..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

النظام السوري يخسر معركة أخلاقية جديدة والثورة تكسبها

فراس تقي

١٦ ٢٠١٧ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2663

النظام السوري يخسر معركة أخلاقية جديدة والثورة تكسبها
17951517_1761505070531265_2748437388279093833_n.jpg

شـــــارك المادة

الانفجار الذي ضرب التجمعات التابعة لفصائل أحرار الشام وهيئة تحرير الشام، والحافلات الخارجة من بلدتي الفوعة وكفرية ( لمن لا يعرفها من إخواننا العرب هذه موالية للنظام السوري ) وتقل 5000 شخص، حمل في طياته الكثير من المعاني والرسائل.

الصور والشرائط المُسَجَّلة المُتدَاوَلة أظهرت عناصر تابعين للفصائل العسكرية، وكذلك إعلاميين وصحافيين من الوسط الثوري ومن منابر محسوبة على الثورة السورية وهم يتركون كل شيء خلفهم ويهرعون لإسعاف الأطفال والنساء والشيوخ، بل حتى أن المشافي الميدانية المتواجدة بالمناطق المُحَرَّرة والتي لا شغل لها سوى علاج ضحايا البراميل المتفجرة والطيران الحربي والكلور السام، لم تفرق بين أطفال ونساء الفوعة وكفرية وباقي المصابين وقدمت لهم العلاج كما ينبغي.

وعلى الطرف النقيض، تفيد الشهادات الميدانية المُتَدَاوَلة والتي أدلى بها مصابون من أهالي الفوعة وكفرية أن السيارات التي قدمت من مناطق النظام السوري في حلب والمفترض أنها تحمل أغذية وأغطية انفجرت إحداهن عندما اجتمع حولها الأطفال للحصول على بعض الغذاء، وكانت السبب في هذه المقتلة العظيمة، وسارعت وسائل إعلامية محسوبة على حزب الله اللبناني والميليشيات الشيعية إلى نفي تهمة التفجيرات عن الفصائل الثورية وبالأخص جيش الإسلام، حيث انتشر بيانًا مزورًا باسمه يتبنى العمل، ما يدل على أن إيران وحزب الله لديهم تصور أولي عن الفاعل الحقيقي والغريم الذي أبدى معارضته لاتفاقية (الزبداني – الفوعة) منذ إبرامها، والحديث هنا عن النظام السوري وروسيا.

كثيرة هي الرسائل والعبر المستفادة من حادثة اليوم، أولها أن النظام السوري لا يقيم وزنًا لحاضنته، وعنده الاستعداد التام ليضحي بها من أجل اعتبارات وموازنات ومكاسب سياسية.

عندما نطالع ضمن الصور والفيديوهات القادمة من أرض الحدث ونجد شبابًا ينحدرون من مدن مجاورة للفوعة، ودفعوا ضريبة كبيرة جراء مجاورتهم لهذه البلدة من أهل ومنازل، ونراهم رغم ذلك يركضون لإسعاف الأطفال ونرى الدفاع المدني المعارض يسارع لأداء واجبه، كما يفعل عند إصابة سكان المناطق المُحَرَّرة، نقرأ تمامًا رسالة ضمنية مفادها أن الثورة السورية ثورة قيم وأخلاق وأولها قيمة حفظ العهود والأمانات، وندرك بشكل يقيني أن التفجيرات التي استهدفت تجمعات الخارجين من الفوعة ما هي إلا معركة أخلاقية جديدة خسر فيها النظام المجرم وكسبتها الثورة.

 

 

أمية برس

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع