..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

كيف تسهم الحواجز العسكرية في إفراغ البيت السوري من مؤونته؟

ناصر علي

١٦ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2450

كيف تسهم الحواجز العسكرية في إفراغ البيت السوري من مؤونته؟
650_433_0143176045287481.jpg

شـــــارك المادة

يتفرج السوريون على (كراتين) البازلاء والفول، وعلى جرز الثوم اليابس دون أن يتجرؤوا على الشراء، ويفضل أكثر الحالات جرأة من الممكن أن يتناول حبة بازلاء يمضغها بمتعة المشتاق، أو حبة فول تذكره بأكياس الفول المفرز التي كانت تملأ (الفريزة) وموسم طبخها في رمضان حيث تعتبر من الوجبات الطيبة التي تثلج القلب الحار، وتطرد العطش والجوع بعد يوم طويل قائظ.


بداعي ارتفاع سعر صرف الدولار ارتفعت الأسعار بشكل جهنمي في العاصمة وريفها ولمختلف الخضار والمواد الأساسية باستثناء البيض الذي هوى سعره بسبب ارتفاع درجات الحرارة، والحجة الثانية التي يسوقها التجار والباعة هو انقطاع الطرقات بسبب المعارك في المنطقة الجنوبية (درعا والقنيطرة) وكذلك في الغوطة الشرقية، وسيطرة (المسلحين) على معبر نصيب الحدودي مع الأردن.
الأسواق هي التي تحكم على حال المواطن، ولا أحد يردع التاجر، وهو أيضاً لديه أعذاره من توزيع الكثير من بضاعته على الحواجز العسكرية والأمنية، فها هنا لا قانون سوى قانون التهديد والابتزاز أو "دناءة النفس" كما يقول لنا أحد التجار... والمخاطر التي يتعرض لها في الطريق تكاد تكون مغامرة يومية، محفوفة الرشاوي المدفوعة وغلاء أسعار محروقات النقل.. وسَفَه العلويين المتحكمين بالحواجز!
الأسعار جنونية التي من المفترض أن تكون عاقلة فهذا الموسم هو الموسم الذي (يموّن) فيه السوري ما يمكن أن يمنعه من الجوع في رمضان حين تنفد هذه الخضراوات، وهي من عاداته المتوارثة والتي تميزه عن بقية الشعوب العربية، ومع ذلك وفي السنوات ألأخيرة لم يتمكن أغلب السوريين بكامل شرائحهم من تموين الفول والبازلاء والمكدوس وحتى الثوم الذي يدخل في أغلب المطبخ السوري إما لغلاء الأسعار أو نتيجة الحصار المفروض على الغوطتين الشرقية والغربية.
اليوم سعر كيلو الفول 125 ليرة سورية، والبازلاء بين 150-200 ليرة وهي من الممكن أن ترتفع خمسين ليرة أخرى حسب جودتها ونوعية المياه التي سقيت بها كما في قرى جبل الشيخ والقنيطرة، بينما الفول بين 200-300 ليرة سورية وقد توقف أغلب فلاحي زاكية والكسوة في الغوطة الغربية عن زراعته نتيجة الحصار والخوف من كساد المحصول وعدم القدرة على تسويقه.
مناطق مثل (بيت جن) و(جبل الشيخ) تعيش في حالة حرب منذ أشهر، ولا تنفك مدفعية الجيش عن قصف المزارع والبيوت وهذا ما جعل منتجو أفضل أنواع الفول والبازلاء في الريف الغربي يتوقفون عن الزراعة، وبسبب الحصار يضطر الأهالي لزراعة كميات قليلة لسد حاجاتهم وهم كانوا مصدر تلك الخضراوات وبأسعار رخيصة جداً، والحال ينطبق على (دوما) وريفها التي لا تنفك الطائرات عن قصفها وتدور فيها أعنف المعارك حول العاصمة.
مواسم (المونة) قادمة من أجل مواجهة شهور قاسية تبدأ من رمضان الكريم وحتى قدوم الشتاء الذي سيكون فيه حال السوريين ليس بأفضل من سابقيه في أعوام الثورة على النظام، وتبدو هذه السنة قاسية جداً أكثر من سواها إلا إذا تغيرت الحال وسقطت دولة البعث كما يأمل أغلب أبناء سورية.

 

 

 

أورينت نت 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع