..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

«مجلس قيادة الثورة» يوجه نداء استغاثة.. ويعلن ريف دمشق «منطقة منكوبة»

الشرق الأوسط

٢ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2778

«مجلس قيادة الثورة» يوجه نداء استغاثة.. ويعلن ريف دمشق «منطقة منكوبة»
الاعلى .jpg

شـــــارك المادة

لا تزال منطقة ريف دمشق ترزح تحت حصار النظام السوري، الذي يستمر في إحكام قبضته عليها، وقد اتهمته المعارضة أمس بقصف الأحياء بالسلاح الثقيل، مما أدى إلى تدمير المنازل على رؤوس قاطنيها ومقتل العشرات من المدنيين، في ظل حملات اعتقال ومداهمة وتخريب للممتلكات. وفي حصيلة أولية عصر أمس، أحصت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا مقتل نحو 70 سوريا، بينهم 14 عنصرا من «الجيش الحر»، حيث تصدرت منطقة وادي بردى في ريف دمشق قائمة القتلى بـ31 قتيلا.

 

وطالب «مجلس قيادة الثورة» في ريف دمشق أمس بإعلان «مناطق الغوطة الشرقية (سقبا وحموريا) وما حولها ورنكوس مناطق منكوبة لا يمكن استمرار الحياة فيها»، مشيرا إلى أن «كتائب النظام الأسدي المجرم بدأت منذ صباح أمس في دك هذه المدن والبلدات بالدبابات والمدافع الثقيلة ومضادات الطيران». وأفاد بمقتل «أكثر من 100 قتيل وعدد لا يحصى من الجرحى يقدر بالمئات»، متحدثا عن معاناة هذه المناطق «من حصار كامل، وتنكيل ممنهج، واعتقال وترهيب للآمنين، ويتم اعتقال الأطباء والممرضين من المستشفيات والعيادات العامة والخاصة، واعتقال من وجدوا فيها من المرضى».

وأكد المجلس، في نداء استغاثة وجهه باسم «أهالي الغوطة الشرقية والقلمون» أن «هذا الهجوم عمل انتقامي من المواطنين الآمنين العزل، فقط لأنهم طالبوا بحريتهم وكرامتهم»، واضعا «كل الشرفاء والأحرار في العالم بدءا من الدول العربية، وحكام وشعوب العالم الإسلامي، ومجلس التعاون الخليجي، والمنظمات الإنسانية والحقوقية والإغاثية، والأمم المتحدة، أمام مسؤولياتهم الإنسانية في إسعاف المواطنين في الغوطة الشرقية والقلمون».

وشدد على أن «الجيش الحر» مارس «حق الدفاع عن المدنيين وكان له دور المدافع ببسالة عنا وعن أعراضنا وأموالنا، لكن (كتائب الأسد) استخدمتنا دروعا ورهائن بشرية، ومشروعا للتنكيل والقتل؛ للضغط على الجيش الحر ولوقف عملياته الدفاعية عنا». وتزامنت استغاثة «مجلس قيادة الثورة» في ريف دمشق مع مواصلة قوات النظام عملياتها العسكرية في ريف دمشق، لا سيما في منطقة وادي بردى، التي شهدت منذ ساعات الصباح الأولى، قصفا عنيفا طال كل القرى والبلدات. وأفاد ناشطون أن «قوات ومدرعات تابعة (للحرس الجمهوري) هاجمت المنطقة وقصفتها بالدبابات، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى وعدد كبير من الجرحى، تحديدا في منطقتي بسيمة ودير قانون».

وأفاد التقرير اليومي لمجلس قيادة الثورة في ريف دمشق أن «دبابات تمركزت على أطراف بلدة بسيمة وأطلقت الرصاص بشكل عشوائي على المنازل والمارة في الشوارع، مما أدى إلى وقوع 4 قتلى». وذكرت أنه «أثناء الاقتحام وبعده قام لواء متقاعد بالتفاوض مع الأهالي من أجل سحب الجرحى والشهداء من الشوارع، وعندما خرج الشباب لإسعاف المصابين وسحب الشهداء تم إطلاق النار عليهم مما أدى إلى وقوع 4 شهداء آخرين وإصابات عدة».

وفي عربين، طال قصف مدفعي عنيف منطقة شارع الطاحون، في ظل حملات مداهمة للبيوت وتكسير أقفال المحلات التجارية وحرق الدراجات النارية ضمن الحملة الأمنية العنيفة التي تشهدها مناطق الغوطة الشرقية في ريف دمشق في الأيام الأخيرة.

وقد حاصرت قوات النظام مسجد علي بن أبي طالب وأطلقت الرصاص الحي، وفق ما أفاد به ناشطون، على المصلين، في ظل انتشار للقناصة على أسطح المباني المحيطة بالمسجد. وقال شهود عيان في عربين إن عناصر الأمن اقتحموا مشفى «الرجاء» أمس، واعتقلوا عددا من المصابين والجرحى، كما أقدموا على قتل طفلة صغيرة رضيعة أمام عيون المرضى والأطباء.

وفي رنكوس، تجاوز عدد المنازل المحروقة الخمسين منزلا، فيما استمرت حملات الاعتقال العشوائية مع نهب وتخريب للممتلكات وإضرام الحرائق في المنازل. وشهد شارع الزيتونة إغلاقا شبه تام أمس، مع انتشار حواجز أمنية عدة فيه وفي شارعي الأربعين والروضة.

أما في سقبا، فقد استمر انقطاع خدمات الكهرباء والماء والاتصالات منذ يوم السبت الماضي، فيما ملأت الدبابات والمدرعات شوارع المدينة وساحاتها وقام عناصر الأمن بتنفيذ حملة اعتقالات ومداهمات عشوائية طالت العشرات من أبنائها. وذكر مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق أن «هناك نحو عشرين شهيدا لم نتمكن من دفنهم وهناك عشرات غيرهم تحت الرماد وفي الشوارع لا يمكن الوصول إليهم ومعرفة هوياتهم، إضافة إلى نقص في المعدات الطبية والمواد الغذائية والغاز ووقود التدفئة».

وفي دوما، استمر انقطاع خدمات الاتصالات الأرضية والجوالة والإنترنت عن سكانها لليوم السابع على التوالي، واستفاق الأهالي منذ الصباح على أصوات القصف الذي يبدأ كل يوم عند الثامنة صباحا من جهة الغوطة الشرقية، في وقت لا يزال فيه عدد كبير من أبناء المدينة نازحين لدى أقاربهم في دمشق.

وفي حمص، شهدت الرستن قصفا مدفعيا عشوائيا على المنازل والأبنية، استخدمت خلاله، وفق ما نقلته «صفحة الثورة السورية» على «فيس بوك» عن ناشطين، قذائف مسمارية، مما أدى إلى تدمير أكثر من 13 منزلا بشكل كامل، من دون أن تعرف أي معلومات عن ساكنيها بسبب تردي الأوضاع وحظر التجوال المفروض. وأكد ناشطون مقتل 4 قتلى على الأقل وإصابة 47 جريحا.

وفي حين استقدم النظام تعزيزات جديدة إلى المدينة، استمرت الأوضاع الميدانية مأساوية مع انقطاع الكهرباء عن معظم الأحياء والحارات، وانقطاع الاتصالات الأرضية والتشويش على الخطوط الجوالة، وفرض حظر للتجوال منذ أكثر من خمسة أيام. وأكد ناشطون من المدينة «صعوبة نقل الجرحى المعثور عليهم لتقديم العلاج وصعوبة سحب الجثث من بعض الشوارع، في ظل حالة خوف وذعر جراء القصف العشوائي».

وفي ريف درعا، أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن بأن «قوات عسكرية أمنية مشتركة تضم عشرات الآليات اقتحمت عدة مدن بينها نوى والمسيفرة وداعل». وذكر أن «بلدة خربة غزالة شهدت أكبر عملية من نوعها منذ انطلاق الثورة، حيث ترافق الاقتحام مع إطلاق رصاص كثيف، وبدأت القوات حملة مداهمات اعتقلت خلالها نحو 100 شخص، كما أحرقت عشرات الدراجات النارية».

وفي الغوطة الشرقية، استمر تدهور الأوضاع الإنسانية والأمنية، وبحسب ناشطين في مدينة عربين التي تمكنت قوات الجيش النظامي من اقتحامها أول من أمس بعد ثمانية أيام من القصف العنيف والاشتباك مع الجيش الحر، فإن معظم البيوت في حارة الساروت تعرض للتدمير. وقالت مصادر محلية إن عددا كبيرا من الأسر نزحت من عربين باتجاه العاصمة، وأن الوضع سيئ جدا؛ حيث إن قوات الأمن والشبيحة اقتحمت مشفى الرجاء في عربين وقامت باعتقال عدد كبير من المصابين والجرحى وتكسير الكاميرات الموجودة في المشفى وصادروا كل أجهزة الجوال التي كانت مع زوار المشفى. وفي مدينة زملكا القريبة من عربين اقتحمت قوات الجيش والأمن المدينة صباح أمس من عدة محاور مع وصول تعزيزات عسكرية ترافقت مع إطلاق نار عشوائي وحملة اعتقالات ومداهمة للمنازل استمرت طوال أمس.

وشهدت بلدة كحيل تحركات عسكرية واسعة على الطريق الواصل بين كحيل والغرية الشرقية حيث يتم نقل مدرعات «ب.م.ب» ومدافع «الشيلكا» ومدافع ثقيلة، وقد تم وضع قسم منها في مساكن صيدا (مقر قوات الأمن والشبيحة) وذلك بالتزامن مع قطع الكهرباء. وتم إرسال تعزيزات عسكرية وأمنية كبيرة إلى بلدات المليحة الشرقية والحراك وإلى حي السبيل في مدينة درعا وإلى بلدات داعل ونمر وإنخل وجاسم، وفي الأخيرة شوهد وجود أكثر من ثلاثين جنديا عند كل حاجز داخل البلدة، التي يتجاوز عددها 18 حاجزا. وقالت مصادر محلية إنه جرى محاصرة بلدة داعل بمزيد من الدبابات وسمع فيها أمس أصوات انفجارات وتبادل إطلاق النار.

كما تعرضت بلدة المسيفرة للقصف الذي أسفر عن مقتل شخص هناك. وفي بلدة الغرية، وصلت تعزيزات عسكرية بعد حصول انشقاق أسفر عن اشتباكات عنيفة، جرى بعدها قصف للمنازل، مع نشر قناصة. وفي حصيلة أولية، قتل هناك أكثر من خمسة أشخاص، وأصيب العشرات من المدنيين بجراح بليغة. وجرت اشتباكات أيضا في بلدات عتمان وبصرى الشام، وأخرى حصلت في المنطقة الواقعة بين بلدتي صيدا وكحيل حيث اشتبك جنود موجودون عند حاجز عسكري تابع للنظام مع حافلة للشبيحة وقتل وجرح أغلب أفراد الحافلة، وفي درعا البلد جرى تبادل إطلاق نار بين جنود منشقين وقوات الأمن عند جامع المنصور وحي السد، وسمع دوي انفجار في حي المحطة.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع