..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

بين شبيحة الموالد وأحرار الفنانين

عبد الله الحريري

٢٥ ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2682

بين شبيحة الموالد وأحرار الفنانين
111.jpg

شـــــارك المادة

سامحوني إذا قلت لكم أنني لست ممن يحبون ما يسمى بالفن والفنانين بالمصطلح الحديث، وما كنت أرغب في الكتابة في هذا، ولكن عندما يخرج بعض أصحاب الفن -بغض النظر عن نوعية فنه- إلى ساحات الحرية للمطالبة بإسقاط النظام ولو متأخراً، مدركين أن النظام ساقط لا محالة، ولا بدّ من وضع بصمة لهم على صفحة الحرية في تاريخ سورية المعاصر أسوة بالأحرار اللذين سبقوا إليها.

 

 

نجد شبيحة الموالد يظهرون في ليلة النصف من شعبان لوضع بصمة العبودية وتجديدها لنظام القهر والطغيان والعبودية والاستبداد، وبحضور وزير التبرير -وزير الأوقاف-، ومفتي دمشق –عبد الفتاح البزم-، وفي مسجد بني أمية الكبير!!.
وفي ظل النقل المباشر للقناة السورية يدعى هؤلاء الشبيحة المتأكلين بدينهم، والواضعين الولائم نصب أعينهم لشبع بطونهم، وهم يتغنون بحب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - والاقتداء به، متناسين أن حبه - صلى الله عليه وسلم - يعني: اتباع نهجه، والإقتداء بسنته، والعمل بشرعه، واقتفاء أثره، وموالاة أوليائه، ومعاداة الطواغيت، والحب والبغض في الله.
يكذب من يدعي حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا يتعلم سنته في أمره ونهيه: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} [آل عمران: 31]. ويكذب في حبه من لا يمشي على هديه، ومن هديه - صلى الله عليه وسلم -:
- الأخذ على يد الظالم: ((إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم: يا ظالم، فقد تُودع منها)) [رواه أحمد في المسند برقم 6786].
- والصدع بالحق: ((سيد الشهداء حمزة، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله)) [رواه الحاكم في المستدرك: 3/215].
- وعدم التزلف للطاغية: ((لا تقولوا للمنافق سيد، فإنه إن يكُ سيداً فقد أسخطتم ربكم - عز وجل -)) [سنن أبي داوود برقم 4388].
وهؤلاء- شبيحة الموالد- يعلمون أن أسد وآل أسد وضعوا نصب أعينهم تجفيف منابع الإسلام في سورية واقتلاعه من جذوره، أو تحويله إلى الديانة المزدكية الصفوية الباطنية، بدليل المليارات التي حولتها إيران- سابقاً- إلى جميل الأسد من أجل تشييع الساحل السوري، واليوم يوافق خامنئي على تحويل 5.8 مليار دولار لمساندة النظام.
ما أكذبكم يا عبّاد البطون والشهوات عندما تزعمون حب محمد - صلى الله عليه وسلم - وأنتم تحبون الطواغيت وقد أُمرتم أن تكفروا بها!!.

تعصي الإله وأنت تزعم حبه *** هذا لعمري في القياس بديع
لو كان حبك صادقاً لأطعته  *** إن المحب لمن يحب مطيع

والمثال الصادق في هذا ربعي بن عامر –رضي الله عنه- عندما أحب محمداً –صلى الله عليه وسلم- بصدق قال لرستم قائد جيش الفرس في القادسية: "جئنا لنخرج من شاء الله من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد".
أأنتم شباب يا عبّاد الموالد والمشايخ والشطح والنطح والرقص بدعوى الحب، وأتباع ربعي بن عامر في الحرية والعبودية لله ورفض عبودية البشر والشجر والحجر شباب؟؟!!.
{فإنها لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور} [الحج:46].

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع