..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

جيش الفتح على حدود اللاذقية فهل تفتح معركة الساحل.. وكيف؟!

العميد الركن أحمد رحال

٤ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2645

جيش الفتح على حدود اللاذقية فهل تفتح معركة الساحل.. وكيف؟!
650_433_0143340031487928.jpg

شـــــارك المادة

انتهت عملية المشفى الوطني في جسر الشغور بقراءتين واحدة رددها إعلام النظام عن تفوق استراتيجي وتاريخي قلب فيه مفهوم الهروب إلى نصر سرعان ما انكشف زيفه عبر عدسات مراسلي "مؤسسة أورينت" من ساحات الميدان، وبواقع ميداني يعبر عن نفسه عبر مئات القتلى الذين توزعوا على الطرقات وتحت الأشجار أثناء عملية هروبهم، وبأرقام تقول إن من وصل من الهاربين من المشفى الوطني هم فقط (24) عنصراً وضابطاً من أصل ما يفوق الـ(250) كانوا متواجدين تحت الحصار.
ومع تكشف الغبار عن معارك جسر الشغور نستطيع القول ان الجهود العسكرية التي أنهت مهامها أصبحت تتمركز الآن على مقربة من جبهة سهل الغاب في الريف الشمالي الغربي لريف حماه، وأصبحت تتقدم ضمن المناطق المحررة لتكون على الجبهة الممتدة من نبع المر وحتى قمة النبي يونس التي تشكل جبهة المواجهة الساحلية مع قوات النظام المتمركزة هناك.

هذا ما لديهم من فصائل!
فصائل وتنظيمات الجبهة الساحلية لم تكن بعيدة عن عمليات "معركة النصر" في جسر الشغور عبر اشتراك الفرقة الأولى الساحلية في معارك قطع إمدادات النظام عن ساحة المعارك، إن كان بقطعها لطرق إمداده القادمة من الساحل السوري عبر شريان (الموانئ – مطار حميميم – بيت ياشوط – سهل الغاب) أو عبر وقفها لخط الإمداد الآخر القادم من مطار حماه باتجاه جسر الشغور عبر جورين، أيضاً بقية الفصائل لم تكن غائبة وكان لها جهد واضح عبر اشتراكها في معظم العمليات القتالية لقوات النظام الجارية هناك والتي كانت تستهدف فتح طريق عسكري وإمداد عبر قمة النبي يونس ودوير الأكراد وصولاً للسرمانية لمساندة المحاصرين ودعم قواتهم المتواجدة في سهل الغاب.
وصول جيش الفتح إلى حدود ريف اللاذقية أوجد حالة من الهلع والخوف في صفوف المؤيدين وتخبطاً واضحاً وبلبلة في عمل غرف عمليات النظام المتهالكة، انعكس ذلك عبر صيحات دعت لتشكيل لواء درع الساحل ويختص بالدفاع عن المناطق الساحلية ويتبع لماهر الأسد في الحرس الجمهوري وكان سبقه لذلك دعوات مشابهة أطلقها دريد الأسد لتشكيل فرقة دفاع ساحلية لنفس الغرض ليعيد للأذهان تشكيل اللواء الجبلي (الطائفي) من قبل (رفعت الأسد) في ثمانينات القرن الماضي، وترافقت تلك الدعوات مع صيحات من محافظة حماة تطالب أبناءها المتواجدين في صفوف ميليشيات النظام للعودة إلى قراهم للدفاع عنها بعد فشل جيش الأسد بتلك المهمة.
تلك الدعوات ترافقت مع وصول (قاسم سليماني) إلى جبهة الساحل وحماه مصحوباً بـ (1500) مقاتل إيراني وصلوا لمعسكر جورين في سهل الغاب ومن ثم توجه إلى جبهة الساحل في الجهة القابلة لجبل الأكراد. تحركات سليماني تعكس واقع الخوف الذي تعاني منه إيران ومن قبلها الأسد باقتراب سقوط هياكل النظام الذي توقعته الكثير من المصادر الغربية وذكرت إحدى الدراسات الإسرائيلية أنها تتوقع سقوطاً مفاجئاً لنظام الأسد ودون أن تسبقه أية مقدمات.

تخوفات أهالي الساحل!
المعلومات الواردة من جبهة الساحل تقول إن النظام نقل الكثير من التعزيزات العسكرية البشرية والتسليحية عبر فوجين من القوات الخاصة وألوية من الحرس الجمهوري، بالإضافة إلى نقل مستودعات من الذخيرة والسلاح إلى الخطوط الخلفية لأماكن توضع قواته على جبهة الساحل، يضاف ذلك إلى القوات المتواجدة أصلاً من ميليشيات النظام وقوات الدفاع الوطني وقوات العقيد التركي المنشق معراج أورال إضافة إلى لواء صقور الصحراء.
كل تلك الإجراءات والتحشدات لم تخفف من تخوفات أهالي الساحل التي بدأت تخرج منها بعض الأصوات مطالبة بسحب أبنائها من جبهات النظام البعيدة عن الساحل ومنها من طالب بتشكيل قوات دفاع أهلية بعد أن فقدت الثقة بقدرة الأسد على حمايتهم ومنهم من اتهمه بتوريطهم بحرب خاسرة وأن إيران وحزب الله استغلوا ولاءه لمصالحهم الشخصية وأن إيران ستبيعهم في نهاية المطاف.

وكل المعلومات الواردة تنبئ بحالة رعب وتشتت يعيشها النظام وحاضنته الشعبية وحالة من انهيار المعنويات والتخوف يعيشها أبناء الساحل، بدأت بتهريب أولاد المسؤولين بحجج الإيفاد الدراسي أو البعثات أو مهام خلبية لإبعادهم عن جبهات قتال خاسرة ومميتة أصبحت مكشوفة، والحقيقة التي أصبحت راسخة هناك أن الأسد خذل مؤيديه وأن تصريحات إيران أصبحت سلعة رخيصة غير قابلة للصرف وأن رحيل بشار الأسد سيكون أحد بنود الاتفاق الإيراني مع الغرب والبحث عن حلول بديلة هو ما يشغلهم الآن.

إعادة معادلة إسقاط النظام!
بعيداً عن كل تلك الأحداث تبقى معركة الساحل إحدى أهم نقاط المخطط العسكري لغرفة عمليات جيش الفتح، كونها تعيد المعادلة التي أطلقها ثوار الساحل منذ بداية الثورة السورية والقناعة التي رفضها البعيد والقريب من أن النظام تتمركز قوته العسكرية والشعبية في جبهتي دمشق والساحل وأن إسقاطه لن يكون بغير تلك المواقع وأن صرف مجهود الثورة بعيداً عن تلك الجبهات هي مضيعة وقت تخدم مبدأ إطالة عمر النظام.
أمام تلك الوقائع يعيش مؤيدو النظام في الساحل حالة من الذهول وهم يدركون أن هدوء جبهات جيش الفتح باتجاه ريف اللاذقية الآن هو السكون الذي يسبق العاصفة. فهل تتفتق عقولهم عن طريق يعيد لهم بعضاً من الأمل ؟؟

 

 

أورينت نت

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع