..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اعلام وتراجم

ابن القلانسي وأول اهتمام بالشام

أسرة التحرير

٧ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3425

ابن القلانسي وأول اهتمام بالشام
دمشق 00 للقلانسي0.jpg

شـــــارك المادة

نسبه:

ابن القَلانسي المؤرخ والأديب الدمشقي. حمزة بن أسد التميمي، أبو يعلى.

من أسرة دمشقية.

مات في دمشق ودفن في سفح جبل قاسيون. 

ينتمي إلى أسرة عريقة دمشقية من قبيلة تميم العربية الأصيلة، والقلانسي نسبة إلى يافع القلانسي.

حياته:

نال مؤرخنا من العلم ما توافر لأبناء البيوتات العريقة من الدراسة؛ كالأدب والفقه وأصول الدين.

ترجم له ابن عساكر وياقوت الحموي والذهبي، كانت له عناية بالحديث، وكان أديباً له خط حسن ونثر ونظم.

من أعيان دمشق وأفاضلها، ولي رئاسة ديوان الإنشاء (الرسائل) في دمشق مرتين، إضافة إلى ديوان الحساب (الخراج) فترة من الزمن، وكان متميزاً في الكتابتين الإنشاء والديوان.

له مصنف ثبت فيه بعض الوثائق الديوانية الواردة إلى دمشق لإعجابه بصياغتها، وضمنه عدة قصائد من نظمه منها:

        يا نفسُ لا تَجْزَعي من شدةٍ عَظُمَتْ *** وأيقنِي من إلهِ الخَلْقِ بالفَرَجِ
        كم شدةٍ عَرَضَتْ ثم انجَلَتْ ومَضَتْ  ***من بعد تأثيرها في المال والمُهَجِ

لم يشر في كتابه إلى نفسه أو أساتذته، أو من تأثر بهم ثقافياً ولا إلى سلوكه ونشاطاته، أو صفاته الخلقية والخلقية.

روى عن: سهل بن بشر الإسفراييني، وحامد بن يوسف.

قال ابن عساكر: كان كاتباً أديباً، تولى رئاسة دمشق مرتين، وكان يكتب له في سماعه أبو العلاء المسلم، فذكر هو أنه هو، وأنه كان كذلك يسمى.

صنف تاريخاً للحوادث، توفي في ربيع الأول سنة خمس وخمسين وخمسمائة .

قلت: نيف على الثمانين، وحدث عنه أبو القاسم بن صصري، [ ص: 389 ] ومكرم بن أبي الصقر، وجماعة.

وكان متميزاً في الكتابتين الإنشاء والديوان وحمدت ولايته، وفي عقبه رؤساء وعلماء.

آثاره ومؤلفاته:
أشهر آثاره «المذيل في تاريخ دمشق» الذي يُعرف خطأ باسم «ذيل تاريخ دمشق» وقام بنشره لأول مرة في ليدن الهولندية عام 1908م.
سمّى مصنفه «ذيل تاريخ دمشق» والذيل يأتي ملحقاً بكتاب أساسي.
لديه نسخة خطية واحدة محفوظة في مكتبة بودليان في أكسفورد برقم (Hunt 125)، بُتر من أولها بضع صفحات، وهذه المخطوطة تحوي الكتاب الأساس والذيل، الأول من تصنيف المؤرخ ثابت ابن سنان، أوقفه على مصر والشام ووقف به على أحداث سنة 365هـ، وأتمه هلال بن المحسن بحوادث 366هـ وقف به عند نهاية 448هـ تاريخ وفاته.
بدأ بحوادث 448هـ حتى نهاية الكتاب، وتدخل بمواد القسم الأول فأعاد صياغتها وروايتها بأسلوبه، وحذف بعض مواده وأضاف أخرى بما تجمع لديه من مصادر ووثائق محلية.
قام المستشرق أمدروز H.P.Amedroz بتحقيقه ونشره عام 1908 لحساب مؤسسة برل في لايدن بهولندا، وطبعته مطبعة الآباء اليسوعيين في بيروت، وقامت مكتبة المثنى في بغداد بإعادة طبعه في الستينات من القرن الماضي ونفدت نسخ هذه الطبعة، وحققه مؤخراً سهيل زكار 1983

ومهما يكن فإن كتابه في التاريخ وعمله في ديوان الإنشاء يدلان على علو ثقافته وتمكنه من ناصية اللغة، وإن شابه أهل عصره في اهتمامه بالصنعة والمترادفات، ولكنه لم يسرف في ذلك، ورئاسته للديوان مكنته من الاطلاع على الوثائق الرسمية على مختلف أنواعها.
يؤرخ ابن القلانسي لقرنين من الزمن جرت فيهما أحداث الصراع القرمطي الفاطمي على الشام، وما أعقب ذلك الحكم الفاطمي للشام، من حكم لم يعرف الاستقرار لمقاومة أهل الشام له، يروي سيرة المقاومة الشامية، وهي سيرة لشعب دمشق والشام، وسيرة لمنظمات هذا الشعب وفئاته الاجتماعية وقبائله، وسيرة لعمران دمشق وخططها.
لم يقتصر كتابه على دمشق وإنما شمل الشام وأجزاء من الوطن العربي والإسلامي، فهو يتقصى أخبار المغرب الأقصى، ويقدم رواية حول المهدي بن تومرت وتأسيس دولة الموحدين، وعلى مكانة تاريخه، فإن الذي يفوقها هو ما رواه حول دخول الشام تحت الحكم السلجوقي، والحروب الصليبية في أثناء الحملتين الأولى والثانية، أحداث عاصرها وكان شاهد عيان لها، ولأهميتها من وجهة نظر عربية صريحة ومنصفة ومعتدلة ترجمت إلى الإنكليزية والفرنسية.
وتاريخ القلانسي أو ذيله يتلوه نخب من تواريخ ابن الأزرق الفاروقي، وسبط ابن الجوزي، والحافظ الذهبي، وأعتقد أن الذي قام بهذه الاختيارات ناشر الكتاب وليس ابن القلانسي؛ وذلك لأن ابن الجوزي مثلاً استفاد من تاريخ القلانسي.

تولى الكتابة من ديوان الرسائل حتى صار عميدًا له، وولي مرتين منصب رئيس المدينة (مدينة دمشق كمحافظ لها)، ومات سنة (555هـ=1160م)، بعد أن تجاوز التسعين من عمره.
و"ذيل تاريخ دمشق" هو الكتاب الوحيد الذي ألفه ابن القلانسي.
وعنوان الكتاب يدلنا على أن المقصود منه أن يكون ذيلاً على كتاب هلال الصابئ في التاريخ الذي يقف فيه عند سنة (448 هـ= 1056م).
ووجه الاختلاف بينه وبين هلال الصابئ، أن ابن القلانسي أولى معظم اهتمامه بدمشق والشام، فضلاً عن الإشارات إلى ما يجري من أحداث في بغداد ومصر، على حين أن هلالاً عالج التاريخ العام.
ويتناول ابن القلانسي دراسة فترة تزيد على قرن من الزمان وتنتهي بوفاته سنة (555هـ =1160م)
والراجح أن ما تهيأ لابن القلانسي من الوسائل بفضل اتصالاته الرسمية والأفراد الذين يلتقي بهم، فضلاً عن المشتركين في الأحداث، وعلى الرغم من أن اقتباساته من الوثائق قليلة، فإن مادته تحمل طابع الوثائقية.
والراجح أنه كان يبادر إلى كتابة ما يبلغه من الروايات أولاً بأول ثم يراجعها فيما بعد.
ومن خصائص ابن القلانسي أيضًا ما التزمه من الدقة في ترتيب الأحداث من الناحية الزمنية.
وفي ذلك يقول:
"انتهيتُ في شرح ما شرحته من هذا التاريخ، ورتبته، وتحفظت من الخطأ والخلل والزلل فيما علقته من أفواه الثقات، نقلته وأكدت الحال فيه بالاستقصاء والبحث".
ويعتبر تاريخ ابن القلانسي من أهم المصادر الأصلية التي أفاد منها من جاء بعده من المؤرخين المسلمين؛ أمثال: سبط ابن الجوزي، وابن الأثير صاحب الكامل، وأبو شامة، ويصح للباحث أن يرتكن إلى تاريخ ابن القلانسي كي يعرف نمو وتطور إحساس المسلمين نحو الصليبيين، وما كان من روح الجهاد التي بلغت الذروة زمن صلاح الدين، ويشرح ما كان عن علاقة دمشق السورية وإمارة بيت المقدس الصليبية، ونشاط المصريين ضد الصليبيين، وما كان من علاقات وثيقة بين دمشق ومصر زمن الفاطميين، كل ذلك يجعل لهذا الكتاب أهمية كبيرة في دراسة الأوضاع الداخلية بالشام، وحركة توحيد الجبهة الإسلامية ومقاومة أدعياء الدفاع عن الصليب.
هذا؛ وقد قام الأستاذ: (h.a.r.gibb) بترجمة ما يتعلق بالحروب الصليبية من فقرات، وأورد مقدمة طويلة كي يُعرّف بكتاب ابن القلانسي، وشرح أحوال الشام قبيل الحروب الصليبية في كتابه بعنوان:TheDamascuschronicle of  crusades.London1932.

 

  • ---------------
  • قصة الإسلام
  • المكتبة الشاملة
  • الوعي الإسلامي
  • المعرفة

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع