..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

الخجل العربي والدولي من الثورة السورية

رضا خليل الجروان

٢٧ ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6147

الخجل العربي والدولي من الثورة السورية
111.jpg

شـــــارك المادة

بشاعة في قتل المدنيين، وأنهار دماء تسيل في الشوارع، وتشرد للأطفال والنساء، وسجون عجت بالمعتقلين، واغتصاب للفتيات، وخطف للثوار الناشطين، واستمرار للبطش، وزيادة في عدد الضحايا والشهداء.

 

 

 

قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر ***  وقتل شعب أمن مسألة فيها نظر

لقد طال نظر العرب وجامعتهم في مسألة الثورة السورية، والمهم بقاء النظام وحماية الأقليات، لا ندري فعلاً أهم مع الشعب أم مع النظام.
يا أيها القادة السياسيون في الوطن العربي: ألا تشعرون بالخزي والعار وأنتم مازلتم تتعاملون مع هذا النظام الدموي القمعي الذي شربنا وإياكم الأكاذيب المجنونة والشعارات البلهاء حتى دعمتموه مالياً خوفاً من جرائمه فكيف بشعب أعزل.
المهم بقاء النظام خوفاً من الفوضى والانفلات كما تدعون، ولكنكم ألا ترون قادة الإجرام في أجهزة مخابراته، ولصوص الاقتصاد جباة على وزاراته وشعبه، فقد حولنا إلى قطعان تساق إلى مذابحها بمجازر تنأى لها الجباه، فهل ترضون بقتل أخوة مسلمين لكم؟ إن كنتم كذلك فنحن منكم براء.
إن ما يحز في نفس كل عربي أن دمشق أمية دمشق الفتح والعروبة غيروا اسمها لتصبح سوريا الأسد، فهذا النظام وأركانه بدل من أن يكونوا صناع القرار في شام العروبة يجب أن تسعوا لأن تجعلوهم يقيموا في المصحات العقلية والنفسية، فلقد فعلوا مذابح لا تعد ولا تحصى في الشعب السوري، يجب أن تخرجوا من صمتكم لتقولوا للعالم أنه عدو مغتصب لا نظام شرعي، وأنه كيان سرطاني لا دولة وحكومة .
لا أقول لكم أيها العرب إلا أنكم تركتمونا لأقدار قاسية ومصائر صعبة طيلة خمسين سنة وتحاولون الآن أن تقدموا شيئاً يسيراً للسوريين وبظل خفي، وحتى الآن مازلتم خائفون من هذا النظام وأنتم بعيدون عنه فكيف بشعب يعيش تحت حكمه وسيطرته.
في حرب لبنان الأهلية منحتم النظام السوري شرعية الدخول بقوافل جيشه إلى لبنان لمدة ثلاثة عقود تحت ظلٍ اسمه قوات الردع العربية، وفي ليبيا لم تنتظروا عشرة أيام حتى دولتم القضية، وفي سوريا الجريحة انقسمتم أيها العرب بين مؤيد للنظام يعمل على منع التدخل العسكري وتدويل القضية وعسكرة الثورة تحت ذريعة صيانة الثورة السورية وعدم جرها للعنف، والقسم الثاني الخجل الذي يدعو لحماية المدنيين والحظر الجوي وتغيير النظام الديكتاتوري، لكنهم متخوفين من اعتراضات دولية؛ كالفيتو الصيني والروسي، أو التدخل الإيراني عبر ميليشيات حزب الله، أو تحريك الفلسطينيين من خلال بعض الفصائل الفلسطينية.
أيها العرب: إن كنتم جادين في حل القضية السورية والحفاظ على نسيجها الاجتماعي بين الطوائف فلا بدّ من التدخل العسكري بشكل مباشر عن طريق قوات ردع عربية، وإن كنتم عاجزين فالتدخل الأجنبي الذي له نتائج سلبية على المدى البعيد، إلا أن سقوط النظام محال لا بدّ منه من أجل استقرار البلد وحفظ السيادة السورية.
الآن الجامعة العربية والعالم يقايض على الدم السوري بحيث يطلب ضمانات من المجلس الوطني الأكثر تمثيلاً للمعارضة الداخلية والخارجية؛ كإصدار عفو عام عن بشار الأسد وأسرته والأعضاء البارزين في حزب البعث والعسكر، وحماية الأقليات الدينية؛ كالمسيحيين والعلويين وغيرهم، وصياغة بديل علماني يدير مؤسسات الدولة .
يا أيها العرب: سارعوا بالتدخل الجاد قبل أن يستعيد النظام عافيته فيصبح خياركم كخيارنا في القتل والاغتيالات والخراب والدمار، وتصبح دمشق العروبة عاصمة الإرهاب الجديدة لزعزعة الاستقرار في المنطقة.
الآن وقد حصحص الحق، فيحق لنا أن نسخر من عمل هؤلاء المراقبين الذين يريدون أن يؤمنوا حماية للمتظاهرين في الساحات الكبيرة كي يسقطوا النظام والمراقبين أنفسهم خائفون من شبيحة النظام وميليشياتهم المسلحة.
نعم، المراقبون يريدون مليونية في دمشق وحلب تقلب موازيين البروتوكول تلقائياً ولم يعلموا أن فرق الإعدام منتشرة في كل حي وشارع حتى بين المراقبين أنفسهم. إن بروتوكول العرب حبر على ورق بالنسبة للنظام، وإنما قبله لكسب الوقت والوسائل السياسية الجديدة لزيادة عدد الضحايا والقتلى، ولتوضيح مواقف الدول مرة أخرى تجاه النظام, لكن ماذا بعد يا أمة العرب والإسلام؛ هل يستحق شعب عرف بكرمه ونخوته وشجاعته وأصالته عبر التاريخ أن تقدموه قرابين على مسلخ النظام المجرم؟
أيها العرب: دعمكم الخفي للثورة السورية لا يكفي، وبياناتكم الصامتة فعلاً لا تجدي.
أيها الملك المبجل: ولي إيران الفقيه أمر -صراحة أمر وجوب- نظام العراق وحزب الله وحلفائهم بالوقوف إلى جانب النظام السوري لتحقيق هلالهم الشيعي, فمتى تضغطون على العرب والمجتمع العالمي والإسلامي لدعم السوريين وإيقاف القتل والهيمنة الشيعية على العالم الإسلامي؟
 

المصدر: موقع أخبار الثورة السورية

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع