..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

الشّعْبُ السُّورِي أيّهَا العَرَبُ العَرَب!!!!

أحمد محمد نعمان مرشد

٣ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3090

الشّعْبُ السُّورِي أيّهَا العَرَبُ العَرَب!!!!
899+++.jpeg

شـــــارك المادة

العرب عبر التاريخ هم رواد النهضة وقادة الفكر ومحققو الانتصارات، بل والمنتصرون للمظلوم من ظالمه. هذا ليس في عهد الدين الإسلامي الحنيف فحسب، بل كان ذلك خُلقهم قبل الإسلام، ولذلك قال الرسول -صلى الله وعليه وسلم-: ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق))، وقد اجتمع العرب في دار عبد الله بن جدعان قبل البعثة النبوية بمكة المكرمة وتعاهدوا فيما بينهم على أن لا يُظلَم بينهم أحد، وأن يمسكوا على يد الظالم ويلزموه بإعادة الحق إلى المظلوم، وحضر معهم الرسول -صلى الله وعليه وسلم- قبل بعثته، وقال بعد ذلك: ((لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان ما أحب أن لي به حمر النعم، ولو أُدْعى به في الإسلام لأجبت)).


أولئك هم عرب الجاهلية، فكيف بعرب الإسلام الفاتحين، الذين ذاع صيتهم في الشرق والغرب، وفتحوا الدنيا وقادوا العالم. إنهم أسلافنا وأجدادنا الذي نفخر بهم ونتعز بمواقفهم العربية الإسلامية الشجاعة. وعرب اليوم الذين يحكمون الوطن العربي من المحيط إلى الخليج؛ ملوكاً ورؤساء، هم أحفاد أسلافنا العرب، العرب أصحاب النخوة والمروءة والشهامة والضمير الحي.
قال الشاعر:

أولئك آبائي فجئني بمثلهم *** إذا جمعتنا يا جرير المجامع

فالكل يشاهد الشعب العربي السوري يُباد، يُقتل، يُدمر، يُعذب، يُسجن ويَختفي الكثير والكثير من الشباب الثائر في أماكن مجهولة إخفاء قسرياً لا تعلم أسرهم أماكن سجونهم الواقعة تحت الأرض، كما لا يعلمون من لا يزال حياً ومن قد مات منهم جراء ذلك من قبل الطاغية الأسد ونظامه القمعي وآلة الحرب القاتلة التي ظل يجمعها ويصنع البعض الآخر منها ويستجلب ما ليس قادراً على صناعته لا لحماية الوطن ولا لاستعادة مرتفعات الجولان المحتلة من قبل الصهاينة ولكن لقتل العرب والعروبة، لقتل أحفاد خالد ابن الوليد وصلاح الدين الأيوبي ومحمود نور الدين زنكي وغيرهم من الأبطال الذين أسهموا في نشر الإسلام وتحرير الأوطان على مستوى العالم.
وعلى كل حال؛ فبشار الأسد ونظامه البعثي العبثي يقتل شعبه لا يفرق بين مسلم ومسيحي، وبين رجل وامرأة، وشيخ عاجز أو طفل رضيع. إذن؛ فما ذنب المسلمين و(إخوانهم المسيحيين)(1) تُزهق أرواحهم يومياً بالعشرات، وأحياناً بالمئات؟ أكل ذلك من أجل بقاء (العلوي النُّصيري) ونظامه الفاسد حاكماً للشعب بالقوة والغصب والقهر؟ أكل ذلك من أجل أن ينتصر على ثورة الشعب؟ ورغم كل ذلك القتل والإبادة وهدم المنازل والمتاجر على ساكنيها هل انتصر الطاغية؟ وهل باستمراره ذلك سينتصر؟
أسئلة تطرح نفسها على القارئ الكريم باحثة عن الإجابة، فعام مضى وولى.. وعام جديد يمر بأيامه وشهوره التي تمضي كسابقه والشعب السوري يستغيث بكم أيها العرب العرب.. من لا زالت ضمائرهم حية، وقلوبهم لينة رحيمة، ونخوتهم باقية، وشهامتهم متواجدة ودماؤهم متحركة غير جامدة.
استغاثات ومناشدات متوالية يومية كي توقفوا الطاغية ونظامه من الإبادة الجماعية اليومية.. فالشريعة الإسلامية، والأديان السماوية، والقوانين الوضعية، والمنظمات الحقوقية الدولية؛ تحرم كل الجرائم التي يقوم بها الأسد ونظامه، وتدين أفعالهم.. وكم هو الشعب السوري بحاجة إلى نصرتكم من خلال الضغط على الأنظمة لتجبر الأسد ونظامه على إيقاف نزيف الدم والتخلي عن السلطة وتسليمها للشعب السوري مصدر السلطات، وفي حالة إصراره على العناد واستمرار الطغيان فواجب العرب جميعاً أن يحذوا حذوا دول مجلس التعاون الخليجي التي قطعت كل العلاقات المختلفة التي تربطها مع نظام الأسد بما في ذلك سحب سفارتها من دمشق وطرد سفراء النظام منها، كما هو مطلوب منكم أيها العرب الاعتراف بشرعية المجلس العسكري للجيش الوطني الحر، وإمداده بالمال والسلاح، هذا فضلاً عن إمداد الشعب الثائر بالغذاء والدواء والمال عبر منافذ الدول المجاورة، فالشعب السوري جزء من الأمة العربية، وهو اليوم يُثمن مواقف كل الدول الشقيقة والصديقة التي تقف إلى جانبه وتسانده في الحصول على قرارات عربية ودولية تُجبر نظام البعث السوري على إيقاف القتل والتخلي عن السلطة.. فَهَلا ضمائر حية لدى بقية الدولة العربية لتقف نفس الموقف، ولو تم ذلك لانتصر الشعب وتخلى الأسد ونظامه عن الحكم وسلم نفسه للعدالة الدولية، لكن الملاحظ صمت عربي مخجل ومؤسف ومحزن، ومع ذلك فالشعب السوري ما زال معلقاً آماله على العرب العرب، وعلى أحرار العالم راجياً إغاثته ونصرته، مؤكداً لهم وللعالم أجمع أنه مستمر في الثورة وفي الدفاع عن الحرية والكرامة حتى يسقط الأسد ونظامه مهما كانت التكلفة والتضحية. فما الأسد إلى خامس الخمسة الأشرار الذين ثارت عليهم شعوبهم العربية في تونس ومصر وليبيا واليمن فسقطوا وسقطت معهم العروش وممالك التوريث، وخامسهم الأكثر شراً لاحقاً بهم قريباً -بإذن الله تعالى -.
ألاَ ترون أن الحكومة التركية وهي دولة إسلامية لا عربية لها مواقف ايجابية عظيمة، فقد سمحت للمعارضة السورية بإعلان المجلسين الوطني والعسكري في أراضيها، وأمدتهم بالمال والسلاح، وسمحت لهم بعقد المؤتمرات الصحفية، وعملت على حشد التأييد الدولي ضد نظام الطاغية الأسد، وغير ذلك فماذا أنتم صانعون؟ وأين قوميتكم العربية؟ ونصرتكم الإسلامية، خاصة وأن أنهاراً من الدماء تسيل يومياً وبلغ عدد الشهداء ما يزيد على خمسة عشر ألف شهيداً، أما المصابين والجرحى والمعاقين والمخفيين قسرياً فذلك مالا يعد ولا يحصى. ولكي تقف التكلفة عند هذا الحد فلا بدّ من الوقوف صفاً واحداً والعمل على إسقاط النظام السوري اليوم قبل الغد، لاسيما وأنه قد ضَعُف وتلاشى وسقط منه الكثير والكثير من ضباط وأفراد الجيش والدبلوماسيين والوزراء وغيرهم، وقد اصطف جميعهم للدفاع مع الثورة والثوار في معظم الساحات والميادين، وأدى ذلك إلى سقوط مدن وقرى عديدة هي الآن بيد الثوار والجيش الوطني الحر ولم يعد النظام مسيطراً عليها، هذا بالإضافة إلى تمكن الجيش الوطني من الحصول على أسلحة كثيرة استولوا عليها في معاركهم التي خاضوها مع الجيش النظامي، وتدمير العدد الكبير من الدبابات والعربات العسكرية، وذلك ما نشاهده عبر القنوات الفضائية أمثال قناة الجزيرة التي دخلت بحماية الثوار والجيش الوطني الحر لتنقل المعارك والأحداث اليومية في ريف حلب ومحافظة إدلب وغيرها، مع أن نظام الأسد لم يسبق له السماح للقنوات الفضائية والصحفيين الدخول إلى الأراضي السورية أو التواجد فيها، ولما كان الأمر قد وصل بالنظام السوري إلى ما يشبه الانهيار وعدم قدرته على السيطرة؛ فهذا ما يعني غروب شمسه وساعة رحيله وقرب أجله والاستعداد لدفنه.
فليكن العرب قبل العجم هم السباقون لحمل نعشه؛ لأن الملاحظ أن المسلمين والغرب والأوربيين هم الأكثر تحركاً لإسقاط النظام السوري بالوسائل المختلفة، وعن طريق الشرعية الدولية، وآخر ذلك المبادرة المنقولة إلى سوريا بواسطة المبعوث الدولي كوفي عنان بنقاطها الست، وهي: إيقاف إطلاق النار، وسحب الدبابات والجيش من الشوارع، والسماح للمتظاهرين، ونقل السلطة سلمياً، وتمكين دخول المساعدات الإنسانية من الدواء والغذاء للمتضررين، والإفراج عن المعتقلين. وكان النظام السوري قد وافق على خمس منها ثم وافق بعد ذلك على الجميع، بَيْدَ أنه مستمر بالقتل والإبادة والتدمير وكأنه لا معنى للمبادرات العربية والدولية، بيد أن مؤتمر إسطنبول خرج بنتائج ايجابية، ومنها: اعتراف (83) دولة ومنظمة بشرعية المجلس الوطني واعتباره الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري، وهنا يكون الطاغية الأسد قد عُزِل عن العالم الخارجي تماماً ولم تعد له أي شرعية، لاسيما وأن الشعب السوري أصبح غير قادراً على التحمل في حالة استمرار النظام بالمراوغة والكذب.. فماذا أنتم فاعلون أيها العرب العرب؟ فالأسد خامس الأشرار وآخرهم رحيلاً عن الحكم، ولله در الشاعر أحمد مطر حيث أبدع في قصيدة سمّاها (لغز الخمسة الأشرار)، وهي طويلة لكني سأستشهد بالجزء الأخير منها فيما يتعلق بخامس الأشرار، وجاء ذكره مقترناً برابع الأشرار وهو الرئيس اليمني السابق (صالح)، حيث قال مطر:
والرابع والخامس أيضاً.. دَوْرُ الشُّؤْمِ عَلَيْهِمْ دَارْ لم يَعْتَبِرُوا.. لَكِنْ صَارُوا فيها كَجُحَا والمسمار..
اُخْرُجْ يا هذا من داري!
لنْ أخرجَ إلا بحوار..
ارْحَلْ هذي داري ارْحَلْ!!
لن أرحلَ إلا بالدَّار..
إمَّا أنْ تَتْبَعَ مِسْماري أوْ أنْ أُضْرِمَ فيها النار...
فاللغزُ إذنْ يا إخوتنا عقلي في مُشْكِلِةٍ حَارْ...
هل نعطي الدارَ لمالكها؟! أم نعطي رَبَّ المسمار؟!
هل لوْ قُتِلَ المالِكُ فيها هُوَ في الجنةِ، أم في النار؟!
هل في قول المالك: ارحَلْ يا غاصبُ.. عَيْبٌ أوْ عار!؟
هل لُغْزِي هذا مَفْهُومٌ؟! مَنْ لم يفهمْ فهو:..... !!! 
ـــــــــــــــــ
(1) إطلاق لفظ الأخوة، له مدول شرعي وعقدي، أي أخوة الدين. وعليه فإطلاق لفظ  المسيحي أخو المسلم غير صحيح. (نور سورية).

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع