..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

نطالب أولاد البوطي بالحجر عليه

أمير أوغلو

٩ ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2346

نطالب أولاد البوطي بالحجر عليه
98504.jpeg

شـــــارك المادة

هل شاهد أحد منكم الجامع الأموي فارغاً كما كان يوم الجمعة الماضي عندما وقف البوطي ليخطب هناك في المصلين؟ أليس هذا منع غير مباشر للمصلين من دخول المساجد؟ لو كان الخطيب شخصاً آخر لا يعتبره الناس مسايراً للنظام أما كان المسجد سيمتلئ إلى أبوابه الخارجية؟ ألم يفهم البوطي الرسالة؟ أم أنه مثل النظام الذي يمثله لا يريد أن يفهم؟


بعد أن قال البوطي عن الشعب السوري البطل إنهم أناس لا يعرفون السجود لله - تعالى -، وبعد أن وصف المتظاهرين الذين يخرجون وهم يلبسون أكفانهم بأنهم حثالة، وبعد أن برر للمجرمين قتل المتظاهرين بحجة أنهم يستفزون الأمن والجيش بهتافاتهم، جاءنا اليوم ليقول لنا إن أهل حماة الأبطال الذين يتظاهرون منذ عشرة أيام بكامل تعدادهم الذي يزيد عن نصف مليون شخص، هؤلاء المتظاهرين الأبطال وهذا الشعب الأبي المنكوب، كانوا يتظاهرون تحت لواء السفير الأمريكي، وتحت لواء السفير الفرنسي، كلهم لا يسمعون كلام الله ولا كلام رسوله، كلهم معرضون عن نصائح العلماء من أمثال البوطي، وكلهم يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير.
بعد أن جاء بآيات الولاية لغير الله ورسوله، والتي أدخل فيها شعب سوريا الثائر كله؛ ملايين البشر المتظاهرين والمؤيدين للمتظاهرين والذين يتمنون الخلاص من هذه العصابة الحاكمة، كل هؤلاء اعتبرهم البوطي ممن يتولى غير سبيل المؤمنين وممن يوالي الكافرين على المؤمنين، لمجرد أن السفيرين وصلا إلى حماة، بمساعدة الدولة طبعاً، وشاهدا كيف يتظاهر نصف مليون إنسان سلمياً في مسيرة لم يلق فيها حجر ولم يكسر فيها زجاج ولم يصب فيها إنسان بأذى.
إن لم تكن هذه شهادة زور فماذا هي إذاً؟ إن لم تكن هذه غيبة لكل هؤلاء فماذا هي إذاً؟ إن لم تكن هذه وقوفاً إلى جانب الظالم ضد المظلوم فماذا هي إذاً؟ إن لم تكن هذه صداً عن مساجد الله وإبعاداً للمصلين عنها فماذا هي إذاً؟
ما لم يشرحه لنا البوطي هو ما حكم تولي بشار الأسد وهل هو ممن أمر الله بولايتهم وبتوليهم؟ بشار الذي يسلخ جلود المتظاهرين، ويقطع أوصال الأطفال، ويخرج حناجر الشعراء والصارخين بحقيقته أمام الناس، ويعتقل عشرات الآلاف في ملاعب كرة القدم لأن معتقلاته امتلأت إلى آخرها، ويقتل حتى اليوم ألفي شهيد، ويشرد خمسة عشر ألفاً من المواطنين، ويحرق محاصيل المزارعين، ويقتل مواشيهم، ما حكم توليه يا دكتور؟ ما حكم تولي بشار وعصابته السارقة الناهبة التي تتولى إيران وأميركا وإسرائيل تحت عنوان المقاومة الصوتية الكلامية التلفزيونية؟ ما حكم تولي بشار الذي يأمر الناس بالسجود له في الطرقات؟ ما حكم تولي بشار الذي يأمر زبانيته بإجبار الناس على أن يقولوا تحت التعذيب لا إله إلا بشار؟ ما حكم تولي بشار باشا السفاح وأبيه حافظ؟ وأخيه المجرم ماهر وأخيه الهالك باسل؟ ما حكم تولي حزب البعث الذي كنتم تقولون عنه إنه حزب قومي كافر؟
نداؤنا من القلب إلى أبناء البوطي وأسرته: أحجروا على والدكم حجراً سياسياً على الأقل بأن لا يتكلم في السياسة ولا يخلط الدين في السياسة، فما زال هناك من يصدق أنه عالم في الدين، وإن كان الدين بنظرنا لا يتجزأ، وما زال هناك من لم تمح في مخيلته كل دروس وكتب الشيخ وعلمه الذي نفع الله به الملايين، ولكن البقع السوداء وبقع الدماء التي أصبح يحمل جزءاً من وزرها تغطي يوماً بعد يوم بياض الصفحات التي خطتها يده في سبيل الدفاع عن الإسلام.
إننا نخشى أن يكون الوضع عند الله - تعالى - وفي كتبه وموازينه أيضاً على هذه الشاكلة، تغطي فيها أقوال الشيخ في الشعب السوري الثائر من أجل كرامته ودينه وعزته وحريته، على كل ما كتب سابقاً نصرة لدين الله، فاحجروا عليه رفقاً به، واحجروا عليه إن كنتم تخافون على خاتمته، واحجروا عليه فكفاه ما نال من شتائم ودعوات من أهالي الشهداء والمعذبين والمهجرين والمصابين والمكلومين، والله إني لكم ناصح فأنا أسمع من الناس ما قد لا تسمعون، وأعرف من نفسي أنني كنت ضد كل من يذكر الشيخ بكلمة وكنت ألتمس له الأعذار إلى أن فاض الكيل وصار الكلام فرض عين.
أتذكرون قصة جدكم العالم الفاضل الرباني أكرم الله نزله ومثواه، الشيخ ملا رمضان حين وجدته والدتكم الفاضلة - رحمها الله تعالى وأنزلها منازل الشهداء والصالحين-، وجدته يبكي في غرفته إثر ملاسنة لطيفة بينها وبينه قال لها فيها: "إنكم أهل الشام أقوياء -يقصد أن النساء الشاميات مقتدرات ويغلبن أزواجهم في إشارة إلى أنها شامية وهو كردي-"، وعندما سألته عن سبب بكائه قال لها: "إنه فكر بهذه الكلمة التي قالها فوجد فيها غيبة لكل أهل الشام"، فلو سامحته هي فكيف سيسامحه أهل الشام؟ أليس ما يقوله والدكم اليوم وكل يوم على المنابر غيبة بل هي بهتان بحق كل المتظاهرين، وبحق كل المناصرين، وبحق كل من يتمنى أن يخرج في مظاهرة، وبحق كل حر شريف في هذا البلد؟
اتقوا الله في أبيكم، وكفوا لسانه عن الشعب الثائر، واحفظوه في آخر عمره من الضياع ومن أن يحبط الله عمله كله، وخذوا على يده، قبل أن تخسروه في الدنيا وفي الآخرة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع