..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

صعوبات التعليم بحلب مع بداية العام الدراسي

حسن قطان

٢ ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3115

صعوبات التعليم بحلب مع بداية العام الدراسي
441.jpeg

شـــــارك المادة

مع بداية العام الدراسي الجديد في مدينة حلب السورية، لا يتوقف الناشطون في مجال التدريس عن بذل الجهود الرامية لإعادة عجلة التعليم للدوران، فالحرب الدائرة لأكثر من ثلاثة أعوام دمرت نحو 90% من هياكل المدارس وحرمت آلاف التلاميذ من الحصول على حقهم في التعلم، مما دفع القائمين على التعليم إلى اتباع خطط بديلة لضمان مستقبل وسلامة الطلاب.


ويرى المتجول في أحياء مدينة حلب هول الدمار الذي حلّ بالمباني المدرسية جراء القصف اليومي الذي تشنه قوات النظام على المدينة، حيث أضحت جلها غير صالحة للتدريس، فالخراب والدمار يعم الصفوف التي كانت في وقت مضى مكتظة بالطلاب.
براميل متفجرة:
وفي زيارة قامت بها الجزيرة نت لإحدى المدارس الناجية من القصف بحي طريق الباب، والتي لا تزال تفتح أبوابها للراغبين بالتسجيل رغم الدمار الذي يلف المنطقة المحيطة بها، يتحدث سعد حربا مدير مدرسة حلب الحرة مؤكداً على أنهم الوحيدون في هذه المنطقة الذين سلموا من البراميل المتفجرة، على حد قوله.
ويضيف حربا في حديثه للجزيرة نت "لم تسلم المدارس من ضربات طائرات النظام، فكانت هدفاً أساسياً كما يبدو لشل العملية التعليمية، لكن حرصنا على مستقبل الطلاب الذين مضت عليهم مدة طويلة وهم بعيدون عن مقاعد الدراسة دفعنا إلى فتح المدرسة من جديد وتأهيل الأقبية فيها لتصبح أمكنة آمنة للتدريس بدلاً من الطوابق العلوية".
ففي الفترة الأخيرة أضحت المنازل والأقبية والمساجد وغيرها أماكن بديلة للتدريس، حيث يسعى القائمون على التعليم لسد نقص وجود أبنية مدرسية سليمة بفتح هذه الأماكن، وإقامة الحفلات والمهرجانات مع بداية العام الدراسي لجذب الطلاب إليها.
صعوبة كبيرة:
وفي أحد الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة جرى تحويل شقتين سكنيتين إلى مدرسة تضم عشرات الطلاب الموزعين على ثماني غرف تشبه الصفوف الدراسية، ويدرّس أساتذة يجدون صعوبة بالغة في إنجاز عملهم بسبب عدم احتواء الأمكنة على مقومات الصفوف النموذجية من ناحية الإنارة وعزل الصوت.
وداخل أحد الصفوف الصغيرة التي تفتقر إلى النوافذ والأبواب، يجلس أحمد، وهو طالب في الصف السادس الابتدائي على مقعد متهالك ويتحدث مع الجزيرة نت قائلا "أنا فرح بهذه المدرسة، أحب أساتذتي وأحب الدروس التي يعطوننا إياها، وأطمح لأن أكون صيدلانياً".
وترى عائشة الخطيب مديرة مدرسة -الصفا والمروة- أن الدافع لاتخاذها هذا المكان مدرسة هو الحرص على عدم ضياع مستقبل الطلاب وفقدانه بعدم حصولهم على حقهم في التعلم، معربة عن أسفها لعدم توافر الشروط المناسبة بهذه المدرسة أسوة بالمدارس الأخرى.
رواتب زهيدة:
وتضيف للجزيرة نت "رغم هذا الواقع المؤسف فإن ما يدخل السعادة إلى قلوبنا ويجعلنا متفائلين هو الإقبال الكبير على المدرسة، وهو ما دفعنا لافتتاح فوج آخر لاستقبال الطلاب الجدد، وأعتقد أن تعلق الطلاب بالأساتذة والحفل الذي أقمناه في بداية العام الدراسي جذب الكثير من الطلاب إلينا".
وتشكو مديرة المدرسة من شح الدعم المالي المقدم للمدارس، بما يؤثر سلباً على سير عملية التعليم، وتقول "لا يزال قطاع التعليم يعاني من قلة الدعم وضعف الإمكانات، حيث لا نزال بحاجة إلى إجراء عمليات الترميم والإصلاح، ودفع المستحقات للمعلمين الذين يعملون برواتب زهيدة لا نستطيع حتى تغطيتها".
ويرى أيوب حزوري مدير مكتب التعليم في مجلس المحافظة أن واقع التعليم آخذ بالتحسن رغم سوء الظروف المحيطة به، ويعود ليؤكد أن ملف التعليم اليوم بحاجة إلى الدعم أكثر من أي وقت مضى، ويضيف "من أصل 720 مبنى مدرسياً لم يتبقَّ غير عشرين مبنى صالحاً للاستخدام في مدينة حلب، وهو أمر ينعكس سلباً على العملية التعليمية، إلا أن الجهود التي تُبذل لتحسين واقع التعليم عدلت كثيراً من هذا الواقع المرير".

 

 


الجزيرة نت

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع