..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

نشرة أخبار سوريا- "بدعم تركي" الجيش الحر يدخل مدينة الباب، و122 دولة تصوّت لوقف إطلاق النار في سورية -(09-12-2016)

أسرة التحرير

١٠ ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3066

نشرة أخبار سوريا-
19507714_303.jpg

شـــــارك المادة

عناصر المادة

56 قتيلاً على يد قوات الاحتلال الروسي الأسدي يوم أمس الخميس معظمهم في حلب، والنظام يقصف أحياء حلب بينما الثوار يصدّون هجماته ويقتلون 70 عنصراً وينسفون 3 مدرعات،وضمن عملية "درع الفرات" الجيش الحر يدخل مدينة الباب، أما في الشأن الإنساني: منظمة إغاثية تحضّر لقافلة برية تضامناً مع حلب، و122 دولة تصوت لوقف إطلاق النار في سورية. 

جرائم حلف الاحتلال الروسي- الإيراني- الأسد:

56 قتيلاً (نسأل الله أن يتقبلهم في الشهداء):
وثقت لجان التنسيق المحلية في سوريا مقتل 56 شخصاً على يد قوات الاحتلال الروسي الأسدي في سوريا معظمهم في حلب، بينهم 11 طفلاً و8 تساء.
وقد توزع الضحايا على محافظات سوريا كالتالي:
47 في حلب،قضى معظمهم بقصف على أحياء الفردوس والمغاير والكلاسة وباب قنّسرين والجلّوم وبستان القصر، 5  في دمشق وريفها، 2 في درعا، 2 في الرقّة، 2 في حمص.
الكلور في حلب من جديد.. وعشرات القتلى من قوات النظام على جبهات حلب المحاصرة:
وثق الدفاع المدني في حلب استشهاد 46 شخصاً إضافة إلى إصابة 230 آخرين يوم أمس الخميس، وأوضح الدفاع المدني أن المدينة تعرضت لقصف بأكثر من 140 غارة جوية بينها 3 براميل تحوي غاز الكلور بالإضافة إلى 1200 قذيفة مدفعية.
وتعرض المدنيون في حيي بستان القصر والكلاسة لحالات اختناق جراء قصف ببراميل متفجرة تحوي مادة الكلور السام، وشنت الطائرات الروسية صباح اليوم غارات على أحياء الكلاسة والفردوس والشيخ سعيد في حلب المحاصرة، وعلى بلدة الحاجب بالريف الجنوبي.
حملة القصف هذه تأتي عقب إعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن العملية العسكرية قد توقفت اليوم في مدينة حلب السورية وذلك من أجل إخراج المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية.
وفي السياق ذاته، تصدى الثوار لمحاولات تقدم قوات النظام على جبهات المعادي وسيف الدولة وبستان القصر، حيث قتل أكثر من 20 عنصراً من قوات النظام ومليشياته على جبهة سيف الدولة، كما قُتل 15 عنصراً وأصيب آخرون بهجوم فاشل تصدى له الثوار بحي جب الجلبي.

عمليات المجاهدين:

الثوار يصدّون هجمات النظام ويقتلون 70 عنصراً وينسفون 3 مدرعات:
شهدت جبهات حلب اشتباكات عنيفة اليوم الجمعة، على امتداد الأحياء المحاصرة، في محاولة لقوات النظام والميلشيات الطائفبة التقدم نحو مزيد من الأحياء التي يسيطر عليها الثوار.
وأكدت "شبكة شام" أن الثوار قتلوا أكثر من 70 عنصراً من قوات النظام والميلشيات الطائفية على جبهات الشيخ سعيد وبستان القصر والإذاعة وجب الشلبي، كما أسروا أربعة عناصر، ونسفوا دبابتين وناقلة للجنود، إثر محاولة النظام التفدم من جهة حي المعادي جنوباً.
وقال ناشطون إن قوات النظام حاولت التقدم من عدة جبهات، واندلعت اشتباكات "وصفت بالعنيفة" على أطراف أحياء باب النيرب وبستان القصر والفردوس والإذاعة والشيخ سعيد والمغاير الواقعة جنوب شرق حلب، إلا أن الثوار استطاعوا صدّ الهجمات، مما دفع بالنظام إلى تكثيف القصف على الأحياء التي تسيطر عليها فصائل المعارضة.
وأفاد الدفاع المدني أن أكثر من 25 مدنياً قضوا في قصف استهدف نازحين إلى حي الجلوم وسط حلب، مؤكداً أن معظم القتلى من الأطفال والنساء، وقال إن عمليات الإسعاف ماتزال جارية لانتشال المدنيين من تحت الأنقاض، في ظل انعدام الوسائل والآليات اللازمة لذلك.
بدء معركة السيطرة على مدينة "الباب" صباح اليوم:
قالت رئاسة الأركان التركية ، إن المقاتلات التركية استهدفت 10 أهداف لتنظيم الدولة في مدينة الباب شمالي حلب، ضمن عملية "درع الفرات".
وأسفرت الغارات عن تدمير ثلاثة مقرات عسكرية بالكامل، وأربعة مبانٍ كان يتحصن فيها عناصر التنظيم، وقضت على ثلاث نقاط تفتيش.
وكانت فصائل الجيش الحر، قد بدأت صباح اليوم معركة جديدة ضمن عمليات "درع الفرات" لانتزاع مدينة الباب من أيدي تنظيم الدولة، وأفادت مصادر في غرفة العمليات أن المعركة -المدعومة تركياً- قد تستغرق أياماً، وذكر ناشطون أن عدد الغارات منذ الصباح الباكر بلغ 20 دون الإشارة إلى عدد الضحايا.
وكانت وكالة الأناضول قد نقلت أمس عن مصدر عسكري، أن تركيا ستدعم قواتها المنتشرة شمال سورية ب 300 جندي تركي، مما جعل مراقبون يربطون ذلك بتحرك قريب لانتزاع مدينة الباب من أيدي التنظيم.
يذكر أن تركيا تسعى من خلال عملية "درع الفرات" -التي بدأت في 24 أغسطس الماضي- إلى تأمين مناطق شمال حلب من عناصر تنظيم الدولة والميلشيات الكردية، بمساحة تقدر ب 5000 كم.
"بدعم تركي" الجيش الحر يدخل مدينة الباب:
ذكرت مصادر إعلام تركية أن الجيش الحر دخل مساء اليوم مدينة الباب آخر معاقل تنظيم الدولة شمال حلب.
وأكدت المصادر أن دبابات تركية اقتحمت المدينة بعد اشتباكات مع تنظيم الدولة، موضحةً أن حرب شوارع ماتزال تدور في شوارع المدينة بعد تحصن عناصر التنظيم في بعض المباني.
وكانت فصائل الجيش الحر -المدعومة تركياً- أعلنت صباح اليوم بدء عملية للسيطرة على المدينة، بعد توقف دام أسابيع، في حين أغارت طائرات تركية منذ الصباح الباكر على عشرة أهداف للتنظيم في مدينة "الباب" ودمرت ثلاثة مقارٍ وأربعة أبنية ونقاط تفتيش تابعة له.
وقالت رئاسة الأركان التركية إنها باتت تسيطر على كامل طريق "منبج-الباب"، فيما سيطرت فصائل الجيش الحر على قريتين مجاورتين للمدينة.
ويُعدّ انتزاع مدينة الباب من أيدي التنظيم نصراً لأنقرة بعد مضي 108 أيام على انطلاق عملية درع الفرات التي تسعى تركيا من خلالها إلى تأمين حدودها الجنوبية من عناصر تنظيم الدولة والميلشيات الكردية.

نظام أسد:

باحث بريطاني: 66 ميليشيا أجنبية من 49 جنسية تدافع عن نظام الأسد:
قال الباحث البريطاني من معهد بروكينغ الدوحة، شارلز ليستر، المتخصص في الحركات الإرهابية في الشرق الأوسط، إن الحرب في سوريا تحولت إلى حروب أجانب أكثر منها حرباً بين نظام ومعارضيه.
وكشف الباحث بأن أكثر من 66 ميليشيا من خارج سوريا تقاتل الى جانب نظام الأسد، ونشر الباحث عرضاً يجمع أهم القوى المدافعة عن نظام الأسد، مؤكداً أن عدد المقاتلين السوريين فيها لا يتجاوز 27%.
وتتوزع جنسيات المقاتلين الأجانب دفاعاً عن نظام الأسد، على العراق، وإيران، ولبنان، وفلسطين، ومصر، واليمن، والبحرين، وباكستان، وأفغانستان، إلى جانب القوات الروسية بمختلف تشكيلاتها البرية والجوية والبحرية، مشيراً الى وجود عناصر  أخرى من 39 دولة، وهو ما يشير الى وجود 49 جنسية تدافع عن نظام الأسد.
وأوضح “ليستر” إن العراقيين يُمثلون أهم الميليشيات المقاتلة في سوريا إلى جانب الأسد، ويتوزعون على 26 ميليشيا مسلحة، في حين جاءت الميليشيات الإيرانية في المرتبة الثانية ويقاتلون في كتائب وتشكيلات عسكرية مختلفة، في صفوف قوات الباسيج، والكتيبة 65 من الجيش الإيراني الرسمي المعروفة باسم أصحاب القبعات الخضراء، الحرس الثوري الإيراني، وقوات النخساء، وفيلق القدس.
كذلك الفلسطينيون شكلوا جزءاً مهماً من الميليشيات الموالية للنظام، عن طريق ما يسمى “جيش التحرير الفلسطيني” وعدة تشكيلات أخرى من بينها “لواء القدس”.
أما من لبنان فكانت ميليشيا “حزب الله” في المقدمة إلى جانب ميليشيات أخرى كـ”صقور العاصفة”، مشتركة مع مقاتلين سوريين، و”كتيبة الإمام الباقر”، مشتركة مع سوريين، و”سرايا الغالبون”، و”حركة الصابرين”.
كذلك كشف “لستر” بأن هناك عناصر من البحرين في سوريا تقاتل إلى جانب الأسد ضمن حركة “سرايا المختار”، أما من اليمن فيقاتلون تحت راية ميليشيا” أنصار الله” التابعة لحركة الحوثي.
ومن باكستان يُشارك في القتال إلى جانب الأسد لواء “زينبيون”، في حين يقاتل من أفغانستان لواء “فاطميون” و“حزب الله” الأفغاني.
وإلى جانب الأجانب شكل نظام الأسد ميليشيات موالية من بينها (قوات قلعة الأرض، قوات الغضب، كتيبة درع الساحل، صقور الصحراء، ديوان الدفاع الأشوري، كتيبة الجبلاوي، كتيبة العقرب، درع الدفاع عن الأرض، قوات الدعم والدفاع العام، جيش الإمام المهدي السوري، كتيبة أسود المهدي، قوات الدرع الداخلي).

الوضع الإنساني:

قادمةً من إسطنبول: قافة برية إلى حلب:
كشفت هيئة الإغاثة الإنسانية İHH عن جهود إنسانية للتحضير لقافلة بريّة، من أجل لفت أنظار العالم إلى المأساة الإنسانية في حلب.
وأوضحت الهيئة -التي تمارس أعمالها من تركيا- أن قافلة "افتحوا الطريق إلى حلب" ستنطلق في الرابع عشر من ديسمبر/كانون الأول الحالي، متوجهة من ميدان "كازلي تشمه" في اسطنبول إلى إقليم هاتاي جنوباَ، وسيكون باب الهوى هو النقطة الأخيرة، حيث ستسلم القافلة بياناً تطالب فيه بوقف فوري لنزيف الدم في حلب، وفتح ممرات آمنة لخروج المدنيين هناك.
وستضم القافلة شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية، كما سيساهم المشاركون بجمع المواد الغذائية والألبسة والأغطية تعبيراً عن وقوفهم إلى جانب أهالي حلب المحاصرين.
يأتي ذلك في ظل أوضاع صعبة يعانيها المدنيون في حلب،حيث حذّرت الأمم المتحدة من تعرّض أكثر من 150 ألف مدني للإبادة إثر استهدافهم من قبل قوات النظام والطيران الروسي بكل أنواع الأسلحة.
يذكر أن هيئة الإغاثة الإنسانية IHH تسعى للوصول إلى مناطق الحروب والنزاعات والكوارث الطبيعية، وإغاثة المحتاجين والمضطهدين، والمظلومين والمتضررين والجوعى والمشردين في العالم، وتقديم المساعدات لهم، أياً كان دينهم أو عرقهم أو لغتهم أو بلدهم، انطلاقاً من مبدأ نشر وحماية حقوق الإنسان والحريات، حيث وصل نشاطها إلى 135 بلداً في 5 قارات منذ تأسيسها عام 1992.

المواقف والتحركات الدولية:

الأمم المتحدة تصّوت اليوم على مشروع قرار لوقف القتال بحلب:
تجتمع اليوم الجمعية العامة للأمم المتحدة للتصويت على مشروع قرار كندي لوقف إطلاق النار في سوريا، وخاصة "حلب" وإنهاء حصار المدنيين، وإيصال المساعدات إليهم.
ويدعو القرار -الذي طرحته كندا بتأييدٍ من 70 دولة عضو في الجمعية العامة- جميع أطراف النزاع في سوريا وخاصة -نظام الأسد- إلى وقف قصف المدنيين في حلب فوراً، والامتثال لقرارات مجلس الأمن ومنها القرار 2254 المتعلق بوقف الاقتتال وبدء محادثات سلام، والعمل على تشكيل حكومة انتقالية برعاية أممية.
وتصّوت على المشروع 193 دولة، إلا أنه -في حال إقراره- لن يكون ملزماً، حسبما ذكرت مصادر إعلامية.
وفي سياق متصل قال وزير الخارجية الروسي "سيرغي لاقروف" إن الجيش النظام أوقف كافة العمليات العسكرية في حلب الشرقية، من أجل إجلاء المدنيين، وإدخال المساعدات الإنسانية.
وكشف لافروف عن لقاء يوم السبت القادم سيجمع في جنيف خبراء من روسيا وأمريكا، لوضع اللمسات الأخيرة على عمل الأيام الماضية، حول الوضع في شرق حلب، لافتاً إلى إمكانية إخلاء الثوار ومن يرغب من المدنيين من شرق حلب، دون أن يكشف عن وجهة خروجهم.
واتهم لافروف في حديثه المبعوث الأممي سيتفان دي مستورا بعرقلة عملية التسوية السياسية، بدوره قللّ "دي مستورا" من توقعاته بشأن الجلسة المرتقبة، مشدّداً على أن تعطى المعارضة المحاصرة في حلب حرية اختيار المكان الذي ستغادر إليه.
122 دولة تصادق على قرار لوقف إطلاق النار في سورية:
تبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء اليوم قراراً يدعو لوقف فوري لإطلاق النار في سورية، وإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين.
وصوّت على القرار 122 دولة عضواً في الجمعية، في حين رفضت 13 دولة التصويت عليه بينما امتنعت 36 دولة عن التصويت.
وحاول وفد النظام السوري عرقلة مشروع القرار الكندي بدعوى الأخطاء الإجرائية، فيما قللت روسيا عبر وزير خارجيتها من أهميته، حيث قال "لافروف" إن القرار ليس له تأثيرات على الأرض.
وانتقد المشاركون تقاعس مجلس الأمن عن وضع حدّ لما يحصل في سورية، مطالبين بإحالة المتورطين إلى محكمة الجنايات الدولية.
وأدان سفير الاتحاد الأوربي -في كلمته- القصف العشوائي لنظام الأسد على المدنيين، واستهداف المشافي بالقنابل العنقودية، راقضاً سياسة التجويع التي ينتهجها النظام في حصار المدن، فيما أكد مندوب فرنسا أن لا حلّ عسكريّ في سورية..
يذكر أن مشروع القرار الكندي الذي صادقت عليه  122 دولة، هو قرار (غير ملزم) يطلب "وقفاً كاملاً لجميع الهجمات ضد المدنيين"، ورفع الحصار عن كل المدن المطوقة.

آراء المفكرين والصحف:

حلب المخذولة ومصر المحبوسة:
سيف الدين عبد الفتاح-العربي الجديد

هممتُ، أكثر من مرة، أن أكتب عن مأساة حلب وأهلها، عار الإنسانية وعلامة ضعف أمة العرب وهوانها ووهنها. في كل مرةٍ، عجز القلم عن التعبير وعن تصوير ما يحدث وما يجري من مذابح وتقتيل وإبادة جماعية تحت نظر الجميع، من غربٍ وعرب. براميل متفجرة وقصف بالمدفعية، وصواريخ موجهة وطائرات للنظام تقصف كل شيء من بشر أو شجر أو حجر، وغازات سامة، وقتل على الهوية، وتصريحات اتهامية تتحدّث عن أن كل ما في حلب إرهاب تحت الاستهداف بكل الأسلحة من بر أو جو. حلب تئنّ كل صباحٍ، تشيّع عشرات النساء والأطفال والشيوخ، وتُحاصَر من كل مكان، وتُمنع عنها كل مقوّمات الحياة من غذاء ودواء.
ويتلهّى الخمسة الكبار في مجلس أمنهم بمشروعات قرارٍ تُقدم، وتصويتات فيتو تصد، والقتلى يقعون كل يوم، وتخريب العمران وتدمير البنيان ووأد الأرواح صار مشهداً يومياً. آه.. يا حلب، كيف تواطأ كل هؤلاء على أهلك؟ أمارات العار تجوب طرقات حلب، تتوحّش على أهلها في عمليات إبادة جماعية. تحت أنقاض الحجر تقبع جثث البشر، يا لعار وحوش الإنسانية وتواطؤ من انعدمت عندهم الإنسانية. القتل مستمر والتواطؤ مستمر، والمستبد السفاح بشار الجزار على كرسيه مستقر، والكيان الصهيوني في أمان يمرح ويعربد، وروسيا تصدر بيانات القتل اليومي تصف عملها بمقاومة الإرهاب، وهي تمارس إرهاباً وقتلاً كل لحظة، وتدعم مستبداً يمارس إرهاباً يومياً في مواجهة شعبه.
لا أدري لماذا طاف على ذهني سليمان الحلبي الذي تحرّك من على الخازوق الذي قضى عليه ولقي حتفه تعذيباً، قتلوه لأنه يقاوم، من قاوم اللص صار إرهابياً مجرماً، منطقتنا مجال لتنافس قوى النهب الاستعماري، حملة رشيد الإنجليزية وحملة نابليون الفرنسية والحملة الأميركية على بلاد العرب، وها هي الحملة الروسية. الغرب يمرح في أرضنا، يستنزف مواردنا وأموالنا، يقتل أبناءنا بعقلية استباحة، إنساننا لا وزن له، لا ثمن له، كل مقاومةٍ للمستعمر أو المستبد إرهاب، حملات تحت جنح المستبد، المستبد مشروع خيانة، يستدعي من يساعده أو يدعمه في قتل شعبه، المستعمر يأتي إلى أرضنا بدعوةٍ منه، المهم أن يوطّد كرسي طغيانه وسلطانه.
جاء سليمان الحلبي إلى مصر وأزهرها، حينما كان عنواناً للمقاومة، هو من الوجوه التي أضاءت صفحات تاريخ المقاومة ضد الهجمات الاستعمارية التي حاقت بالأوطان في واحدةٍ من فترات التاريخ، في وقتٍ كانت تموج فيه البلاد بمساوئ الاحتلال، وقد أيقن المستعمر أنه في أوج انتصاره، وأنه أخمد الأنفاس وقضى على كل نداءٍ للتحرير. في ذلك الوقت، قدم من سورية سليمان الحلبي، وعمره 24 عامًا، جاء من حلب إلى القدس عبر الجليل ويافا وغزة، ليدرس في الأزهر الشريف الذي كان له في ذلك الوقت دور بارز في إذكاء روح الثورة وقيادة المقاومة الشعبية، ولم يكن من منابر الحكام يشرّع استبدادهم ويبرّر طغيانهم.
رأى المحتل يهين مصر وأزهرها، عندما دخلت خيول الحملة الفرنسية الأزهر، مصر ترزح
تحت نير المحتل، أزهرها رمز قوتها ومقاومتها وعزتها، جاء الحلبي يطلب العلم فيه، فرأى مصر المحبوسة وانتهاك أزهرها، لم يعد يمكنه السكوت. قتل الحلبي من احتل مصر ومن أهان أزهرها، استهدف من استخلفه نابليون. أرادوا في محاكمتهم أن يقتلوا المقاومة، قبل حرق يده التي طعن بها كليبر، ووضعه على الخازوق، لترويع كل من يهيئ نفسه لمواجهة محتل غاصب أو مقاومة عدو استباح قدسية الوطن والأزهر وأرواح الناس. قبل وضعه على الخازوق، قتلوا أربعة قبله من طلبة "الأزهر" جاؤوا من غزة طلبا للعلم. قتلوهم لأنهم عرفوا بخطة الحلبي في قتل جنرالهم، ولم يبلّغوا عنه، ما هذا حلبي قادم من حلب وطلاب آتون من غزة، وكأن الأمر يؤشر إلى هؤلاء الذين نهضوا للدفاع عن حياض مصر، حلبي وغزيون، حلب المخذولة وغزة المحاصرة.
حققوا معه ومع من عرف أمره من مشايخ الأزهر، حاولوا ثنيه عن الأمر، من دون إبلاغ السلطة الفرنسية، وأصدر مينو في اليوم نفسه أمراً بتكليف محكمةٍ عسكرية لمحاكمة قاتل كليبر، مؤلفة من تسعة أعضاء من كبار رجال الجيش، وكانت رئاسة المحكمة للجنرال رينيه، وحكموا عليهم حكماً مشدّداً بالإعدام إلا واحداً، فحكم عليه الفرنسيون بحرق يده اليمنى، وبعده يتخوزق ويبقى على الخازوق، إلى حين تأكل رمّته الطيور، (المختار من تاريخ الجبرتي)، كما كانت العادة في أحكام الإعدام، ونفذوا ذلك في مكان علني يسمى تل العقارب في مصر القديمة، على أن يقطعوا رؤوس الأزهريين أولاً، ويشهد سليمان إعدام رفاقه ممن عرفوا أمره، ولم يبلغوا الفرنسيين بالمؤامرة. ثم يحرق أحدهم من نفذ الحكم يد سليمان الحلبي، ثم يرسله إلى خوزقته، ويردّد الحلبي الشهادتين وآياتٍ من القرآن. عاين سليمان الحلبي أشكال اليأس والذل ورأى القتل والظلم والفتك بأفراد أمته، فهداه تفكيره المتأمِّل إلى إيجاد نوع من الخلاص من هذا الواقع المرير، فلم يجد إلا إطاحة قائد الجيوش الفرنسية كليبر، تعبيراً عن معاناةٍ لقيها شعب أمته من ذلك العدوان الذي أسفر عن تدميره مدينة العلم التي تلقى فيها سليمان الحلبي تعليمه في أزهرها الشريف.
إنها قصة المحتل المستعمر الغاصب، والمستبد الخائن، الغادر الفاجر، قصة دول الغرب التي
تداعى إلى قصعة العرب، ومستبد لا يستنكف أن يأتي بالمستعمر لدعمه ونجدته، والمستبدون على أشكالهم يقعون، بشار الجزار والسيسي الغدّار المصرّ على معاونة زميله، وأن يجعل غزة تحت الحصار، هل وجدتم من صلةٍ بين الحلبي المقتول على أرض مصر وطلاب غزة الذين أعدموا على أرض مصر، وبشار الجزار المستبدّ الفاجر يقتل حلب وأهلها ليل نهار، والسيسي يدعمه، وقد حول مصر سجناً كبيراً، "مصر المحبوسة"، ولا يزال يحاصر غزة العزة "غزة تحت الحصار" بلا مبرّر، إلا أن يكون ذلك تنفيذا لمصلحة عدو صهيوني في كسر المقاومة، وكأنه من العدو ومنه بمثابة قرار.
يا هؤلاء.. يا من طالكم العار، أين أنتم من مقاومة الحلبي وطلاب غزة الأحرار. إنهم من جديد يحملون صرخة "حلب المخذولة" و"غزة المحصورة" و"مصر المحبوسة"، معركتنا الحقيقية مع المستبد الجزار والطاغية الفاشي الغدار وعدو صهيوني غاصب محتل للديار.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع