..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


سوريا المعاصرة

صفحات من تاريخ سوريا المعاصر (5/2)

محمد عبد الرحمن اليحي

٢٦ ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 8389

صفحات من تاريخ سوريا المعاصر (5/2)
111.jpg

شـــــارك المادة

حزب البعث الحاكم حزب الكوارث والمآسي:
كان حزب البعث نبتة غريبة جنية في الوطن العربي، كان ابتلاء من الله لهذه الأمة المنكوبة، قدم مؤسسو الحزب من ديار الغرب الصليبي، مشيل عفلق وصاحبه صلاح البيطار، وشاركهم في التأسيس المفكر النصيري زكي الأرسوزي وآخرون.
كانت شعارات القومية العربية الوثنية غاية أمانيهم، وكانت شعارات الوحدة والحرية والاشتراكية ثالوثهم المقدس. لقد خدعوا الناس بهذه الشعارات ومزقوا الوطن العربي وتنكروا لحرية المواطن، وأفقروا البلاد بفسادهم وسرقاتهم.. وواقع الحال يشهد بذلك.
وقد دب صراع عنيف بين قادة الفصائل الطائفية، وصفي كثير من قادة الجيش، لمصلحة الطائفية والعنصرية البغيضة.
وسادت الفوضى وأشيع الإلحاد وانتشر الفساد وهدمت المساجد، وطغى الظلم والتجسس والإرهاب وأصبح الجيش ضعيفاً هزيلاً إلا من غربان الطوائف الحاقدة، وحوربت الأمة في عقائدها وثوابتها الدينية، فكانت الهزيمة منكرة أمام جيش إسرائيل عام 1967م، بل كان تسليم هضبة الجولان لأجل توقف إسرائيل عن الزحف نحو دمشق، لينفرد الرفاق بالتحويل الاشتراكي وزعامة البلاد، كما يزعمون.
وقد تمت هذه التطورات في فترة وجيزة، خلال سنوات سبع عجاف (1963-1970م). قاد الحزب البلاد نحو الهاوية وما يزال بقادته ومفكريه وواقعه المرير، خلال ممارسات حكمه طيلة نصف قرن من الزمن.
وقد ظهرت حقيقة هذا الحزب خلال صراع طوائفه وقياداته الفكرية والعسكرية، بعد عام1970م، وفيما يلي أقوال لشهود عيان لبعض مفكري الحزب ومؤسسيه:
يقول الدكتور سامي الجندي -أحد مؤسسي هذا الحزب-: "أصبح البعثيون بلا بعث، والبعث بلا بعثيين، فأيديه مصبوغة بالدم والعار، يتسابقون إلى القتل والظلم، والركوع أمام الجزمة -أي حذاء العسكر-" (كتاب البعث: د. سامي الجندي / ص: 161-162، طبعة بيروت 1969م).
ثم يقول: "ولا مجال هنا للحديث عن حرية الشعب الذي كان مصفداً في الأغلال بيدي البعث العربي".
ويقول الدكتور منيف الرزاز -الأمين العام لحزب البعث بعد عفلق-: "دوران حكم 23 /شباط/ 1970م، هو حكم العنف.. وإن تصورنا عن هذه المجموعة -حافظ الأسد ورفاقه- لم يبلغ أبداً حدود التردي الذي وصلوا إليه.. إن الذي يجري في سوريا الآن، لا مثيل له إلا في عهد عبد الكريم قاسم في العراق، حيث تولت كتائب الشيوعيين المسلحة عمليات السجن والقتل في شوارع بغداد ومدن العراق، لقد كانت سوابق النازية والفاشية، وأساليب ستالين نموذجاً لهم في أساليب الحكم". (التجربة المرة: منيف الرزاز / ص: 199- 208).
ويصور الدكتور سامي الجندي الأهوال التي يلاقيها سجناء الرأي من تعذيب وحشي على يد عصابة العسكر البعثي، فيقول: "كنا نسمع أنها أزمة وتمر، وأن السجناء يرفلون في نعيم مقيم، فلا ضرب ولا تعذيب، وصدقنا!! ثم علمنا بعد شهور عديدة أن الرفاق تعودوا عادات جديدة، فصاروا عندما يملون الحياة الرتيبة يذهبون إلى سجن المزة فتفرش الموائد، وتدور الراح الخمر ويؤتي بالمتهمين للتحقيق ومن ثم تبدأ الطقوس الثورية إذ يتفننون ويبدعون في كل يوم رائعة جديدة". (كتاب البعث: سامي الجندي / ص: 130 - 133).
هذه معاملة الرفاق لبعضهم، فكيف كانت معاملة المخالفين من أبناء الطوائف الأخرى؟؟ لقد كانت مخازي الحزب وجرائمه مسطرة في الوثائق والتاريخ، وهذه هي حرية حزب البعث العتيد.
ويتبرأ الدكتور الجندي من حزبه ويصاب بالإحباط نتيجة سلوك قادته، ويعتبر أن الانتساب إليه أضحى تهمة وعاراً. (السابق / ص: 9 10(.
البعث العلماني يشن حربه على الإسلام والمسلمين:
كان البعث أول حركة قومية في الوطن العربي، تتخلي عن الإسلام فيم تذكره في دستورها ولم تتعرض في ثناياه حتى لكلمة الإيمان بالله، ويعتبر قادته أن القومية الوثنية هي الرابطة الوحيدة بين أبناء الوطن العربي.
يعبر عن ذلك الدستور المشؤوم والمؤقت في شهر نيسان عام 1964م وفي التدليس أن شعارهم: (وحدة حرية اشتراكية، وأمة عربية واحدة، ذات رسالة خالدة)،
لقد حاربوا الإسلام عقيدة ومنهاجاً وفكراً نشروا كتب الإلحاد والجنس في المكتبات العامة، كما فرضوا الاختلاط في المدارس، وفي مخيمات الفتوة وفرضوا خلع الحجاب في مدارس البنات، وفي الشوارع والمنتديات العامة، حتى وقع بعض القتلى دفاعاً عن الأعراض بسبب تلك الأحكام.
لقد كانت حملة الإفساد شرسة، ومجالات التخريب قوية قاتلة، شملت مجالات الحياة كلها. فبعد أن صفى القادة العسكريين الجيش إلا من أبنائهم التفتوا إلى إفساد التعليم في المدارس والجامعات، فنقلوا أكثر من ألف مدرس من وزارة التربية إلى وزارات أخرى؛ كالتموين والمواصلات وكلهم من ذوي الاتجاه الإسلامي، كما نقلوا معظم المدرسات المسلمات من ذوات اللباس الشرعي إلى تلك الوزارات، وكان ذلك يتم بقوة الحديد والنار. (ينظر: الإسلام في مواجهة الباطنية: أبو الهيثم- ص: 14/ دار الصحوة للنشر بمصر / 1985م).
وفي ظل قانون الطوارئ، كان يتم كل شيء من اغتيال واعتقال وتعذيب وانتهاك لحرمات المنازل واستمرت عصابة الحكم تخضع الناس إلى هذا القانون الذي ما زال مستمراً حتى الآن، عهد الانتفاضة الشعبية العارمة.
واستمر حزب البعث هو القائد الوحيد للمجتمع والدولة، حسب المادة الثامنة من الدستور، أما القانون (49) الذي أقره مجلس الشعب في 7/ تموز/ 1980م، فيعتبر أن المنتسب لجماعة الإخوان المسلمين، يعاقب بالإعدام إذا لم يعلن انسحابه أو يسلم نفسه، وما يزال هذا القانون ساري المفعول حتى الآن.
وفي ظل هذا الطغيان المستمر والحرب على الإسلام أعلن ناعق في مجلة عسكرية قبيل عام 1976م "بأن الله والأديان والأنبياء ما هي إلا دمى محنطة في متاحف التاريخ"، كان ذلك قبل هزيمة حزيران بأربعين يوماً. (مجلة جيش الشعب، للمرشح إبراهيم خلاص، في 25/04/1967م).
وعندما اعترض الدعاة على الدستور الجديد في المساجد داهمت كتائب الدبابات المدن السورية فهاجموا حماة عام 1964م، وهدموا مسجد السلطات على رؤوس المصلين وطلبة العلم واللاجئين إليه هرباً من القصف والدمار. وفي دمشق اقتحمت الآليات العسكرية مسجد بن أمية، فقتلت المصلين وساقت أهل العلم إلى باستيل سوريا، إلى سجن المزة، وكانت برقيات التأييد من الأعوان تذاع من إذاعة دمشق، ومنها ذلك البيت السفيه، إذ يقول سفيههم على الملأ: "آمنت بالله رباً لا شريك له.. وبالعروبة ديناً ما له ثاني".
وفي حمص قاد الحملة على مسجد خالد بن الوليد، ابن حمص العامة نور الدين الأتاسي رئيس الجمهورية آنذاك، فقد امتطى المصفحة لتدك أبواب المسجد الكبير، فقتل المصلون في جنبات المسجد، وأهينت محتوياته ومصاحفه. (الإسلام في مواجهة الباطنية: أبو الهيثم - ص 15).
وها هو التاريخ يعيد نفسه، بنفس الوحشية والحقد الدامي، إذ يمتطى القناصة  -الشبيحة- ظهور المساجد فيقتلون كل متحرك حولها، ويدخلون حرم المساجد فيقتلون ويمزقون المصاحف والمكتبات، بل يتخذون من بعضها مراكز عسكرية يفسدون ويسكرون، ويشيعون الخوف والإرهاب في أنحاء المدن، فكانت المجازر الوحشية، وكثرت المقابر الجماعية، جرى ذلك في المسجد العمري في درعا ومسجد خالد بن الوليد بحمص، ومسجد بانياس وفي الرستن، وقد دمر بعضها وقصف بعضها الآخر.
وقد نشرت وسائل الإعلام خارج سوريا، من صحف وقنوات فضائية هذه المآسي الدامية، ولله في خلقه شئون.
سقوط الجولان / حزيران / 1967م:
ضمن مسرحية عجيبة تم سقوط هضبة الجولان السورية وسلمت مدينة القنيطرة لعصابات اليهود المجرمة. (ينظر تفصيلاً: سقوط الجولان خليل مصطفى ضابط الاستخبارات في الجولان قبل الحرب، طبعة مصر، عام 1980م).
وفي هذه المسرحية كانت السلطات السورية قد صعدت التوتر في إعلامها من أجل تعجيل المعركة مع إسرائيل، رغم أنها لم تتفرغ لها أصلاً، منذ انقلاب الثامن من آذار عام 1963م؛ لأنها كانت مشغولة في الصراع بين قادة الجيش والحزب، وفي تصفية الكفاءات العسكرية المخالفة، مما كان يهيئ لهزيمة منكرة.
يقول الدكتور سامي الجندي -وزير الإعلام السوري والسفير للنظام خلال فترة الحزب-: "كانت آرائي كلها ضد الحرب، ولم أخف أبداً أن الحكم كان يعد لهزيمة، بل كان يعد لهزيمة العرب الآخرين لكي يبقي هو الثوري الوحيد سيد المناخ الثوري العربي". (كسرة خبز: سامي الجندي / ص15/ بيروت / طبعة ثانية / دار النهار للنشر).
بينما كان وزير الدفاع السوري -حافظ أسد- يقول: "هناك إجماع في الجيش السوري، الذي طال استعداده ويده على الزناد على المطالبة بتعجيل المعركة، ونحن الآن بانتظار إشارة من القيادة السياسية". (جريدة الثورة في 20/ أيار/ 1967م).
بدأت المعارك على الجبهة المصرية، ولم تشترك سوريا في الحرب إلا بعد ثلاثة أيام!! وبدأت الشائعات تسرى، عن أوامر صدرت عن القيادة بالانسحاب، وهنا بدأ عدد كبير من الضباط الانسحاب، فانهزم قائد الجيش اللواء أحمد السويداني تاركاً وحدات الجيش في الجبهة دون قيادة، وانهزم قائد الجبهة العقيد أحمد المير وغادر الجبهة فاراً بنفسه.
وعندما اتصل العديد من الضباط بوزير الدفاع حافظ أسد، بالأجهزة اللاسلكية، أجاب بأنه أخذ علماً بالوضع، وأنه اتخذ الإجراءات اللازمة!! ثم دب الفزع في الجيش، من قصف الطيران وانقطاع التموين، فاتجه أكثر الضباط نحو دمشق طلباً للنجاة، وبلغت الخيانة ذروتها، عندما أذيع البيان الفاجر الذي أعلن عن سقوط القنيطرة، قبل وصول العدو إليها بيوم وليلة.
صدر البلاغ من إذاعة دمشق في العاشر من شهر حزيران، الساعة التاسعة والنصف صباحاً، وهو يعلن سقوط القنيطرة بيد قوات العدو، صدر البلاغ برقم (66) وهو يحمل توقيع وزير الدفاع اللواء حافظ أسد.
وقد شهدت أرض الجولان وسهول حوران المأساة المروعة، منذ صباح الجمعة وحتى صباح الأحد 11 / حزيران، شهدت آليات محروقة وعربات انقلبت خلال عملية الفرار من قصف الطائرات، وأسلحة جديدة تلمع تحت أشعة الشمس وقد تركها الجند بين الأعشاب وحقول المزروعات، والويل لمن كان يحاول إنقاذ بعض الأسلحة، وقد حوكم عدد من الضباط المخلصين والجند الشرفاء لمخالفتهم أوامر القيادة العتيدة!!. (ينظر: سقوط الجولان خليل مصطفى / ص: 96 – 106).
وتساور الشكوك عدداً من أعمدة النظام حول هذه المسرحية، فيقول الدكتور سامي الجندي:  "لقد تم إخلاء السكان من الجولان منذ الخامس من حزيران، لماذا؟ لست بحاجة إلى القول إن سقوط القنيطرة تم قبل أن يحصل، هو أمر يحار فيه كل تحليل حسن النية". (كسرة خبز: سامي الجندي / ص: 16 - 18 / دار النهار للنشر / بيروت).
لقد كان أكثر من 90% من ضباط وحدات الألوية من المعلمين الذين دربوا مؤقتاً، وهم من البعثيين أو النصيريين، وتركت الوحدات القوية والمدربة والحزبية داخل البلاد لتحمي الثورة من الشعب المسكين، وكان قادة البعث قد سرحوا الضباط الأكفاء من ذوي الاختصاص، وشردوا آخرين سجناً وتقتيلاً، قبل حزيران العار. (سقوط الجولان / ص: 165 وما بعدها).
وقد صرح قائد الجيش البعثي اللواء أحمد السويداني بأنه لم يستشر في البلاغ الذي أعلن سقوط القنيطرة، وإنما سمعه من الإذاعة كغيره من المواطنين. (المرجع السابع).
ويذكر الدكتور سعد جمعة رئيس وزراء الأردن خلال تلك الحرب: "بأن برقية عاجلة جاءت إلى مسؤول سوري حول تطمين إسرائيل للنظام الحاكم في سوريا، وأنها لا تنوى مهاجمته وبإمكانها أن تتعايش مع الحزب الاشتراكي والطائفة العلوية!!، وبينما كان المسؤول السوري يعرض المقترحات الإسرائيلية كانت الطائرات الإسرائيلية تدمر المطارات والطائرات السورية. (المؤامرة ومقولة المصير: د. سعد جمعة / ص 111- 109 / ، ط 3 / بيروت / 1969م / دار الكتاب العربي).
وفي أحد اجتماعات الحزب التي أعقبت الجريمة.. قال إبراهيم ماخوس وزير الخارجية السوري أمام الرفاق: "لا تنسوا أن الهدف الأول من الهجوم الإسرائيلي هو إسقاط الحكم التقدمي الثوري في سوريا، وكل من يطالب بتبديل الحزب هو عميل لإسرائيل". (سقوط الجولان / ص: 262).
وخلاصة القول من خلال التصريحات السابقة؛ الدكتور سامي الجندي، ووزير الخارجية ماخوس، وقائد الجيش السويداني، وما نقله سعد جمعة: "إن المفاوضات السرية كانت قد تمت بين سوريا وإسرائيل، وانتهت على أن يتم تسليم الجولان دون قتال، مقابل تراجع إسرائيل عن احتلال دمشق، ومن أجل ذلك أعلن عن سقوط القنيطرة عاصمة الجولان.. وأخليت من السكان، وتم انسحاب الجيش السوري عن الجبهة، بهذه المسرحية العجيبة". (الحركات القومية في ميزان الإسلام / ص 105 / منير محمد نجيب / مكتبة المزار بالأردن).
وبعد أربعة عقود هاهو الشعب السوري يهب مطالباً بالحرية، ويريد التخلص من كابوس الحزب والطائفة، وينادي بإسقاط النظام، الذي ينهب أمواله وهربها بالمليارات إلى خارج البلاد، سواء كانوا من عائلة "الأسد" أو عائلة الأصهار عائلة "المخلوف" وزعيمها رامي مخلوف ابن خال بشار الأسد، الذي صار يتحدث باسم النظام معبراً عن إرادته في القتال إلى آخر قطرة دم، فقال الشعب الأعزل، الذي خرج بصدور عارية، منادياً: "سلمية.. سلمية لا أحزاب ولا طائفية".
وهذا وقد صرح رامي مخلوف لجريدة "نيويرك تايمز الأمريكية": "إن انهيار النظام في دمشق يعني عدم استقرار الكيان الصهيوني"، رغم أن قادة النظام وأنصاره في لبنان يرددون أن هنالك مخططاً لإسقاط الحكم في سوريا؛ لأنه مقاوم ممانع ضد الكيان الصهيوني فماذا فعل في المقاومة؟!! وقد مضت أربعون عاماً دون أن تطلق رصاصة واحدة لتحرير أرضها المغتصبة التي سلمت بلا قتال، ويستمر تطمين الصهاينة على تتمة المسرحية حول الجولان وغيرها، على يد رامي مخلوف وواقع النظام.. أما كان الأولى محاربة اليهود "النازيين" الغزاة في الجولان، وأن يتم تحريرها قبل تحرير "درعا" وباقي المدن السورية؟؟.
ويستمر النظام في دمشق في زعمه بأنه إنما يقتل شعبه ويحتل المدن السورية بالدبابات والمدرعات والطائرات من أجل تفرقه لمقاتلة إسرائيل؟؟!! إنها مسرحية عجيبة، ومهزلة غريبة، لم تنتهي فصولها بعد. (ينظر: مجلة المجتمع / عدد 1955/ 4-6-2011م).

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع