..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد: 18/ 3/ 2011م

اتحاد تنسيقيات حوران

٢٩ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 8304

الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد: 18/ 3/ 2011م
85524000.jpeg

شـــــارك المادة

بســــــــم الله الرحمــــــــــن الرحيــــــــــم
اتحــــــــــــــــاد تنسيقيـــــــــات حـــــوران
الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد (18 03اذار الكرامة 2011)

 

لقد استسلم التاريخ العربي السوري لسبات عميق منذ أكثر من خمسين عاماً، إلا أنه استفاق ليبدأ بكتابة مرحلة جديدة لن يجد فيها متسعاً للراحة، لن يكفيه السير بل عليه التحليق عالياً خلف طموح الشعب الذي رزح تحت وطأة الظلم والقمع والذل زمناً أطول من أن تستعيده ذاكرته. لقد ذاق هذا الشعب كل أنواع العذاب على يد الطاغوت الذي اتخذ المقاومة والممانعة غطاء وستاراً لاستعباده العباد واستبداده في البلاد.
فلم يكن في عهده أحد ليجرؤ على الشكوى حتى إلى أقرب الناس إليه، فالحيطان في سوريه لها آذان تشي للطاغية حتى مناجاة المرء لنفسه.
إن معاناة بهذا الحجم المهول، كتبت فصولها بألم عظيم وصبر طويل، لا يمكن أن تكتب نهايتها إلا بأمل أعظم وصبر أطول، فكأنما كان الشعب يشحذ همته وعقله منذ خمسين عاماً لمواجهة هذا الجبروت وإسقاط صنم (هبل)، فخرج ثائراً على صمته وخوفه، صارخاً بأعلى صوته: (الشعب يريد إسقاط النظام)، لتبدأ قصة الحرية لأول مرة على مسرح الواقع، بإخراج عفوي لم تدرس في دور لتعليم.
بدأت الحكاية بإرهاصات سبقت البركان والإرهاصة هي أشبه ما تكون بالشمعة التي تضاء وتطفئ، والبركان هو الثورة التي تندلع ولا يستطيع أحد على وجه البسيطة إخماده، وهذه هي حكاية الثورة السورية التي بدأت من حماة الإباء 82م/ ثم انتفاضة الكرد في 2004م، مروراً بالدعوة ليوم الغضب السوري في 5/ شباط والذي كان إرهاصة أخرى ومن ثم جاءت الإرهاصة الكبرى والإشراقة العظمى من أطفال أصبحوا أبطالاً حيث كتبوا بأصابعهم الصغيرة معان كبيرة شعارها: الشعب يريد إسقاط النظام، فقام النظام -العصابة المجرمة- باعتقال هؤلاء الأطفال وأتبعهم ببعض الطبيبات مما أجج الموقف وزاد الاحتقان وقام الناس بردات فعل غاضبة احتجاجاً على هذه الإجراءات التعسفية من قبل النظام وأزلامه، حيث رفضوا التعاطي ايجابياً والتعامل سلمياً مع طلبات المحتجين وحقوقهم.
وكذا من الإرهاصات تظاهرة سوق الحميدية التي كانت شمعة أخرى على طريق الحرية.
إلى أن اندلعت الثورة الشعبية العارمة في 18/ 3/ 2011م ثورة الكرامة، الثورة التي احتضنها الجامع العمري، حيث هبت درعا شيباً وشباباً نساء وأطفالاً نصرة لكرامتها التي هدرها هذا النظام المجرم عبر أزلامه -عاطف نجيب، وفيصل كلثوم- اللذين تمادياً في استبدادهما وطغيانهما حتى سالت الدماء الطاهرة وأزهقت الأرواح البريئة، وهنا تحولت القضية إلى وطن بشعب مسلوب الكرامة التي لا بدّ من استردادها مهما كان الثمن. وأمعن النظام بالقتل وازداد الشعب إصراراً ليعيد ما سُلب من الكرامة والحرية. ومما أذهل الجميع أن درعا لم تكن وحيدة بل هبت معظم المحافظات في سوريا وخرجوا على عهد ووعد واحد هو لا بدّ من زوال أحد الاثنين؛ إما الشعب، أو الطغمة الحاكمة، ولا تزال الحكاية مستمرة….. ولازال التاريخ يسطر ملاحم بطولة هذا الشعب الذي يوقن أن حقوقه مشروعة وثورته منصورة.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع