..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

الجدار الفاصل الثاني ولكن في الجولان

أبو مضر

١٤ ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3769

الجدار الفاصل الثاني ولكن في الجولان
الفاثل 0.jpg

شـــــارك المادة

الجدار الفاصل الثاني ولكن في الجولان في المرحلة الابتدائية والاعدادية والثانوية والجامعية، وفي المناسبات الوطنية واللاوطنية بل وحتى الدينية، وفي الاجتماعات الحزبية والسياسية القومية، وفي البرامج الإذاعية والتلفزيونية، في الصحف والجرائد، وفي كل الوسائل والمناسبات
لا ينسى أزلام البعث الحديث السمج عن الممانعة والمقاومة والصمود والتصدي، وضرورة التوازن الاستراتيجي مع العدو الصهيوني وخاصة أننا من دول المواجهة.

 


بهذه الأفكار المسمومة حشا الساسة عقول الناشئة منذ نعومة أظافرهم، حتى أصبح غالب الشباب لا يسألون عن خيرات البلد الكثيرة من معادن ونفط ومحاصيل زراعية وبعص الصناعات.
فالكل يعلم أنها في أيد أمينة، وأنها تصرف في مكانها الصحيح. وهل يخطر على بال أحدهم أو يجرؤ أن يشك في بطل التشرينين؛ تشرين التحرير وتشرين التصحيح؟؟!.
فلا شك ولا ريب أن الفائض عن حاجة القصر الجمهوري وزبانيته يصرف ثلاثة أرباعه على الجيش العقائدي الذي يتم إعداده من أجل تحرير الجولان والقنيطرة؛ بل وتحرير القدس الشريف من الصهاينة الغزاة.
ولذلك كان الشعب المحب للقائد طوعاً وكرهاً يقطع عن نفسه وعياله رغيف الخبز ليساهم في تكوين وتسليح هذا الجيش البطل.
ومضت الأيام بطيئة وتلتها السنوات ثقيلة وما شبع أزلام البعث من الحديث عن المقاومة والممانعة، وما شبع النظام وزبانيته من ابتلاع خيرات الوطن، وما شبع الجيش من التسليح والاستعداد لأية مواجهة محتملة...
وعاش الشعب السوري المسكين يضع الملح على الجرح، منتظراً معجزة من السماء يستفيق بعدها ليجد الحرية على الباب وفي الأسواق والشوارع وتملأ أرجاء الوطن، يستنشق عبيرها الصغير والكبير وحتى من في السرير.
ويرحم الله القائل:

وما نيل المطالب بالتمني *** ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

وهبت نسائم الربيع العربي، على بعض البلدان العربية، واستقرت بعبقها وأريجها وروحها وريحانها في سماء سورية التي كانت محتاجة إليها منذ أربعين سنة، فنزلت عليها نزول الغيث على الأرض العطشى.
وهب الشعب الحر الأبي بشيبه وشبانه، بأحراره وحرائره، يطالبون باسترداد إنسانيتهم وكرامتهم وحريتهم المسلوبة طيلة عقود طويلة؛ عندها سقطت الأقنعة عن الممانعة والمقاومة وتكشفت الحقائق للجميع بعد أن كانت لا يعرفها إلا القليل من الناس ..
وإذا بالجولان قد بيع وقبض ثمنه، وإذا بالممانعة تعني منع الاقتراب من الحدود، وإذا بالمقاومة تعني مقاومة أية حركة تطالب بالحرية والإنسانية والكرامة والتحرر من عبودية آل الأسد، وإذا بالجيش العقائدي قد تم بناؤه وتسليحه لهذا اليوم، كي يدمر أهله وأبناءه، كي يحرق البلد الذي عرف الحقيقة وأن الحاكم عميل وليس أسد، وانفلتت قطعانه تحرق وتدمر وتقتل وتعتقل وتغتصب وتشرد وتهدم، وتصدى لهم الشرفاء راجين النصر جبار الأرض والسماء.
علمت اسرائيل أن نهاية عميلهم باتت- بإذن الله- قاب قوسين أو أدنى، وأن الخطأ لن يتكرر ثانية، وأن الشعب لن ينخدع بالشعارات البراقة الزائفة، ولن يرضى عن الإسلام بديلا؛ عندها قرعت نواقيس الخطر في تل أبيب، وأن الشباب المؤمن بضرورة اجتثاث الأسد ونظامه الخائن العميل لن يتخلى عن الجولان ولا عن شبر واحد من الأرض المحتلة (المباعة)، ولن يهنأ له بال، ولن يقر له قرار؛ حتى يسترجع الأرض المسلوبة كما سيسترجع الحقوق المغتصبة؛ ...
عندها قررت اسرائيل بناء الجدار الفاصل الثاني ولكن في الجولان، وذلك بعد أن علمت علم اليقين وحق اليقين أن حامي الحدود لن يكون على ظهر الوجود بعون الواحد المعبود.
ولن ننس أن نهمس في أذنهم مرددين قول الله تعالى عن حلفاء أجدادهم (( لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون)).
وبعون الله تعالى سنقتلع جدرهم وندك حصونهم وإنا فوقهم قاهرون.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع