..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

قرائن تشير إلى أنّ الحرس الثوري الإيراني ربما تورط في الهجوم الكيميائي على الغوطة

العصر

٢٠ ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2445

قرائن تشير إلى أنّ الحرس الثوري الإيراني ربما تورط في الهجوم الكيميائي على الغوطة
الثوري000.jpg

شـــــارك المادة

في الذكرى الأولى للهجوم الكيميائي على غوطة دمشق، سوريا، دعت حملة "نامه شام" (نامه شام أو "رسائل من الشام" بالفارسية، مجموعة من الناشطين والصحفيين-المواطنين الإيرانيين والسوريين واللبنانيين الذين يعملون للتعريف بدور النظام الإيراني وسياساته في سوريا 

دعت الأمم المتحدة والحكومات الغربية والمنظمات الدولية أن تنظر أيضاً، كجزء من تحقيقاتها، في الدور الذي يمكن أن يكون النظام الإيراني قد لعبه في المجزرة.

 


وقالت المجموعة إن قرائن مختلفة تشير إلى احتمال كبير باشتراك سباه باسداران (الحرس الثوري الإيراني) في هذه المجرزة وغيرها من حالات استخدام الأسلحة الكيميائية المحظورة دولياً في سوريا.
وكان عدد من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في ضواحي دمشق الشرقية والغربية، المعروفة بالغوطة، قد استُهدف بصورايخ تحمل مادة السارين السامّة، مما تسبّب في قتل المئات من المدنيين، من بينهم نساء وأطفال.
وباستثناء عدد من وسائل الدعاية السورية والإيرانية والروسية، وبعض الصحفيين والمعلّقين الغربيين الذين وقعوا في فخّ هذه الدعاية، يتفق معظم المراقبين الجدّيين أن قوات النظام السوري هي من ارتكب المجزرة، التي وصفتها الأمم المتحدة بجريمة حرب.
لكنّ عدداً قليلاً من هذه التقارير نظر في الدور المحتمل للنظام الإيراني في هذه المجزرة وغيرها من المجازر الكيميائية التي ارتُكبت في سوريا خلال العامين الماضيين.
وقال المتحدث باسم (نامه شام) علي رحيمي: "لقد قمنا بجمع قرائن ودلائل مختلفة تشير بقوة إلى اشتراك سباه باسداران في مجزرة الغوطة وغيرها من الهجمات الكيميائية في سوريا.
بالطبع يبقى التحقق من صحة وموثوقية هذه القرائن من اختصاص التحقيقات التي تقوم بها جهات مختصة."
1. هل كان النظام الإيراني على علم بالخطة؟
ثمّة اليوم الكثير من الدلائل الثابتة على أنّ سباه باسداران هو من يتحكم بالإستراتيجية العسكرية للنظام السوري وبجميع عملياته العسكرية الكبرى. وتؤكد العديد من الشهادات لمقاتلين سوريين وإيرانيين ومن حزب الله اللبناني، بالإضافة إلى اعترافات لمسؤوليين إيرانيين، هذه الحقيقة.
لكن من الممكن مع ذلك، وإن كان من المُستبعَد، أنّ قيادة النظام السوري اتخذت قرار استخدام الأسلحة الكيميائية في الغوطة دون استشارة حلفائها في طهران وموسكو.
بعد الهجوم بأيام، صرّحت الاستخبارات الألمانية أنها كانت قد تنصتت على مكالمة هاتفية بين عضو بارز في حزب الله اللبناني، الذي يتحكم فيه النظام الإيراني، والسفارة الإيرانية (في دمشق أو بيروت غالباً).
ويبدو عضو حزب الله خلال المكالمة أنه متفاجئ من استخدام النظام السوري لأسلحة كيميائية، معلّلاً ذلك بأنّ بشار الأسد "فقد أعصابه" و"ارتكب خطأ كبيراً بإعطاء أوامر باستخدام أسلحة كيميائية في الهجوم".
كما نقلت تقارير إعلامية عن مسؤولين أمريكيين قولهم إنّ مسؤوليين إيرانيين وروس سارعوا بالاتصال بالقصر الرئاسي السوري إثر الهجوم "مطالبين بمعرفة ما حصل".
من المستبعد جداً أن الهجوم الكيميائي على الغوطة كان نتيجة لحظة "فقد أعصاب" من قبل بشار الأسد. من المرجّح أن متّصل حزب الله افترض ذلك لأنه لم يكن على علم بما كان مخطّطاً له، إذ إنّ الأسلحة الكيميائية استُخدمت من قبل النظام السوري عشرات المرات قبل وبعد مجزرة الغوطة.
وتشير الدلائل إلى أنّ جميع هذه الهجمات كان مخططاً لها مسبقاً وبشكل جيد، وأنّ هجوم الغوطة كان جزءاً من هذه الإستراتيجية وليس حادثة معزولة.
من المستبعد كذلك أن القيادتين الإيرانية والروسية لم تكونا على علم بهذه الخطط. فقد كانت الاستخبارات الأمريكية قد تنصتت، في كانون الأول/ديسمبر 2012، على اتصال "كامل على غير العادة" تحدث فيه مسؤولون سوريون عن إمكانية القيام بهجمة كيميائية كبيرة يشارك فيها الطيران. وأرسل البيت الأبيض آنذاك، بحسب تقارير إخبارية، برسالة خاصة إلى الحكومة الروسية، التي طلبت بدورها من الحكومة الإيرانية أن تضغط على النظام السوري لـ "إلغاء الخطة".
كما لعبت إيران، إلى جانب روسيا، دوراً في عقد صفقة الأسلحة الكيميائية السورية التي حالت دون قيام الولايات المتحدة الأمريكية بضربة عسكرية على سوريا في أعقاب مجزرة الغوطة.
وحتى لو صدّقنا أن الحكومة والقيادة السياسية الإيرانية لم تكن على علم مسبق بخطط النظام السوري باستخدام أسلحة كيميائية ضد مقاتلي المعارضة، فإنّ عدداً من القرائن يشير إلى أن سباه باسداران كان على علم كامل بهذه الخطط، بل إنه شارك في وضعها:
- تذكر بعض التقارير المبكرة عن النشاطات المتعلقة بالأسلحة الكيميائية في سوريا (كالاختبارات التي أجريت في مجمّع السفيرة العسكري شرق حلب قبل عام من مجزرة الغوطة) تذكر وجود ضباط من سباه باسداران هناك. إذ نقلت هذه التقارير عن مصادر في أجهزة استخبارات غربية أن "ضباطاً إيرانيين، يُرجّح أنهم عناصر من الحرس الثوري، قدموا بطائرة هليكوبتر من أجل الاختبارات.
- صرّح المشرف السابق على ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية، والذي انشق عن النظام عام 2012، في مقابلة في سبتمبر 2012 أن أفراداً من سباه باسداران كانوا يحضرون "اجتماعات كثيرة" مع نظرائهم السوريين لمناقشة استخدام الأسلحة الكيميائية. "كانوا يأتون دائماً للزيارة والنصح،" على حدّ قوله. "كانوا دائماً يرسلون لنا علماءهم ويأخذون علماءنا إليهم. وكانوا يشاركون أيضاً في الجانب السياسي لكيفية استخدام الأسلحة الكيميائية".
- في ديسمبر 2012، صرّح مسؤولون في الاستخبارات الأمريكية أنهم تنصّتوا على مكالمة يعتقدون أنها كانت بين ضباط في سباه قدس وقيادة النظام السوري، والتي "حثّ" فيها الأول الثاني "باستخدام مخزونه من مادة السارين السامة ضد مقاتلي المعارضة والمدنيين الذين يساندونهم في مدينة حمص المحاصرة".
لن يجد تحقيق معمّق صعوبة كبيرة في جمع هذه القرائن وغيرها للتأكد مما إذا كان سباه باسداران على علم مسبق بهجمة الغوطة وإذا كان بالفعل قد نصح ودرّب قوات النظام السوري على استخدام السارين وغيره من الأسلحة الكيميائية.
كما لن يجد فريق تحقيق كهذا صعوبة في التأكد من هوية الوحدات العسكرية السورية التي قامت بتنفيذ الهجمة (لواء الصواريخ 155، الفرقة الرابعة، إلخ. [13]) وفيما إذا كانت تنسّق مع "مستشارين" من سباه باسدران. تشير الدلائل إلى أن تنسيقاً كهذا كان ولا يزال موجوداً.
2. هل استُخدمت أسلحة إيرانية في الهجوم؟
من المعروف والموثّق أنّ النظام الإيراني يزوّد قوات النظام السوري بأنواع مختلفة من الأسلحة التي استخدمها الأخير ضد المدنيين في سوريا، بالإضافة إلى دفع فاتورة الأسلحة التي تزوّده بها روسيا.
هنا، يطرح سؤال ذي صلة: هل استُخدمت في هجوم الغوطة صواريخ أرسلها أو دفع ثمنها النظام الإيراني، الأمر الذي قد يرقى إلى مساعدة وتحريض على جريمة حرب؟
في ديسمبر 2013، خلصت دراسة عن الصواريخ التي استُخدمت في هجوم السارين على الغوطة أنّ إطلاق الصواريخ تمّ "على الأرجح" باستخدام قاذفات متعددة وأنّ مدى الصواريخ المستخدمة كان حوالي ثلاثة كيلومترات.
علاوة على ذلك، أشارت الدراسة إلى أن الصواريخ أُطلقت باستخدام محرّكات مأخوذة من صواريخ مدفعية تقليدية من طراز 122 ميليمتر تُعرف بـ BM-21.
ومن المعروف أنّ إنتاج هذه الصواريخ، التي تُعرف عادة بصورايخ (غراد) وكانت تُصنّع في الاتحاد السوفييتي، قد توقف منذ زمن طويل، لكن دولاً عديدة قامت بإعادة إنتاجها وتطويرها، من بينها روسيا والصين وإيران ومصر.
في يوليو 2014، نشرت بعض مواقع المعارضة السورية ما ادّعت أنه مخطط لأحد أكبر مصانع السلاح في سوريا، قرب بلدة السفيرة، سرّبها مهندس يعمل في المصنع. ويصنّع المصنع هذا كميات كبيرة من البراميل المتفجرة، صواريخ أرض-أرض، قذائف هاون وغيرها من الأسلحة التي شاع استخدامها من قبل قوات النظام السوري.
ما يهمّ هنا هو أن المهندس زعم أن هناك "أربع سلطات منفصلة عن بعضها إدارياً وبالمهام تتنافس داخل المعامل." إحدى هذه الإدارات إيرانية، على حدّ قوله، وهي مسؤولة عن "استيراد المواد المتفجرة ومواد تصنيع القذائف من معادن وخردوات ومواد اشتعال، وتشرف على تصنيعها قبل إرسالها إلى الأفران الصينية." كما زعم المهندس أنّ المعامل كانت تحتوي على "كميات كبيرة من الأسلحة الكيميائية" قبل تدميرها ضمن صفقة الأسلحة الكيميائية.
ويؤكّد هذا التقريرّ –إن صحّ– تقاريرُ أخرى عن مصانع سلاح سورية أُنشئت وتُدار بمساعدة إيرانية وصينية. علاوة على ذلك، من الثابت أن قوات النظام السوري قد استخدمت براميل متفجرة معبّأة بمواد كيميائية سامة، مثل الكلورين، على مناطق مدنية مثل (كفر زيتا) قرب حماة.
وقد سبق اتهام إيران بتزويد النظام السوري بعبوات غاز كلورين صينية الصنع، والتي طلبت منها إيران مؤخراً 10 آلاف قطعة، وفقاً لتقارير إعلامية.
كل هذه القرائن تشير إى أن سباه باسداران، وربما آخرين في الجهاز العسكري الإيراني، كانوا على علم كامل باستخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية، وربما يكونون حتى قد ساعدوه في استخدامها.
3. ماذا كان دور الميليشيات العراقية التي يتحكم فيها سباه باسداران؟
يذكر عدد من التقارير عن مجزرة الغوطة أنّ ميليشيات عراقية، سيما (كتائب سيد الشهداء)، كانت موجودة في المنطقة خلال وبعد الهجوم مباشرة.
وتقول التقارير إنّ مهمتهم كانت "حراسة" المناطق المحاصرة التي كان يسيطر عليها الثوّار لمنع الناس من الهرب. وقد نقلت تقارير إخبارية في الأيام القليلة التالية وقوع اشتباكات بين الطرفين، كما أقامت كتائب سيد الشهداء فيما بعد مراسمَ عزاء لمقاتليها الذين قتلوا آنذاك في تلك المناطق التي تعرّضت للهجوم.
العلاقات بين سباه باسداران والميليشيات العراقية المختلفة التي تقاتل في سوريا معروفة وموثّقة بشكل جيد. وعليه، فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو إن كان وجود هذه الميليشيات التي يتحكم فيها سباه باسداران في المنطقة مخططاً وله علاقة بالهجوم الكيميائي، أم إنه كان جزءاً من العمليات العسكرية الأوسع في المنطقة تلك الفترة. لن يجد تحقيقٌ دولي صعوبةً كبيرة في التأكد من ذلك.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع