..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

مع استمرار الحرب في سورية، استخدام الأسلحة الكيماوية لا زال حاضراً

إلياس غرول

٢٣ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3018

مع استمرار الحرب في سورية، استخدام الأسلحة الكيماوية لا زال حاضراً
000 ما بدي.jpg

شـــــارك المادة

عندما وقعت الولايات المتحدة وروسيا اتفاقاً عام 2013 تم بموجبه نزع مخزون سوريا من الأسلحة الكيماوية، تم التهليل بها على اعتبار أنها إنجاز كبير للجهود الدولية لوضع حد لاستخدام غاز الأعصاب والغازات الخانقة والمواد الحارقة. وبعد عام على ذلك، وعندما أعلن المسؤولون الأمريكان بأنهم أتموا تدمير ترسانة سوريا المعلن عنها من الأسلحة الكيماوية، بدا أن جهودهم سوف تكون واحدة من قصص النجاحات القليلة التي تخرج من الحرب السورية القاسية.
ولكن الأيام القليلة الأخيرة الماضية جعلت من الواضح كم كان حلم تدمير أسلحة سوريا النووية هشاً. بداية هذا الأسبوع، أورد ناشطون حقوقيون سوريون بأن قوات الحكومة السورية أسقطت براميل متفجرة تحوي غاز الكلور على مدينة سرمين. وبالطبع نفت الحكومة السورية مسؤوليتها عن ذلك وألقت اللوم على الجماعات المسلحة.
يوم الخميس، أدان وزير الخارجية جون كيري استخدام النظام للكلور. و قال في بيان صدر عنه: "في حين أنه لا يمكننا تأكيد صحة التفاصيل، فإن ما جرى يشكل آخر مثال مأساوي على الفظائع التي يرتكبها نظام الأسد ضد الشعب السوري، الأمر الذي يتوجب على المجتمع الدولي جميعاً إدانته".
ومع ظهور الكلور على أرض المعركة في سوريا، يبدو أن هذه الأسلحة شقت طريقها إلى العراق أيضا. خلال عطلة نهاية الأسبوع، ادعى مسؤولون عراقيون أكراد أن قوات الدولة الإسلامية استخدمت غاز الكلور – مصدر الأسلحة غير معروف ولكنه ربما تسرب من مخازن الحكومة السورية- في هجوم ضد قواتهم.
استمرار استخدام الكلور يشير إلى نزوع مستمر لذلك في القتال في سوريا؛ حيث يتم استخدام أسلحة تقليدية مع قوة تدميرية هائلة. على الرغم من أن الحكومة السورية سلمت مخزونها من الأسلحة الكيماوية مثل غاز السارين، فإن الكلور لم يكن مشمولاً في اتفاق سبتمبر 2013 الذي سلمت بموجبه سوريا غاز السارين إلى سفينة حربية أمريكية ليصار إلى تدميره. وكحال أي عنصر كيماوي يمكن استخدام الكلور لغايات تجارية، ولكن استخدامه كسلاح أمر محظور بموجب اتفاقية حظر نشر الأسلحة الكيماوية، واستخدامه في البراميل المتفجرة فيه خرق واضح للاتفاقية.
أسوأ هجوم بالأسلحة الكيماوية في الحرب السورية – والذي حفز توقيع الاتفاق بين واشنطن وموسكو- حصل في أغسطس 2013، عندما قتل مئات من الأشخاص بسبب تعرضهم لغاز السارين الذي أطلقته قوات الحكومة السورية في الغوطة.
وكضريبة على أربع سنوات من الحرب، اعتمد الجيش السوري على البراميل المتفجرة باعتبارها سلاحاً بدائياً للهجوم ضد القوات المعادية وضد المدنيين على حد سواء. هذه البراميل عادة ما يتم إسقاطها من المروحيات وهي مدمرة في أثرها ولكنها عشوائية.
الهجوم على سرمين ليس المرة الأولى التي يدعى فيها استخدام الجيش السوري للكلور. وفقاً لهيومان رايتس ووتش، فإن النظام استخدم براميل الكلور المتفجرة في أبريل 2014 مما أدى إلى مقتل 11 شخصاً على الأقل وتعريض ما لا يقل عن 500 آخرين لهذا الغاز.
بداية هذا الشهر، مرر مجلس الأمن قراراً برعاية أمريكية يدين فيه استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا ويؤكد على وجوب محاسبة المسؤولين عن ذلك.
إذا تأكد ذلك، فإن تصرفات الحكومة السورية هذا الأسبوع هي مؤشر واضح على أن دمشق لا ترى ما يدعو إلى إيلاء مثل هذه القرارات أي اهتمام.

 

 

فورين بوليسي - ترجمة: قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع