح كل منهما على حد سواء.

 

ولعل من الأدلة التي تؤكد هذه العلاقة، شيوع أخبارها وتفاصيلها بين جميع وسائل الإعلام، حتى غدا هذا الخبر معلوما من السياسة بالضرورة إن صح التعبير، ولا يأخذ حيزا كبيرا من الاهتمام الإعلامي نظرا لكونه بات خبرا عاديا لم يأت بشيء جديد على الساحة السياسية والإعلامية.

بل يمكن التأكد من وجود هذه العلاقة من عدم اهتمام الجانب الإيراني بالرد على شيوع علاقته وتعامله الرسمي مع الكيان الصهيوني، بعد أن كان بالأمس القريب ينفي وبشدة أي علاقة تربطه بتل أبيب، بل يرفع دائما شعار المعاداة الدائمة الأبدية، ويعتبر "إسرائيل" الشيطان الأكبر أو الأصغر.

نعم.... لقد جاء نفي إيران -أمس الجمعة- صحة التقارير الإعلامية التي ترددت مؤخراً، عن وجود "علاقة سرية" بين طهران وكيان الاحتلال الصهيوني، عبر "مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة"، ولم يصدر هذا النفي من طهران كما جرت العادة، بعد أن نقلت وسائل إعلام مصرية تصريحات منسوبة لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أكد فيها أن بلاده لا تمانع من إقامة علاقات دبلوماسية مع "إسرائيل".

ووصف المكتب تقريراً لصحيفة "اليوم السابع" المصرية، بعنوان "تل أبيب وطهران.. أعداء في العلن أصدقاء في الخفاء"، بأنه "أكاذيب مفضوحة"، مشيراً إلى أن التقرير احتوى "تصريحات مزيفة" منسوبة للوزير ظريف – والمقصود تصريحاته خلال الكلمة التى ألقاها مساء الأربعاء فى محاضرة نظمتها جامعة نيويورك - .... وهو نفي اعتادت الدبلوماسية الإيرانية على تكراره رغم تواتر الأدلة على وجوده، بحيث يمكن القول بأن سياسة الكذب ونفي الحقائق باتت سمة جميع مؤسسات إيران.

لا يمكن حصر الأدلة التي تؤكد العلاقة الوطيدة والحميمة بين الكيان الصهوني وملالي طهران، والتي أخرجت تلك العلاقة من السر إلى العلن في الآونة الأخيرة، بحيث يمكن التأكيد بأن العلاقة بينهما لم تعد سرية أبدا، ومن تلك الأدلة:
1- التاريخ والواقع يؤكد وجود هذه العلاقة: أما التاريخ ففضيحة "إيران جيت" في ثمانينيات القرن الماضي خير شاهد على تلك العلاقة، فبينما كانت إيران - خلال حربها الطويلة مع العراق - ترفع شعار معاداة أمريكا و"إسرائيل"، وتزعم أنهما الشيطان الأكبر، تبين فيما بعد أن سيلا من الأسلحة و قطع الغيار كانت تشحن من أمريكا عبر "إسرائيل" إلى طهران، ما يؤكد أن العلاقة وطيدة منذ نشوء وقيام دولة الخميني.

وأما الواقع فيشهد أن جميع معارك طهران إنما وقعت ضد أهل السنة وليس ضد "إسرائيل" كما تزعم، فحرسها الثوري ومليشياتها المسلحة تنتشر وتقاتل في كل من العراق وسورية ولبنان واليمن، وتثير الفوضى والشغب والاضطرابات في بعض دول الخليج، بينما لم نسمع أن جنديا صفويا واحدا قاتل ضد اليهود، أو أن طهران أثارت فوضى وبلبة في تل أبيب عبر مليشياتها!!

2- الأفكار والمعتقدات أيضا تؤكد تلك العلاقة: فلا يوجد في المراجع والمصنفات والمؤلفات الرافضية، ما يشير إلى أن اليهود وأمريكا هم عدو طهران الأول – أو الثاني أو الأخير – بينما تنطق جميع مؤلفات ومراجع ملالي طهران بالعداء الصريح والفاضح لأهل السنة، وتجعل من العرب السنة العدو الأوحد لإيران، وهو ما يجعلها و "إسرائيل" في خندق واحد ضد المسلمين من أهل السنة، فمن المعلوم أن عدو اليهود الأول هم المسلمون من أهل السنة.

3- الاستثمارات الضخمة بين تل أبيب وطهران: والتي كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" فى تقرير لها عن شيء منها، حيث ذكرت أن حجم الاستثمارات "الإسرائيلية" داخل الأراضى الإيرانية بلغ 30 مليار دولار، كما أن هناك العشرات من الشركات "الإسرائيلية" تقيم علاقات تجارية مع إيران، وأغلبها شركات نفطية تستثمر فى مجال الطاقة داخل إيران.

4- الاهتمام بالجالية اليهودية في طهران والعكس: فقد أوضحت الصحيفة أن الجالية اليهودية فى إيران تعتبر أكبر جالية يهودية فى العالم، حيث تبلغ 30 ألف يهودى، تلقى اهتماما واسعا من قبل رؤساء إيران بتوصية خاصة من علي خامنئى، والعكس فإن نحو 200000 ألف يهودى إيرانى فى "إسرائيل" ينالون اهتمام الحكومة "الإسرائيلية" .

5- معابد اليهود فى طهران تجاوزت 200 معبد يهودى، فى حين لم يسمح لأهل السنة فى طهران والبالغ عددهم مليون ونصف المليون بالصلاة فى مسجد واحد يجمعهم.

قد تختلف المصالح بين طهران و"إسرائيل" شأنها في ذلك شأن العلاقة بين جميع الدول في العالم حتى المتقاربة والمتحالفة، وقد تتناقض أحيانا أطماع كل منهما التوسعية في المنطقة، فتخلق حالة من تضارب المصالح والاختلاف على المطامع، إلا أن ذلك لا يلغي العلاقة الوطيدة بل والحميمة بين طهران وتل أبيب، والتي لم تعد أبدا سرية.
 

 

المسلم

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع