..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

أزمة حليب الأطفال تتفاقم في درعا جنوبي سوريا والحلول إسعافية فقط

سارة الحوراني

٢٢ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6535

أزمة حليب الأطفال تتفاقم في درعا جنوبي سوريا والحلول إسعافية فقط
1280x960.jpg

شـــــارك المادة

ثلاثة أيام قضاها أبو عادل في التنقل بين مدن وقرى ريف درعا جنوبي سوريا، في محاولة محمومة منه لتأمين علبة حليب لطفلته الرضيعة، وفي نهاية المطاف تمكن من شرائها بثمن تجاوز 2000 ليرة سورية، فيما دفع أكثر من ذلك مقابل الوقود لدراجته النهارية خلال رحلة الحليب.


ويروي أبو عادل معاناته لمراسلة "الخليج أونلاين" في مدينة درعا، قائلاً: "فقدت مادة حليب الأطفال الخاص بالرضع منذ ما يقارب الشهرين بشكل شبه تام، حيث تحتاج طفلتي أسبوعياً إلى علبة حليب واحدة، وفي بحثنا عن حلول لجأنا إلى بعض البدائل كالحليب كامل الدسم أو الأعشاب المغلية لتقليل كمية الاستهلاك، لكن الطفلة البالغة من العمر أربعة أشهر أصيبت بجرثومة معوية كادت تودي بحياتها".
ويضيف: "منذ ولادتها رفضت الرضاعة الطبيعية لأسباب صحية تتعلق بوالدتها، وعلى الرغم من غلاء مادة الحليب إلا إنها كانت متوفرة نوعاً ما بالرغم من انقطاعها أو احتكارها من قبل التجار بين حين وآخر، لكن اليوم باتت شبه مفقودة والعثور عليها كالعثور على إبرة في كومة قش، وخاصة في ظروف الحرب والقصف اليومي من قبل قوات الأسد، والذي تتعرض له مناطق درعا وريفها بشتى أنواع الأسلحة وخاصة المقاتلات الحربية".
- سلاح الحصار:
ويسعى نظام الأسد من خلال استخدامه لسلاح الحصار المفروض على المناطق الخارجة عن سيطرته في درعا وريفها، إلى ضرب الحاضنة الشعبية، وفقاً للدكتور يعرب عبد الفتاح مدير مشفى كحيل للتوليد بدرعا، مبيناً أن "أزمة الحليب بدأت بالظهور منذ ثلاث سنوات، حيث منع نظام الأسد إرسال الأدوية الضرورية ومادة حليب الأطفال إلى الصيدليات في مناطق المعارضة السورية؛ لإظهار عجز المنظمات المعارضة البديلة عن توفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين".
وأضاف مسؤول الرصد والإنذار المبكر في الريف الشرقي لدرعا، أن "المشافي الميدانية حاولت في الفترات السابقة تأمين مادة الحليب من خلال حملات شعبية أو جمعيات إنسانية في الأردن المجاور، بالإضافة لمساهمة أبناء المحافظة المغتربين، لكن الكميات بقيت محدودة وخاصة أن عدد الأطفال الذين يحتاجون لمادة الحليب يصل إلى 25 طفلاً، لافتاً إلى أن تأمين وشراء مادة الحليب يتم بطرق صعبة وبأسعار خيالية من مناطق سيطرة قوات نظام الأسد".
وأكد عبد الفتاح على أن "لجوء الأهالي إلى بدائل كحليب الأبقار والماعز أو حليب كامل الدسم، أسفر عن إصابة الأطفال الرضع بحالات سوء التغذية والامتصاص والاسهالات، على الرغم من تحذيرنا وتشجيعنا للأمهات على ضرورة الاعتماد على الرضاعة الطبيعة"، مشدداً على "الحاجة الكبيرة والسريعة لتأمين حليب الأطفال وخاصة ما دون عمر 6 أشهر حيث يحتاج الطفل إلى علبة حليب كل خمسة أيام".
وناشد الدكتور يعرب "منظمة الصحة العالمية وبرنامج الغذاء العالمي النظر إلى موضوع الحليب ودراسته بشكل جدي، والعمل على تأمين الحليب بشكل دوري ومتواصل من خلال التواصل مع مديرية صحة درعا الحرة وهي على استعداد للتعاون في سبيل إنهاء الأزمة بأسرع وقت ممكن".
- بنك حليب الأطفال:
على صعيد متصل، أنشأ المجلس المحلي في مدينة درعا بنكاً لحليب الأطفال الرضع منذ عدة أشهر لمعالجة مشكلة انقطاعه وفقدانه، يقول محمد عياش المسؤول عن البنك ومدير المكتب المالي والإغاثي في هيئة مدينة درعا في تصريح لـ"لخليج أونلاين": "إن إنشاء البنك يأتي كخطوة للتخفيف من الأعباء المفروضة على الأهالي في تأمين مادة حليب الأطفال، وذلك في ظل أوضاع اقتصادية وأمنية صعبة يعيشها الأهالي، حيث يعتمد بنك الحليب على التبرعات من الهيئات والمنظمات الإغاثية بالإضافة إلى متبرعين أفراد من أبناء المنطقة".
وأوضح أن "بنك الحليب يعتمد على آلية عمل منظمة، عبر إحصائيات يتم تحديثها شهرياً، ويتم التوزيع على قوائم اسمية تعتمد على شهادة الميلاد الصادرة عن إدارة النفوس، في المناطق المحررة أو المشافي الميدانية، حيث يشمل التوزيع الفئة العمرية من يوم وحتى سنة لكونها الأكثر حاجة، فيما يتم العمل حالياً على الفئة الثالثة من الأعمار والتي تزيد عن عام بالإضافة إلى العمل على تأمين على موضوع الحالات الخاصة لبعض الأطفال واحتياجاتهم لأنواع معينة من مادة الحليب".
ولفت عياش إلى أن "عدم انتظام كميات الحليب الوارد إلى المناطق الخارجة عن سيطرة نظام الأسد، وصعوبة الانتقال المفاجئ في المناطق الساخنة، والاستهداف المباشر للمشافي الميدانية ومراكز تجمع الأهالي بالقصف الجوي، أدى إلى تفاقم أزمة الحليب في الآونة الأخيرة، في حين تم الانتهاء مؤخراً من تأمين ثمن 10 آلاف علبة حليب لكل المحافظة وهذا العدد غير كافي، حيث تحتاج المحافظة حسب إحصائيات مديرية الصحة التابعة للحكومة السورية المؤقتة إلى 40 ألف علبة حليب فقط لأطفال ما دون العام"، مشيراً إلى أن "البنك قام بتوزيع مادة الحليب على مدن وقرى ومخيمات النزوح كـ(اليادودة والمزيريب وحيط وتل شهاب وللنازحين في تل زيزون والشجرة والمسفيرة).
ويواجه الأهالي في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام جنوبي سوريا صعوبات كبيرة في تأمين الاحتياجات الأساسية من خبز وماء ودواء، لكن تبقى أزمة حليب الأطفال أكثرها تأثيراً على الأهالي وخاصة لانعدام البدائل وإن وجدت لانعكاساتها الخطيرة على حياة الطفل وتفاقم المشكلة، وتبقى الحملات الشعبية المعروفة "بالفزعات" الذي يقوم بها الأهالي الحل الوحيد حالياً، غير أنها غير كافية لتأمين الحليب بشكل متواصل ودوري.

 

 

 

 

الخليج أونلاين

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع