..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

وثيقة (رسالة عضو مجلس شورى دولة العراق الإسلامية) تكشف الكثير من المخفي عن تاريخ التنظيم في العراق

١٧ ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6544

وثيقة (رسالة عضو مجلس شورى دولة العراق الإسلامية) تكشف الكثير من المخفي عن تاريخ التنظيم في العراق
الاسلامية في العراق والشام 00.jpg

شـــــارك المادة

التخطيط: حرب عصابات، حرب مدن، حرب شبه نظامية.
التمويل: غنائم ومشاريع خارجية ونفقات التجار والمحسنين.
الأفراد: مهاجرين وأنصار مبايعين للدولة (المهاجرين قدامة وجدد، وكوادر، ومقاتلين واستشهاديين)


مسألة الكوادر والاستشهاديين مابين عامي (1427-1428 هـ):
لما فتح الله على بلاد الرافدين أبواب الجنان، وهبَّ المسلمون من كل حدبٍ وصوب يذودون عن الدين، ويدافعون عن أعراض المسلمين لعلمهم بفريضة الجهاد ووجوب نُّصرة المسلمين، وأخذوا يهاجرون إلى المناطق الحدودية ويعبرون لأرض الجهاد حتى منّ الله عليهم بفتوحات عظيمة أقضّت مضاجع الصليبيين، وبدأت حملاتهم الشرسة ضد أبناء الإسلام في الفلوجة والقائم و الرمادي، وبدأت الأحزاب تتحزَّب فاضطرت الإمارة في ذلك الظرف الحالك وهو عدم استقبال المقاتلين العاديين لامتلاء أرض الجهاد بهم، ولنوعية المعركة التي تخوضها الدولة، الذي دفعها لاستقبال المهاجرين الكوادر والاستشهاديين للضرورة التي تحملها تلك المرحلة من كثرة الأعداء الذين ذكرناهم وقلة الناصر وشراسة العدو وارتداد العشائر.

وكانت أبرز الأسباب التي سببت هذا الضغط على الإخوة ما يلي:

  •     استفادة العدو الصليبي من أخطائه عبر الأربع سنوات الماضية.
  •     الاعتماد على إثارة الفتنة داخل صفوف الجهاديين من خلال إغراء بعض الفصائل بمحاربة الدولة بإيعاز من حكومة آل سلول المرتدة.
  •     الضغط على عوام أهل السُنّة، من خلال كثرة القتل والاعتقال العشوائي لأبنائهم وتهديدهم بيوتهم، وأن كل هذه التصرفات هي من جراء تعاونهم أو تعاطفهم مع المجاهدين، فولَّد هذا الأمر عند السُذَّج من عوام أهل السنة الشعور بأن المجاهدين هم السبب الأكبر في حصول هذه المصائب والبلايا، وخاصةً مع وجود الأئمة المضلين والمخذلين والمنافقين فضعُفَت لدى كثير منهم الرغبة في مساعدة المجاهدين واستقبالهم.
  •     الحملة الإعلامية الشرسة التي تقودها أمريكا وربيبتها آل سلول على دولة العراق الإسلامية من عدم شرعية الدولة في ظل عدم التمكين الكامل للدولة، وإثارة الفتن والشبهات من رؤوساء الفتن والضلالة السلوليين، بجواز الدخول في أجهزة الأمن العراقية والمشاركة في الانتخابات.
  •     اعتماد العدو الصليبي على آخر ورقة له في بلاد الرافدين بعد أن أفلس من كل حجة وطريقة لإنهاء المعركة لصالحه، من خلال الدعوة الجاهلية التي قادها أبو جهل - فرعون الأُمَّة - والتي تقودها حالياً أمريكا من خلال إجبار أهل السُنّة على الردّة، وذلك عن طريق إغلاق أبواب العمل الدنيوي من غلاء الأسعار وانتشار البطالة، وفتح أبواب الفساد والمجون للشباب والفتيات، لتفتح لهم باب الردّة على مصراعيه للانتساب لسلك العمل العسكري والأمني تحت ظل الحكومة العميلة، تحت شعارات بناء العراق الديمقراطي ومحاربة التكفيريين وتشويه صورتهم، والدعوة إلى التفسُّخ والانحلال الأخلاقي من خلال فتح أوكار الدعارة والخمور والتبرج والسفور، كل هذه الدعوات لم تكن لها بالغ التأثير كالدعوة الجاهلية التي تقودها أمريكا في استغلال العشائر مادياً وعشائرياً بمركزها وأهميتها، وضرورة طرد التكفيريين والثأر لأبنائها الذين تمَّ ذبحهم على أيدي الموحدين من المجاهدين واستخدام أساليب الترهيب والتغريب معها.

هذه الأزمة الاستثنائية التي تعيشها دولة العراق الإسلامية والأنبار خاصةً، والمرحلة الصعبة دفعت القيادة على حد تصوري إلى التقليل من دخول المهاجرين، وذلك لأسباب أبرزها:

  • ردة العشائر وصعوبة تحرك المهاجرين لعدم إتقانهم للهجة العراقية، أو تخليهم عن حمل السلاح والأحزمة الناسفة.
  • وكثرة العملاء والمرتدين في كثير من الولايات ولا سيما الأنبار،
  • فضلاً عن قلة وجود المآوي داخل المدن لتخوف كثير من العوام الطيبين من مغبة استقبال المجاهدين ومصير أهليهم وعوائلهم، واكتفاء المدن والقواطع بعمل الأنصار فحرصًا على سلامة الأخوة المهاجرين توقف العمل عن استقبال المهاجرين إلا أن يكون كادراً أو استشهادياً.

لما وصل قرار عدم استقبال أي مهاجر إلا أن يكون كادراً أو استشهادياً إلى الإخوة المنسقين والإخوة العاملين على المناطق الحدودية، بدأت حلقات الموضوع تنكشف رويداً رويداً مع كل دفعة من المهاجرين الجدد عن حجم ومدى الأخطاء لتُلقي بتبعاتها على الإمارة والقيادة، الذين لم يكن لهم بد من مواجهة تلك التبعات والانتقادات، حيث علمنا أن الكثير ممن يعمل على التنسيق لدخول العراق في الخارج هم أحد صنفين، إما أن يكون مهاجراً لم يسبق له أن عاش في تجربة جهادية أو عاين وضع العراق وأزمته عن كثب، كأمثال أخينا أبو جلال الجزائري – رحمه الله – حيث بقي أخونا يعمل كمُنَسِّق إلى العراق قرابة ستة أشهر داخل سورية لإدخال المهاجرين لأرض الجهاد، علماً أنه ما سبق له الدخول إلى العراق طيلة تلك الفترة التي عمل فيها.
والصنف الثاني كان من الأنصار الذين فرَّ الكثير منهم إلى سورية، بحجج كان أبرزها أن الحرب التي شنتها أمريكا وحلفاؤها من مرتدي العشائر جعلت اسمه على قائمة المطلوبين والمعروفين لدى العشائر، وأنه لا يستطيع العمل خوفاً من قبض المرتدين عليه، وحتى لا يفوته أجر الجهاد ظن بأن خروجه إلى سورية حيث الأمان والتبريد والسيارات الحديثة وبقائه فيها مع عمله لمنسق للإخوة ينجيه من التولي يوم الزحف، وما الكثير من عشيرة السلمان في الحصيبة إليكم ببعيد، حيث إن الكثير منهم قد أُجبروا بعد معركة الخسة الثانية في القائم إلى ترك بيوتهم والرحيل إلى سورية وما كنا ندري إلى أن علمنا من ذويهم وأقاربهم الثابتين على أرض الرافدين بحقيقة فرار الكثير منهم، دون أن تكون هناك موافقة أو قرار رسمي من الإمارة على بقائهم مع العلم بتحذير بعض أمراء القواطع من مغبة بقائهم دون الرجوع إلى موافقة الإمارة.
     هذا الصنف من الأنصار الذين يعملون كمُنَسِّقين للدخول إلى أرض الجهاد وجدنا أن أكثرهم لا يمتلك الوازع الديني أو الخوف من أن يلقى الإله متولياً يوم الزحف والبقاء مع الخوالف دون إذنٍ من الإمارة، فما مثلهم إلا كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه، وفاقد الشيء لا يعطيه، حيث وقع كثيرٌ من الإخوة المُنَسِّقين ممن لم يذق حلاوة الجهاد ويعيش تحت أصوات المدافع والرشاشات بالتهويل لأرض الجهاد، من خلال تغييب الحقائق اللازمة للأخ المهاجر في أرض الجهاد، والتي لا بُدَّ أن يطلع عليها.

وذكر انتصارات الإخوة اليومية والاشتباكات ووجود مؤسسات وملاجئ تحت الأرض في كل مكان، ودورات تدريبية في كل قاطع مع مساعدة الأخ في مجال تطوير عمله، ودعم ذلك من خلال القصص والسوالف والتهويل من أمرها والتاكيد على ذلك من خلال الأقراص التي يطلع الإخوة عليها، حيث يظنون أن الجهاد في بلاد الرافدين هو جهادٌ على طريقة الأقراص وأن السيطرة الكاملة والتامة للإخوة، وأن أمريكا لا تستطيع أن تتحرك من قواعدها خوفاً من المجاهدين.

وأن الإخوة قد استأصلوا الردّة من جذورها، هذا على العموم أما على الخصوص فإن أغلب المهاجرين الاستشهاديين قد بُلِّغ من قِبَل المنسقين الأنصار أن العملية الاستشهادية التي سيُنفذها تكون بحسب اختياره للهدف، ولا تقلُّ عن 20 أو 30 علج صليبي.

وأن العملية الاستشهادية هي عملية نكاية، دون تبيين الأحكام الشرعية المتعلقة بالعمليات الاستشهادية، أو التكلم عنها بغير علم، وزرعوا في عقول الكثير منهم أن العمليات لا تتم إلا بإشراف الإمارة الكبرى.

وأن الإخوة منتظرين الاستشهادي بفارغ الصبر والعمل العسكري متوقف على هذه العملية المباركة، وأشاروا إلى أن اختيار الهدف مرده إلى الاستشهادي فهو بالخيار، إن شاء نفذ على مرتدين أو على أمريكان.

وأن الإخوة أول ما يدخلون لأرض الجهاد سوف يضعون في مضافات خاصة بالاستشهاديين، ويكون الجو الإيماني مرتفع من قيام الليل والاستغفار والأقراص والخطب الحماسية لمشايخ وأئمة الجهاد.

وأن العملية التي سيقوم بها أشبه ما تكون بعملية فندق فلسطين أو جبل لبنان، وبعد كل هذا وذاك التفتوا إلى الكادر وأخبره أن الوضع في العراق هو حلم كل أخ يريد أن يقدم فيه ما عنده للإسلام، فأخبروه بأن الإخوة مسيطرون سيطرةً تامة على المدن وأن الإخوة يريدون أفكاراً جديدة للتعامل مع العدو.

وأن أغلب المقاتلين على بلاد الرافدين هم من المتدربين وأصحاب الخبرة.

وأن الغالب فيهم هم من أصحاب الاختصاص والكفاءة العالية، وقالوا له إن الإمارة مستعدةٌ لتأمين كل طلباتك واحتياجاتك من السلاح والمواد الكيماوية والمعدات الرياضية للتدريب.

وأن المعسكرات منتشرة على طول العراق وعرضه، وأن الخبرة والكفاءة التي يحملها سيكون التطبيق العملي لها داخل أرض الجهاد سواء كان على المستوى الكيماوي أو على المستوى الالكتروني أو في مجال الكمبيوتر والحاسبات، أو على المستوى الأمني العالي للتنسيق مع المهربين، والاتصال بالسوق السوداء للسلاح أو حتى على المستوى الرياضي والشرعي والعسكري.
وأول ما يصل الأخ إلى جماعة الحدود ويجلس عندهم يُسأل الأخ ماذا يحمل من مال والأغراض فيأخذوا منه كثيراً من تلك الأموال والحاجات التي يحملها بحجة الأَمنيات، وأن الإخوة في دولة العراق الإسلامية سيؤَمِّنون له كل ما يحتاجه ولا داعي لحمل الفلوس ويجبر بسيف الحياء على تسليم كل ما يملك.
وأول ما يدخل الأخ المجاهد لأرض الجهاد من هذين الصنفين تبدأ سلسلة الصدمات تتوالى عليه، وأخص في ذلك الذين يدخلون إلى الأنبار ويفرزون إلى المنطقة الغربية.

حيث يبقى الأخوة الجدد يدورون من مضافةٍ إلى مضافة ومن بيت شَعر إلى بيت شَعر داخل الصحراء، ويُسَلَّمون من أخ لأخ ويبقون على هذه الحالة قرابة الأسبوع على الأقل بحجة عدم وجود مسؤول يتحمل استلامهم، وأول ما يدخلون يوضعون في صحراء موحشة غريبة مع عرب أجلاف وربما كان بعض هؤلاء العرب لا يصلي لله ركعة ولكن عنده نخوه عربية ويبقى الأخ على هذا الجو الغريب حتى يصل لمضافةٍ من مضافات الإخوة فيتفاجأ الأخ وينصدم بالحقائق التي يواجهها من قلة العمل وكثرة جلوس الإخوة في خيم الصحراء لأشهر عديدة دون وجود أي عمل، وعدم وجود أهداف متناسبة مع العقلية التي يحملها الاستشهادي خارج أرض الجهاد، ولا يلتقي بأميره المباشر ويرى مشاكل الإخوة العسكريين وتؤخَّر عمليته لأشهر وهو في جوٍ عنيف من مشاكل الإخوة المقاتلين لكثرة القعود وعدم وجود أمراء عسكريين تقودهم وتُفعّل العمل داخل المدن وبعد فترة شهر من الانتظار واستفراغ الشَحن الإيماني للأخ الاستشهادي يُرسَل له إن عمليتك قريبة إن شاء الله وبإذن الله الفرج قريب فتعود نسائم الأمل لتهب على هذا الأخ وإذ بهِ يسمع من الأخوة قصص وسوالف حول الاستشهاديين الذين كانوا قبله ونفذوا على الهواء وعلى الجدران وأن الإخوة سيدزونه إلى هدف سهل يمكن معالجته بعمل عسكري أو أمني فيأتي إليه أحد الإخوة ويبلغه بأن الهدف هو التنفيذ على سيارتيّ شرطة أو على رأس من رؤوس الردة فتنهار معنويات الأخ الذي كان يأمل ويطمح بإحداث نكاية عظيمة في صفوف المرتدين وتبدأ الخواطر الشيطانية واليأس يدب في قلب الاستشهادي.

ويزداد الأمر مشقةً عليه عندما يسمع ويرى عن كثير من الاستشهاديين الذين قُبِضَ عليهم أثناء تنفيذ العملية لعدم انفجار السيارة وسوء التفخيخ فيضطر الأخ إلى تغيير قراره من استشهادي إلى مقاتل فيُرفَض الطلب من بعض الأمراء بعلّة أن هذا الأمر من الإمارة ولا نستطيع تحويل استشهاديين إلى مقاتلين، فيرجع إلى بلاده أو يضطر لأن يرضى بالواقع ويختار أي هدف للتنفيذ فيتهاون الإخوة المسؤولون ويُسَلَّم لأخ عسكري جديد ليختار له الهدف فإما أن الأخ الاستشهادي لا يستطيع دخول المدينة لعدم وجود من يؤمِّن الطريق بشكلٍ سليم، وإما أن تكون المعلومات التي وصلت للأمير تفتقر إلى الكثير من الدقة فيحدث خلل ولا يستطيع الأخ الوصول إلى هدفه ويُحاصَر وينفذ في الهواء والله المستعان، أما عن الأخ الكادر فإنه بعد جلوسه لشهر وهو يعاني ويقاسي من الطلبات وتأمين الحاجات والاحتياجات يُصاب بشلل فكري وإحباط نفسي وتبدأ الكفاءات التي يحملها تضمحل بسبب القنوط وعدم إعانته ويزداد الأمر مشقةً عليه بمنع كثيرٍ منهم من الانتقال إلى قاطعٍ آخر بحجة احتياج القاطع الشديد له ومنع الإمارة من نقل أيِّ أخ من قاطعٍ لآخر وخطورة الطريق المليء بالسيطرات وأن الوضع العام في العراق مماثلٌ لوضع «الغربية» فإما أن يقرر الأخ الرجوع إلى بلاده بحجة البحث عن جبهةٍ أخرى وإما أن يصبر على الواقع الذي هو فيه حتى يأتيه اليقين.

إن أغلب الكوادر التي دخلت إلى «الغربية» لم تُستَغَل إستغلالاً صحيحاً وأُصيبت بالشلل النفسي للأسباب التالية:

  •     عدم تطابق الصورة نسبياً بين الإعلام المصوَّر خارج العراق وكلام المُنَسِّقين وبين الصورة الحقيقة لواقع أرض الجهاد.
  •     استئثار الكثير من أمراء القواطع إبقاء الكوادر في قطاعها على أمل تفعيل عمل في مستقبل يكون للكادر دورٌ في هذا العمل.
  •     استغلال الكادر من قِبَل بعض الأمراء استغلالاً محدوداً على مستوى قاطعه من خلال فرزه لاختصاصات لا تكون متناسبة مع الاختصاص الذي يحمله الكادر.
  •     كَبت الكثير من الكوادر والحد من تصرفاتها بحجة أن التدخل في عمل الأمراء يعتبر تجاوزاً وعدم ثقة بالإمارة ومنعهم من الاتصال بالإمارة العامة خشية أن يشكوا على بعض الأمراء ومنعهم من تفعيل العمل بحجة عدم معرفة واقع العراق وعدم استطاعته للتحرك بدون أنصاري أو بدون سلاح لعدم إتقان اللهجة وكثرة المرتدين واضطرار بعض الكوادر إلى طلب العودة إلى بلادها لتفعيل عمل في جبهات أخرى لوجود صعوبات في أرض الرافدين.
  •     قلة وجود الأمراء العسكريين المتفهمة لاختصاص هذه الكوادر أو تفوق الكوادر على الأمير في أغلب النواحي العسكرية والاختصاص والكفاءة فيصاب البعض بنوع من التضايق ويجعل هذا الكادر مُحَجَّماً من العمل أو تفعيل العمل وذلك لعدم مقدرة الأمير على تفعيل العمل إما لضعف الخبرة أو لعدم كفاءته للإمارة.

وللتأكيد على هذه النقاط بالأمثلة العملية الواقعية التي عشناها في ولاية الأنبار (الغربية) خلال سنةٍ كاملة، نضرب لكم على سبيل الأمثلة لا الحصر الكوادر التي دخلت الغربية وأصيبت بما بَيَّناه من الواقع المؤلم:

  •     أبو محجن المصري؛ اسمه مُحَمَّد، وُلِّدَ في إيطاليا وعاش فيها وهو يحمل الجنسية الإيطالية، اختصَّ في مجال الكمبيوتر، وكان من الرياضيين في ألعاب الحديد والقوى ويتمتع بقامة 190 سنتيمتر وكان سلاحه المفضل هو البيكيس حيث كان يحملها أثناء تدريب الإخوة ويركض بها مثل الرشاش، وهذا الأخ متقن لأكثر من لغة وعنده أسلوب دعوي من أصحاب الخلق وحسن التعامل مع الناس، فضلاً عن علاقته الخارجية القوية مع المزورين حيث كان قد جلب نسخة من المائة دولار المزورة ولم يستطع الأمير اكتشاف التزوير فعرض عليه أن يُجري اتصالات لتأمين أكبر عدد ممكن من الأموال ولكن طلبه قوبل بالرفض لاستغناء أمير القاطع في تلك المرحلة عن المال.

هذا الأخ عانى كغيره من الكوادر من مسألة القعود وعدم العمل، وطلب من أميره أبي موسى الفهداوي – تقبله الله–النقل لقطاعٍ آخر ولكنه لم يُلَبي طلبه، فبقي بالقرى التابعة لحصيبة في منطقة الجزيرة 5 أشهر دون أن يخرج لأي عمل عسكري إلا عملية اقتحام على أحد بيوت المرتدين وأصيب فيها الأخ بطرقة في زنده وبقي الأخ كذلك إلى أن تعافى وطلب مرةً أخرى تفعيل العمل ولكن دون جدوى وبقي كذلك حتى عزم الرجوع إلى سورية ومنها أراد الذهاب للبنان للعمل مع جماعة فتح الإسلام، وأثناء ذلك الوقت العصيب كان في قرية معلومة لدى الجميع بإيواء المجاهدين واسمها «البوبية» فحوصرت مع العلم برفضه للمبيت داخل القرية ولكن أحد الأمراء أشار له بالبقاء في القرية وحوصروا بعد صلاة الفجر من قِبَل الأمريكان والمرتدين وقاتل حتى قُتِلَ بطلقة قناص – رحمه الله – وكان ذلك في يوم 15 شوال 1427هـ.

  •     الأخ أبو عبد الله الشمري؛ جزراوي من أصل أريتيري، ترعرع في أرض الجهاد منذ نعومة أظفاره حيث بدأ بالجهاد في إريتيريا – مسقط رأسه–وعمره 16 سنة وبعدها انتقل إلى أفغانستان ليتلقّى التدريبات في معسكراتها وليكتسب الخبرة في مجال التصنيع والأسلحة وبعدها هاجر إلى العراق بداية السقوط وتَنَقَّلَ من الفلوجة إلى القائم إلى حديثة ولكنه بقي على أطراف حديثة قاعداً عن العمل العسكري قرابة السنة ولم يُستَفَد من هذا الكادر إلا من بعض المجالات حتى أنه من الطرافة أنه قُبِضَ عليه أربع مرات من قِبَل المرتدين والأمريكان دون أن يعرفوا أنه مهاجر وفي أطراف حديثة حوصر مع الأخ أبو صالح الشرعي وقُتِلا في الاشتباكات بعد أن قضى أحد عشرَ عاماً في أرض الجهاد تقبلهما الله في الشهداء.
  •     أبو عزام الجزائري؛ همّة عالية وأخلاق عجيبة وحب وخدمة لإخوانه، عاش زهرة شبابه في بلاد الغرب متنقلاً بين إيطاليا وأمريكا وكندا ويتكلم ثلاث لغات، وهو متقنٌ لأخطر اللعبات الرياضية في العالم وتدعى الـ(Get Kindo) والـ (Cali Philepeeno) وعمل مدرباً في كندا لهذه الألعاب حيث تعتمد الرياضة الأولى على عملية قتال الشوارع والضربات القاتلة وهي تطوير للعبة الكونغ فو والرياضة الثانية تعتمد على القتال بالسكين بكل الوسائل والقتال بالعصا و السيف، هذا الأخ إضافةً لهذه المهارات فهو من أمهر الطباخين حيث عمل في أحد المطاعم في كندا بهذا المجال فضلاً عن الأسلوب الدعوي الذي يحمله والأخلاق العالية والسماحة والبشاشة والتواضع، هذا الأخ دخل العراق منذ عشرة أشهر وما زال في الغربية جالساً في صحرائها صابراً محتسباً نسأل الله أن يحفظه وأن تنظروا في نقله للمدن التي تحتاج لأمثال هذه الكوادر وخاصة من خلال العمل الأمني من الخطف والاغتيالات وغيرها.

هذه أبرز الحالات التي اطّلعت عليها بنفسي وعشت مأساة أصحابها وكنت شاهداً عليها فضلاً عن أناس آخرين أو شخصيات لم أطلع عليها.
أمّا عن الاستشهاديين فكانت المسألة أشد حيث أُرجع البعض إلى بلاده ورجع بعد عدم الموافقة على إبقائه كمقاتل وإما أنه استطاع الحصول على موافقه من الأمير وحول إلى مقاتل وإما أنه وافق على تنفيذ العملية لكنه لم يوفق فيها إما لسوء اختيار الهدف وضعف الاستخبارات حول الموقع وذلك لتهاون الأمير في دراسة الهدف المطلوب وإما أنه قُتِلَ قبل أن يصل المدينة لعدم وجود سيارة استطلاع ومراقبة للطريق.

وسنذكر أهم الأسباب التي دعت الاستشهاديين للانتكاس والتحول إلى مقاتلين أو الرجوع إلى بلادهم ما يلي:

  •     تبني الكثير من الأمراء الأنصار النَفَسَ الاستشهادي والاعتماد عليه اعتماداً كلياً في تفعيل عمل القاطع في ظل عدم وجود المقاتلين الصادقين أو كفاءة الأمير من ناحية التخطيط فضلاً عن كثرة الأهداف من المرتدين علماً بأن الصليبيين والمرتدين حصَّنوا أنفسهم بكل الوسائل لمنع مثل هذه العمليات من خلال الحواجز الكونكريتية والرمل والتقليل من أفرادهم في السيطرات.
  •     استئثار الكثير من الأمراء بالعديد من الاستشهاديين وإبقائهم في قواطعهم لفترات وصلت إلى ستة أشهر للبعض أدت إلى استفراغ الشَحن الإيماني للاستشهادي والتفكير بالرجوع أو التحول إلى مقاتل مع عدم تحويله إلى قطاع آخر بحاجة لاستشهاديين.
  •     اصطدام الكثير من الاستشهاديين بواقع العمليات الاستشهادية في العراق حيث تظن الأغلبية منهم أن النكاية فقط هي المطلوبة ولا يعلمون بحقيقة الأحكام الشرعية فضلاً عن ضعف العلم وكثرة الجلوس مع المثبطين وأصحاب المشاكل وسماعهم لها التي لو طُرِحَت على الجبال لأزالتها من مكانها.
  •     الاختلاف الكبير بين الصورة الإعلامية في الخارج وكلام المُنَسِّقين وبين الحقائق الموجودة في الداخل.
  •     عدم مراعاة الكثير من الأمراء للجانب النفسي للاستشهادي والتعامل معه بطريقةٍ عسكريةٍ فظّة من خلال ممارسة الضغط الفكري بأنه استشهادي وغير مخوَّل في اختيار هدفه أو الاطلاع عليه إلا قبل التنفيذ بساعات أو يوم من العملية وعدم الاهتمام بطلباته أو العمل على رفع معنوياته.

    دخول الكثير من الاستشهاديين إلى أرض الجهاد دُفعةً واحدة وقبول الكثير من الأمراء باستقبالهم مع عدم حملهم في تلك المرحلة لأي خطة لضرب أهداف للعدو والقيام بعملية للبحث عن أي هدف من أهداف العدو حتى لو اثنين من المرتدين مع عدم المبالاة بأهمية الاستشهادي وإشعاره بأن أميره غير مبالٍ في اختيار الهدف الأنسب بسبب تأخر العملية أو عدم وجود أهداف في الواقع مع مَنعه للانتقال لقاطعٍ آخر لتنفيذ العملية.

  •     حرمان الكثير من الاستشهاديين من الإعداد العسكري وتلقي التدريبات الأساسية لاستعمال السلاح بحجة أنه استشهادي ولا يحتاج لأن يتعلم، وحرمانهم من الخروج من المضافات أو الخروج للواجبات حرصاً على سلامتهم علماً بأن أغلب الذين حرموا من الواجبات، عملياتهم غير موجودة في القواطع التي ينتسبون إليها فلا هم نفذوا ولا هم نُقِلوا إلى قاطعٍ آخر للتنفيذ ولا يخرجون لأي واجب.

    إصابة أغلب الاستشهاديين باليأس والقنوط لتأخر عملياتهم أو لعدم وجودها بالأصل، وعدم السماح لهم بالانتقال لقاطعٍ آخر لتنفيذ عمليةٍ استشهادية وعدم مشاركتهم في العمل العسكري طيلة وجودهم في أرض الجهاد فقرر الكثير منهم الرجوع إلى بلاده.

وللتأكيد على هذه الحقائق التي عشناها في قاطع الغربية، نضرب لكم الأمثلة على سبيل التعريف لا الحصر:

  •     الاستشهاديون الذين قرروا الرجوع إلى بلادهم (أبو عُمَر الجزراوي وأبو ذَر اليمني) حيث بقوا في المضافات مدةً تزيد عن الشهر حتى طُلِبَ منهم نهاية الأمر النزول للمدينة والتنفيذ على سيارتين للشرطة بعد الاصطدام بواقع الأنبار والغربية خاصةً فقرروا الرجوع للأسباب التي بيناها وأُرجعوا إلى بلادهم.
  •     الاستشهاديون الذين قُتِلوا قبل دخولهم للقائم (أبو عاصم اليمني الأرحبي وأبو عُمَر الجزراوي) حيث كان يعلم الأخ المسؤول عن إيصالهم (أبو الحارث السَلماني) خطورة الطريق وصعوبته فطلب من جماعة المشاجب سلاح(PKC) خوفاً من الاشتباك مع المرتدين فرفضوا لعدم موافقة مسؤولهم (أبو شَهد السَلماني) على إعطائهم بحجة قلة السلاح وغيرها، فخرج (أبو الحارث) وقال: "والله إن حصل لنا شيء فلن نسامح أبو شَهد." وفي الطريق اصطدموا بكمين لكتائب الخِسّة في عقلة جباب وقُتِلَ فيها أربعةٌ من الإخوة والله المستعان.
  •     وأما الاستشهاديون الذين بقوا أشهر بانتظار عملياتهم ثم نفذوا دون الوصول لأهدافهم مع الإشاعة أول الأمر أنهم دمروا المراكز تدميراً كلياً الأخويين (أبو المقداد اليمني وأبو عُمَر من الجزيرة) حيث إن أبو المقداد ضَيَّع الطريق داخل المدينة وحوصر من قِبَل المرتدين ثم نفذ في الهواء وكذلك كان الأمر بالنسبة لأبي عُمَر حيث أنه ما إن وصل للصبات حتى انفجرت السيارة دون إيقاع خسائر تذكر في صفوف المرتدين وهذا الكلام من قِبَل الذي أوصلهم لأهدافهم واسمه (باسم).
  •     وكُررت نفس المسألة بعد شهرين مع الأخ (خطاب الجوفي) حيث أُشير إليه بالتنفيذ على مجموعةٍ من المرتدين داخل منطقة الكرابلة بحزامٍ ناسف وما إن اقترب منهم حتى غَيَّر وجهته إلى مركز الشرطة وفي الطريق حوصر ونفذ في الهواء والله المستعان.
  •     وممن استأثر أمراء القطاع بإبقائه دون أن ينفذ ويحول لولاية أخرى أو يخرج واجبات للعمل العسكري الأخ (أبو عبيدة المغربي) من الدار البيضاء حيث ما زال منتظراً لعمليته المفترضة سبعة أشهر مابين الغربية والرطبة والآن مضى عليه أربعة أشهر في الرطبة دون أن يحصل أي جديد مع عدم إخراجه للعمل العسكري إلا مرةً واحدة أو اثنتين وعلمي به أنه مازال موجوداً في الرطبة عند أمير القاطع (أبو عبيدة).

هذا ما استطعت كتابته حول الاستشهاديين والكوادر ومدى المعاناة التي حملوها خلال فترة بقائهم في القاطع الغربي (جزيرة أو شامية) وأما أبرز الأسباب التي جعلتهم يفكرون بالرجوع أو خسارتهم وبَيَّنا أن أغلب الحالات سببها كان من خارج العراق وأخص في ذلك المُنَسِّقين والحدوديين حيث ما زال الكثير منهم يطالب الإخوة الجدد بتسليم ماله وحاجاته قبل الدخول.

ونذكر لذلك أمثلةً على سبيل التعريف لا الحصر:
في يوم 5/11/2006 دخل ثلاثةٌ من الاستشهاديين المغاربة وهم أبو البراء وأبو عبد الله وأبو مُحَمَّد وأثناء إقامتنا معهم كانوا قد استفسروا منا عن سبب طلب الإخوة في الخارج أموالهم حيث أخذوا من الثلاثة 150 يورو وثلاث ساعات يد وخاتم وكذلك الأمر بالنسبة للاستشهادي أبو عاصم اليمني حيث أخذوا منه 120 دولار وساعة كاسيو ونظارات طبية وهذه الأمثلة مع أغلب الذين واجهناهم في الغربية وكان آخرهم الاستشهادي أبو بكر الجوفي حيث أشار إليه المُنَسِّق الجزراوي في جزيرة العرب بأن الإخوة المسؤولين عن الحدود سوف يطالبونك بجميع الأموال التي تحملها فلا تعطيهم كل شيء وفعلاً جرى معهُ ذلك ولم يعطيهم كل الأموال التي يحملها.
أمّا عن الأسباب التي يتحمل الإخوة المهاجرون تبعاتها سواء كان كادراً أو استشهادياً أو مقاتلاً بسبب الواقع الذي يعيشونه أو بسبب تقصيرهم ما يلي:

  •     ضعف التربية الإيمانية الجهادية لكثير من المهاجرين الذين سيطرت عواطفهم دون أن يكون لديهم العلم بوعورة طريق الجهاد والمشاق التي سيواجهونها.
  •     ضعف العلم الشرعي والفهم الصحيح المطابق للواقع.
  •     التأثر البالغ بالإعلام والأقراص وبناء الآمال عليها.
  •     عدم توضيح العراقيل والأشياء التي لابُدَّ لكل مجاهد من معرفتها لعدم وجود الداعية الرباني ولتهويل الإخوة المُنَسِّقين بحقيقة أرض الجهاد من أجل رفع المعنويات وشحذ الهمم.
  •     وجود بعض من العادات والأخلاق التي يحملها المجاهد قبل الدخول لأرض الجهاد سواءًمن إرجاء في العقيدة (التأثر بعلماء السوء) أو أخلاق قديمة من أيام الجاهلية مع ضعف الوازع الديني ووجود العجب والغرور بأن المجاهد مغفورٌ له مهما قَصَّر.
  •     عدم وجود القدوة الربانية التي يتربَّى عليها في بيئته وعدم عيشه في إطار التنظيم الحركي الجهادي فتجد قلة الصبر وضعف مفهوم السمع والطاعة وأحكام الجهاد العامة والخاصة مع عدم إدراكه لسنن الله الكونية في التعامل مع أوليائه وأصفيائه.
  •     قلة الشرعين الدعويين من الإخوة داخل أرض الجهاد لتبيين العراقيل التي سيواجهها المجاهد وكيفية التعامل معها للثبات على أرض الجهاد الذي يعتبر بحد ذاته نصراً للمجاهد وأن مع العسر يُسراً ولن يغلب عسر يُسريّن.
  •     ضعف الاهتمام بتوزيع المنشورات الشرعية والتي تُبَيِّن أحكام الجهاد لا سيما العمليات الاستشهادية وضوابطها، وأحكام التترس وأحكام الدماء وغيرها من الضوابط الشرعية المغيبة عن أغلب مقاتلي الدولة.
  •     دخول بعض الأصناف من الكوادر التي لو استُغِلَّت لتفعيل عملٍ في الخارج بعد تلقي التدريبات لأحدثت ضجةً عالميةً مثل الإخوة الذين يأتون من بلاد الغرب سواء أمريكا أو أوروبا أو يحمل اختصاصات نادرة يمكن تفعيلها بإقامة نقلة نوعية داخل أرض الجهاد في المجال الكيماوي أو الإعلامي.

هذا عن الإخوة المهاجرين من صنفي «الكادر والاستشهادي» فمن باب أولى عدم الاهتمام بالمقاتل العادي سواء كان من القدامى أو من الجدد وستكون مشاكله أكبر وأشد من الكادر والاستشهادي لعدم ملاءمة ظرف وواقع العراق باستقبال المقاتلين العاديين فما ذنب العشرات من المهاجرين المقاتلين في العراق ولا سيما في الأنبار (الغربية) من القعود والجلوس دون الاستفادة منه في أي عمل حتى ولو أن يعمل في مجال تصنيف المتفجرات أو أن يوزعوا على القواطع للمرابطة على الألغام حيث أصيبوا بالإحباط والعجز نتيجة الجلوس المتواصل والوعود المتكررة ورجع بعضهم إلى الخارج مثل (أبي عاصم الليبي وأبي عامر السوري) بحثًا عن جبهات أخرى للقتال وكذلك بالنسبة لأبي علي السوري الذي قرر الرجوع وأُجلس في مضافة في الصحراء حتى قصفت الخيمة وقُتِلَ ومن معه من إخوانه. 
وخلاصة الأمر بالنسبة للمهاجرين في الغربية:

  •     إما أن الأخ المهاجر دخل ككادر ولم تتهيئ له فرصة مناسبة للاستفادة منه وأُهمِلَ حتى قُتِلَ أو رجع إلى بلاده.
  •     أو دخل كاستشهادي ولم يحصل فرصة لتحقيق نكاية أو مصلحة لضعف الاستخبارات داخل المدن وعدم وجود من يشاغل له العدو المتحصن داخل مراكزه فقرر الرجوع إلى بلاده أو التحول كمقاتل.
  •     أو أنه مقاتل منذ القِدَم ودخل بتزكية كمقاتل فأصيب بالواقع الذي يعيشه الإخوة من كثرة المرتدين وفقدانهم للأمراء العسكريين الميدانيين وضياع أغلب المدن والقرى من أيدي الإخوة فهو أمام خيارين إما أنه استطاع مع الزمن تحمل الواقع والصبر عليه ومعايشته مع نسيان الصورة التي كان يحملها قبل الدخول وإما أنه ما زال مستاءً من الوضع بحيث يكرر من الطلبات كلما حصل موقف سواء كان هذا النقد بنّاءً أم سلبياً والغالب أن النصح البنّاء الذي تكون فيه آذان الأمراء صاغية يجعل الجندي على ثقة من تحسن الوضع مستقبلاً، بخلاف الكبت المتكرر من بعض الأمراء مع عدم وجود انسجام وتمازج أخوي مابين القيادة والأفراد.

المعوقات التي يعانيها المهاجرون في وجودهم مع الأنصار في بلاد الرافدين:

أما عن المعوقات التي تواجه الأخ المهاجر داخل بلاد الرافدين فهي:

  •     ضعف المفهوم الشرعي لمصطلح المهاجرين والأنصار من خلال الأُخوّة والإيثار والتضحية والنُّصرة لضعف الفهم الشرعي لحقيقة ومعنى الجهاد والعمل الإسلامي لبناء الخلافة الراشدة.
  •     الاختلاف الفكري والنفسي والتنظيمي ما بين المهاجر والأنصاري، حيث إن الكثير عاش في مرحلةٍ تنظيمية أو تجربةٍ حركية ونَسَقٍ مُعيَّن، سواء كان في أفغانستان أو العراق أو جزيرة العرب أو في ظل الحكومات الغربية والعربية الدكتاتورية المتشددة التي كانت تفرض عليهم جواً من الحيطة والحذر والأَمنيات واختلاف طريقة العمل تماماً حيث أن الكثير كان ولا زال في مرحلة العيش ضمن إطار عملٍ محدود يفرض عليه حياةً تنظيميةً مرتبة، الأمر الذي سبب صدمةً لدى الأخ الذي يعيش في تجربة حربٍ مفتوحة تأخذ شكلاً تنظيمياً لحرب العصابات لا يمكن فيه العمل بنظامٍ مُتَسِّق لكثرة تغيُّر المعطيات على أرض الواقع من مرحلةٍ لمراحل كمسألة العشائر ومسألة التغلغل السلولي لقطف ثمار الجهاد.
  •     اختلاف الثقافات واختلاف البيانات فضلاً عن اللهجات والعادات والتي قد تسبب في إيجاد مداخل شيطانية لإظهار الفروقات والميزات ما بين المهاجرين والأنصار، وازدراء الآراء والجدالات وإظهار العيوب سببٌ في إحياء دعوى الجاهلية (يا للأنصار ويا للمهاجرين).
  •     الحقيقة القرآنية التي ذكرها القرآن في مسألة اختلاف النيات وإرادة القتال عن البعض في غزوة أحد كانت سبباً في الاختلاف والتنازع والهزيمة وهي قوله جلَّ وعلا: (حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَۚ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ) هو السبب الأول والأخير الذي يقضي على العروة الوثقى ما بين المهاجرين والأنصار.
  • وذلك عندما رأينا أصنافاً من الإخوة تتأذّى من مطالب الصادقين المتكررة للعمل وذلك للركون الذي أصاب أولئك النفر من الإخوة والإخلاد إلى الأرض على مدار أربع سنوات ونصف حيث أخذ الكير يخرج معادن الناس فَثَبَتَ من ثَبَت وتَخَلَّفَ من تَخَلَّف ورَجَعَ من رَجَع ولا تزال هناك فِتَنٌ تُمَحِصُ المجاهدين كقطع الليل المظلم حتى تبقى الصفوة الربانية التي يفتح الله عليها،
  • فنسأل الله أن يجعلنا منهم ويثبتنا وأن يحسن خاتمتنا ولا يفتنا.
  •     صعوبة بقاء المهاجر داخل بلاد الرافدين سيما في المناطق المأهولة بالسكان وذلك:
  •     كثرة العملاء والجواسيس.
  •     تخوف الطبقة الشعبية الموالية والتي ضعفت في بعض الولايات بسبب القهر والموجة العارمة التي حدثت في ارتداد العشائر وطغيانها على المجاهدين وأعوانهم.
  •     عدم إتقان المهاجر للهجة مع الانعزالية الإعلامية لشخصية المهاجر لدى الأوساط الشعبية العراقية.
  •     تصوير المهاجرين من خلال الحملة الإعلامية الشرسة بأنهم إرهابيون قتلة لا يحملون أيَّةَ أهمية لمعاني القيم والشيم العربية مع حرصهم على سفك الدم العراقي والزج بالعراقيين بحرب طائفية وفتنة عشائرية وأن الكثير منهم مدسوس من قبل أجهزة وأجندة الحكومات العربية المرتدة.
  •     تقصير المهاجرين الواضح ولاسيما أصحاب الكفاءات الشرعية والدعوية من خلال الرسالة لأبناء الشعب العراقي حول حقيقة مجيئهم للعراق وحقيقة قتالهم، وأنهم لا يستهدفون الأبرياء بل على العكس حيث ما حملهم على التضحية و الهجرة إلا إنقاذ الأعراض وردُّ الحقوق ورفع المظالم و حمايتهم من الفُرس الصفويين و العَلمانيين الأكراد الذين يريدون لأبناء الشعب العراقي من أهل السُنّة الذل والاستعباد والتهجير والقتل الجماعي، إضافةً لضعف الدعوة الموجهة للأنصار الذين يقاتلون في صفٍ وخندقٍ واحد شببت الضعف في روابط الأخوة و المحبة بينهما.

    فيتبين من تلك الأسباب التي تحمل الأنصار على عدم الإلحاح في استقبال المهاجرين والاحتياج إليهم كما في عهد الصحبة.

لذلك كانت النتيجة الحتمية هي تقييد الأنصار للمهاجرين بالنقاط التالية:

  •     حرص الأنصاري على إبقاء المهاجر في الأطراف سواء كانت القرى أو الصحاري خوفاً عليه من الجواسيس والمرتدين مع عدم وجود من يؤويه في الداخل.
  •     عدم إتقان أغلب المهاجرين اللهجة العراقية التي ستكون سبباً في وقوع الأخ المهاجر في قبضة الصليبيين والمرتدين.
  •     عدم المجازفة بالمهاجرين وإدخالهم في معارك مع المرتدين والصليبيين بحجة التفريط بهم وتفوق الأمريكان والمرتدين على أرض الساحة من النواحي العسكرية.
  •     عدم معرفة المهاجر لمداخل ومخارج المدن وكيفية التحرك والقتال فيبقى الأنصاري العين التي يرى بها المهاجر والأذن التي يسمع من خلالها.
  •     ضعف معرفة المهاجر لواقع العراق والشعب العراقي وكيفية التعامل فيحجم الأخ المهاجر تحجيماً ملحوظاً من جميع النواحي والاختصاصات الأمنية والشرعية والعسكرية وتبدأ سلسلة التجاوزات العشوائية بالتصرفات من هذه النقطة فينبغي التركيز عليها.
  •     تأذي البعض من المهاجرين لإلحاحهم على تفعيل العمل من خلال كثرة الطلب على تفعيل عمل والدخول في معارك مع العلوج وأعوانهم سببت الحرج لدى البعض فأخذ بعض المهاجرين باسم الإمارة على تفعيل العمل وأن الإمارة ترتب عمل في الداخل وأن الواجبات القادمة لن تجعل للمهاجر الوقت الذي يحكُّ فيه رأسه و تكثر الوعود ويقل الوفاء وتبدأ سلسلة المصادمات ما بين الذين يريدون الجهاد بحق وما بين من يريد الدنيا والشهرة باسم الجهاد وتبدأ كتابة التقارير على أهل الحق بأنهم مثبطون للأخوة الجدد ويثيرون الفتن ويطعنون بالإمارة ولا يسمعون ويطيعون وتكون في نهاية الأمر السبب في خسارة زهرة شباب الأُمَّة التي تود نُّصرة دين الله ويكون ذلك الصنف المندس في صفوف المجاهدين كالعلقة التي تمتص ماء الحياة للجهاد والمجاهدين باسم النصيحة للإمارة والتخلص من أصحاب المشاكل.
  •     اكتفاء العمل في أغلب الولايات بالأنصار وخاصةً في مسائل العمل في الداخل سواء كان على مستوى الإدارة و القيادة أو على مستوى الأفراد والجنود (عبوات، قنص، إداريات).
  •     وجود تخوف من أغلب الأنصار من التحرك مع المهاجر وذلك لعدم التزام المهاجر بأَمنيات الأنصار من ترك التحرك بدون سلاح والمبيت بدون سلاح ودخول المدن والخروج منها بدون سلاح.
  •     ترديد عبارات الإمارة بأنها لا تقبل وجود مهاجرين إلا أن يكونوا كوادر أو استشهاديين ووجود نوعية تعامل من بعض الأنصار أشبه ما تكون بالمن والأذى في التحركات والمصرفيات والخروج للواجبات، بالمقابل مَنَّ الكثير المهاجرين على الأنصار بأنهم السبب في تحريك عجلة الجهاد وتأسيس القواعد الأولى للعمل و الافتخار و العجب بتفوق البعض من الناحية العلمية أو العسكرية أو الثقافية.
  •     وجود نوع من التكتلات من المهاجرين التي تسبب الحزازية للأنصار والعكس مما يُضعِف من أواصر الأخوة و المحبة.

أمّا عن وضعية الإخوة الأنصار والمشاكل التي يعانون منها من الناحية العقديّة والتنظيميّة والإداريّة والحالة الاجتماعية فلا بُدَّ من المقدمة التالية:
حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- لما سُئِلَ عن معادن الناس فقال: ((خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا)).

فكلنا يعلم الحقبة التاريخية التي عاش فيها العراق من تسلط الحكام الظلمة عليهم، حيث سيطر النظام البعثي على مقاليد الأمور وأذاق الشعب الويلات والقهر ، واستاءت الحالة الدينية في ظل غياب الدعاة الربانيين، و انتشار الأئمة المُضلين من المتصوفة والبعثيين وأذناب النظام السابق وساءت الحالة المعيشية بسبب الحروب المتتالية والحصار الصليبي الجائر وكانت نتائجه الوخيمة معلومة، وغُيِّبَ الشعب العراقي عن واقع العالم وازدادت فيه حالات الجهل والبطالة، حتى فتح الله سوق الجهاد على هذا الشعب الطيب وبدأت سلعة الله الغالية بالرواج، وقَيَّضَ الله لهذا الجهاد أناساً كان قد أَعَدَّهم بعد حفظ الله ورعايته لهم ليعيدوا للأُمَّة مجدها التليد وليرفعوا راية التوحيد خفاقةً فوق أرجاء بغداد مثلما كانت أرض العلماء و الخلفاء.

حيث يقصدها الناس من حدبٍ وصوب لينهلوا من علمها وخيراتها وبركاتها، قام الناس ليدافعوا عن دينهم وكرامتهم وأعراضهم على اختلاف أنواعهم، ولكن يأبى الله إلا أن يكون الدين كله لله فبدأت الرايات تكثُر وتظهر حتى أعلى الله راية التوحيد والجهاد و انضمَّ المجاهدون الأنصار إليها وبدأوا يقاتلون تحت الراية المباركة التي كانت النواة الإسلامية لإقامة «دولة العراق الإسلامية»، بيد أن بقاء كثير من رواسب الحقبة الماضية ما زالت تطفو على عقائد وأخلاقيات الإخوة الأنصار، حيث أن لظى الحرب ولهيبها المستعر خلال الأربع سنوات الماضية ما كان ليتيح الفرصة لجميع الإخوة الأنصار الاستفادة الشرعية من خلال معرفة معنى وجوهر التوحيد وحقيقة القتال من أجل لا إله إلا الله وما كانت الظروف سواء كانت القدرية منها أو التقصير من قِبَل الأخ نفسه تزداد حصيلته الشرعية والثقافية من خلال المطالعة والقراءة وسماع المحاضرات وتَعَلُّمِ الأصول والثوابت.

والحقيقة المؤلمة أن الناس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة فمن المعلوم أن الله U اختصَّ البعض بالجهاد واختصَّ البعض بالعلم واختصَّ آخرين بالفقه واختصَّ آخرين بالعلوم الكونية، غير أن النادر من جمع الخير كله وفتح الله عليه أبواب الخير والسعادة، ولا بُدَّ لإخواني الأنصار والمهاجرين أن يعلموا الحقيقة أن قتالنا أولاً و أخيراً هو قتالٌ عقائدي وليس قتالٌ عشائريٌّ أو قومي وأن يعلموا أنَّ تَعَلُّمَ مسائل العقيدة وفروض الأعيان من أوجب الواجبات ولا يُعذَر أحدٌ بجهل مسائل العقيدة وأنَّ تَمَسُكَهُم بعقيدتهم وفهمهم الصحيح لها هو العامل الوحيد للثبات على هذا الدرب فكم من الناس انتسبوا لهذا الركب المبارك ولكن الفتن التي عصفت بهم قد أودت بهم في أوديةٍ سحيقة من مهاوي الردّة والنكوص وقد آلمني أن أجد شريحةً واسعةً من الإخوة الأنصار الذين هم صفوة المجاهدين ونخبة الأُمَّة لا يعلم معنى و شروط لا إله إلا الله، بل بعضهم لا يحفظ إلا الفاتحة والمعوذات في حين أنه يحفظ الأفلام والأناشيد الجهادية عن ظهر قلب وإذا كان هذا شأن الأخ من الناحية العقدية وهو يعبد الله و يدعو إليه بدون بصيرة.

فحريٌّ بهذا الجيل أن لا يُمَكَّن له لإقامة الدعوة المباركة واستعادة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة فكيف يقاتل بدون هدف؟! وكيف يَثبُت بدون إيمان؟! وكيف يصبر على الفتن والمحن بدون روح الأمل؟!
أمّا على صعيد العلوم الأخرى فتجد أن الكثير ممن لم يتعلم قبل السقوط لم يُبد دافعاً أو رغبةً صادقةً في التعلم إلا بضع نفر ممن دخلوا سجون الصليبيين، وتجد أن أغلب الإخوة عندهم ضعفٌ شديد في تلاوة القرآن وفهم معانيه فضلاً عن الثقافات الأخرى الكونية والتاريخية، إضافةً لبقايا رواسب الروح العشائرية والقبلية، من الافتخار والتباهي ووجود عادات الجاهلية من خلال التعامل مع النساء في الحقوق والرجوع إلى رئيس العشيرة في أمور الحرب و السلم.
هذا الحال الذي دفع العراقيين لاختيار أحد الطريقين:

  • إما طريق الردّة
  • أو طريق الجهاد فوفق الله عباده المؤمنين لطريق الجهاد وليعلنوا البيعة والسمع والطاعة لأمرائهم في المنشط والمكره والعسر واليسر، غير أن ضعف الوازع الديني، من تقوى الله ومراقبته في السر والعلن، وعدم فهم المسائل الشرعية على حقائقها وإنما فهمهما بشكلٍ وصور وشعارات سببت للأخ الأنصاري شكوكاً في العقيدة، وكأنه يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به و إن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة لاسيما بعد تعرضه لتكاليف الجهاد وأعبائه الثقيلة من الابتلاءات (القتل والأسر والتشريد )، ففرَّ الكثير من أرض الجهاد، إلى بلدان مجاورة.

وترك آخرون الجهاد ليبحثوا عن أسباب الرزق والراحة بعيداً عن التكاليف الشاقة، وكُشِفَ زيفُ الذين يقاتلون باسم الجهاد والمجاهدين وهم يبغون بذلك منصباً أو مركزاً أو حمية أو ذوداً عن عشائرهم، وبقيت الثلة المؤمنة الصابرة والمجاهدة والتي لا تزال تنقصها المقومات الشرعية والإيمانية، فضلاً عن الكونية والثقافية.

وحوصرت هذه الفئات من كل جهة ورماها الناس عن قوسٍ واحدة وطردت من أرضها وردت في الصحارى والمخيمات وفقدت ذويها وأبنائها وفلذات أكبادها، ولم يتبقّى لديها أيُّ خيار إما الصبر والمصابرة والثبات على هذا الدرب وإما الرجوع والنكوص، وبقيت عوائل المجاهدين ما بين مشردين وما بين أسرى وما بين شهداء وضاقت الحال بنساء وعوائل المجاهدين فحريٌّ بنا أن نبحث في هذه المسألة لا سيما في الأنبار و أخصُّ (الرمادي الغربية) حيث يعاني الأنصار من مشاكل إدارية ضخمة من قلة المعونة والمادة وكثرة عوائل الشهداء والأسرى والمشردين الذين ليس لهم إلا ربٌ رحيمٌ عليمٌ بأحوالهم، هذه الحالة الصعبة التي يعاني منها إخواننا الأنصار سببت لدى الكثير منهم وخاصةً أهلَ الغربية الشعور باليأس والقنوط من تحسُّن الأوضاع، وضَعُفَت لديهم الرغبة في القتال والاستشهاد لضعف التواصل ما بينهم وما بين الإمارة الكبرى، فضلاً عن تسليم الأمراء مسؤوليات أكبر من استطاعتها مع قلة الناصر وكثرة الردّة ووجود القهر والشدة والمعاناة لدى جميع الإخوة المجاهدين من المهاجرين والأنصار، و استطاع الكثير من المنتسبين للأنصار التسلق على جماجم الشهداء من الوصول إلى غاياتهم الدنيوية باسم الجهاد والمجاهدين، ودخل البعض في صفوف المجاهدين لتحصيل لقمة المعيشة والعمل ضمن مجال إداري أو فني دون أن تكون لديه النية الصادقة لحمل السلاح ومواجهة الكفار والمرتدين، ورضي بعضهم بالاكتفاء برضا أمرائه عنه من خلال قيامه بعملٍ أو عملين طيلة مسيرته الجهادية وتحدثه بها في المجالس العامة والخاصة.

وجعل البعض من العمل الجهادي عملاً استثنائياً حيث إنه أراد البقاء في حياته الدنيوية مع مساعدة المجاهدين بين الآونة والأخرى فتجد هذا يبحث عن الزواج للمرة الثانية وتجد الآخر يفكر في لقمة عيش أبنائه مع تركه للسلاح والرباط، وتجد الثالث يتملص من الأعباء العسكرية ويتحول إلى إداري، حيث رأينا في الفترات الأخيرة من أيام الغربية التي عشناها كثرة الأخوة العاملين ضمن المجال الإداري والتقني ولا سيما الأنصار وهذه الحقيقة طامة كبرى لابد من معالجتها واجتثاث جذورها.
أما حول مسألة ارتقاء الإخوة من مرحلة جنود إلى مرحلة أمراء فالحديث عن ذلك ذو أبعاد وتفرعات وتداخلات ينبغي التركيز فيها:
لا بُدَّ أن نتكلم عن المرحلة الأولى التي بدأت فيها المسيرة الجهادية على أرض الرافدين، وكيفية تشكيل الجماعات والتنظيمات، حيث شهد العراق في بداية السقوط حالة من التزعزع الأمني كان يفرض على جميع الصادقين من بناء الحركة الإسلامية والسيطرة على مقاليد الأمور، وخاصةً السلاح والمال اللذين هما عصب الجهاد، فقامت ببلاد الرافدين باستقطاب الكوادر والخبرات من أبناء الحركات الإسلامية وبدت تلك الجموع تظهر بشكل كتل وأحزاب وتتشكل تنظيمات على أُسس مختلفة (سلفية، إخوانية، صوفية، بعثية)

وكانت أبرز تلك الحركات والتي نحن بصدد دراستها «جماعة التوحيد والجهاد» التي فَتَحَ الله عليها بعمليات نوعية مباركة هزَّت الحملة الصليبية التي تقودها أمريكا في أكثر من مكان وكانت خاتمة تلك العمليات المباركة هو تحرير الفلوجة من رجس الصليبيين والمرتدين، والسيطرة الكاملة على المدينة، وكان الفضل يعود لأفراد الجيل الأول الذين ساهموا في تأسيس هذه الجماعة المباركة على أسسٍ سلفيةٍ متينة والذي قام أقطابه بالتأسيس الأمني والعسكري والإداري والشرعي للجماعة.

فاستقطبوا جميع الخبرات والكفاءات من الخارج واجتمعوا في تلك المدينة المباركة حتى تمَّ العدوان الغاشم علىالفلوجة واستهلكت الكثير من تلك القيادات ما بين فترة التأسيس وفترة معركة الفلوجة الثانية من أمثال الشيخ (أبو أنس الشامي) و (أبو الشهيد) و (عُمَر حديد) والعشرات من الذين لا يقلون أهميةً عن ذلك الجيل الأول الذي بذل جهوداً جبارة في تأسيس تلك الجماعة وبعد تلك الفترة انتقلت الراية إلى أبناء الجيل الثاني الذين لا يقلون أهميةً عن أقطاب الجيل الأول من الناحية العسكرية والأمنية بيد أنه وقع في مسألة الاعتماد على كثيرٌ من مقومات الجيل الأول (العسكرية والأمنية)

ولم يُبذَل نفس الجهد الذي يبذله الجيل الأول حيث كانت تنقصه بعض الخبرات العملية على أرض الواقع وظهرت الكثير من المسائل الحساسة جلياً على الساحة مثل الشرطة والحرس وردّة العشائر ولم يدرسوا أسباب وأبعاد تلك الردّة أو رائحة الخيانة التي بدأت تظهر على بعض شيوخ العشائر ووقعوا بنفس ما وقع به الجيل الأول حيث سيطروا على القائم وكانت مركز المجاهدين حتى تمَّ سقوطها من قِبَل الصليبيين وأعوانهم من المرتدين.

واستُهلِكَ الجيل الثاني عن طريق العملاء والاغتيالات والقصف المتواصل فضاعت العاصمة الثانية للمجاهدين، بيد أن روح الجهاد والقتال ما زال متمسكاً بها الجيل الثالث الذي فرض عليه أن يستلم مقاليد الأمور في الغربية والأنبار وأن يتحول الإخوة القدامى من الأنصار والمهاجرين إلى أمراء قواطع وقيادات.

ولكن الكثير من أولئك الأفراد لم يكونوا يحملونَ المقومات العسكرية والأمنية التي حملها الجيل الأول والثاني ولم تكن لديهم الفرصة من الاستفادة من خبرات الجيل الثاني لكثرة المشاكل والحملات الصليبية التي تعرضوا لها، فاعتمدوا على مقومات الجيل الثاني تماماً واستطاعوا السيطرة شبه التامة على الرمادي واستلام زمام المبادرة والقتال، فأبلوا بلاءً حسناً وسجلوا أروع المواقف والبطولات بيد أن المؤامرات التي واجهتهم والأخطاء التي حصلت من قبل البعض واستعار فتنة العشائر المرتدّة والعزلة ما بين المجاهدين والشعب فضلاً عن الفتن التي قامت بها بعض الأجهزة لإيقاع الفتنة ما بين الفصائل الجهادية ومقتل الكثير من الإخوة الصادقين وتسليم زمام الأمور لغير أهلها كان السبب في ضياع أغلب المدن الأنبارية لا سيما مركز العاصمة الإسلامية «الرمادي» وكانت سبباً في سقوطها بأيدي المرتدين ولا سيما بعد إعلان الإمارة لقيام الدولة الإسلامية في العراق.

حيث أخذ الكثير من الأمراء في تلك المرحلة يحاول قدر المستطاع التغطية على ضعفه (العسكري والأمني) باسم وجود دولةٍ إسلامية وأخذ يقنع نفسه والآخرين ببناء الدولة والمؤسسات دون أن يجلي لنفسه اهتماماً بالمسائل الأمنية والعسكرية وأخذ يستغل بعض القرارات الصادرة من الإمارة العامة للمصالح الخاصة وأُصيب هذا الجيل بنوعٍ من العجب والاغترار بإقامة الدولة، فأخذوا ينتظرون حلولاً لقواطعهم وحصل فيهم اختراقاتٌ أمنية وضَعُفَ العمل العسكري بحجة أن الإمارة مُقَدَّمَةٌ على العمل، ولا يحقُّ للجنود التدخل في شؤون الإمارة وأن الحرب هي كَرٌ وفَر وبدأ المرتدون يزدادون يوماً بعد يوم وغُيِّبَت الكوادر عن الساحة واستهلكت الكثير من المادة في سوء الإدارة والتوزيع وتشتيتها في الوقود والطعام والشراب والمضافات وبدأت مظاهر الراحة والعجب والغرور تظهر عليهم فضلاً عن عدهم قبولهم لنصيحة الأفراد.

وتَشَكَّلَ مجلس شورى من أفراد ليسوا أهلاً لها، وهذا النقص الشديد مع وجود العجب والغرور لدى هذا الصنف الذي لا يمتلك شبراً واحداً من المدن على أرض الواقع ولا يستطيع أن يقترب من القاطع المكلف به عشرات الأميال قام بتحول العمل لصالح القطاع الذي أُمِّر عليه دونما أيِّ اكتراثٍ باحتياجات أمراء القواطع الأخرى والتنسيق معهم، حيث أننا في الغربية قد ضاع وفجر الكثير من السلاح الذي كان فائضًا عن المقاتلين الموجودين في ذلك الوقت فضلاً عن الكوادر البشرية التي ذكرناها حيث فجرت الكثير من المخازن وضاعت أغلب القرى في الغربية وفقدنا كل شيء بسبب الإهمال التام للعمل العسكري والأمني وإخفاء الكثير من الأمراء للحقائق التي تعيشها قواطعهم عن الإمارة الكبرى وقام هذا الصنف من الأمراء من منع أيِّأخ يريد تفعيل العمل العسكري أو الانتقال لقاطعٍ آخر باسم الإمارة الكبرى فلما رأوا إلحاح جنودهم في تفعيل العمل قاموا بالتحرك والدوران في حلقة دائرية حيث أخذ يرضى بأيِّ عملٍ عسكري مهما كان ضئيلاً لضعفه عن تشكيل إدارة وتسليم مقاليد الأمور لأهلها فأصبح جُلُّ اهتمامه هو إحصاء عدد المشاجب وقطع السلاح وتحويل القاعدين إلى فنيين وامتاز البعض بالشخصية القوية التي كان يفرضها على الجنود لفرض السمع والطاعة دون إعطاء الجنود حقهم في العمل وقام باعتماد المفخخات والعبوات والضربات التي لا تؤدي لتمكين بحجة عدم تكرير خطأ الفلوجة والقائم التي جعلوا منها قميص عثمان لتسويغ القعود والانسحابات المتكررة وضياع المدن والقرى بحرب الكَر والفر وتمرد العوام بعد خروج المجاهدين من المدن ولم تبقى في قلوبهم هيبةٌ للمجاهدين وارتدَّ البعض وانحاز آخرون لكفة المرتدين الراجحةوأُصيبَ العوام بنوعٍ من الإحباط واليأس لواقع الردّة المحيط بهم؛ وراحت بغمضة عين يا محلى ذكراها.

أمّا عن الأمراء الذين نحسبهم والله حسيبهم من الصادقين والذين يعترفون بحجم المسؤولية التي يحملونها وأن الإمارة هي تكليفٌ وليست تشريف حيث رأيناهم لا يأكلون اللحم في رمضان خوفاً من وجود جندي في قاطعهم لم يأكل اللحم، رأينا صدقهم في تفعيل العمل ولكن الواقع الذي واجهوه كان أشدَّ وأصعب من التغلب عليه للأسباب التالية:

  •     ضعف الخبرة الأمنية والعسكرية والقيادية لأغلب أفراد هذا الجيل وعدم وجود من هم أكثر كفاءة أو خبرة.
  •     مواجهتهم لأكثر من جبهة في نفس الوقت وأشدُّها وأخطرها على الإطلاق فتنة العشائر المرتدّة.
  •     ضعف اتصالاتهم ببعض لتأمين الاحتياجات اللازمة للقاطع وتبادل الخبرات والموارد المختلفة في القواطع والولايات.
  •     عدم وجود الإدارة التي تُعين هذا الأمير على إتمام مسؤولياته وعدم وجود الصادقين والناصحين للأمير من الحاشية والمقربين المحيطين به.
  •     كثرة المثبطين والمرجفين والمخذلين وقلة المقاتلين والصادقين والمجاهدين لدى هؤلاء الأمراء الذين أُجبروا على القيام بسد الثغرات بأنفسهم أغلب الأحيان.
  •     قلة الدعم المادي والمعنوي المُقدَّم للقاطع وكثرة الحقوق المترتبة من غلاء السلاح وكثرة صرف الوقود لضخامة القاطع الصحراوي التابع للأمير وكثرة عوائل الشهداء والمهاجرين والأسرى واحتيجاتهمالشهرية.
  •     قلة الدعم من الإمارة بالعدد والعدة والكوادر المناسبة، والاحتياجات اللازمة لتفعيل عمل القاطع.
  •     عدم وجود أمنيين ومقاتلين من أبناء المدينة وانهيار البنية التحتية للقاطع.
  •     فرار أبناء القاطع من المجاهدين وتهربهم من مسؤوليات العمل العسكري والأمني للقاطع بحجة أنهم مطلوبيين ومحروقين ولا يستطيعون التحرك في الداخل.
  •     الحكم على الأمير بالفشل من خلال فترة بسيطة وعدم إعطائه الفرص الكافية لإتمام مهمته.
  •     تقييد الأمير من قبل الوالي تقييداً يمنعه فيه من اتخاذ خطوات عسكرية وأمنية قد تكون سببًا في فتح القاطع ورسمه لطريقة العمل في القاطع.
  •     ضعف اتصال هذا النوع من الأمراء بالحدوديون لتأمين الاحتياجات اللازمة، ووجود فراغ كبير بينهم وبين جنودهم لثقل الأعباء التي يتحملونها.

    أمّا عن مسألة التلاعب بالمصطلحات فحدث عنها ولا حرج:

استغلال تعليمات الإمارة استغلالًا سلبياً وذلك من خلال جعل الإمارة هي الساتر الأساسي لتبرير تصرفاتهم وتقصيراتهم بحجة أن نقدهم هو طعن في الإمارة التي اختارتهم ليكونوا في هذا المنصب وأن النقد المتكرر قد يكون دليلاً على الأخ بأنه غير مقتنع بمنهج الجماعة وغير واثق من إمارته.
ومن ذلك استغلال هذا التصنيف من الأمراء مسألة القعود والفِرار من الأمريكان بحجّة أن الإمارة وجهت تعليمات بقتال المرتدين فقط وأن قتال الأمريكان في المرحلة الحالية غير لازم لأن الأصل هو قتال المرتدين وبذلك نجح الصليبيون بتحييد أنفسهم والزج بالمرتدين والمجاهدين بمعركةٍ دامية وأخذوا يزدادون بالتوسع والتوغل داخل المدن والقرى دون أن يكون هناك من يقف بوجههم وتولَّد لديهم الشعور بالثقة وخاصة في الأنبار لقلة المواجهات والخسائر التي يتكبدونها وأخذ هؤلاء الأمراء يعدوننا بخروج الأمريكان القريب من العراق لتبرير مواقفهم المتكررة من الانسحابات والنكسات المتتالية.

ووصلت الجرأة لدى الصليبيين والجبناء بأن يعبر ثمانية من الجنود الأمريكان بالزوارق المدنية من الشامية إلى الجزيرة ويسيرون على أقدامهم قرابة سبعمائة متر ويدخلون في وضح النهار على أحد الإخوة في منطقة البلالية ويقيدونه ويفتشون بيته ويطلقونه ويعودون دون أن يكون هناك أيُّ رادعٍ علماً بوجود الإخوة بتلك المنطقة والسيطرة المفترضة على تلك القرى، وما مسألة الإنزالات إليكم بغائبة وكذلك الكمائن التي أخذوا يعدونها للإخوة في مناطق تواجدهم عن طريق الملابس المدينة والبقاء لمدة ثلاثة أيام من أجل اعتقال الإخوة.

ووصل الأمر لحد أن الإخوة كان مرابطاً على عبوة مزروعة لأحد المرتدين وقدر الله ولم يمر ذلك المرتد وقدراً يمر رتل للأمريكان وفوق تلك العبوة فلا تنفجر العبوة على الرتل، فيسأل لِمَ لم تنفجر العبوة على الرتل؟ فيجيب إجابة وددنا أنه سكت عنها: "ليس عندي أمرٌ بضرب الأمريكان."!!!
وبدأ هذا الصنف من الأمراء يدخلون الرعب للمجاهدين من خلال ذكر إنزالات الأمريكان وتفوق الطيران وشدة القصف وتصفح الهمرات والمدرعات وأننا لا نملك السلاح الفعّال لمواجهتهم وأنهم أكثر عدداً وعدة منا، بدأ الأخ المجاهد بمجرد سماعه لكلمة أمريكان يدب الرعب والخوف في قلبه حتى ولوّ كانوا راجلة، وبدؤوا يمنون أنفسهم ويسلونها بأن أمريكا ستخرج لا محالة ولن يبق لنا إلا المرتدين الذين سنستأصلهم من جذورهم، واللغز المحيّر كما ذكر أحد الإخوة أن المرتدين في كل مكان يصولون ويجولون ويكثرون ويتزايدون ويتغطرسون ويظلمون ولا رادع لهم في الغربية، فَلِمَ لا يضربون ولا تشن عليهم حرباً ضروساً لا هوادة فيها؟ فتكون الإجابة ببساطة أنهم محتمون بالأمريكان ولا يتحركون إلا تحت ساترهم وغطائهم، فإن قيل لهم ولم لا نستهدف الأمريكان ما داموا يتحركون لوحدهم، فيقولون: "هدفنا الأساسي هو الردّةوأمريكا ستخرج قريباً وكل الأذى الحاصل للمجاهدين هو من الردة فلابُدَّ لنا من القضاء على الردة."
وبالتالي لا العلوج ضربناهم وكسرنا شوكتهم ولا المرتدين استأصلناهم بل تركنا العلوج وأذنابهم يتوحدون علينا وصنعنا لهم هالةً إعلامية كما كانوا في السابق يصنعون لنا دعايات إعلامية وتبادلنا الأدوار حيث تحولنا إلى جيشٍ شبه نظامي، تحركاته معروفة ومراكزه ثابتة وأموره واضحة وجنوده معروفون لدى الجميع وتحولت أمريكا إلى عصابات تعمل على اغتيال قادات وكوادر المجاهدين، وتضرب تجمعاتهم من خلال الإنزالات المفاجئة والكمائن المباغتة والضربات المركزة، وبدأت سلسلة الانسحابات المتكررة والفر بلا كر واضحة بحجّة أن حرب العصابات تقتضي الفر والكر وأخذنا نَفرّ ونَفرّ ونَفرّ حتى صرنا في صحراء موحشة مقفرة.

فأخذ المرتدون والأمريكان يشنون علينا حملاتهم للقضاء علينا فخسرنا المدن ومن بعدها القرى وأصبحت الصحراء ملاذًا خطراً وابتعدنا عن الناس ووجدنا نفسنا في صحراء التيه وفي حلقة دائرية لا يمكن للمرء أن يُفعّل فيها العمل لأنه مهما تحرك أو نظّم أو رّتب فهو يدور في دائرة مغلقة لابُدَّ له من أن يبحث عن مخرج من الدائرة ليباشر العمل الجهادي على أُسس سليمة وثوابت شرعية.
ولما وصلنا إلى هذه الحالة كانت النتيجة المترتبة أنه أصبح الأنصاري يطلب منه دخول المدينة فيقول أنا محروق ومعروف لدى العشيرة ولا أستطيع أن أطب للمدينة وانهارت البنية التحتية (الأمنية والعسكرية والشرعية)

حيث خلت معظم مدن الغربية من الإخوة الأمنيين والعسكريين فضلاً عن الشرعيين وأصبحت الأخبار نتداولها إما عن طريق الإعلام أو من خلال سوالف النساء وقيل وقال، وبدأنا نفكر بكيفية تحصيل الوقود ومعالجة أعطال السيارات حيث تُغَيَّر تايرات (عجلات) السيارة الواحدة أسبوعياً لوعورة الطرقات وطولها، وسَبَبَّ القعود المتواصل لدى الإخوة حالاتٍ نفسيّة وكثرت الجدالات والخصومات وبدأت الثقة تتهاوى ما بين الأمير وجنوده لكثرة إخلاف الوعود المتكرر وعدم استطاعة الأمير تغيير الوضع للأسباب التي ذكرناها سابقاً ولم تبقى للأمير الهيبة المفترضة لدى جنوده لجلوسه معهم لأشهر متتالية وهو لا يملك من الأوامر والقرارات إلا ما يستطيع فيه المحافظة على هيبته وشخصيته وذلك لعدم امتلاكه شبراً واحداً على أرض الواقع ولضعف كفاءته العسكرية إضافةً لعدم مشاورة إخوانه في القرارات العامة وتفرده بالتصرف في الأموال والسيارات.

وازدادت الأمراء وصار لكل اختصاصٍ أمير، أمير الهاون،وأمير الإداريين وأمير التفخيخ وأمير الإسناد وأمير الوقود وأمير الخيمة وأمير المطبخ وأمير العام ونائبه وغيرها التي كانت سبباً في زوال الهيبة من قلوب الإخوة تجاه أمرائها، ومن المصطلحات التي حُرِّفَت مصطلح «الرباط» حيث بدأ يعلل البعض أن جلوسه دون قتال أو إعداد عدة أو تحرك لإيقاف الزحف الصليبي والمرتد هو رباط وأجرٌ عظيم ونحن لا نخالفهم بهذا المصطلح ولكنه خاص بأصحاب الأعذار الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً، وأخص المقاتلين الصادقين الذين يبغون نصرة الدين أما أصحاب الأعذار الباطلة والنيات الكاذبة فهيهات أن يكون توليهم وقعودهم رباطاً، ومن تلك المصطلحات مصطلح «الفلوجة الثانية»و «القائم»حيث أصبحت هاتين المعركتين الساتر الذي يحتمي به كُلُّ مُخَذِّل يريد الفرار والتولي يوم الزحف بأننا واتّباعاً لتعليمات الإمارة لا نود الدخول في معركة طاحنة ومهلكة للأخوة وأننا نريد إعداد العدة وننتظر الدعم من الإمارة وأننا نرتب لعملٍ قادم إن شاء الله.
فالخلاصة أن الجيل الثالث من الأمراء فَقَدَ زمام السيطرة للأسباب التالية:

  •     ضعف هذا الجيل من الناحية العسكرية والأمنية الشرعية واعتماده التام على مقومات الجيل الثاني.
  •     مواجهة هذا الجيل لأكثر من جبهة في وقتٍ واحد وغياب معظم الكوادر على ساحة الجهاد.
  •     عدم امتلاك هؤلاء الأمراء لشبرٍ واحدٍ على أرض الواقع وانهيار البنية التحتية لقواطعهم.
  •     قلة الدعم المتوفر لهم وعدم وجود البطانة التي يعتمدون عليها لتسيير العمل الجهادي داخل قواطعهم.
  •     وجود نوع من المداهنة لدى بعضهم من خلال عدم القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع الأمراء الأعلى منهم أو حتى على مستوى أمراء القواطع.
  •     إخفاء الكثير من الحقائق التي تعيشها قواطعهم خوفاً من حصول قرارات تحاسبهم على تقصيرهم.
  •     الإكثار من الوعود وإخلافها سببت عدم ثقة بهم لدى جنودهم.
  •     عدم إرادة القتال لدى الكثير منهم والإكتفاء برفع تقرير شهري للإمارة وعدم الحرص على النكاية والتمكين.
  •     وجود حواجز مع جنودهم لعدم الإهتمام بأوضاعهم وعدم معرفتهم لأوضاع قواطعهم للعزلة التي يعيشونها داخل الصحراء وعدم وجود البطانه الناصحه أو الإهتمام بتشكيلها.
  •     وجود العجب والغرور لدى بعضهم من خلال بطره للحق وعدم قبوله لنصائح جنوده وشكاوى العامة.

إن هذه الوضعية العامة جعلت الإخوة في عزلةٍ تامة عن ساحة الواقع حيث انقسموا لأربعة اختصاصات رئيسية:

  •     العسكريين
  •     الشرعيين
  •     الإداريين
  •     الأمنيين

فالشرعي إن وُجِد تجده معزولاً بكتبه وحاسوبه عن واقع الناس في الداخل وواقع المقاتلين، وتجده في الغالب منقاداً للعسكريين بحجة عدم معرفة أرض الواقع وطبيعة الناس والعشائر المرتدّة والمصالح والمفاسد المترتبة على فتاويه فتلقاه مُهَمَّشاً ومعزولاً عن الساحة.

وتجد أن العسكري مُقيدٌ بالأمني حيث لا يستطيع أن يتحرك ويزرع عبوة بدون معلومات أمنيه وخاصةً مع كثرة المرجفين والمُخَذِّلين والمنافقين والثرثارين.

والأمني تجده لا يعرف أدنى أسس الأمنيات بل تجده محروقاً ومعروفاً عند العامة والخاصة ولا يملك أي مقوِّم من المقوّمات التي تجعله ينجح في هذا العمل وإنما فُرِزَ لإشغال الجانب الأمني بعدد من الإخوة وتقسيمهم إلى أمنيين وعسكريين لا أكثر فلا يُعرَف الأمني إلا بمسدسه أو بقيود يحملها بعض الأحيان ولا يكون اعتماده في تحصيل الأخبار في الداخل إلا على عوام الناس فتجد من الأخبار الغث والسمين والقيل والقال وغيرها من سوالف العامة.

هذه التخصصات الأربعة سبب تأخر العمل العسكري والأمني بشكلٍ ملحوظ لعدم وجود الروابط التي تربط بين الأعضاء الأربعة سواء كانت الأرض التي يعملون عليها أو البنية التحتية والمهدمة كلياً للقاطع من فقدان الأرض والكوادر والمقاتلين والمأوى والعزلة الإعلامية والشتات الحاصل للأصناف الأربعة من مشارق القاطع إلى مغاربه فالعسكري لا يستطيع التخطيط بدون معلومات أمنيه والشرعي لا يمكن أن يصيب بالفتيا بدون الإطلاع على حقيقة أرض الواقع ومعايشة واقع العامة والخاصة والإداري لايمكن له أن يسد كل الاحتياجات بسبب كثرة الأعباء المترتبة عليه من تأمين الاحتياجات القديمة والحالية واللاحقة ووجود شخصين أو ثلاثة في القاطع هم العصب الرئيس للقاطع حين لا يطلع أحد سواهم على مصادر التمويل وبرامج العمل وحجم الإمكانيات والطاقات التي تحملها قواطعهم فتنتهي القواطع بانتهاء هؤلاء الأشخاص سواء بالقتل أو الأَسر أو النقل، ويدخل الأمير الجديد أو الوالي ليقوم بترتيب القاطع من جديد ليس من نقطة انتهاء الوالي القديم وإنما من نقطة تحت الصفر.

فأصيب العسكريون بعزلةٍ جعلتهم لا يستطيعون العمل أو التحرك بدون عملٍ أمني لكثرة العملاء والجواسيس والمرتدين، وأصيب الشرعيون بنوعٍ من الصدمات التي جعلتهم يفتون في مسائل جعلتهم يفتون في مسائل مجردة عن أرض الواقع لضعف المعلومات التي تصلهم ولوصول الصورة ناقصة في أغلب الأحيان فيبنون عليها أحكاماً شرعيه تعود على الجماعة بالضرر وأما عن الأمنيين فإنهم فقدوا كُلَّ عملٍ أمني بسبب الحرب الأخيرة على حصيبة والتي جعلت الأوراق تختلط بسبب العشائرية وأصبح الأمني يعيش بجوٍ من الرعب والخوف لكثرة الردّة وعدم وجود المآوي والعمل العسكري المنظم الرادع للمرتدين وأصبح العبء على الإداريين كبيرٌ جداً لكثرة الطلبات من توفير المآوي والطعام والشراب وتوزيع المعاشات على أُسَر وعوائل الشهداء والأَسرى وتأمين الطعام والشراب للإخوة المترامين على مسافات تصل أحياناً إلى مئات الكيلومترات.

وتحوُّل أغلب الإخوة الأنصار إلى إداريين وأُهمِلَ الجانبُ العسكريُّ والأمنيُّ والشرعيُّ تماماً حيث أن الغربية مرَّت عليها قرابة السَنة وليس فيها شرعيٌّ واحد فضلاً عن داعية وكذلك عن الأمنيين الذين تحولوا إلى أمنيين في الصحارى يبحثون عن سرابٍ واهم لا حقيقة له، وأما العسكريون فقد أُصيبَت أسلحتهم بالصدأ والزنجار لطول مكوثها وأصيبوا بنوع من التعب النفسي والجسمي لطول القعود فضلاً عن اليأس والإحباط، والأدهى من ذلك وأَمَّر عدم وجود شبكة إتصالات في تلك الصحارى المترامية حيث يصاب الأخ بأزمةٍ صحية فيبقى قرابة العشرة أيام وهو يطلب من إخوانه المدد والعلاج ولكن لا مُغيثَ ولا مُجيب، حتى أنه من الطرائف الحاصلة أن أحد الإخوة تأخر عن إخوانه وكان الأخ من الإداريين فاتصل الإخوة بدولةٍ أخرى لوجود إداري يعرف الإداري المفقود فاستطاع ذلك الإداري أن يعرفنا على أخبار الإداري المفقود باتصالاته الخاصة!!
هذا الشتات في تلك الأرض الموحشة يذكرني بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا. فقال قائل: ومِن قلَّةٍ نحن يومئذٍ؟! قال: بَلْ أَنتُمْ يَومَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ...))

وهذه الحقيقة نعيشها على أرض الأنبار عامةً وعلى الغربية خاصةً حيث أمسى كُلٌّ يعمل على ليلاه فلا رقيب ولا حسيب ولا ثواب ولا عقاب، فلا الصغير يوقر الكبير ولا الكبير يرحم الصغير ولا الجندي يُطيع الأمير ولا الأمير يشفق على الجنود وكُلٌّ يطالب بحقوقه وكُلٌّ يرمي الخطأ على الآخر ويلوم بعضهم بعضاً ويسبون الظلام ويطالبون بتغيير الأوضاع التي أخذت تشابه من بعض صورها –وسامحوني على هذه الشدّة ولكني أشهد الله أني أقولها وقلبي يحترق من الأسى لإخواني– أخذ هذا الوضع يذكرني بحالة اليأس لدى الجماهير الإسلامية التي تعيش في ظل الكبت واليأس والعزلة عن حال أُمَّتها وهي لا تملك من أمرها شيئاً، فالله، الله في إخوانكم والله، الله في جهادهم والله، الله في دماء الشهداء والله، الله في عوائل الأَسرى.

لا يؤتين الإسلام من قبلكم ولا تكونوا عوناً للشيطان على إخوانكم وخذوا بأيديهم من هذا المستنقع الآسن وهذا الكابوس المظلم علَّ الله يفتح علينا بفجرٍ جديد يُحيي معه الآمال وتتطلع النفوس لأيام العزة والتمكين.

أمّا عن مسألة التمويل والتي هي الأساس الرابع من أُسس ومقومات التنظيم لا بُدَّ من تحديد مصادر التمويل سواء كانت داخليةأو خارجية:
فالمصادر على سبيل الأمثلة لا الحصر:

  •     استثمارات الثروة الزراعية الحيوانية الخاصة بالدولة.
  •     الغنائم من الرافضة والمرتدين.
  •     السيطرة على أحد القطاعات التابعه للمرتدين.
  •     نفقات التجار والمحسنين.
  •     الدعم الخارجي من قِبَل مركز الإمارة.
  •     المشاريع الخارجية من المعامل وواردات المستشفيات وغيرها.

المشكلة الأولى التي يعاني منها اقتصادنا من وجهة نظري تتمثَّلُ في:

    عدم المركزية الاقتصادية لبعض الولايات:

  • إن عدم المركزية في التمويل أدى إلى تميُّز وفروقات في بعض القواطع على حساب قواطع أخرى وولايات على حساب ولايات ففي حين تجد أن بعض مفارز الإخوة تصرف شهرين مايقارب 2000 دولار تجد مجاميع أخرى من الدولة لا تجد شهرياً3 ورقات والسبب في هذا أن الولايات تختلف من ناحية مصادر التمويل ففي حين تجد أن بعض الولايات يدخل إليها شهرياً ما يقارب الخمس دفاتر وهي لا تحتاج من الناحية العملية لصرف أكثر من دفترين تجد في ولايات أخرى تحتاج لصرف ثلاثة دفاتر في حين أنه لا يدخل إليها إلا دفترين بسبب كثرة الصرفيات سواء من الناحية العسكرية وعوائل الشهداء وكثرة القاعدين عن العمل.
  •     أما المشكلة الثانية التي أود طرحها وهي التنبه والحذر من الاعتماد على مصدرٍ واحد للتمويل مع سوء الإدارة في عملية صرف الأموال، حيث وجدنا كثير من الجماعات مثل حزب اللات اللبناني والجيش الإسلامي العراقي تعتمد بالدرجة الأولى على دعم من دول متمثلة بشخصيات مرموقة سواء كانت سياسية أو تحمل صبغةً دينية، هذه الشخصيات المحكومة بأجندة مخابرات تلك الدول، والتي تتعمد دعم تلك الجماعات لمصالح سياسية خبيثة تفضي في نهاية الأمر إلى إختراق تلك الجماعات عن طريق الإبتزاز المادي وفرض قيود وشروط على قادات تلك الجماعة يؤدي إلى اختراقها وتحطيم هيكلها ونسف منهجها والقضاء عليها، وسوف تقوم تلك الأجندة بفرض رأيها والتحكم في سير تلك الجماعة عن طريق الاحتكار والابتزاز بحجة قلة الموارد وإهدار الأموال وستصبح الجماعة كما قال عدو الله المنافق بن سلول:"جوّع كلبك يتبعك." فحذار حذار من هذه المسألة والتي تؤدي للقضاء على الجماعه وتقويض بنيانها اقتصادياً.
  •     المشكلة الاقتصادية الثالثة هي سوء الإدارة الاقتصادية وخاصةً عندما يعود الجنود على مسألة المطالبة بالفلوس من الأمراء دون السعي للاكتفاء الذاتي أو البحث عن موارد للمادة تجد التهاون في مسألة الصرفيات حيث أخذ الإخوة يتهاونون في مسألة الصرفيات فتجد الأخ كل يوم لديه طلبات من الإداري وكماليات من السڤن والبيبسي والملابس والحاجيات الزائدة التي لم يكن هذا الأخ ليفكر البتة بشراء تلك الحاجيات الخاصة لو كانت من جيبه الخاص مع التهاون مع الأشياء المشتراة من خلال رميها هنا وهناك وتركها وتعطيلها.

أمّا مسألة الطبقة الشعبية والمتمثلة بعوام المسلمين فهي من أخطر المسائل لأن قيام الدول وسقوطها لا يكون إلا عن طريق تعاطف الجماهير أو على الأقل تحييدهم في مرحلة القتال:

لا بُدَّ أن نعلم أنه لا يمكن تفعيل أيُّ عملٍ جهادي في دولةٍ من الدول إلا بتحليل التركيبة السكانية من خلال معرفة أحوالهم الدنيوية والدينية وقبلَ كُلِّ شيء القيام بعملية إحصاءٍ كامل للمعلومات عن عدد السكان ونسبة الطبقة العاملة ومعرفة الديانات والمذاهب العقدية والتيارات الفكرية والسياسية، ثروات البلد، متوسط دخل الفرد، والمهن المتوفرة والطبيعة الإجتماعية للسكان من القبائل والعشائر والنظام المدني، المشاكل التاريخية والاقتصادية التي يعانيها البلد والوضع الأمني الداخلي والخارجي.
إن أيَّ جماعةٍ لا يمكن لها الإستمرارية في الجهاد لتحكيم شرع الله والتمكين لها في الأرض إلا بمعرفة مدى صلاحية الأرض والسكان لفكرة استقبال الشريعة حتى ولو على المدى الطويل وإجراء موازنة مابين إرادة الدنيا والآخرة حيث أن العراق عاش في أزماتٍ عقدية وسياسية معقدة منذ سقوط دولة الخلافة العثمانية حيث كان مرتعاً للحروب والانقلابات العسكرية والتغيرات التاريخية ونذكر لذلك الحروب التي عاشها العراق ولم تتوقف منذ مايقارب ثلاث عقود من الزمن مع الحصار الاقتصادي والانحرافات العقدية المتمثلة بالبعث الكافر والتصوف الشركي لذا تجد من النادر جداً أن تجد في ظل تلك الظروف موحداً فاهماً لمعنى التوحيد محققاً له في حياته العملية إلا أن يكون مطارداً ومشرداً وفي غياهب السجون وتجد أن أغلب الناس هي أجنادٌ للطواغيت من شُرَط ومخابرات وأوتاد له من بعثيين ورفاق ونصراء فضلاً عمن يحمل الفَكر العَلماني والإلحادي ويعيش خارج العراق باسم المعارضة هذا عن حال أهل السُنّه في العراق حصراً لأننا نريد طبقة شعبية تكون على الأقل محققةً لركن التوحيد أو على الأقل لديها الإستعداد لحمل عقيدة التوحيد وتخليص النفس من الشركيات والكفريات.

وأما عن أهل الإلتزام قبل السقوط فهم إما صوفي مشرك يدعو للولي وكأنه ربٌّ له وإما أنه من أصحاب الفِكر الإخواني العفن والداعي للتسييس والبرلمة والتخريب العَقَدي والتمييع لمفاهيم العقيدة والتوحيد، وإما أن يكون فاسقاً مجرماً لا يعرف من الدين إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه وهو يحمل لمبدأ الإخوان «الغاية تبررها الوسيلة»، فلما دخل العراق في مرحلته التاريخية الجديدة من سقوط النظام البعثي ودخول المحتل الصليبي فتح الله على ذلك البلد سوق الجهاد ولكنه لم يكن الجهاد الصافي الذي يكون خالصاً لله حيث اختلطت الأوراق وكَثُرَت الجماعات وتعددت الرايات وأخذَ كُلُّ فردٍ يدعو للمقاومة وإخراج المحتل ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره حيث مكن للمجاهدين الصادقين من أصحاب المنهج العَقَدي السليم من قتال الكفار على أسسٍ عقديّة تعارضت مصالح الكثير مع حقيقة الجهاد السليم.

والذي يدعوا إلى القتال العقائدي لا على أسس العشيرة ولا المواطنة فبدأت تظهر نوايا الكثير من الجماعات القومية والدعوات المناهضة للمجاهدين الموحدين واستغلَّ العدو الصليبي الفرصة لشق صفوف المجاهدين الموحدين وعزل العامة عن المجاهدين من خلال تأليبهم عليهم والتجسس لمصالحهم باسم المصلحه الوطنية والزج بهم في خضم معارك عشائرية وإقامة تحالفات مع رؤوس العشائر وإغرائهم بالمادة واستعمال أساليب الترهيب والترغيبمع الشعب من خلال الاعتقالات العشوائية والقصف المتواصل لبيوت المدنيين ومن ثمَّ تعويض الأهالي بمبالغ مغرية جراء الأضرار التي لحقت بهم مع التنويه بأن هذا كله بسبب الإرهابيين والاعتماد على رؤوس الردّة من مشايخ السوء وأصحاب المنهج العفن ورؤوس العشائر لقيادة الجموع الغفيرة، فَضَعُفَت الطبقة الشعبية المتعاطفة مع المجاهدين وأخذت الناس تهاب الانضمام للمجاهدين أو مساعدتهم ونُّصرتهم فضلاً عن إيوائهم وبقيت قلةٌ قليلة من الناس تساعد إلى أن دفعت النتيجة من خلال اعتقال أبنائها أو قصف بيوتها ومصادرة أموالها، وأخذ المرتدون يُشَرِدونَ بالعامة ويعتقلون ويقتلون بسبب علاقتهم بالمجاهدين أو تعاطفهم معهم فمع قلة الناصر وكثرة الأخطاء وعدم تدارك هذه المسألة انحصر التنظيم في المنطقة الغربية في القرى والتي قام الإخوة بإتخاذها ملجأً لهم واعتمدوا على رجلٍ من العوام في كثير من الاحتياجات.

حيث قام هذا الرجل والذي لا نود ذكر اسمه للأسباب الأمنية بالأعمال التالية:

  •     ترتيب المآوي للإخوة المجاهدين واستقبال الإخوة المقاتلين والاستشهاديين.
  •     خَزَّن السلاح والمشاجب في مزرعته.
  •     ضم السيارات المفخخة.
  •     انطلاق السيارات من بيته وجعلها مقراً للاجتماعات.
  •     تجهيز الصواريخ وشدها وتصفير القناصات.
  •     إقامة المحاكم الشرعية والخلافات والخصومات.
  •     جلب أغراض واحتياجات من المدن المجاورة للإخوة.
  •     إيجاد مآوي للإستشهاديين مع إطعامهم دون أن يكون له مصرف من الإخوة.

ومع كل هذا الضغط على الرجل الذي ترك العمل في الأرض وتفرغ لخدمة الإخوة وتأمين احتياجاتهم لم يكن ليُصرف له إلا ثلاث ورقات خلال مسيرة عمله الطويل مع الإخوة وكنت شاهداً على تلك الأحداث حيث كان يعمل على ذبح النعاج وطبخها لإطعام الإخوة والرجل كان قد استاء من الإخوة بسبب تهاونهم في الأَمنيات وكثرة تردد الجميع لبيته وإيقاف السيارات حتى أنهم كانوا يدخلون البيت دون أن يكون موجوداً عن طريق أبنائه الصغار إلى أن قام الأمريكان بعملية إنزال على أرضه وأحرقوا السيارة المفخخة ودمروا مخازن السلاح المكشوفة ووصلت له تهديداتٌ من عشيرة البومحل بتفليش بيته وانتهاك أعراض بناته حال ثبوت تعاونه مع المجاهدين الذين انسحبوا إلى الصحراء وتركوا الرجل دون أيِّ اعتذارٍ أو تعويض وحسبنا الله ونعم الوكيل.

ولما وصلنا للصحراء اعتمدنا على أسرة رجلٍ آخر من العوام اعتماداً كلياً ولم يكن دوره أقل من دور العامي في القرية بل تحول جميع أفراد العائلة إلى جنود للدولة على الرغم من بساطتهم وطبيعتهم القروية فكانت نتيجة الضغط العشوائي من قِبَل الإخوة أن أدى إلى وقوع خمسةٍ من أبنائهم بالأَسر وكلهم من المتعاونين مع الإخوة والعاملين لصالحهم وكل ذلك بسبب التهاون بأَمنياتهم من كثرة تردد السيارات والطلبات وتجنيد أبنائهم حتى الصغار للتغطية على الإخوة فلم يصدر من الإخوة أدنى اعتذار في بداية الأمر اللهم إلا أن أمير القاطع الذي استعد أن يدفع كل مايستطيعه من المال لإخراج صاحب الأُسرة وشقيقه.
فكيف نكسب العوام ونحن نعاملهم بهذا الأسلوب وهم يعاملونا بهذه المعامله؟؟!!
أما عن الطب والإسعافات الأولية:

فتجد أن هذه المسألة مازالت فكرتها غير ناضجة في العديد من الولايات حيث تعرض الكثير من الإخوة للموت بسبب عدم وجودها أصلاً والتفكير في إنشائها، أو أن أغلب الإخوة المصابين تعرضوا للأَسر والاعتقال بسبب دخولهم لمستشفيات عامة وتطويق تلك المستشفيات من قِبَل الأمريكان والمرتدين وسبق أولئك الإخوة للأَسر لهذا السبب.
وعن التسليح والتعاون في هذا المجال فتجد من النادر تعاوناً بين الولايات والقواطع لتبادل السلاح وتأمين الاحتياجات اللازمة ومَرَدُّ ذلك عدم وجود مركزية لإحصاء المشاجب واحتياجات كل قاطع كما ذكرنا في الاقتصاد وتوزيع الأموال بالشكل السليم وكذلك الأمر بالنسبة للناحية الشرعية تجدها ضعيفةً جداً وغير مهتم بها لقلة الدعاة والشرعيين وعدم ارتباط الشرعيين بالإعلاميين.
أما الحلول المقترحة لعلاج هذه الأزمة التي تعيشها الأنبار عامةً والغربية خاصةً فهو أولاً وأخيراً علاجٌ شرعي قَبلَأن يكون عسكرياً أو أمنياً وذلك لتلاشي أهم القواعد الشرعية والأسس الثابتة لدى الكثير من الإخوة وخاصةً الأنصار فكان لابُدَّ لنا من ذكر القواعد الشرعية عامةً للإخوة وخاصةً لأهل الغربية.ن

ذكر منها:

    العلاج الشرعي:
منهج المسلم المجاهد:

  •     سلوك وعباده وتدبر وتفكُّر.
  •     فهم شرعي وخاصةً السياسة الشرعية وفقه الاستنباط.
  •     فهم واقعي (تاريخ الحركات الإسلامية، الثورات والغزوات)
  •     علوم أخرى.

أولاً معالجة العقيدة معالجة نظرية وعملية من خلال تعليم الإخوة شروط لا إله إلا الله ونواقض الإسلام والتركيز على مسألة الولاء والبراء والسمع والطاعة والرفق بالإخوة من الجنود وتعليمهم الإخلاص في الأقوال والأعمال وكيفية التوكل على الله والإستعانه بالله وعقيدة القضاء والقدر ومحبة النبي -صلى الله عليه وسلم- من خلال إتباع سُنَّته ومحبته والصبر على متابعته.
تعليمهم القواعد التالية من خلال تطبيق الأوامر واجتناب النواهي من خلال القواعد التالية التي ستواجهنا في أرض الجهاد:

    إذا رأيت شحاً مطاعاً وهوىً متبعاً ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأيٍّ برأيه فعليك بنفسك ودع عنك أمر العامة.
    إذا وسد الأمر لغير أهله فانتظر الساعة– تولية أمراء لا يصلحون –
    إذا ضيعت الأمانه فانتظر الساعة.
    أطع أميرك وان جلد ظهرك وأخذ مالك.
    اللهم من ولي من أمر أُمَّتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه.
    اللهم إني أعوذ بك من عجز الثقة وجلد الفاجر.

    (وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ)
    (لِمَ تَقُولُونَ مَا لَاتَفْعَلُونَ)
   (ادخلوا عَلَيْهِمُ الباب فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى الله فتوكلوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)
   (لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا)
+ (المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور.)
    إذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح.
    أحبب من شئت فإنك مفارقه.

    الغزو مع البر والفاجر + قصة أبو محجن الثقفي + ويُنصَر هذا الدين بقوم لا خلاق لهم.
    كفى بالمرء إثما ان يحدث بكل ماسمع + استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان.
    لاتغرنك من الرجل طنطنته حتى تخبره (قول لعُمَر رضي الله عنه)
    لست بالخب ولا الخب يخدعني + لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين.
    المؤمنون نصحه والمنافقون غششه + المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله + الدم الدم والهدم الهدم.
    قنوت النبي -صلى الله عليه وسلم- على رعل وذكوان وعصية + ثأره لمقتل رسوله الحارث بن عمير الأزدي بإرساله لجيش مؤتة+ بكاؤه على شهداء أحد.
    (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ) + (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ) + مانقاتل الناس بعدد ولا عُدّة.
    (لَاتَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَّوْ كَانُوا عِندَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا) +(الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا) +(أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ) +(وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا)
   (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)+ (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ) + (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ) + (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ)

    اتقوا الظلم إن الظلم ظلمات + اتق دعوة المظلوم + وإن كان كافراً.
    إذا ماخلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب.
    اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون.
    إذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله.
    وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن اساؤوا فلا تظلموا.
    رحم الله امرئ تكلم فسلم أو سكت فغنم.
    إياكم والتمادح فإنه الذبح.
    لا تغضب + كان لا يغضب لنفسه.
    إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث.
    صنائع المعروف تقي مصارع السوء.
    لن تؤمنوا حتى تراحموا ... رحمة العامة.
    لاتكونوا عوناً للشيطان على أخيكم.
    عليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.
    تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة.
    أحب العمل إلى الله أدومه وإن قَل
    إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاًأن يتقنه.
    لا تعجبوا بعمل أحد حتى تنظروا بما يختم له.
    من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد فليكثر الدعاء في الرخاء.
    من أحسن فيما بقي غفر له مامضى ومن اساء فيما بقي أخذ بما مضى ومابقي.
    إياكم والغلو + وإن كان قضيباً من أراك.
    اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك + ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً
    اللهم لولا أنت ماهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا.
    إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم
.

هذا ماوسعني ذكره من القواعد والثوابت الشرعية التي ينبغي تدريسها وتطبيقها بالأمثلة على الواقع العملي، وينبغي أيضاً أن نضع مناهج شرعية للتدريس تكون على مستويات ومراحل مكونه مثلاً من ثلاث مستويات.

فلابُدَّ لكل أخ تابع لدولة الإسلام أن يكون على الأقل عارفاً لما يلي:

    العقيدة:

  •     معنى لا إله إلا الله ولوازمها وشروطها ونواقضها.
  •     معاني الإخلاص والتوكل والاستعانة بالله واليقين والرضا بالقضاء والقدر.
  •     معاني الصبر والخوف والرجاء والتقوى والإستقامه والإتباع.
  •     معاني السمع والطاعه والولاء والبراء.

    القرآن ثانياً:

  •     حفظ للسور التالية: الفاتحه والمعوذات والكرسي وأواخر البقرة ومن سورة الزلزلة إلى نهاية جزء عم.

    الفقه ثالثاً:

  •     معرفة أحكام الطهارة والتيمم والصلاة وأحكام الجهاد.

    السيرة رابعاً:

  •     دروس مختصرة عن سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وخاصةً الغزوات وفقه السيرة النبوية وتطبيقه على الواقع العملي.

    الحديث النبوي خامساً:
    حفظ ثلاثة أحايث وهي حديث الإخلاص وحديث جبريل وحديث الحلال بيّن والحرام بيّن

هذا المستوى الأول الذي ينبغي للجميع أن يكون على علمٍ به ولا يعذر أحد من جنود دولة الإسلام بجهله وخاصةً العقيدة، أما المحفوظات فإن كان ممن يعرف القراءة والكتابة فلا يُعذَر بتقصيره وإن كان أُمياً فإنّا نقبل منه عدم حفظ قصار السور هذا على سبيل الأمثلة لا الحصر وسنحاول إن شاء الله وضع منهجٍ شرعي إن تيسر الوقت يكون على ثلاث مستويات أو مراحل.
ينبغي أيضاً على أمراء المضافات والمفارز والسرايا إلى أمراء القواطع وضع لكل مجموعةأو مضافة برنامج للعلم يكون فيه حظٌ طيب من النصيب الشرعي ونود أن يكون هذا البرنامج عملياً بمعنى أن ماذكرته في السابق هو مجرد أمور تعليمية نظرية.

أما الأمور الشرعية العملية فنذكر على سبيل الأمثلة لا الحصر التالي:

  •     إلغاء السهر بعد العشاء الآخرة إلا في الحالات التي يكون فيها حلقة شرعية أو تحضير لعمل جهادي.
  •     الاهتمام بالحراسة بشكلٍ عسكري والترغيب فيهامن خلال المحفزات لمن يحرس أكثر والعقوبات لمن يتهاون في حراسته مع وضع سلاح ثقيل كالبيكا وتغطيته يكون للحارس دورٌ في صد الإنزال وتهيئة الأفراد للاستعداد.
  •     إلغاء النوم في مضافات السكن والعمل وتغيير المبيت دورياً قدر المستطاع إلا إن تعذر الأمر والعمل على المبيت في الخنادق والملاجئ وعدم التهاون في المسألة.
  •     الاستيقاظ عند الأذان الأول مُلزمٌ للجميع ولا يُعذَر إلا أصحاب الأعذار المقبولة وذلك للتهيئ للصلاة والاستعداد للوقوف بين يدي الله واستغلالها في الدعاء والإستغفار وتلاوة القرآن.
  •     إقامة حلقة قرآن بعد قراءة أذكار الصباح لا تتجاوز الأربعين دقيقة.
  •     الاهتمام بمسألة التذكير والمحافظة على ركعتيّ الضحى وسُنّة السواك.
  •     الاهتمام بالسُنن النبوية مثل النوم على طهارة وقراءة الأذكار –نوم، صباح،مساء– والشرب جالساً وعلى ثلاث دفعات ومن الكوب وأذكار النزول وتجديد النية والإحتساب في خدمة الإخوان.
  •     الاهتمام بتنظيف السلاح عقب كل واجب ومرة في الأسبوع على الأقل وإيجاد مكان له وأمنيات المضافه وعدم استقبال أحد لغير حاجة والحذر كل الحذر من التحرك بالسلاح دون الانتباه للمصورة.
  •     إجراء رياضية يومية ملزمةٌ للجميع عدا أصحاب الأعذار من الشناو والمعدة والطلوع والنزول مع الجري مدة خمس دقائق وبشكل مُنَظَّم.
  •     استغلال المناسبات والأحداث لإلقاء كلمات شرعية، هذا فضلاً عن كلمات بعد الصلاة وفي حال اجتماع الإخوة.
  •     التذكير بأهمية الأخوّة والتعاطف والتراحم والتآلف وخدمة الإخوة ومافيها من أجر عظيم واحتسابه عند المولى وأن أفضل الشهداء هم خدام الإخوة والقضاء على التكتلات والتحزبات إلا في بعض الأحيان مثل واجبات تحتاج تحمس.
  •     إجراء اجتماع اسبوعي بين الجنود وأمرائهم لطرح المشكلات العامة والخاصة ومعالجتها بالحلول المقترحة وعدم التهاون في رأي أحد الجنود مع استعمال صابون القلوب وهو المصارحة الفردية والمناصحة.
  •     العمل على استغلال الأوقات في الطاعات والأعمال الجهادية وإلغاء مجالس الغيبة والانتقاد والضحك والغفلة.
  •     وضع قواعد عامة للمضافة للتعامل مع الجدد والضيوف الداخلين إليها وذلك كي لا تنحرق المضافة ولا يتوقف البرنامج.
  •     الاهتمام بالتذكير بالله وقت الواجبات والاستغفار والسمع والطاعة المطلق للأمير أثناء الواجب وأهمية النية وعدم التحدث بالعمل والتسميع به والمفاخرة خشية حبوطه.

    العلاج الأمني:

  •     القيام بدروس شرعية وأمنية للأمنيين وتقييدهم تقييداً تاماً بالضوابط الشرعية ومحاسبة المقصرين والمتجاوزين.
  •     توزيع منشورات أمنية على جميع المضافات والاهتمام بهذه المسألة تدريساً وتطبيقاً وخاصةً مسألة السيارات والتنقلات والاتصالات والعلاقات.
  •     الاهتمام قدر المستطاع بالعوام وجعلهم عيوناً لك واستقطاب العنصر الشبابي والنسائي لهذه المهام وتعليمهم بشكلٍ غير مباشر للدقة في طرح المعلومات الأمنية.
  •     القيام بتعليم أسس نقل المعلومات وكيفية تحصيلها، مثلاًتقييم المعلومات على أربعة أنواع:
  •     معلومات مؤكدة: مطابقة للموقف وجاءت من أكثر من مصدر موثوق.
  •     معلومات محتملة: مطابقة للموقف ولكن من مصدر واحد موثوق أو عدة مصادر غير موثوقة.
  •     معلومات مشكوكٌ فيها: تطابق الموقف وحصلنا عليها من مصدر مؤكد أو أكثر من مصدر مشكوك فيه ولكن تختلف عن المعلومات السابقة.
  •     معلومات مزيفة: لا تطابق الموقف وتتعارض مع ماقبلها.

    أما عن مزايا المحلل:

  • الخبرة: وتحتاج إلى علم في المنطقة والمجتمع وكيفية تعامل الأفراد في المجتمع.
  • الأمانة: عدم وضع أفكارك في التقرير ولا بد من فصلها.
  • اليقظة للتفاصيل وخاصة الصغيرة منها.
  • الخيال وسعة المدارك لأي احتمال مبني على حقائق.

    العمل على الاغتيالات بالأساليب المختلفة عن طريق الكواتم والسموم والمتفجرات، والاتصال بالشرعيين لتحديد المصالح في بعض العمليات الخاصة والتي يمكن أن تكون نتائجها سلبية.
    استعمال أساليب الجوائز والمحفزات الإعلامية لإغتيال رؤوس الردّة وقطف رؤوسهم أو لمن يدلي بمعلومات مؤكدة عن تحركاتهم أو أماكن تواجدهم.
    هناك منشور وزع في الأنبار مكون من أربعين بند تقريبا موجه للأمنيين ينبغي دراسته والتمعن في فقراته فهو مهم للغاية.
    يمكن مثلاً استغلال بعض الأطباء الموالين في المستشفيات الخاصه والتي يعالج فيها المرتدون بحقن الحالات الخطرة أو القوية بإبر هواء تؤدي لقتلهم ، ويمكن مثلا في مناطق الردة المغلظة والممتنعه بشوكه القيام بتسميم الآبار والمياه ولكن بعد استشارة الشرعي حصراً.
    الحرص على مسألة الحذر من الثريا مع الإهتمام بتفعيل الأجهزة اللاسلكية ووسائل إتصال أخرى

    العلاج الإقتصادي:

  •     معرفة الإستراتيجية الاقتصادية التي تعمل عليها الجماعة وحجم الإحتياجات والإمكانيات المتوفرة
  •     مركزية التمويل من خلال وصول جميع أنواع الدعم المادي الضخم إلى مركز الإمارة أو الإطلاع عليه على الأقل.
  •     كيفية استثمار الأموال في المشاريع المختلفة دون استهلاك لرؤوس الأموال بحيث يعود وارد تلك الأموال على المدار الطويل لمصلحة الدولة.
  •     القيام بعملية ضغط بحيث تحاول الجماعة في بداية التأسيس تقليل الصرفيات قدر المستطاع واستغلال الأموال في المشاريع المختلفة.
  •     توزيع الأموال بشكلٍ عادلٍ وشرعي وتعويد الأفراد على عدم الاستهتار بالمال لأنه مال المسلمين استغلال المال في المجالات العسكرية والامنيه والشرعية.
  •     الأموال التي تدخل للدولة عن طريق نفقات محدودة ولا تتجاوز الدفتر فإنه يحق لأمير القاطع في حال وصولها إليه أن يتصرف بها بقاطعه أما الأموال التي تدخل عن طريق مؤسسات أو دعم عام وتتجاوز الدفتر فإنه يجب على أمير القاطع تبليغ الوالي الذي يبلغ بدوره الإمارة عن تلك الأموال الداخلة.
  •     عدم تشتيت المادة في الإستهلاكيات الصرفية من الطعام والشراب والثلج والسيارات والوقود والعمل قدر المستطاع على تحصيل الأشياء غير الضرورية أو غير العسكرية عن طريق الأفراد والعلاقات والمعارف والغنائم والاجتهادات الشخصية.
  •     العمل على تخصيص الصرفيات على الأمور العسكرية والأمنية وحتى لو في مجال التدريب والمعسكرات

    العلاج العسكري:

    العمل على امتلاك كتب القوات المسلحة العراقية وخاصة المترجمة لأن ترجمتها أصلية ومعلوماتها دقيقة.
    تقسيم العمل العسكري إلى قسمين:

الخط الأول: المواجهة والقتال.
الخط الثاني: يكون للإعداد والعمل في مجالات التصنيع والتجهيز والتسليح والإدارة والإعلام
ويمكن تقسيم العمل في المدينة لأربعة أقسام:

  •     القيادة.
  •     مجموعةاستخبارات أمنية لجمع المعلومات.
  •     مجموعة التجهيز.
  •     مجموعة التنفيذ.

    تقسيم العسكريين إلى مفارز لها سيارات ومجهزة بالسلاح والعتاد والوقود والكاميرات وتوزع في المدن للقيام بالعمل العسكري مع إحضار تقارير أسبوعية حول العمليات ومدى النتائج والاهتمام بالمجموعات بحسب ماتبذله من الجهد وتقدمه من العمل.
    تغيير الروتين في العمل بحيث بعد بناء المفارز والإختصاصات العامة مثل: مجموعة الإشتباكات، مجموعة الإسناد، مجموعة الألغام، مجموعة الدفاع الجوي، مجموعة القناصين، مجموعة الإغتيالات، مجموعة تجهيز وتصنيع المتفجرات، تقوم كل مجموعة بعملها على أكمل وجه بحيث تحدد طريقة العمل بحسب الظرف ففي حال تمركز العدو في قواعده تقوم مجموعة الإسناد بقصفه وتهييجه ومن ثم يسطر العدو للخروج بأعداد هائلةمن المدرعات والهمرات وعندها ستقوم مجموعة الألغام باصطيادهم وبالتالي سيقوم الطيران بدعم للقوات المدرعة فسيكون من نصيب مجموعة الدفاع الجوي نصب كمائن للطيران عن طريق الغابات والبزول وتحركات متعمده لاستدراج العدو من قبل العسكريين ، وبالتالي سيضطر العدو لإيقاف الدروع في الأفرع والأماكن الرئيسة من الفلكات وسيقوم بنشر لجنوده الذين ستولى القناصون إبادتهم وفي النهاية سيكون العدو في حالةٍ محرجة يضطر فيها للاستسلام والانسحاب لإعادة النظر في استراتيجياته وعندها سيقوم العسكريون باقتحام تجمعاتهم وضرب أرتالهم وإعادتهم إلى قواعدهم
تشكيل الإدارة المتمثلة بوحدة الدعوة والتنظيم على شكل لجان:

أهدافها المرحلية:

  •     تحديد الخطط للإثخان في العدو وإجباره على الانسحاب لقواعده.
  •     الاستفادة من خطط الأمراء والجنود والأخذ بها بعين الإعتبار.
  •     توحيد المصارف المالية لدى وحدة الدعوة والتنظيم وتقدير احتياجات أمير كل مجموعة حيث تصب التبرعات والدعم المالي في مصب واحد ويتولى المجلس توزيعها حسب احتياجات كل ولاية وقاطع ومجموعة.
  •     جمع كلمة الأمراء والجنود وتوحيد صفهم لتفويت الفرصة على من يتربص بهم الدوائر من خلال عرض المشاكل وحلها بسرعة وصراحة وبينه وشهود وعدم طرح المشاكل الكبرى والحساسة خارج هذا الإطار وجعل المنهج الشرعي هو الحكم الفيصل ويكون الشرعي مُتَّصِف بالإنصاف وعدم الإنحياز وسعة الفكر وعدم التعامل بعاطفية.

أهدافها المستقبلية:

  •     قطف ثمار الجهاد من خلال تكثيف الدعوة الإسلامية وزرع جيل مُتَّصِف بالعقيدة والجدية والعسكرية والولاء لله لإقامة شعائر الإسلام.
  •     تفعيل الأنشطة العسكرية وبناء الحصانة الأمنية.
  •     القضاء على العملاء والمنافقين والمخذلين من الإمارة والتضييق عليهم وطردهم.
  •     ضبط سير أمور الدولة بعد الحرب سواءً المالية الاقتصادية وإعادة إعمار البلاد وخاصةً بيوت الناس المهدمة ورد الحقوق والمظالم لأهلها والتركيز على طاقات الناس وخبراتهم والكوادر لإستلام مفاصل العمل في الدولة.

احتياجات المجاهدين:

  •     الدعاء لهم بالنصر والثبات والتمكين لإقامة دولة الإسلام وانهيار طاغوت العصر.
  •     دعم مادي لشراء الأسلحة والذخائر وتجهيز المقاتلين والإعلاميين والشرعيين والأمنيين بالاحتياجات التي تلزمهم وإرشاد الإخوة إلى مواقع السلاح وتسليم المشاجب والأسلحة الثقيلة.
  •     تأمين شبكة اتصالات لاسلكية متنقلة واستغلال الإنترنت في الإعلام الخارجي والقنوات الفضائية.
  •     تأمين أطباء موالين في المستشفيات سواء في الداخل والخارج ومتنقلين مع الجنود أوقات المعارك والعمل على إقامة مستشفيات متنقلة كسيارات للإسعافات الأولية وكرفانات للعمل الجراحي مجهزة بأحدثالأجهزة.
  •     العمل على مفاداة الأسرى وفكهم بالأموال.
  •     تخصيص قسم من التبرعات الخارجية على كفالة أبناء وأُسَر الشهداء والمعتقلين وقسم من التبرعات الغذائية للقرى والمدن المتضررة من آثار الحرب والجهاد.
  •     تخصيص رواتب لأسر وعائلات المقاتلين الفقراء ولاسيما المُهَجَّرين والمشردين ومساعدتهم بالمواد الغذائية والتموينية والوقود والملابس والإداريات.

مهمات وحدة الدعوة والتنظيم أو «مجالس الشورى»:

  •     العمل على استغلال خطباء المساجد ورؤوس العشائر والشخصيات المرموقة من الأطباء والمعلمين والمهندسين وتجنيدهم للعمل لمصلحة الدولة وبشكل غير مباشر أو علني.
  •     القيام بتوزيع المهام على خطباء المساجد بالقيام بعمليات التحريض السري والعلني للناس والقيام بالدروس والتوعية الشرعية للجماهير وكتابة التقارير حول مشايخ السوء والمخذلين والقيام بتأديبهم وكذلك الأمر بالنسبة للأطباء من خلال المعالجة مجانياً يومين في الأسبوع وإجراء تخفيضات للفقراء والمؤلفة قلوبهم مع طرح الفكرة المؤيدة لمجاهدي دولة الإسلام والتأييد لها.
  •     الاهتمام بالخطاب الموجه للشعوب سواء كان من الناحية الشرعيةأو العسكرية وطرح حلول لعلاج مشاكل الجماهير، والخطاب له خمس أسس:

    جهة الخطاب.
    فحوى الخطاب.
    أسلوب الخطاب.
    طريقة توصيل الخطاب.

  •     القيام بعملية تأهيل وصناعة للأمراء من خلال التفرس بأصحاب الشخصيات القيادية ولا سيما الشرعية والمخلصة وتأهيل أمراء أنصار يصبوا ولائهم للدولة وقياداتها وتصاغ فكرياً على القتال العقائدي في كل العالم ويهتم بها في جميع المجالات الشرعية والعسكرية السياسية والقيادية من خلال الدورات النظرية والعملية والتحرك مع الأمراء والقيادات للتعلم منها.
  •     دفع الأنصار وأبناء البلد للزج بهم في معركة طويلة الأَمَد مع الصليبين والمرتدين والاستفادة من كبار السن والخبرات والقدامى في الجهاد.
  •     العمل على استقطاب جميع الكوادر أو الإطلاع عليها على الأقل للاستفاده منها في مراحل متقدمة وتحديد خبراتها وأماكن تواجدها واختصاصاتها والمشاكل التي تعاني منها والاهتمام بهم والعمل على جمع أفراد يمكن أن تستفيد من تلك الكوادر من خلال تعلمها منها بدورات نظرية وعملية.
  •     عدم تحويل الدولة إلى دولة نظامية بمعنى القضاء على النمطية والروتين في جميع الأعمال الإدارية.
  •     العمل على استخدام أساليب الترغيب والترهيب وزرع المسؤولية لدى القادة والجنود ومحاسبة الجميع على التقصير.
  •     القيام بفتح دورات تدريبية عامة في جميع المجالات والمستويات والتخصصات وعلى مراحل ومستويات بحيث يكون المستوى الأول لازم للجميع من الدورة الأمنية والشرعية والعسكرية والتنظيمية.
  •     الاهتمام بالمنهج وانتخاب ثلة من الإخوة لتقوم بزراعة المنهج وبثه في نفوس الإخوة والعامة بالشكل الملائم.
  •     اتصال وحدة الدعوة والتنسيق بالولاة وأمراء القواطع والأمراء والعسكريين والشرعيين والإعلاميين فضلاً عن الاتصالات الخارجية عن طريق الحدوديين للتنسيق مع المنسقين والتجار لصالح دولة الإسلام.
  •     الاهتمام بمبدأ يقول: دع المسؤولية تصنع المسؤول.
  •     الاهتمام قدر المستطاع بالمنظرين والمؤرخين والمحللين للاستفادة من خبراتهم ولا سيما الذين عاشوا في تجارب جهادية طويلة مثل الدكتور أيمن والشيخ أبو مصعب السوري وغيرهم.
  •     الاستفادة العظمى من الكوادر الحساسة والتي يمكن في حال استغلالها استغلالاً صحيحاً نقل الجماعة نقلات نوعية مثل الإخوة الذين يعيشون في أمريكا ويمكن تجنيدهم للقيام بعمليات تفجير داخل الولايات المتحدة أو لضرب مصالحها فلا بُدَّأن تكون وحدة الدعوة والتنظيم على إطّلاع تام بأهمية هذه المسألة والتي يمكن من خلالها حسم مواقف عسكرية وسياسية بسرعة.
  •     العمل على تكوين روح الفريق وزرعه لدى القادة والجنود بحيث يعلم كل جندي أنه على ثغر وأن إخوانه محتاجين إليه وتفعيل ذلك عن طريق المعسكرات والدورات والواجبات المشتركة.
  •     تغيير الأمراء الذين تصدر منهم تصرفات يكون فيها شئ من الخطورة سواء كان على المستوى الشخصي أو العقدي وعلى مستوى الجماعة مثل الانفراد ببعض القرارات الحاسمة دون الرجوع إلى الإمارة أو وحدة الدعوة والتنظيم وتوقيفهم عن العمل ومحاسبتهم وزرع فكرة أن الإرتقاء للإمارة لا يعني بالضرورة البقاء فيها للأبد والتخليد وأن صاحبها غير مستعد يوماً للتنازل أو السمع والطاعة لمن هو أقل منه كفاءةً أو لأحد جنوده في السابق وتذكيرهم بسيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- في تغيير الأمراء والذين يستعملهم على المدينه وتولية نهاية الأمر لشاب لم يتجاوز الثامنة عشر في أخطر معركة وقرار عسكري يواجه المسلمين وقرار عُمَر بعزل خالد وتولية أبا عبيدة ورجوع خالد إلى الصفوف الخلفية حاله حال الجنود العاديين دون أن يزرع فتنة أو يعترض ويؤلب الجنود أو يصدر أوامر من خلف ظهر أبا عبيدة وبدون علم عُمَر yأجمعين.
  •     القضاء على فكر التثبيط والإرجاف وإبعاد أصحابه ومحاسبتهم وتحجيمهم وزرع روح الأمل والثقة بالنفس لدى القادة وجنودهم وتذكيرهم بأهمية الحذر من العدو ولكن بدون خوف وثقة بلا غرور، وإجراء اختبارات من خلال كمائن وهمية ودورات أسير ومعرفة المثبط من الخائف في معمعات المعارك.
  •     منع الجدل في المسائل الشرعية الحساسة، وكذلك بالنسبة للمسائل المعلقة بالأخطاء العامة وغير الخاصة والكلام بها في المجالس العامة أو الحديث عن مسائل تنظيمية مثل الكلام عن فصائل أخرى للطعن لها خشية حصول فتنة أو نقل كلام يضر بالجماعة ويؤول تأويلات في غير محلها.
  •     تعويد الجنود على المصارحة مع أمرائهم واستعمال أسلوب الورقة والقلم في الشكاوى والقيام بكتابة أي مسألة أو مشكلة أمام المنتقدين وتسجيل صاحب المشكلة وتفصيلاتها للتأكد من حقيقتها لتحجيمهم عن الثرثرة في المجالس.
  •     تعويد الجنود على النقد البنّاء وتقديم الأفكار في جميع المجالات وقبولها بالترحيب وبرحابة الصدر وتطبيق الجيد منها ومكافاة صاحبها.
  •     العمل على إعادة صياغة المنسقين والحدوديين وإلزامهم بتعاليم وتوجيهات الإمارة والمنشورات التي لابُدَّ من توزيعها للأفراد الجدد على أرض الجهاد وإتباع التعليمات بدقةٍ واضحة ومحاسبة الذين يستغلون الأموال باسم الإمارة ويستغلون الكوادر لصالح بعض أمراء القواطع دون إطلاع وحدة الدعوة والتنظيم عليهم.
  •     فرز الجنود من المهاجرين والأنصار سواء كانوا من المقاتلين العاديين أو الإستشهاديين والكوادر بحسب ماتقتضيه المصلحة والمنطقة المتناسبة مع الشخص دون التحجير على الإخوة الجدد وإعانة الشيطان عليهم.
  •     عدم قبول استقبال أحد من الاستشهاديين إلا أن يكون الأمير العسكري للقاطع قد قدم تقريراً للوالي ولأمير القاطع باحتياجه إلى استشهادي وأن خطته المرسومة للتنفيذ مكتملة وجنوده مستعدين وأن العملية لا يحتاج تحضيرها لأكثر من أسبوع . وذلك بسبب أن الأخ الاستشهادي أخذ يعاني من مسألة البقاء الطويل عدة أشهر في جو من المشاكل والتنقلات وانخفاض المستوى الإيماني الذي يؤدي لتغيير الاستشهادي وتحوله إلى مقاتل أو عودته إلى بلده ، وتعريفهم بالأحكام الشرعية لها من خلال كاسيتات ومنشورات وأن الأهداف المتوفرة الغالب فيها من المرتدين ولا سيما رؤوس العشائر ولا يشترط دائماً فيها النكاية بل المصلحة معتبرة دائماً وأنه قد ينفذ على ضابط أو ضابطين أو شيخ عشيرة ولكن بشرط عدم الوصول إليه إلا عن طريق العملية الاستشهادية.
  •     الاتصال بالحدوديين والمنسقين لتأمين الأغراض الفنية من الحاسبات والكاميرات المتطورة وأجهزة الإتصالات والـGPS وغيرها من الاحتياجات التي لا تكون متوفرة أحياناً في أرض الجهاد والعمل على إحضار الأدوية والمواد الغذائية من خلال تخصيص قسم من الإخوة في الخارج لاستلام التبرعات لأهل العراق.
  •     توزيع كراسات على المنسقين والحدوديين لتعريفهم بالصعوبات التي تعترض طريق الجهاد وأنه طريق دماء وأشلاء وأسر وليس عبارة عن أقراص مع تدريسهم لأهم الأحكام الشرعية وخاصة مسائل الكفر والإيمان والسمع الطاعة والولاء والبراء والتحذير من الغلو والتكفير والإرجاف الخبيث.
  •     القيام بعملية سحب المنسقين الأنصار تدريجياً واستبدالهم بإخوة مهاجرين أو معذورين ولا سيما الفارين من أرض الجهاد بدون أمر.
  •     التحذير من الاختراقات الأمنية التي يمكن أن تحصل عن طريق دخول مُنَسِّقين من الاستخبارات أو أن يدخل أحد بتزكية دون معرفة هذا الشخص ودوافعه وماضيه من قِبَل المُنَسِّقين الذين لابُدَّ أن يكونوا على كفاءةٍ من المستوى الأمنيوالشرعي.

    أما عن الكوادر فيجب تهيئة الجو أو الأدوات التي يمكن أن يباشر فيها عمله سواء كانت على المستوى التقني أو الإلكتروني أو العسكري أو الشرعي والعمل على مساعدتهم في اختصاصاتهم وتوفير الدعم اللازم والمتوفر للتطوير.

  •     العمل على إطفاء فتيل الفتنة الذي تعمل أمريكا على إثارته بين المجاهدين عن طريق التقارب مع قياداتهم وأفرادهم ومعاملة أفراد الفصائل الأخرى معاملةً حسنة للإستفادة منهم في المستقبل بالانضمام للدولة وتوحيد الصف ولم الشمل والعمل على عقد اجتماعات للقيام بمناظرات شرعية وتبادل وجهات النظر المختلفة للتقارب.
  •     العمل على توجيه المسألة العشائرية توجيهاً صحيحاً من خلال تأليف رؤوس العشائر بالهدايا والزيارات والعفو عند المقدرة واستغلال أبنائهم للقضاء على روح العشائرية المقيتة من خلال تعليمهم الولاء والبراء ولا سيما للأشخاص المهمين في العشيرة والحذر من التصرفات الأمنية والعسكرية غير المدروسة والتي تؤدي إلى فتن لا تخدم المجاهدين.
  •     تبيين منهج الجماعة بشكل مُبَسِّط وبأسلوب متناسب مع عقلية العوام من خلال استخدام الأسس الخمسة للخطاب من خلال الكاسيتات والأقراص حال توفرها واستخدام الأسلوب العاطفي والمساعادات للعوام مع الشدة على المرتدين وتبيين ذلك من خلال الإعلام المرئي والمنشورات وأن التكفير هو منهج الرافضة وأن الإخوة ماجاؤوا إلا ليبذلوا دمائهم لحماية أعراض أهل السُنّة ومساعدة الشعب العراقي.
  •     الرد على شبهات المرجفين والمُخَذِّلين وتوزيعها على العوام والرد على المبتدعة من الأحزاب اللاإسلامية مثل الحزب الإسلامي وغيره من جبهة التوافق بأسلوب علمي وتوزيعها على خطباء المساجد ورؤوس العشائر وتوزيع المنشورات والأقراص والكاسيتات التي تُبَيِّنُ خبثهم من كلامهم وأفعالهم.

هذا بالنسبة للحلول العامة التي يمكن تطبيقها في العراق ككل أمّا الحلول الخاصة بالمنطقة الغربية وأخص مدينة القائم –أقام الله بها شريعته – فإن مسألة الكوادر والاستشهاديين وإدخالهم إلى وضعٍ مثل وضع القائم يعتبر استهلاك لخيرة الأصناف دون أن يحقق جدوى كبيرة وذلك لما ذكرنا من انهيار البنية التحتية للقاطع وانهيار الإرادة القتالية لدى بعض الجنود والمشاكل التي يعاني منها الأمراء من قلة الدعم المناسب لهم وضخامة المسؤولية مع عدم وجود من يساعدهم ويعينهم عليها فضلاً عن كثرة التهويل بالردّة والهزيمة النفسية التي يعاني منها المقاتلون الأنصار.

لذا سأذكر بإذن الله الحلول العملية المتاحة والتي يمكن لنا أن نحرر فيها حصيبة ونعيدها خيراً مما كانت عليه.

وسأختم حديثي عن الغربية التي عانيت منها كما عانى الكثير من الإخوة بالحلول العملية الجديدة لتحرير المدينة والقضاء على المرتدين وإعادة إحياء الأمل لدى المجاهدين فأقول وبالله التوفيق:
فإنه مما لا شكَّ فيه أن المعارك الأخيرة التي خاضها الإخوة في الغربية قد استهلكت الكثير من الكوادر ولا سيما مع المرتدين والإهمال الذي أصاب المدينة، وسبب تراجع الإخوة وتركهم لمواقعهم والتسيب الأمني الحاصل من الأنصار أيام التمكين فضلا عن سلسلة الانسحابات والمشاكل العظمى التي حصلت بسبب تولي أناس في بعض الفترات غير أكفياء لهذا العمل فضلاً عن انحراق جميع الإخوة وخروجهم من المدينة إلى سورية أو إلى القرى ومن ثم إلى الصحراء سَبَبَّ حالةً من العجز والهزيمة النفسية لدى المقاتلين الذين أُصيبوا بنوعٍ من القلق والخوف من إرادة القتال وتحوُّل الكثير من المقاتلين الذين أصيبوا بنوعٍ من القلق والخوف من إرادة القتال إلى إداريين وغيرها سببت إنهيار الإرادة القتالية لدى الإخوة.

ولما بدأ الإخوة بإيجاد حلول للقاطع لم تكن النتائج مجدية وذلك لعدم إطلاعهم على حقيقة المرض الذي يعاني منه القاطع وبالتالي كانت الحلول غير مجدية للشتات الذي أصاب الإخوة على مساحات واسعة من الأرض حيث أن الإخوة أخذوا يدورون في حلقة دائرية دون أن يكون هنالك أي تقدم وكذلك إنهيار الإرادة القتالية والقلق من مواجهة المرتدين مع كثرة المرجفين وعدم وجود شبكة اتصالات وانهيار البنية الأمنية لانحراق جميع الإخوة وعدم استعدادهم لدخول المدينة فضلاً عن قلة الدعم المناسب للقاطع وتوفير الاحتياجات المهمة له سبب هذه الحالة التي نعيشها لذلك كانت هذه الحالة مشابهة في بعض صورها لحالة الرمادي ولكنها تفترق عنها في مسألة الفترة الزمنية لسقوط الرمادي والفترة الزمنية لسقوط القائم وتعدد العشائر فضلاً عن بقاء الإرادة القتالية لدى جنود الرمادي لتحرير مدينتهم.

واهتمام الإمارة بهذه المسألة التي تجلت في الإقتحام الأخير للإخوة والذي كان له أكبر الأثر في تحطيم معنويات المرتدين فضلاً عن ارتفاع معنويات المجاهدين ووجود الطبقة الشعبية لاستقبال المجاهدين الذين هم من أبناء القاطع .أ

ما عن حصيبة فإني أرى والله أعلم إخراج جميع الإخوة المشردين في صحراء الأنبار المحيطة بحصيبة والذين لا يتجاوز عددهم المائة وتوزيعهم على القواطع الملتهبة مثل ديالى وأطراف بغداد لرفع معنوياتهم وإعادة الإرادة القتالية لديهم مع رغبتهم التامة بالإنتقال وعرض الموضوع على الإخوة الأنصار بالإنتقال لمن شاء وبقاء الإخوة الذين يودون البقاء والقيام بتحديد المقاتلين الذين لديهم رغبة بالقتال الحقيقي وكتابة أسمائهم وذلك لعدم الفائدة الحاصلة من بقائهم في شتات الصحارى واستهلاك المادة في الوقود والسيارات والطعام والشراب، والقيام بإحضار خمس مجموعات من المتخصصين في مجال الإسناد ودعمهم الدعم التام والكامل بجميع أنواع الهاونات والصواريخ من خلال إلزام جميع الولاة بالتبرع بعدد من الصواريخ والقنابل والهاونات للغربية وتخصيص مواد كيميائية لوضعها في القنابل لقصف المواقع التي يتحصَّن بها المرتدون والقيام بعملية قصف للقائم لمدة الشهر وإحضار مجموعة من الكوادر الإعلامية مع تجهيزها بالأجهزة الكاملة من الحاسبات والكاميرات والناسخات والطابعات والأشرطة الصوتية والمرئية لتغطية الحدث من خلال التهديدات والتوعد بإبادة المرتدين لتحطيم نفسياتهم والإرادة القتالية، ورفع معنويات المقاتلين من خلال الأفلام المصورة والإستعراضات وتوزيعها على العوام باسم [إنهم قادمون] وتطوير المونتاج في فترات القصف المتواصل مع إعطاء الفرصة للمرتدين بعد الشهر للخروج من المدينة والإنسحاب منها والخروج من كتائب الخِسّة وإلا فلينتظروا الذبح والقتل والتشريد.

ومحاولة إيصال هذه الأفلام إلى داخل المدينة وتوزيعها على العوام وعلى المرتدين ورفع معنويات العوام ونشر هذه الأخبار على مستوى العراق وإيصالها لجميع المجاهدين ولا سيما من مقاتلي الغربية الذين وزعوا على القاطع في الفترة نفسها محاولة استئجار بيوت داخل حصيبة لعوائل من الإخوة كبار السن للقيام بعملية إختراق أمني ومراقبة الأحداث عن كثب ومدى إنطباع الجماهير وتحريض الطيبين والمناصرين بشكل غير مباشر على استقبال المجاهدين في حال دخولهم والبليغ عن رؤوس الردة وأفراد كتائب الخِسّة وتقديم المعلومات عن تحركاتهم وبيوتهم وأماكن تواجدهم.

وإدخال مجموعة من الأمنيين الذين لا يتجاوز عددهم خمسة عشر رجلاً للقيام بعمليات اغتيال سرية لرؤوس المرتدين أمثال:

  • باسم الراضي (بو محل)
  • سمران مخلف (بو محل)
  • محمد حسين الشوفير (جغيفي)

والقيام بدعم الإخوة الأمنيين بأحدث التقنيات من السموم والأجهزة اللاسلكية وطرق نصب الكمائن والعبوات لرؤوس المرتدين، وتبني علميات إغتيالهم وإدخال مفخخات مدروسة ومضمونة إذا لزم الأمر، في تلك الفترة وبعد تعدي الشهر أو الشهرين وتحضير الطبقة الشعبية والقصف المتواصل تقوم الإمارة بعملية تهيئة للفتح المبين باستقطاب جميع المقاتلين الصادقين من أبناء حصيبة والذين لديهم الرغبة بتحرير حصيبة وكذلك الأمر بالنسبة للإخوة المهاجرين والذين كان لهم سبق في القتال بحصيبة أو بأطرافها للدخول في بيعة على الموت وتسقيط المدينة والعمل على إدخال أكبر كمية من السلاح للمدينة من العبوات والقناصات والقاذفات الصاروخية وإدخال الإخوة في معركة لتسقيط المدينة بعد قتل المرتدين وتفجير بيوتهم وتشريدهم وطردهم من المدينة، وبعدها ننظر في المرحلة المستقبلية وكيفية التعامل معها، نسأل الله العظيم رب العرش العظيم.

 


..................
[1]أول صفحتان منها مفقودات.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع