..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

الشيخ سامر منذر شريح (أبو طلحة).. شهيد الغوطة

أسرة التحرير

٩ ٢٠١٧ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 5135

الشيخ سامر منذر شريح (أبو طلحة).. شهيد الغوطة
dghdfg.png

شـــــارك المادة

ولادته ونشأته:
ولد الشيخ أبو طلحة سامر منذر شريح في الإمارات العربية المتحدة لأبوين فلسطينيين سنة 1978 م، حيث كان والده يعمل هناك، ثم ما لبثت أن عادت أسرته إلى مكان إقامتها بمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق، حيث نشأ مع إخوته ودخل المدرسة الابتدائية ومن ثمَّ الإعدادية.
عمله:
ترك رحمه الله الدراسة نظراً لظروف عائلته الاقتصادية واشتغل بالأعمال الحرة ليساعد الأهل بتكاليف الحياة فكان نعم المعين لأهله.
التزامه الديني:
في العشرينيات من عمره التزم دينياً على يد بعض شيوخ منطقته وطلبة العلم هناك، وبدأ بدراسة القرآن والسنة بفهم سلف الأمة، واللغة العربية وغيرها من العلوم الشرعية، ثمَّ تزوج وأنجب ثلاثة أولاد ولم ينجب غيرهم.
سجنه:
تعرض للسجن بأفرع النظام السوري نتيجة نشاطه الديني مع العديد من المشايخ وطلبة العلم واستمر سجنه لثلاث سنوات تعرض خلالها للتعذيب الشديد مع زملائه في عدة أفرع أمنية؛ كان بدايتها في فرع الأمن السياسي في المزة ثم في فرع الفيحاء ثم في سجن السياسية في عدرا ثم في فرع فلسطين سيئ السمعة ثم في فرع الدوريات ثم في سجن صيدنايا المركزي ثم في سجن عدرا المركزي، ثم خرج نتيجة إلغاء قانون الطوارئ مع بدايات الثورة السورية.
التحاقه بالجهاد:
بعد خروجه من السجن التحق مباشرة بركب الثورة السلمية بدايةً، ثم حمل السلاح مع بداية تسليح المجاهدين، ونظراً لنجابته وتميزه عُيِّن قائداً عسكرياً لجيش الإسلام في قطاع جنوب العاصمة، وبعد فترة من الزمن جاء في مهمة إلى الغوطة الشرقية وقدَّر الله أن يحُاصِرَ النظامُ الغوطة الشرقية حصاراً خانقاً ويغُلق طرقاتها فلم يستطع الشيخ أبو طلحة الرجوع لمنطقته، فالتحق مع مجاهدي جيش الإسلام وشارك في الكثير من معارك تحرير الغوطة الشرقية، وجاء بزوجته وأولاده إلى الغوطة بعد ذلك بمدة، ونظراً لحسن خلقه وبشاشة وجهه تمَّ تسليمه مديراً لأحد المكاتب الشرعية لأحد ألوية جيش الإسلام، فقام بعمله خير قيام هو وزملاؤه الشرعيون، وكان رحمه الله داعياً باللسان والسنان، فكان دائماً في الصفوف الأولى للمجاهدين، يشحذ هممهم ويشاركهم في معاركهم واقتحاماتهم ورباطهم، ويعطف عليهم ويواسيهم ويحل قضاياهم ومشاكلهم، فكان لذلك عظيم الأثر في قلوب المجاهدين فصار له مكانة عظيمة في قلوبهم.
طلبه للعلم:
رغم مشاغله الكثيرة كان حريصاً على حفظ كتاب الله الكريم فحفظ قرابة العشرين جزءاً واستمر في طلب العلم الشرعي ليرسخ معلوماته الدينية فاستمر بملازمة دروس الشيخ أبي عبد الرحمن كعكة في الغوطة فحضر شرح كتاب )تحفة المريد في شرح كتاب التوحيد(  وكتاب
)إتحاف الخلان بمسائل الكفر والإيمان ( وكتاب) الحكم بغير ما أنزل الله(  وكتاب  )السياسة الشرعية(  وكتاب  )التفريق بين راية الحق وراية الباطل(  وحضر شرح كتاب )رسالة في أصول الفقه ( وكتاب  )عمدة الفقه (عند الشيخ فاروق حاتم وكتاب  )السياسة الشرعية( عند الشيخ
أبي خالد عدس وأحكام التلاوة مع بعض كتب  )التجويد( عند الشيخ المجاز سمير عبد النافع، والشيخ المجاز محمود سوار، وقرأ قبل مجيئه للغوطة في  )أحكام التجويد( عند الشيخ أحمد إسماعيل محمد والشيخ عبدالرحمن الخرسة وكتاب  )أدب الطالب(  عند الشيخ عبد الهادي
البستاني وفي  )اللغة العربية(  عند الشيخ عبد الكريم اللطفو ودرس الفقه والسيرة النبوية مع دروس عامة ككتاب تيسير العلام في شرح عمدة الأحكام وغيره مع جمع من الشيوخ وطلبة العلم.
قصة استشهاده رحمه الله تعالى:
مع اشتداد المعارك في شرقي الغوطة وشمالها صار الشيخ لا يكاد ينزل من الجبهات إلى بيته إلا قليلاً وكان دائماً مع المجاهدين في صدِّهم لهجمات قوات النظام السوري والقوات الرديفة لها، وكانت وصيته دائماً أن يدفن في أرض المعركة.
وفي أحد الأيام كانت المعارك طاحنة جداً استطاع النظام يومها التقدم على محور معمل الغاز والدخانية بمنطقة عدرا
وبلغ التعب بالمجاهدين أشدَّه، فصار الشيخ يرفع هممهم ويذكرهم الجنة وما أعده الله للشهيد من أجر، ويزهدهم في الدنيا وحطامها الزائل وينشد لهم الأناشيد الجهادية التي  ترفع من معنوياتهم وكان له صوت جميل مميز جداً في الإنشاد، وجاء الخبر بسقوط معمل الغاز بالكامل
بيد النظام، فقام من فوره وذهب وودَّع أهله وأوصاهم، ثم عاد إلى الجبهة وودع الحاضرين وداعاً حاراً، وكأنه يعلم أنه آخر لقاء بهم، وأخذ معه سيارة رشاش الدوشكا مع سائقها ورامي الدوشكا وقال لهم إلى معمل الغاز لمؤازرة إخواننا، وانطلقوا وكانت الاشتباكات على أشدها والمجاهدون بين شهيد وجريح، وقرر الانغماس في أعداء الله داخل المعمل كي يخفف عن إخوانه ضغط وضراوة الاشتباكات، فدخل بالسيارة إلى المعمل واشتبك مع العدو، ولكن قدرَّ الله أن يحاصرهم العدو في الداخل وبدأ إطلاق النار عليهم من عدة جهات فاستشهد السائق من فوره ونزل الشيخ أبو طلحة بسلاحه ليقاوم
وسرعان ما استشهد وأصيب رامي الدوشكا إصابة بليغة، لكنه تحامل على نفسه وزحف حتى ابتعد عن العدو، ونجى بأعجوبة من موت محقق.
ولم يستطع المجاهدون الإتيان بجثة الشيخ أبي طلحة وسائق الدوشكا لأنَّ قوات النظام كانت تسيطر سيطرة كاملة على معمل الغاز، وبعد يومين شنَّ المجاهدون هجوماً على المعمل واستطاعوا استعادته، ووجدوا جثة الشيخ رحمه الله وقد مثَّل بها الأعداء، وقاموا من فورهم بتنفيذ وصيته ودفن بأرض المعركة رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فردوسه الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

 

تعليقات الزوار

..

أبو محمد - vdt ]lar

١٠ ٢٠١٧ م

رحمه الله كان بحق بطلا مقداماً

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع