..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

الانتصار لحلب الشهباء

فايز الصلاح

٢٨ ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2695

الانتصار لحلب الشهباء
maxresdefault.jpg

شـــــارك المادة

الحمد لله رب العالمين ،ولا عدوان إلا على الظالمين ،وأشهد أن لا إله إلا الله القوي المتين، وأشهد أن محمدا عبدُه ورسولُه سيدُ المجاهدين،صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الغرِّ الميامين ،ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فإنني لم ولن أعجب من سكوت الكفار المطبق على الجرائم الحاصلة الآن في بلاد الشام-وخاصة في حلب- فإنَّ الله ٌقد أخبرنا خبرهم في كتابه المبين،فقال لنا: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة: 120]،وقال أيضا: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَاعَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ } [آل عمران: 118]،وقال عزَّ وجلَّ: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا } [البقرة: 217].
فهؤلاء الكفار إما مباشرٌ في قتلنا وذبحنا ،وإما معاونٌ في ذلك كأمريكا وأوربا، وذلك لعدم الأخذ على يد المجرم ،فهم قادرون في لحظةٍ واحدةٍ على إيقافه عن إجرامه ،بل هم يمنعون عنا أسباب الدفاع عن أنفسنا من السلاح الرادع لعدوان المعتدين.
ولم ولن أعجب َكذلك من إجرام النظام النصيري العلوي ،وإخوانهم من الرافضة الصفويين من الإيرانيين وكلابهم التي أتت من كلِّ فجٍّ عميق من لبنان والعراق وأفغانستان وباكستان وغيرها من الدول،فهؤلاء قد قام مذهبهم الباطل على عداوة الإسلام والمسلمين ،وخاصةً منهم أهل السنة والجماعة ، فيعتبرون سفك دمائهم من أجلِّ أعمالهم .
ولكنني أعجبُ من إخواننا الذين هم من أبناء جلدتنا ويتكلمون بألستنا ،ويعتقدون عقيدتنا-ولو حيث الإجمال- أعجبُ من صمتهم المطبق ،ونومهم العميق كنوم أهل الكهف.
ألم يحرك قتلُ النساء والأطفال والشيوخ وهدم البيوت على رؤوسهم فيهم شعورا؟! ألم تبعث فيهم هذه اللحوم المقطعة والمعجونة بالتراب والإسمنت حمية الإخوة والدين؟!
هل وصلت القسوةُ في القلوب إلى هذه الدرجة: {فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ}.
أيها المسلمون: قبل أن نقول لكم أنقذوا إخوانكم، نقول لكم: أنقذوا أنفسكم!! أنقذوا أنفسكم بالقيام بما أوجب الله عليكم من نصرة إخوانكم  عندما قال لكم : { وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ } [الأنفال: 72]،وقال لنا ولكم الرسول صلى الله عليه وسلم :«انْصُرْ أخَاكَ ظالما أو مظلوما ، فقال رجل : يا رسولَ الله أنصرُه إِذا كان مظلوما، أَفرأيتَ إِن كان ظالما : كيف أنصُرُهُ ؟ قال : تحجزُه أو تمنعُه عن الظلم، فإن ذلك نَصْرُهُ».
أيها المساكين :أنقذوا أنفسكم : {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ }، { يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }، واصنعوا لأنفسكم معروفا يقيكم العقوبة ،فإن:" صنائع المعروف تقي مصارع السوء" كما قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ،وكما قال أيضا: "من لم يغز، أو يجهز غازيًا، أو يخلف غازيًا في أهله بخير، أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة"، والقارعة هي:الشدة والبلية المهلكة.
فإن قلتَ: لا حول لي ولا قوة ؟! قلنا لك: عندك لسان تدعو به الله لإخوانك وتأمر به بمعروف وتنهى به عن منكر ،وتدبر معي قول الله سبحانه وتعالى عن الكافر عندما تكلم عن سبب مصيره إلى النار فقال: {إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ } [الحاقة: 33 - 35]،فذكر من صفاته أن لا يحض على طعام المسكين ولم يقل ولم يتصدق، لأنه قد يكون فقيرا!! ولكن قال له :إنك تملك لسانا فلماذا لا تستخدمه في الحض على طعام المسكين؟!!.
فإن قمت بنصر إخوانك فاعلم أنه لا مِنَّةَ لك عليهم، بل المنة لله أن شرَّفك بهذا العمل العظيم،"فحاجة الناس إليك من نعم الله عليك".
وأما أنتم يا أهلنا في الشام وفي حلب خاصة ،فليس لنا ولكم إلا الله،نلجأ ونجأر إليه، ونقول: حسبنا الله ونعم الوكيل، {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ }، قال ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين قَالَ لَهُمُ النَّاسُ {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً، وَقَالُواْ: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الوكيل}.
وإن كان هؤلاء يرفعون شعار الصليب، وشعار الزندقة، وشعار يالثارات الحسين- والحسين رضي الله عنه برئ من كفرهم وإجرامهم- ويقولون: أعل هبل، فنحن نقول لهم: الله أعلى وأجل،والله مولانا ولا مولى لكم،وقتلانا في الجنة وقتلاكم في النار.
قال تعالى: {وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء: 104].
وينبغي علينا - معشر المسلمين- أن نعود إلى الله سبحانه وتعالى ؛فإنه ما تكالب علينا الأعداء إلا بسببٍ من أنفسنا،قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30]، وقال في شأن أفضل الخلق بعد الأنبياء وهم الصحابة لما أصابهم ما أصابهم في غزوة أحد: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 165].
وقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم :" إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ , وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ,  وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ , سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا , لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ ".
والتغيير بيد الله بشرط تغيير ما بأنفسنا،قال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } [الرعد: 11].
فالذلُّ يرفع عندما نرجع إلى ديننا ومنه الجهاد في سبيل الله، فنحن ماضون في جهادنا بالنفس والمال واللسان، بالقتال والدعوة والسياسة والإعلام والإغاثة، وبكلِّ سبيل يحقق لنا المقصود،ناظرين في كل ذلك إلى المصالح والمفاسد والمآلات، نتقدم حين نرى المصلحة في الإقدام ،ونحجم حينما نرى المصلحة في الإحجام، فليس عندنا معركة مفتوحة في كل زمان ومكان ومع جميع الأعداء،كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "مجموع الفتاوى" (15/ 174):"والمصلحة في ذلك تتنوع؛ فتارة تكون المصلحة الشرعية القتال وتارة تكون المصلحة المهادنة وتارة تكون المصلحة الإمساك والاستعداد بلا مهادنة ".
وإننا ندعو جميع الفصائل المجاهدة إلى الاتحاد والاندماج تحت راية واحدة ،فإن لم يفعلوا فعلى الأقل التنسيق في قيادة مشتركة ،وليحذروا التنازع والاختلاف، وسياسة القضم والابتلاع قال تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } [الأنفال: 46].
ويجب عليهم الانشغال بوظيفة الوقت في حفظ دين الناس وأبدانهم ،فتحفظ أديانهم بتثبيتهم عليه،وتحفظ أبدانهم من القتل والتعذيب بجهاد الدفع، ومن الجوع والمرض بإغاثتهم،وكلُّ مشروع لا يحقق هذا المطلوب فهو ثانوي.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات وألف بين قلوبهم؛ وأصلح ذات بينهم؛ وانصرهم على عدوك وعدوهم؛ واهدهم سبل السلام. اللهم انصر كتابك ودينك وعبادك المؤمنين. اللهم عذب الكفار والمنافقين الذين يصدون عن سبيلك ويبدلون دينك ويعادون المؤمنين. اللهم خالف كلمتهم وشتت بين قلوبهم؛ واجعل تدميرهم في تدبيرهم؛ وأدر عليهم دائرة السوء. اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين.اللهم عليك بالروس المجرمين والزنادقة الصفويين. اللهم مجري السحاب ومنزل الكتاب وهازم الأحزاب اهزمهم وزلزلهم وانصرنا عليهم. ربنا أعنا ولا تعن علينا. وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا؛وانصرنا على من بغى علينا. ربنا اجعلنا لك شاكرين مطاوعين مخبتين؛ أواهين منيبين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

 

 

نور سورية 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع