..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

تحية وبيان من الشيخ محمد بن لطفي الصباغ

محمد لطفي الصباغ

٢٠ ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7686

تحية وبيان من الشيخ محمد بن لطفي الصباغ
1.jpeg

شـــــارك المادة

تحية وبيان من الشيخ محمد بن لطفي الصباغ إلى شباب سورية الأبطال وسائر الشعب السوري


تحية مفعمة بالإعجاب والتقدير والشكر لأولئك الشباب الأبطال الذين رفعوا رأس سورية عالياً، والذين صرخوا في وجه الطغمة الحاكمة أن كفوا أيديكم عن أهلنا وبلادنا، وارحلوا.
أولئك الشباب الذين أبوا أن تستمر تلك الطغمة في إذلال أبناء الأمة وقهرهم بالحديد والنار والسجون.. وطالبوا بالحرية والحياة الكريمة وبتحقيق العدالة والديمقراطية.
تحية من القلب لأولئك الشباب الأبطال الذين أعادوا للشعب السوري متعة الإباء والعزة والكرامة.
ودعوات بالرحمة للشهداء والأبرار الذين قدموا أرواحهم في سبيل الله وما زالوا يقدمون.
فإليكم أيها الشهداء وأيها الأبطال التحية، حياكم الله وبارك فيكم وفي جهادكم، وأعلى شأنكم، وسدد خطاكم، وأيدكم بنصره وبالمؤمنين وثبت أقدامكم وأحسن إليكم.
بدأت الاحتجاجات أول مرة في مدينة درعا بعد صلاة الجمعة في 13/ ربيع الآخر/ 1432ﻫ، الموافق ﻟ 18/ آذار/ سنة 2011م، ثم تتابعت في كل أنحاء سورية في بانياس واللاذقية والرقة ودوما وحمص والتل والقابون وبرزة والمعضمية وداريا وكفر سوسة والصنمين وطفس وداعل وشيخ مسكين وازرع.. وفي كل أنحاء سورية، وكانت حركتهم سلمية، ومطالبهم عادلة
-  لقد طالبوا بإطلاق سراح السجناء؛ سجناء الرأي الذين مضى على سجن بعضهم ثلاثون سنة، ومضى على بعضهم أقل من ذلك وأكثر.
- وطالبوا -أحسن الله إليهم- بإلغاء قانون الطوارئ الذي مضى عليه خمسون سنة، وهذا أمر لا نظير له في دول العالم كلها.
- وطالبوا برفع سلطة حزب البعث عن الشعب، وحذف المادة الثامنة من الدستور التي تنص على أن الحزب هو الحزب القائد في المجتمع والدولة.
- وطالبوا بإعادة أموال الأمة التي سرقتها الأسرة الحاكمة إلى الأمة ومحاكمة السارقين.
- وطالبوا بحل مجلس الشعب الأضحوكة والمهزلة وإجراء انتخابات حرة نزيهة لتعد دستوراً جديدا.ً
- وطالبوا بمحاكمة القتلة الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، وما زالوا يقتلون ويذلون.
ولكن السلطة لم تتجاوب مع هذه المطالب.. بل كان جوابها إطلاق الرصاص الحي على رؤوس هؤلاء الشباب.. ثم توجيه الأسلحة الثقيلة من المصفحات والدبابات والمدافع والرشاشات التي دفع ثمنها الشعب لتحرير أرضه من اليهود.. ومارست على هؤلاء الشباب كل ألوان التعذيب..
فتذكر الناس ماضي هذه الطغمة الخائنة في التعامل مع الشعب المكلوم:
- ألم يحكموا بالإعدام على عدد كبير من الناس لآرائهم ونفذوا فيهم هذه الأحكام.
- ألم يعتدوا على النساء المسلمات الشريفات المحجبات، فنـزعوا الحجاب من على رؤوسهن.
- ألم يسرحوا العدد الكبير من الموظفين والموظفات.
- ألم يحولوا الشعب السوري إلى شعب فقير، ومكنوا لأتباعهم وأفراد الأسرة الحاكمة أن يسرقوا مال الأمة.. ويجعلوها في حساباتهم في الخارج.
ماذا يتذكر الناس من مآسي هذا الحكم الظالم الخبيث:
- خمسون سنة من الإذلال للشعب الأعزل.
- خمسون سنة من التعذيب والتنكيل والسرقة.
- خمسون سنة من سجن للأحرار، وتشريد للشرفاء، وقتل لبعضهم.
- خمسون سنة من معاناة الناس الكرام لتعذيب أجهزة المخابرات
وهي أجهزة كثيرة كثيرة.. حتى أصبح كثير من الناس يخافون أن يتحدثوا لأصدقائهم وجيرانهم وأهليهم عن مآسيهم.
- خمسون سنة من الظلم للناس.. فلا يقوى المرء أن يأخذ حقه من الإرث والعمل والتصرف بماله إلاّ بإذن وموافقة من دوائر الأمن، وهيهات أن يحصل عليها!!
- خمسون سنة من إخضاع الناس المهين للمراقبة، مراقبة أفراد الشعب في المساجد والجامعات والمنتديات العامة.
- خمسون سنة أفسدوا فيها القضاء بعد أن كان القضاء في سورية مضرب المثل في النـزاهة وإحقاق الحق.
فكيف ينسى أبناء سورية الحبيبة المجازر الكثيرة التي قامت في هذا العهد في حماة وحمص ودمشق ودرعا واللاذقية وحلب،
هذا غير المجازر التي تقوم في السجون في تدمر وغيرها؟
كيف ينسى أبناء سورية الحبيبة مآسي الآلاف من السوريين المغتربين الذين ليس في أيديهم جوازات سفر أو لا تجدد جوازاتهم عند انتهائها؟
كيف ينسى أبناء سورية الحبيبة آلاف الأحرار الممنوعين من دخول بلدهم والذين وضعت أسماؤهم على الحدود ليقودوهم إلى غياهب السجون إن هم حضروا إلى بلادهم؟
أيها الشباب الأبطال:
لقد قمتم بحركتكم السلمية المباركة، وليس معكم إلاّ إيمانكم وعزمكم على أن تبلغوا بشعبكم ما يتطلع إليه كل شعب في الدنيا من الحياة الكريمة فقوبلتم بالحديد والنار.
أيها الشباب:
ألا فاصبروا وصابروا وحافظوا على سلمية حركتكم، واعلموا أنكم إن ثبتم وصبرتم وصلتم إلى مرادكم.. والله معكم.

أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته **** ومدمن القرع للأبواب أن يلجا

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع