..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

بائع البسكويت

محمد الفاضل

٧ ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2956

بائع البسكويت
البسكويت00.jpg

شـــــارك المادة

اعتاد أهالي ’بستان القصر‘ على وجود بائع البسكويت في أحيائهم وأزقتهم بشكل يومي وهو يحمل فوق جسده الغض، الذي أنهكته مأساة الحرب صندوقاَ من الورق المقوى وبداخله قطع من البسكويت ليعيل أسرته، حيث يستبشر الجميع بوجوده، غير أنهم لايعرفون اسمه الحقيقي، لذا ينادونه ببائع البسكويت.

 


لم يجد غضاضة في ذلك بل كان يشعر بلذة عارمة وهو يعود أدراجه حاملاَ الأمل والفرح لأسرته التي كانت تترقب عودته سالماَ على أحر من الجمر.
كان يسير على غير هدى وهو يذرع الشارع ذهاباَ وإياباَ، حاملاَ فوق ظهره مأساة شعب تنكر له الجميع، كان يمني النفس ببضع ليرات كي يعيل أسرته.
جلس القرفصاء على أحد الأرصفة وهو يتصبب عرقاَ كي يلتقط أنفاسه فعادت به الذاكرة إلى الوراء، ومرت أمام ناظريه صورة تلك الفتاة التي انتزعت قذيفة قذرة حياتها......
تبادر إلى ذهنه المتعب سؤال ألح عليه: "ماذا لو سقط فوقه برميل؟" الموت القادم من السماء لايفرق بين صغير أو كبير، يزرع الخوف والموت في كل مكان.. ظل ذلك السؤال يتردد صداه في داخله وهو غارق في أفكاره.
شبح الموت يتهدد الجميع! ما أصعب أن يترقب المرء حتفه في أية لحظة. كان بعض المارة يتهامسون ويوجهون أصابعهم نحو السماء، فجأة سمع المارة صوت صفير مرعب، بدأت أعناقهم تشرأب وتتطلع للأعلى! وإذا بصوت انفجار يصم الآذان... هنا تختلط المشاعر ويبدأ الصغار بالركض بحثاَ عن ملجأ آمن هرباَ من براميل الحقد الأسود، تعالت سحب الدخان، الدماء تملأ الشارع...
مشهد سريالي، الجثث تعج بالمكان فالأشلاء والدماء اختلطت، تجمع الأهالي ليسعفوا الجرحى وإذا بهم يرون جسداَ طرياَ وقد تحول إلى أشلاء ممزقة، لقد فاضت روحه البريئة.
صرخ صوت من بعيد إنه بائع البسكويت! ولكن يا إلهي ما اسمه؟ في ذلك اليوم الدام وجدوا في جيبه الصغير بضع ليرات ملطخة بالدماء مع بعض قطع البسكويت المتناثرة.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع