..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

كفّوا عن "الشيخ" المقدسي

مالك عرقسوسي

١٥ ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4123

كفّوا عن
fmhK1qX-.png

شـــــارك المادة

يصيبني الضيق حين أقرأ ما يرغب به أهل العلم والمؤثرون في الثورة من إسكات "الشيخ"، والمطالبة بعدم تقحّمه لشؤون الثورة السورية، وأن ينكفئ ويكتفي بما فعل في الساحة السورية وفي سابقاتها. إنني أعني شيخ الدواعش الذي علّمهم التكفير، وأباهم الروحي الذي عقّوه وتركوا بِرّه، عصام البرقاوي المسمّى "أبو محمد المقدسي" (شرّف الله اسم نبيّه وبيته المقدّس عنه وعن فكره).
إن تصوّري الشخصي أن هذه الرغبة ناشئة عن عدم الإدراك الكامل للمسائل التالية:

١) تضجّرنا ومحاولاتنا لإسكات هذا الصوت، ليست أسبابًا عمليةً تؤدّي لإسكاته. ولو فعلنا في ذلك ما فعلنا، وتكلّم أكثر الناس تأثيرًا، فلن يزيده ذلك إلا غرورًا وفرحًا بما عنده.

٢) الفساد والإفساد الذي يمارسه شيخ داعش لا يقتصر على صفحته في تويتر. فلو افترضنا أنه أغلق حسابه في تويتر، فإن فتاواه الداعشية ستستمرّ في الوصول إلى أبنائه البررة من حملة الفكر ذاته خارج وداخل حزب البعث الملتحي (داعش). وبالتالي فإن وصول أفكاره إلى القادرين على تنفيذها أمرٌ لا يحلّه مجرّد إسكاته عن "التغريد".

٣) نعم، لقد خلق له تويتر منصّة يحوّل بها أفكاره من النخبوية إلى الشعبية، وهذا أمر فيه خطر على الشباب القابل للتأثر به. ولكن:
أ. حسابه ليس الوحيد الذي يمارس هذه المهمّة.
ب. الشريحة التي تتأثر به هي هي، بل إنها انحسرت مؤخرًا بشكل ملموس، فالمفسدة المترتّبة على تأثر أصحاب الفكر المنحرف بمروّج الفكر المنحرف، هي مسألة تحصيل حاصل.

٤) وجود حساب المقدسي على تويتر أمرٌ فيه مصلحة كبيرة في فضح هذا الفكر الخارجي. فبعد أن كان هذا الفكر مختبئًا في الكتيّبات التي يتداولها الخوارج، بات مفضوحًا أمام الملأ، ويتعرّى -يومًا بعد يوم- بحقده على المسلمين، وتحريضه على سفك دمائهم من خلال تكفيرهم صراحة تارة وبإلقاء العبارات الموهمة تارة. ولو...
أ. لو سألتم إخوة منهج المقدسي، لعلمتم كم هم محرجون من حسابه ومن جرأته في عرض أفكارهم دون مواربة أو تقيّة.
ب. لو بحثتم وناقشتم، لعلمتم كم من الناس بات يعدّه من المفسدين في الأرض، بعد أن كان يعدّه من أئمة العلم، ويرمي القادحين فيه بالإرجاء والصحونة والعمالة.


فإذا علمنا أنه لا قدرة لنا على إسكاته عن الكلام على الملأ، ولو استطعنا لما أفاد ذلك كبير فائدة لأن فكره يصل إلى أبنائه بطرق أخرى، وإذا علمنا أن المفسدة المترتبة على كلامه هي تحصيل حاصل، وإذا علمنا المصلحة المترتبة على أن يفضح قومه ونفسه بنفسه، ففي أي شيء تكرار هذه المطالبات بسكوته؟!
اغسلوا أيديكم، واعلموا أن من ربّى خنجر الغدر داعش، سيربّي خناجر أخرى بعد أن عقّه خنجره الأول.

 

 

 

 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع