..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

نشرة أخبار سوريا- عواصف ثلجية تتسبب بانهيار 70 خيمة ومقتل طفلين، وأردوغان يقول إن تركيا لن تسمح بإقامة دولة جديدة شمال سوريا -(24-12-2016)

أسرة التحرير

٢٤ ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3131

نشرة أخبار سوريا- عواصف ثلجية تتسبب بانهيار 70 خيمة ومقتل طفلين، وأردوغان يقول إن تركيا لن تسمح بإقامة دولة جديدة شمال سوريا -(24-12-2016)
-800x400.jpg

شـــــارك المادة

عناصر المادة

92 قتيلاً على يد قوات الاحتلال الروسي الأسدي يوم أمس معظمهم في حلب، وقوات الأسد تعدم 6 شبان في حي الصاخور بحلب، بينما فصائل الثوار تصد هجمات متفرقة على وادي بردى وجبهة الميدعاني في غوطة دمشق، وفي الشأن الإنساني: أوضاع صعبة يعيشها المهجرون وسط عواصف ثلجية وانهيار 70 خيمة في إدلب ومصرع طفلين بسبب البرد، أما دولياً : تركيا تقول إنها لن تسمح بإقامة دولة جديدة شمال سوريا.

الفعاليات والاحتجاجات:

بعد غياب: علم الثورة يزين مظاهرات إدلب وغوطة دمشق:
شهدت الساحة السورية -منذ إخلاء حلب- حراكاً جماهيرياً يذكّر بأيام الثورة الأولى، من خلال التفاف الجماهير حول علم موحد للثورة، ومطالبتها بتوحيد الفصائل وإسقاط النظام.
حيث خرجت يوم أمس مظاهرات في مناطق متفرقة من سوريا طالب المتظاهرون فيها الفصائل العسكرية بالاندماج ووحدة الصف ونبذ الفصائلية.
ففي غوطة دمشق الشرقية، تظاهر الآلاف في مدن وبلدات (حمورية ومسرابا وسقبا وعربين وعين ترما) في جمعة أطلق عليها الناشطون في سورية اسم "راية الثورة توحدنا"، ورفع المتظاهرون أعلام الثورة السورية ولافتات تدعو لإسقاط النظام، وطرد جميع الميلشيات الطائفية التي تؤازره، بالإضافة إلى دحر الاحتلال الروسي.
كما رفعوا لافتات أخرى دعت فصائل الغوطة إلى تشكيل جسم عسكري واحد والاندماج فيه، وترك الفصائلية والتوجُّه نحو عمل عسكري يقلب الموازين، مؤكدين تمسُّكهم بأرضهم في وجه المجرمين واستمرار الثورة حتى إسقاط نظام الأسد.
وتزامن ذلك مع مظاهرات أخرى في بلدات (السهوة ونوى) في ريف درعا الغربي، بالإضافة إلى مدن (معرة النعمان وسرمدا) في إدلب.

جرائم حلف الاحتلال الروسي- الإيراني- الأسدي:

92 قتيلاً: (نسأل الله أن يتقبلهم في الشهداء):
وثقت لجان التنسيق المحلية في سوريا قتل طيران العدوان الأسدي والروسي يوم أمس الجمعة 92 شخصاً، معظمهم في حلب، ومن بين القتلى 16 طفلاً و12 امرأة.
وتوزع القتلى على مناطق وبلدات سورية كالتالي:
في حلب قتل 62 شخصاً، وفي دمشق وريفها قتل 14 شخصاً، وفي الرقة قتل 7 أشخاص، وفي دير الزور قتل 5 أشخاص، وفي درعا قتل 4 أشخاص.
مناطق القصف
في دمشق وريفها، شن الطيران الحربي غارات على مدينتي زملكا وعربين وبلدة جسرين في الغوطة الشرقية، كما شن الطيران الحربي غارات جوية على بلدات عين الفيجة وبسيمة ودير مقرن في وادي بردى، واستهدفت قوات الأسد أطراف بلدة حزرما في الغوطة الشرقية بقذائف المدفعية، إلى حلب، حيث شن الطيران الحربي 3 غارات على مدينة الأتارب في الريف الغربي، كما شن طيران العدوان الروسي 15 غارة جوية على مدينتي عندان ومعارة_الأرتيق بالريف الشمالي، وشن الطيران أيضاً عدة غارات جوية على قرية المهدوم في الريف الشرقي، أما في إدلب، فقد شنت الطائرات الروسية غارات جوية استهدفت أحياء مدينتي بنش وجسر الشغور، وفي درعا، شنت الطائرات الحربية عدة غارات جوية على مدينة داعل بالريف الأوسط، وفي حماة، شنت طائرات حربية روسية غارات جوية على قرية السرمانية في حماة، وفي حمص، قصفت قوات الأسد بالرشاشات الثقيلة مدينة الرستن في حمص من كتيبة الهندسة، كما قصفت بالدبابات منطقة الحولة في حمص من حاجز قرمص. (1،2،3)
قوات الأسد تنفذ إعدامات ميدانية في حي الصاخور بحلب:

قال ناشطون سوريون إن قوات الأسد والميليشيات الإيرانية نفذت أمس الجمعة إعدامات ميدانية بحق 6 شبان في حي الصاخور شرقي حلب، وأضاف الناشطون أن الإعدام تم رمياً بالرصاص، وذلك بعد محاولة الشبان العودة إلى الحي الذي احتلته قوات الأسد مؤخراً.
وكانت قوات الأسد والميليشيات الإيرانية قد نفذت سلسلة إعدامات جماعية في أحياء بستان القصر والكلاسة والفردوس والمشهد، وهو ما أكده المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان "روبرت كولفيل" عن وجود تقارير تفيد بقيام "قوات موالية لنظام الأسد" بقتل 82 مدنياً على الأقل بينهم 11 امرأة و13 طفلاً في أربعة أحياء مختلفة".

مجزرة جديدة للروس: 7 أشخاص من عائلة واحدة، في قصف على مدينة الأتارب غرب حلب:
ارتكب الطيران الروسي مجرزة جديدة، راح ضحيتها سبعة أشخاص من عائلة واحدة، بينهم سيدة وطفلان، فيما جرح آخرون نتيجة قصف على مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي.
وقال مركز حلب الإعلامي: إن الطيران الحربي استهدف المدينة بثلاث غارات ظهر اليوم، مما أدى لمقتل وجرح العشرات.
وتشن قوات النظام مدعومة بالميلشيات الطائفية حملة قصف على بلدات ومدن الريف الشمالي والغربي لحلب، حيث سجلت أمس عشرات الغارات والقذائف المدفعية وصواريخ الراجمات، على مدن وبلدات حريتان وعندان وتل مصيبين وكقر حمرة وضهرة عبد ربه وخان العسل وغيرها، فيما صدّ الثوار محاولة تلك القوات التقدم من جهة سوق الجبس وحي الراشدين، مكبدين إياها خسائر فادحة في العتاد والأرواح.

عمليات المجاهدين:

صمود للمجاهدين بريف دمشق:
تصدى المجاهدون لمحاولة مليشيا حزب الله التقدم من ثكنة جبل هابيل باتجاه قرية الحسينية في منطقة وادي بردى غربي دمشق، وأجبروها على التراجع، حيث دارت اشتباكات بين الطرفين أسفرت عن وقوع إصابات في صفوف المليشيا، كما استهدف المجاهدون اليوم السبت، حواجز الحرس الجمهوري التابع لقوات الأسد في أشرفية الوادي بقذائف الهاون، محققين إصابات مباشرة، ودارت اشتباكات عنيفة على جبهات بلدة الميدعاني وأوتوستراد دمشق – حمص الدولي بين المجاهدين وقوات الأسد، ما أدى إلى إعطاب دبابة لقوات الأسد. (2)
سيناريو حلب يتمدد إلى دمشق.. والمعارضة تبدأ حربا جديدة:

يلوح في الأفق إعادة سيناريو حلب على ريف دمشق، إذ تخوض فصائل المعارضة في مناطق جنوب دمشق مفاوضات مع النظام حول مصير بلدات في تلك المناطق وأبنائها، عبر لجنة توافقت عليها الفصائل بالتفاهم مع القوى المحلية، وقال ناشطون سوريون إن النظام يسعى لتكرار سيناريو حلب، من خلال الحصار على بلدات «ببيلا»، «بيت سحم»، «يلدا»، و«الحجر الأسود»، إضافة إلى مخيم «اليرموك» للاجئين الفلسطينيين وحي «التضامن»، في الوقت الذي يمارس المجتمع الدولي الصمت المطبق حيال ممارسات النظام وروسيا ومن ورائهما الميليشيات الطائفية.
في غضون ذلك، أطلقت فصائل المعارضة السورية أولى القذائف على حلب غداة انتهاء عمليات الإجلاء من المدينة، وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إن «القذائف التي استهدفت حي الحمدانية في جنوب حلب، لافتا إلى أن عشر قذائف على الأقل سقطت على حي الحمدانية أطلقتها الفصائل المعارضة من منطقة الراشدين في ريف حلب الغربي بعد أقل من 24 ساعة على إعلان قوات النظام سيطرتها على كامل مدينة حلب». (8)

قتلى وخسائر للنظام على جبهة الميدعاني في غوطة دمشق، إثر هجوم معاكس للثوار:
قال جيش الإسلام إنه قتل عدداً من عناصر قوات الأسد وكبّدها خسائر فادحة، إثر هجوم معاكس شنّه على جبهة الميدعاني في غوطة دمشق الشرقية.
وأسفرت العملية -التي نفّذها جيش الإسلام بالإشتراك مع فصائل أخرى- عن استعادة عدة نقاط مهمة، كان المجاهدون قد خسروها في الأيام السابقة، بالإضافة إلى تدمير دبابة، واغتنام عدد من الأسلحة الخفيفة.
وكان القائد العام لجيش الإسلام "عصام بويضاني" قد دعا -أمس- في كلمة له إلى تعبئة عامة، بغرض رفع جاهزية جيش الإسلام للوقوف حصناً منيعاً أمام هجمات نظام الأسد والمليشيات الطائفية.
وتعدّ جبهات غوطة دمشق نقاطاً ساخنة، إذ تواصل قوات الأسد مدعومة بالطيران الروسي هجوماً عنيفاً ويومياً عليها منذ سبعة أشهر، دون أن تحقق أي تقدم.

الجيش التركي: مقتل 68 عنصراً من تنظيم "الدولة" في مدينة الباب شرق حلب:
أعلن الجيش التركي اليوم السبت، مقتل 68 عنصراً من تنظيم "الدولة الإسلامية" باشتباكات مع فصائل درع الفرات، وقصف على مواقع له في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، وذلك ضمن عملية "درع الفرات" التشاركية بين الجيش السوري والحر والجيش التركي.
وأضاف الجيش في بيان له اليوم نقلته وكالة الأنباء التركية " الأناضول" إن "اشتباكات دارت بين تنظيم "الدولة" وفصائل الجيش الحر في محيط المدينة، أسفرت عن مقتل 38 عنصراً للتنظيم، وسقوط قتيلين في صفوف الفصائل وجرح آخرين.
كما أضاف أن مقاتلات حربية تركية قصفت ستة أهداف لتنظيم "الدولة" في محيط الباب، ما أدى إلى مقتل 30 عنصراً، وتدمير ثلاثة مقرات وثلاثة كراجات لعربات مفخخة، وأن القوات المسلحة قصفت بالأسلحة الثقيلة 141 هدفاً للتنظيم في المدينة، بعد تحديدها بالرادارات العسكرية.

المعارضة السياسية:

نصر الحريري: على روسيا وقف اعتداءاتها ولجم الأسد والمليشيات:
أكد عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، نصر الحريري، أن "على روسيا الكف عن ارتكاب جرائم الحرب بحق المدنيين، ولجم نظام الأسد والمليشيات الإرهابية التي تحركها إيران عن ارتكاب عمليات التهجير القسري والإبادة الجماعية إذا كانت جادة في إيجاد حل سياسي في سورية"، وقال الحريري في تصريح لـ"العربي الجديد"، الجمعة، إن "على روسيا أن تتوقف عن دعم نظام الأسد، وأن تراهن على الشعب السوري، عبر مشاركتها في العملية السياسية على أساس تحقيق تطلعات الشعب السوري بالوصول إلى الانتقال السياسي الحقيقي، بناء على المرجعيات الدولية، وخاصة بيان جنيف والقرارات الدولية 2118 و 2254".
وكان رئيس الائتلاف الوطني، أنس العبدة، قد أجرى عدداً من اللقاءات الدبلوماسية مع مسؤولين في الدول العربية والغربية، لـ"إيقاف الجرائم بحق المدنيين في حلب"، إضافة إلى إرساله سبع رسائل إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية، إلى جانب 23 دولة أخرى، وشكل الائتلاف الوطني مع الحكومة السورية المؤقتة "خلية أزمة" لـ"احتواء الآثار الناتجة عن العملية العسكرية الواسعة التي تعرضت لها حلب، بعد فرض التهجير القسري على سكانها"، حيث جرت المشاركة في حشد عدد من التظاهرات في تركيا والمدن الأوروبية للتضامن مع المدنيين في المدينة، و"إدانة جرائم روسيا ونظام الأسد والمليشيات الإيرانية".
وعملت طواقم الحكومة المؤقتة على استقبال النازحين والتواصل مع المنظمات المحلية والدولية لتأمين السكن وتقديم المساعدات الإنسانية لهم، كما تم توزيع المصابين على المشافي، ونقل الحالات الحرجة إلى المشافي التركية، وأكدت عضو الائتلاف الوطني، سلوى أكتاو، أن "سلامة المدنيين تبقى على سلم الأولويات لدى الائتلاف الوطني، وأن حرب النظام وروسيا وإيران الممنهجة ضد المدنيين والمرافق العامة، والتي لا تتوافق مع القوانين الدولية للنزاعات المسلحة، لم تترك خياراً آخر أمام المدنيين سوى القبول باتفاق الإخلاء الذي يضمن سلامتهم وأمنهم"، ولفتت أكتاو الانتباه إلى أن "ما حصل هو عمليات تهجير قسري يحاسب عليها القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني"، مشددة على أن "ذلك تم بتخطيط روسي إيراني، وهو ما يجعل روسيا حتى الآن طرفاً غير نزيه داخل المنظومة الدولية".(5)

الوضع الإنساني:

وفاة طفلين بعد انهيار 70 خيمة للنازحين في إدلب:
تسببت عاصفة ثلجية قوية باتهيار 70 خيمة للنازحين في مدينة حارم التابعة لمحافظة إدلب شمال غربي سوريا، وقالت وكالة الأناضول إن طفلين لقوا مصرعهم في المخيم الذي يضم 200 خيمة، أقيمت بشكل عشوائي لاحتواء النازحين والمهجّرين من محافظتي حلب وحماة، وتتعرض مناطق وسط وشمال سوريا إلى عاصفة ثلجية منذ مطلع الأسبوع الجاري، تسببت بانهيار مئات الخيام، حيث يعيش النازحون والمهجرون أوضاعاً كارثية في ظل انخفاض درجات الحرارة، وانعدام وسائل التدفئة، فضلاً عن نقص حاد بالأغذية والماء بسبب انقطاع الطرق المؤدية إلى المخيمات.
وشهدت الأيام الماضية مقتل أطفال وكبار بالسن من سكان المخيمات نتيجة البرد القارس، ونقص الرعاية الطبية والمستوصفات الميدانية، ويعتمد سكان تلك المخيمات -بشكل أساسي- على المساعدات التي تصلهم عبر الحدود التركية من منظمات إنسانية وإغاثية.
يذكر أن ما يزيد عن 40 ألف مهجر غادروا حلب خلال الأيام الماضية إلى الريف الغربي ومناطق إدلب، ويعاني هؤلاء من انعدام المأوى والبرد والجوع كما يحتاجون إلى الرعاية الطبية والنفسية.
ارتفاع عدد الوفيات من مهجري حلب في المشافي التركية:
نقلت وكالة الأنباء التركية" الأناضول" اليوم السبت، عن مصادر في مديرية الصحافة والإعلام والنشر التابعة لرئاسة الوزراء التركية، أن عدد الجرحى، الذين استقبلتهم مشافٍ تركية وصل إلى 210، بينهم 88 طفلاً، وأضافت المصادر للوكالة أن" 83 جريحاً منهم نقلوا إلى مشافٍ متفرقة في ولاية هطاي، في حين غادر 31 آخرين، بعد استكمال العلاج اللازم".
وكان عدد الوفيات بين جرحى المهجري من أحياء حلب في تركيا، بلغ 15 قبل يومين، بعد وصول 182 جريحاً منذ بدء علميات الإجلاء، بينهم 72 طفلاً، توزعوا على مستشفيات في ولاية هطاي، وذلك عقب دخولهم عبر معبر "جلوة غوزو"، بسيارات إسعاف تابعة لوزارة الصحة التركية.
13.5 مليون سوري بحاجة للمساعدة منهم 9 ملايين يعانون الجوع:
وصف جون غينغ، مدير العمليات لتنسيق الشؤون الإنسانية، في الأمم المتحدة، الوضع في سوريا بأنه أصبح كارثيا، مشيراً أن 13.5 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية، بينهم نحو 9 ملايين يعانون من الجوع"، كلام "غينغ"، جاء في جلسة مجلس الأمن الدولي التي عقدت، مساء أمس الجمعة، وخصصها حول الأوضاع المأساوية في سوريا، وقال المسؤول الأممي في إفادته "تقوم الأمم المتحدة بأربعة مهام رئيسية في حلب وهي: مراقبة الإجلاء، ودعم من تم إجلاؤهم بمجرد مغادرتهم، والسعي للوصول إلى المناطق التي أعيدت السيطرة عليها (من قبل النظام والمجموعات الأجنبية الإرهابية الموالية له) شرقي حلب لتقديم المساعدة لمن تبقوا فيها، وتقديم الدعم الإنساني المتواصل للمحتاجين في المناطق الأخرى من المدينة".
ولفت غينغ إلى أن "إجمالي من تم إجلاءهم من شرق حلب، بلغ 35 ألف شخص بمن فيهم 20 ألفا منذ اعتماد القرار 2328، وشمل ذلك مدنيين ومقاتلين وأسرهم"، وأشار إلى أن "نحو 435 شخصا خضعوا للإجلاء الطبي باستخدام سيارات الإسعاف، وفقا لمنظمة الصحة العالمية"، كما أوضح أن "عملية الإجلاء كانت معقدة للغاية، إذ اصطدمت بالإحباط في كثير من الأحيان بسبب المفاوضات بين الأطراف المعنية، التي كانت تضع شروط عملية الإجلاء، بما في ذلك الإصرار على الإجلاء المتزامن من شرق حلب وبلدتي كفريا والفوعة".
ولفت غينغ إلى أنه "بمجرد إجلاء المغادرين من المناطق المحاصرة، نترك اختيار المقصد للمدنيين، حيث اختار غالبيتهم التوجه إلى مناطق خاضعة لجماعات مسلحة غير تابعة للدولة (النظام)، وقد أنشئ مركزان للاستقبال في أتارب في حلب، وسرمده في إدلب"، ودعا المسؤول الأممي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي وأطراف الصراع وحلفائهم، إلى مضاعفة الجهود لإنهاء النزاع، وتقديم الدعم الفعال للعمل الإنساني لمساعدة الضحايا الأبرياء، واستكملت، أل أمس الخميس، عمليات إجلاء المدنيين وقوات المعارضة من الأحياء الشرقية لمدينة حلب السورية، بالتزامن مع عمليات مماثلة تمت من بلدتي "كفريا" و"الفوعة" المحاصرتين من قبل المعارضة، بريف محافظة إدلب، شمالي البلاد، ومع خروج المحاصرين، باتت كامل الأحياء الشرقية خاضعة لسيطرة النظام السوري والمجموعات الأجنبية الإرهابية الموالية له. (6)

المواقف والتحركات الدولية:

أردوغان: لن نسمح بإقامة دولة جديدة شمالي سوريا:
قال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" إن بلاده لن تسمح بإقامة دولة جديدة شمال سوريا على الإطلاق، مؤكداً أن هناك أطرافًا تسعى لإقامة دولة جديدة هناك، دون أن يسمي هذه الأطراف.
وأشار "أردوغان" إلى أن تركيا تطرح منذ البداية إقامة منطقة آمنة خالية من الإرهاب شمالي سوريا، مضيفاً أن مدن تركية الجنوبية ستبقى معرضة للخطر ما لم يتحقق ذلك.
وحول استشهاد عدد من الجنود الأتراك خلال عملية "درع الفرات"، قال أردوغان: "بالتأكيد قلوبنا تتألم لأجل شهدائنا، ولكن يجب علينا أن نعلم بأن هذا الأراضي تحتاج لشهداء لتكون وطنًا لنا".
وتخشى تركيا من أن توسع الميلشيات الكردية نفوذها على الشريط الشمالي من سوريا، مما يهدد بإقامة كيان جديد يشكل خطراً على تركيا، لذا أطلقت عملية درع الفرات في 24 أغسطس/آب الماضي، بالاشتراك مع فصائل في الجيش الحر، من أجل إقامة مناطق آمنة بمساحة 5 آلاف كم شمال سوريا، واستطاعت تحرير المناطق مابين إعزاز وجرابلس، حيث باتت على مقربة من تحرير مدينة الباب آخر معاقل تنظيم الدولة شمال سوريا.

أردوغان: قوات "الجيش السوري الحر" تقترب من السيطرة على مدينة "الباب":
قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس الجمعة، إن قوات "الجيش السوري الحر" تقترب من السيطرة على مدينة "الباب"، بريف حلب الشرقي، وذلك بدعم من القوات المسلحة التركية.
وأضاف "أردوغان" في كلمة ألقاها خلال مشاركته في مراسم افتتاح مشاريع استثمارية لتخزين الغاز الطبيعي، في ولاية إزمير، "كانت العناصر الإرهابية في سوريا قد استهدفت ولاية كليس (جنوبي تركيا)، وصبرنا أكثر من مرة، إلا أنهم لم يتّعظوا، وعندها نفد صبرنا، واستهدفنا الإرهاب ليس فقط داخل بلادنا بل هناك أيضاً"، كما أضاف "يقولون إنه ينبغي أن يكون هناك جانب دبلوماسي للأزمة السورية، ونحن نؤكد ذلك، ونبذل جهودا دبلوماسية مع الأطراف المعنية، لاسيما روسيا وإيران والسعودية وقطر".
وسيطرت قوات "درع الفرات" يوم أمس الجمعة مجدداً على جبل عقيل والمشفى الوطني في مدينة الباب عقب معارك مع تنظيم الدولة.
عقوبات أميركية جديدة ضد مسؤولين سوريين وروس:
أدرجت الولايات المتحدة أمس الجمعة 6 وزراء سوريين ومسؤولين في مصرف روسي على لائحتها الاقتصادية السوداء، بسبب دورهم في "أعمال العنف" التي ارتكبها نظام بشار الأسد، وطيران العدوان الروسي، وعلى رأس المدرجين في قائمة العقوبات الأمريكية وزير المالية مأمون حمدان ووزير النفط علي غانم، إضافة إلى حاكم مصرف سوريا المركزي دريد درغام، ما يعني تجميد أصولهم في الولايات المتحدة وعزلهم مالياً، وشملت العقوبات أيضاً شركة "أجنحة الشام للطيران" وكذلك شركتين يملكهما رامي مخلوف ابن خالة الأسد، الذي أدرج سابقاً على القائمة الأميركية السوداء.
واعتبرت الخزانة الأميركية أن الأفراد والشركات المستهدفين بالعقوبات قد دعموا النظام وتحركوا باسمه أو سهلوا برنامج "أسلحة التدمير الشامل" الذي يطوره، وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد أعلنت الثلاثاء الماضي عقوبات جديدة تستهدف سبعة أفراد في روسيا، بينهم كوادر عديدة في "بنك روسيا" الذي يعد الأقرب إلى السلطات الروسية.
بعد احتلالها لحلب.. روسيا تنشر كتيبة من الشرطة العسكرية الروسية في أحيائها الشرقية:
تداول ناشطون سوريون صوراً لمجموعة من الجنود الروس في أحياء حلب الشرقية قالوا إنها وصلت إلى حلب تحت مسمى "الشرطة العسكرية، ونقلت صحيفة "ذي موسكو تايمز" الروسية، عن إعلان لوزارة الدفاع الروسية، أمس الجمعة أن "نشر الشرطة العسكرية في أحياء حلب الشرقية يأتي لـ"إعادة القانون والنظام" في المدينة، وأضافت الصحيفة أن "الكتيبة ستقوم بتوفير الأمن للجنود وخبراء إزالة الألغام والفرق الطبية والإنسانية في المنطقة".
ونقلت "وكالةإنترفاكس" الروسية للأنباء، عن مسؤولين بوزارة الدفاع، أن "الكتيبة تحركت من قاعدة حميميم الجوية (غربي سوريا)، نحو حلب، لمساعدة الشرطة المحلية"، وفي أكتوبر/تشرين أول الماضي، صادق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على اتفاقية نشر مجموعة من قوات بلاده الجوية على الأراضي السورية إلى "أجل غير مسمى".
وكان نظام الأسد قد أعلن الخميس الماضي السيطرة على حلب، بعد خروج المدنيين منها بموجب اتفاق روسي تركي، قضى بخروج أهالي حلب المحاصرة، مقابل خروج بعض من أهالي مدينة كفريا والفوعة المواليتين لنظام الأسد.
وزير الدفاع يؤكد وجود 3 أسرى من عناصر الجيش التركي بيد تنظيم الدولة:
أكد وزير الدفاع التركي "فكري إشيق" وجود 3 أسرى من عناصر الجيش التركي بيد تنظيم الدولة، معتبراً أن جميع التأويلات الأخرى ليست معلومات مؤكّدة، ودعا الوزير التركي إلى ضرورة تجاهل المعلومات التي لم يتسن التأكد منها، في إشارة إلى التسجيل المصور الذي نشره تنظيم "الدولة" قبل يومين لعملية إعدام حرقاً قال إنها لجنديين تركيين، وأظهر التسجيل الجنديين داخل قفص حديدي، قبل أن يقتادهما مقاتلوه إلى الخارج ويضرموا النار فيهما، وقال التنظيم إن العملية تأتي رداً على دخول أنقرة في تحالف لمحاربته.
وعن وجود الجيش التركي في مدينة الباب بريف حلب شمالي سوريا، قال إشيق إن "صواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون كانت تطلق على ولاية كليس من خارج الحدود"، مضيفاً "ماذا كنا سنفعل؟ هل كنا سننتظر أكثر؟ لا.. تركيا ستذهب إلى أي مكان تتلقى منه تهديداً، وأولويتنا سحق رؤوسهم هناك، وإذا لم نقم بذلك، حينها نكون قد استسلمنا للإرهاب"، وتابع "طبعاً اتخاذ هذه القرارات ليس سهلاً، واتخذت تركيا هذه القرارات لأنه لم يكن لديها أي طريق آخر".
كما أشار إشيق إلى أن عملية درع الفرات لها 3 أهداف هي تطهير الحدود والمنطقة من تنظيم "الدولة"، وإنشاء منطقة آمنة من أجل النازحين السوريين داخل بلادهم، وإنهاء حلم "حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي وذراعه المسلح تنظيم "ي ب ك" بوصل الكانتونات (الحسكة وكوباني وعفرين).
وأضاف أن العمليات العسكرية المشتركة مع الجيش السوري الحر ستتواصل في مدينة الباب، حتى يتم تطهير داعش من المنطقة بشكل كامل"، مؤكداً على سيطرة "الجيش التركي والجيش السوري الحر على تلة المستشفى التي تعد أهم نقطة في الباب"، ومضيفاً "لكن لا يزال هناك الكثير من الأعمال التي ينبغي القيام بها".
"الحشد الشعبي" يتبرّأ من الميليشيات الشيعية المقاتلة لدعم الأسد:
تحاول قيادات عراقية بارزة، النأي بنفسها عن اشتراك ميليشيات شيعية عراقية في المعارك الجارية في سوريا لدعم نظام بشار الأسد بإشراف الحرس الثوري الإيراني، على الرغم من وجود عناصر لتلك الميليشيات ضمن هيئة «الحشد الشعبي» التي تبرأت هي الأخرى من تواجد الفصائل الشيعية في سوريا، فقد أعلن المتحدث بإسم قوات «الحشد الشعبي» النائب أحمد الأسدي التبرؤ من الفصائل العراقية المتواجدة في سوريا، وقال في تصريح تلفزيوني أمس إن «المقاتلين العراقيين المتواجدين في سوريا ليسوا جزءاً من الحشد الشعبي»، مضيفا أن «الحشد يمثل قوات عراقية تخضع للقانون العراقي بكل تفاصيله، ولا توجد لدينا أي فصائل في الخارج».
وأكد الأسدي أنه «لا يوجد أي ربط بين مدينة حلب السورية ومدينة الموصل العراقية، ولكن هناك ترابط بين الجبهتين، وهو مكافحة الإرهاب"، وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي شدد قبل أيام على أن أي جهة عراقية تقاتل في سوريا، لا تمثل العراق، في إشارة إلى قوات «الحشد الشعبي»، داعيا جميع الفصائل المنضوية تحت راية «الحشد الشعبي»، إلى الالتزام بسياسة الحكومة العراقية بـ«عدم التدخل بشؤون الدول الأخرى»، ومشدداً على أن «العراق لا يريد الاشتراك بصراعات إقليمية»، وتتواجد في سوريا منذ سنوات فصائل شيعية مسلحة من بينها ميليشيا «النجباء» و«كتائب حزب الله» وميليشيا «أبو الفضل العباس» وميليشيا «عصائب أهل الحق» وغيرها من التشكيلات التي تنضوي أيضا ضمن «الحشد الشعبي» العراقي. (4)
إيران تحذر من أزمة مع تركيا على خلفية الحرب السورية:

أعرب السفير الإيراني لدى تركيا محمد إبراهيم طاهريان أمس، عن اعتقاده بأن أزمة ستنشأ بين بلاده وتركيا، لو لم تتدخل الأخيرة وتوقف الهجمات الإعلامية في وسائل إعلامها ضد طهران، ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء عن طاهريان قوله، إذا لم يتوقف "الشحن" ضد بلاده "فسيسفر عن حدوث أزمة بين البلدين"، مضيفاً إن هناك "بعض وسائل الإعلام التركية تعمل على شحن الأجواء ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بهدف تحريض الرأي العام" ضد إيران، وأشار إلى أن الأوضاع "لو استمرت على هذا المنوال، ولم تتصدَ السلطات التركية لهذه المساعي، فلا شك في حدوث أزمة بين البلدين".
وأضاف "إن أوكلت القضايا المصيرية إلى وسائل الإعلام نيابة عن السلك الديبلوماسي في الحكومة، ستفقد السلطات الحاكمة سيطرتها على الأوضاع"، وانتقد بعض وسائل الإعلام التركية التي زعم أنها "لا تقول الحقيقة الدامغة التي فحواها أن الحكومة والشعب في سورية هما اللذان طلبا الدعم المباشر من الجمهورية الإسلامية"، من جهة ثانية، طالب "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" المعارض، في بيان، أول من أمس، المؤتمر الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي من أجل سورية بطرد النظام الإيراني من المنظمة.
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس محمد محدثين إن "الحرب غير العادلة وغير المتكافئة التي فرضت على أهالي حلب وجرحت قلوب المسلمين كافة أثبتت مرة أخرى أن النظام الإيراني والحرس الثوري والميليشيات المرتزقة التابعة له هم العاملون الرئيسيون للأزمة وأن الأزمة ستستمر ما لم يتم إخراج هؤلاء بالكامل من سورية"، واعتبر أن "حلب اليوم باتت محتلة بيد الحرس الإيرانيين المجرمين، فحضور قاسم سليماني على أطلال حلب دليل على هذه الحقيقة"، وأكد أن "النظام الإيراني هو الطرف الوحيد الذي اشتبكت مصالحه في سورية تماماً مع بقاء الأسد ونظامه والقضاء الكامل على المعارضة السورية، كما أن سقوط الأسد بمثابة ناقوس موت للنظام الإيراني". (7)

ميزانية "البنتاغون" تتيح تزويد المعارضة السورية بمضاد طيران، لكن بشروط:
صادق الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، على ميزانية وزارة الدفاع (البنتاغون) لعام 2017، التي بلغت 619 مليار دولار أمريكي، وجاء في قانونها تزويد المعارضة السورية بمضادات الطيران لكن بشروط.
وينص أحد بنود القانون على “ألا تصرف أموال من الممكن تخصيصها للمعارضة السورية، إلا بعد أن يقدم وزيرا "الدفاع والخارجية" تقريرًا مشتركًا بهذا الشأن للكونغرس، إضافةً إلى إعلان أسماء فصائل المعارضة السورية التي ستحصل على الصواريخ"، وسط مخاوف من أن يكون هذا البند مخصصاً للفصائل الكردية الانفصالية، على اعتبار أنها تشكل حليفاً للولايات المتحدة في سوريا.
وكان مجلس النواب الأمريكي أقر -في جلسة سابقة- مشروع قرار يسمح للإدارة الأمريكية بتزويد المعارضة السورية بأنظمة مضادة للطيران محمولة على الكتف، إلا أن روسيا حذّرت من أن هكذا تصرف سيكون محفوفاً بالمخاطر إذا ما وقع بالأيدي الخاطئة، وأنه سيشكل تهديداً للشرق الأوسط والقوات الروسية في سورية، حسبما جاء على لسان المتحدث باسم الكرملين "ديمتري بيسكوف"..
ويرى محللون في تزويد أميركا للمعارضة بأسلحة نوعية ورقة ضغط على روسيا، لاسيما وأن الميزانية الجديدة خصصت 3.4 مليار لردع روسيا .

آراء المفكرين والصحف:

هل افتتح العبادي الانسحاب الشيعي من سورية؟:
محمود الريماوي

تبرّأ رئيس الوزراء العراقي، حيدر عبادي (أو العبادي)، من مليشيات الحشد الشعبي التي تدفقت على حلب وسورية، قائلاً "إن أية جهة عراقية تقاتل في سورية لا تمثلنا، وإن العراق لا يريد أن يشارك في صراعات إقليمية"، ولعلها المرة الأولى التي يرفع فيها مسؤول عراقي رفيع الغطاء عن المليشيات الشيعية التي ما انفكت منذ زهاء أربعة أعوام عن التدفق إلى سورية، وخوض قتالٍ ضد المعارضة المسلحة والمجتمع السنّي هناك.
وتتبع هذه المليشيات للحشد الشعبي الذي يضم نحو 70 مجموعة مسلحة، وكان البرلمان العراقي قد شرّع يوم 26 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي قانوناً يضمها إلى المؤسسة العسكرية، على أن تتلقى تمويلاً حكومياً، وتتبع لرئاسة الوزراء، من حق العبادي، وقد أصبح المسؤول الأعلى عن الحشد، ومن واجبه، أن يختطّ سياسة وطنية مستقلة تخدم شعبه ووطنه، ذلك أن زجّ قوات عراقية في حربٍ طائفيةٍ مقيتةٍ ضد السوريين لن يؤدي سوى إلى شروخ عميقة ودائمة في العلاقات بين الشعبين، وإلى سقوط ضحايا من الطرفين.
كان يمكن أن لا يسقطوا، لو أن القيادة المباشرة للحشد ابتعدت عن الانخراط في صراعاتٍ إقليمية وطائفية. ويذكر هنا أن رئيس الوزراء السابق وزعيم حزب الدعوة، نوري المالكي، كان قد دعا بحماسةٍ شديدةٍ قبل أسابيع خلال تجمع حاشد في كربلاء إلى أن تتوجّه مليشيات الحشد إلى دولٍ عربيةٍ، منها سورية واليمن، للقتال هناك تحت رايات طائفية، من أجل تكريس صراع شيعي سنّي وتعميمه في المنطقة.
لم تظهر على الفور ردود فعل على موقف العبادي، وخصوصاً في دائرة "التحالف الوطني" (ائتلاف القوى الشيعية)، ومن المنتظر أن يتعرّض الرجل لضغوط إيرانية كي "يصحّح" تصريحه، بحيث يتراجع عن مضمونه، كما من المنتظر أن يعمد المالكي المنافس اللدود للعبادي إلى الرد على دعوة وقف الانغماس العراقي في الصراع السوري، واستغلال ذلك لشن حملةٍ شرسة على الرجل، جرياً على نهج المالكي في المساجلة مع كل إجراءٍ يتخذه رئيس الحكومة.
وكل موقفٍ ذي شأن يعبّر عنه خلَفه على رأس السلطة التنفيذية، وتتسع دائرة الأطراف التي يخاصمها المالكي، لتشمل التيار الصدري والمجلس الأعلى (عمار الحكيم)، كما يتخذ المالكي موقفاً مناوئاً لمشروع التسوية الذي يتبناه بحماسة الحكيم، ويؤيده العبادي.
موقف العبادي المتّسم بقدرٍ ملحوظ من الشجاعة الأدبية، لا تضاهيه سوى مواقف بعض القيادات في أوساط رجال الدين الشيعة في لبنان، وفي أوساط حركة أمل بزعامة نبيه بري، ولدى الأمين العام الأسبق لحزب الله صبحي الطفيلي، ضد انغماس قيادة الحزب في الحرب السورية، علاوة بالطبع على شريحةٍ واسعة من اللبنانيين الديمقراطيين والعلمانيين المنحدرين من الطائفة الشيعية، والذين يرفضون بحزم حرب حزب الله في سورية وضد شعبها.
أما في العراق، فإضافةً إلى مواقف الداعية الشيخ الصرخي الحسني المناوئة للتبعية لإيران، فإن مقتدى الصدر كان أبدى تردّداً قبل نحو عامين من الانغماس في الحرب السورية، قبل أن يتعرّض لضغوط متتابعة من قيادة حزب الله، في سبيل مشاركة تياره، أما المرجع السيستاني فلم يُعرف عنه تأييده أو رفضه انخراط العراقيين الشيعة في حربٍ طائفية في سورية، وإن كان السمت المعتدل الذي يتسم به المرجع ترجّح نفوره من الانغماس في هذه الحرب الدموية.
من شأن موقف العبادي إذا ما تمّ التمسك به، وإذا صمد الرجل أمام ضغوط منتظرة سيكون مصدرها الأساسي من طهران، أن يشكل بداية تحوّل في بيئة الشيعة السياسية العراقية التي ذهبت بعيداً في الحسابات الفئوية، والانغلاق على المكوّن الآخر، والانقطاع عن المحيط العربي.
ومن الواضح أن الأعداد الكبيرة للضحايا التي مُنيت بها المليشيات (من أبرزها النجباء، عصائب أهل الحق، وأبو الفضل العباس، قوات الإمام المهدي) قد دفعت الرجل ليجهر بما بات يعتمل في أوساط شيعية من توجهات، بضرورة التوقف عن المشاركة في هذه الحرب الطائفية العبثية.
علماً أن الوضع الأمني في العراق ليس مُستتباّ أو مثالياً، حتى يُصار إلى تصدير قواتٍ إلى الخارج، فالعراق أولى بتنظيم صفوف شعبه وتجنيد طاقاته ضد الإرهاب، وضد الانفلات الأمني، وضد الخارجين عن القانون، وبعض هؤلاء أعضاء في المليشيات، ويستذكر المرء هنا أن وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، زار بغداد قبل أشهر( 25 أغسطس/ آب)، وعلم آنذاك أن زيارته استهدفت طلب إرسال مقاتلين إلى سورية لإسناد النظام.
وعلى الرغم من وقوع معركة الموصل ضد "داعش"، إلا أن غلاة القادة في المليشيات دفعوا نحو التوجه إلى حلب لنيل "مجد" إسقاط الشهباء وإذلال أهلها المحاصرين، وكان عديد المليشيات يزيد أو يقل حسب الظروف، وحسب تقديرات قادة المليشيات، ووفق الأحوال الأمنية القائمة في العراق.
علاوة على ما تقدم، هناك من يعتقد، وقد يكون حيدر العبادي من بينهم، أن الحرب في سورية تشارف على الانتهاء بعد سقوط حلب، وبعد التقارب الروسي التركي الإيراني في لقاء موسكو أخيراً، فرأى أن يبادر، من جهته، لوقف الانغماس العراقي في الحرب، ولإعفاء المجتمع العراقي من ويلات هذه المشاركة، ولإرسال القليل من الود نحو السوريين المنكوبين، ونحو الدول العربية، وغالبيتها سنية.
والأهم نزعته الظاهرة لتكريس قيادته العليا، أو قيادته السياسية للحشد الشعبي أمام القادة العسكريين من زعماء المليشيات، وكذلك أمام القيادة العسكرية الإيرانية ذات النفوذ الطاغي على الحشد، بعد تمرير قانون الحشد في البرلمان.
يبقى أن جدية طرح العبادي تظل منوطةً بالبدء لتنفيذ هذا التوجه ميدانياً، وبدء سحب عناصر المليشيات، وظهور لقطاتٍ لهؤلاء أحياء، وهم عائدون بصورة نهائية إلى وطنهم وذويهم، بدلاً من عودتهم في صناديق، وكان قد عاد بالفعل 32 عنصراً من حركة النجباء في صناديق من حلب، يوم بث تصريح العبادي الأربعاء 21 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.5 (العربي الجديد)
 

 

 

 

 

 

 

المصادر:
1 - لجان التنسيق المحلية
2 - مسار برس
3 - سمارت للأنباء
4- المستقبل اللبناني
5- العربي الجديد
6- السبيل
7 - السياسة الكويتية
8- عكاظ

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع