..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

مشفى "تشرين" الداخل مفقود والخارج مولود.. معلومات تنشر لأول مرة

غداف راجح

٢٢ ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3072

مشفى
3202915755.jpg

شـــــارك المادة

مشفى تشرين العسكري الذي يتبع لوزارة الدفاع، كان قبل اندلاع الثورة السورية عبارة عن مشفى حكومي عادي، يهتم بقطاع الجيش بشكل خاص، ليتحول بعد الثورة إلى ثكنة عسكرية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث يوجد في داخله اليوم عدد من الدبابات، كما يتمركز على سطحه قناصو قوات الأسد، إضافة لوجود مدفع من عيار 23، كما يؤكد ناشطون.


ورغم كل التقارير الإعلامية التي عرضت من داخله تحت مراقبة عناصر الأمن، إضافة لزيارة رأس النظام لبعض الجرحى داخله عدة مرات، إلا أن جانباً مما يحدث في مشفى تشرين بقي بعيداً عن عيون الكاميرات والصحافة، وحتى عن عيون المنظمات الإنسانية والدولية، حيث يدخل الشخص إليه مفقوداً ويخرج مولوداً، وهو القسم الخاص بالمعتقلين.
يعتبر مشفى تشرين العسكري - كما يقول مكتب دمشق الإعلامي - أحد المشافي التي يحوّل إليها المعتقل المصاب بإصابات مزمنة جراء التعذيب في الأفرع الأمنية وذلك قبل تحويله لعدرا، وذلك إلى جانب مشفى العسكري 601 في المزة، حيث يتعرض المعتقل منذ لحظة دخوله وحتى خروجه من مشفى تشرين لانتهاكات جسيمة، وتعذيب ممنهج، يؤدي إلى الموت في معظم الأحيان.

إذلال وإهانة وشتائم يتعرض لها المعتقلون:
إذلال وإهانة والكثير من الشتائم يتعرض لها المعتقلون داخل دهاليز هذا المشفى، وكأنها أحد أساليب العلاج التي يتبعونها هناك، وأكد  أحد الناجين أن الممرضة أجبرتهم على التعري على مرأى الجميع من المدنيين والعسكريين وحتى الأطباء في المشفى بغرض الضحك والإذلال فقط!، يقتصر العلاج لمعظم المعتقلين على بعض المعقمات والشاش الطبي، ويكون بطريقة وحشية، ويعطى المريض المعقم والشاش أحياناً ليُؤمر أن يقوم بتضميد جراحه بنفسه، ويكون الموت هو العلاج الوحيد بحق أكثرهم.
آدم وهو أحد المعتقلين السابقين الذي أوصلته إصابته الخطيرة في قدمه إلى ما يسمى بمشفى تشرين،  يقول: "استيقظت صباحاً لأجد نفسي في زنزانة لا تتعدى الثلاثة إلى الخمسة أمتار، الكثير من الأجساد على الأرض وعلى الأسرة، كان عدد الأشخاص على الأسرة يومها 12 بين المستلقي والجالس، و23 آخرين على الأرض بين الحي والميت، عدا عن الجرذان التي كانت تشاركنا الزنزانة، ورائحة الموت حولنا".
ويضيف آدم: "أنا عايش - أنا عايش" كانت تلك جملتي الأولى بعد أن استيقظت من الصدمة، فانهالت عليّ ضربات السجان الذي قال لي بالحرف الواحد " لا تخاف رح تموت متلن".
ويصف آدم معاملة الممرضين للمرضى داخل المشفى وهم الذين تحولوا لعمال "سخرة" لحمل جثامين الشهداء الذين قضوا تحت التعذيب، يقول آدم: "دخلنا للزنزانة ذاتها المليئة بالجثث، وطُلب منا أن نخرج جميع الجثث، ونضعها على قارعة الطريق الموازي للمشفى، ووضع لصاقة  بيضاء على جبين كل جثمان، ومن ثم تعريتهم بالكامل، وكانت الجثث متقرحة ونحيلة وتختلف ألوانها بين الأصفر والأزرق والأحمر، ومنها ما هو منتفخ وغابت ملامح وجهه، وأعمارهم تتراوح بين الشباب إلى الكهول".
ويتابع "أول الأرقام التي سجلناها في ذاك اليوم كان رقم 72 و بعدها سجلنا 73 - 74 -75 و هكذا دواليك حتى انتهينا، بعدها أتى جندي يحمل بين يديه كميرا رقمية، وراح يمر فوق كل جثمان ويلتقط له صورة شاقوليه على مستوى الوجه تباعاً ومن ثم أخذ صور من زاوية أبعد تظهر كمَّ الجثث المترامية".

جثث تنقل عبر شاحنات كبيرة:
ويؤكد آدم أنّ الجثث نقلت إلى شاحنة كبيرة، وتكررت العملية فيما بعد عدة مرات، وهو ما يثبت التقرير المصور الذي نقلته وكالة الأناضول للأنباء بعد حصولها على آلاف الصور المسربة لمعتقلين قضوا داخل سجون قوات الأسد ومشافيه، ويظهر في الصور مشهد كالذي وصف من داخل مشفى تشرين العسكري، جثثٌ مكومةٌ وضعت عليها أرقامٌ وآثار التعذيب تظهر بوضوح عليها، وهي وسيلةٌ يقوم بها نظام الأسد بتوثيق القتلى الذي قضوا في سجونه، وقام أحد المسؤولين عن التصوير بتسريب تلك الصور.
تقول التقارير المسلمة لأهالي المعتقلين من مشفى تشرين العسكري أن سبب وفاة أبنائهم: "أزمة قلبية" بعد أن يكونوا قد ذاقوا الأمرين تحت التعذيب، ومحظوظ حقاً من يستلم تلك الشهادة المزورة، ورغم كل تلك التقارير يبقى القاتل يحوم حول ضحايا كُثر، ويبقى مصير الآلاف من المعتقلين مجهولاً ومغيباً عن باقي الأهالي.

 

 

سراج برس 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع