..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

لماذا (عين العرب - كوباني)؟

معاذ عبد الرحمن الدرويش

٢١ ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3190

 لماذا (عين العرب - كوباني)؟
العرب كوباني 00 حرب.jpg

شـــــارك المادة

أخذت معركة (عين العرب – كوباني) من الاهتمام ما لم تأخذه الثورة السورية برمتها، رغم أن جبهة (عين العرب – كوباني) لا تمثل على أي صعيد من الأصعدة لا الجغرافية و لا العسكرية و لا الإنسانية سوى نقطة صغيرة سواء لو أخذناها بمعيار الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد أو بمعيار الحرب الدائرة بين التحالف الدولي مع الدولة الإسلامية (داعش) والممتدة على طول سوريا و العراق.

 

 

لكن لماذا كل هذه الاهتمام؟

سواء على الصعيد الإعلامي أو على الصعيد السياسي، وقد صدرت تصريحات كثيرة ومن أكبر سياسي وعسكريي الولايات المتحدة والغرب وهم يتحدثون عن (عين العرب – كوباني).

والحقيقة الخفية أن (عين العرب – كوباني) تمثل نقطة تحول كبير في مستقبل المنطقة كاملة سياسياً و جغرافياً.

فالقوة الصاعدة في المنطقة هي قوة الأكراد، وبقرار دولي طبعاً، ولعل أول هدف تم تحقيقه من حرب التحالف الدولي ضد الدولة الإسلامية (داعش) هو تقوية البشمركة بشكل خاص و معظم القوى الكردية في سوريا والعراق بشكل عام. فالحاضر اليوم ابتسم للأكراد و لعلهم هم من سيقطف ثمرة الربيع العربي، في حين أن أصحاب الربيع لن يعودوا بخفي حنين وإنما سيعودون بدون أقدام و بدون أرجل أيضاً.

فالخارطة الجديدة للمنطقة دولة كردية في الشمال تهدد كلاً من تركيا وسوريا بشكل مباشر و العراق وإيران بشكل غير مباشر.

لا شك أن للأكراد طموحات كبيرة في اقتطاع الحدود الشمالية من سوريا كاملة وضمها إلى كردستان المنشودة في حين أن تركيا لن تسمح لو استطاعت بإضافة حبة تراب سوريّة إلى التراب الكردستاني.

كما أن السوريين يحلمون بسوريا موحدة بدون آل الأسد. لكن للأمريكان و للغرب مصالح تتعارض مع مصالح الجميع، من أجل ذلك لن يتحقق كامل حلم أي من الأطراف الثلاثة، فالأكراد سيعطَون جزءاً من حلمهم الكردستاني في سوريا، وتركيا لن تستطيع أن تمنع كامل الأحلام الكردية، في حين أن السوريين هم الحلقة الأضعف في المنطقة، ولا حول و لا قوة لهم في لعب أي دور سياسي في المنطقة الآن.

و المتوقع بشكل أدق إقامة فيدرالية كردية شمال سوريا، وليس مد حدود دولة كردستان العراق لتشمل شمال سوريا، بحيث تكون الفيدرالية تابعة شكلياً لسوريا، وتابعة ضمناً لكردستان العراق، فالكعكة لا تقدم مرة واحدة في عالم السياسة.

من أجل ذلك جاءت (عين العرب – كوباني) ليمر من خلالها المشروع الأمريكي الغربي، فمن خلال كوباني تم وضع أول إسفين حقيقي بين العرب والكرد السوريين، حيث لاحت في الأفق آثار ذلك الإسفين عندما اختلفوا على تسمية (عين العرب أم كوباني)

وكان للإعلام دور بارز و مقصود في تأجيج ذلك الخلاف البسيط ظاهرياً، العميق حقيقة، و من ناحية ثانية طلب من تركيا طلب غير منطقي ولا يتوافق مع سياستها الإقليمية ولا يتوافق مع موقفها الحساس من الأكراد و لا يتوافق مع أحلامها المستقبلية، في حين لو انتصرت الثورة السورية على جارها العدو بشار.

وتم من خلال حرب (عين العرب- كوباني ) تعميق الجرح الغائر بين الأتراك والأكراد. وبناء على المعطيات السابقة فإن كردستان سوريا لن تشمل كامل الحدود السورية الشمالية كحل وسطي للمعطيات السابقة، وسيتم تحقيق الحلم الكردي، من القامشلي لكنه سيتوقف عند حدود (عين العرب – كوباني) لتبقى – مع كل المناطق الغربية منها - نقطة ملتهبة دائمة بين الأكراد و السوريين والأتراك.

من ناحية ثانية، يلوح في الأفق مشروع دولي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، و هذا ما يؤكد أن إسرائيل ستصبح دولة مستقرة في المنطقة، وبعيدة عن أي صراع، و هذا ما يرجح إشعال الجبهة الشمالية في سوريا، لكي تكون الجبهة الجنوبية آمنة مستقرة، بعد أن يرحل حارسها الأمين المتمثل بنظام آل الأسد.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع