..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

بشّار الأسد بكلّ النكهات

ابتسام تريسي

٧ ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2879

بشّار الأسد بكلّ النكهات
بشار 09.jpg

شـــــارك المادة

حمل بشار لقب الكيماوي بعد مجزرة الغوطة 2013 التي راح ضحيتها مئات الأطفال، الذين ادّعت بثينة شعبان أنّهم من علويي الساحل تم خطفهم "من غربي سوريا" إلى "جنوبها" ووضعهم في الغوطة وقصفهم بالكيماوي ليتهموا الأسد البريء بتلك الجريمة الشنيعة والمروعة.
ضرب بشّار قوات داعش بغاز السارين لمنعهم من السيطرة على مطار عسكري "الأرجح أنّه مطار الضمير" بحسب مسؤول إسرائيلي صرّح بذلك لصحيفة التلغراف البريطانية.

صرنا نأخذ أخبارنا من المسؤولين الإسرائيليين عبر الصحف البريطانية، فهم أدرى بشعاب سوريا ومنحنياتها وطرقاتها وأزقتها! ليس ذلك غريباً وقد ثبتت عمالة الأب القائد وبيعه للجولان وحمايته للحدود مع إسرائيل طيلة فترة حكمه، وورث الابن عن ابيه مهمة حماية الحدود والانحناء لرغبات إسرائيل والمساعدة في تحقيق مخططاتها.
من قال إنّ بشّار ضرب "من جديد" بغاز محرّم دولياً؟ إسرائيل التي عندها الخبر اليقين، والذي نسف تصريحات جون كيري الذي قال إنّه متأكد مئة بالمئة أنّ الأسد _حسب الاتفاق_ لم يعد لديه أسلحة كيماوية وعلى هذا الأساس تم إلغاء الخط الأحمر الخاص بأوباما وتراجع مرتاح البال والضمير ولم يعد يشجب ولا يستنكر أفعال الأسد في سوريا.
بشّار الساريني والخردلي ومن كلّ صنف ولون، لن يكتفي بضرب قوات داعش، أو على الأصح ليست داعش هي الهدف الحقيقي للضربة بغاز السارين، هذه الضربة هي "قطعة الجبن" التي وضعها الأسد في المصيدة بانتظار ردّة الفعل العالمية/ الأمريكية وهو متأكد أن لا أحد سيسيل لعابه لضرب داعش، ولا أحد سيبدي قلقه، ولن يحرّك العالم ساكناً..

لكنّ الأسد يعرف متى سيضرب وأيّ المدن سيضربها بغاز السارين بعد أن يغض العالم بصره عن ضربه لداعش.
لم يتوقف طفل إسرائيل المدلل عن ضرب السوريين بالكيماوي بعد مجزرة الغوطة، لكنّ غاز الكلورين بالنسبة لأمريكا ليس محرّماً تحريماً تاماً.. لذا أخذ الأسد الضوء الأخضر بضرب المدنيين به.
الآن، متى ستبدي أمريكا قلقها من وجود الخردل والسارين والكلور والكيماوي بحوزة الأسد؟

وهل سيضع أوباما خطوطاً حمراء مرّة أخرى "ويزعل" من الأسد ويوبخه؟ 

أمريكا ليست معنية بالشعوب ولا يهمها فناؤهم، الأسد يحمي أمن إسرائيل ولا ينوي أن يمتلك ترسانة نووية ولا توجد أيّ نوايا لدى النظام السوري برمته بمس أمن إسرائيل، فطيلة أربعين عاماً من الممانعة لم تطلق رصاصة باتجاه الحدود ولم يفكّر باسترجاع الجولان أو المطالبة به، والحمقى من مؤيديه يروجون لفكرة استعادة "اللواء السليب" لواء اسكندرون الذي اقتطعته تركيا من الأراضي السورية بمنحة وموافقة فرنسية أثناء الاحتلال الفرنسي لسوريا وأصبح رسميا تابعاً لها منذ عام 1939، ونغمة استعادة اللواء "النشاذ" لم تكن في أذهان المؤيدين حين كانت العلاقات التركية السورية في أوج الوفاق وحين زار بشار الأسد وزوجته أنقرة وإعلانه عام 2004 أنّ اللواء تركياً، ولا حين صارت الخارطة السورية في الكتب المدرسية ترسم من دون اللواء! وذهب الشبيح أحمد شلاش إلى أنّ الرئيس سيستعيد الأندلس أيضا!
ونسي الجولان المحتل الذي باعه حافظ الأسد لإسرائيل بوثائق رسمية، الجميع نسوا الجولان بما فيهم الطنط الممثل قصي خولي الذي غرق بالتغزل بعلم سوريا ورئيس سوريا وأنه سيستعيد لواء اسكندرون السليب ونسي الجولان مع أنّ تاريخ بيعه ليس بعيداً كتاريخ اقتطاع اللواء من الأراضي السورية!
إسرائيل اخترقت الأجواء السورية عشرات المرّات خلال السنوات الخمس الماضية وقصفت أماكن استراتيجية وعسكرية، واحتفظ النظام السوري _كالعادة_ بحق الرد ولم يرَ المؤيدون شيئاً!
لقد قدّم بشّار الأسد ونظامه ومن قبله والده حافظ الأسد لإسرائيل الحماية الكافية على مدى أربعين عاماً وغض النظر عمّا تفعله إسرائيل من خروقات وسيطرتها على الجولان المحتل وفي الوقت الذي زار فيه بنيامين نتنياهو الجولان مجتمعاً بحكومته، تسابقت الصحافة الإسرائيلية بالقول إنّ نتنياهو سيعلن بسط سيطرة إسرائيل على الجولان إلى الأبد..

وكان الرد السوري بأن استثنى مدينة حلب من الهدنة وقام بقصفها مع حليفيه إيران وروسيا بغارات استهدفت المساجد والمستشفيات والتجمعات المدنية لصرف الأنظار عن الجولان وما يحدث فيه!
من أين ستأتي أمريكا بحليف مثل الأسد الأب والابن لحماية أمن إسرائيل ووجودها؟
سؤال يعرف إجابته السوريون الأحرار الذين تطالهم النيران والرغبة المحمومة بإبادتهم.. لكن السؤال الأهم، لماذا تترك أمريكا إيران الشيعية تتمدد في الشرق الأوسط وتحتل سوريا مع روسيا وتصبح جارة لإسرائيل؟

لماذا تغض أمريكا في الواقع نظرها عمّا تفعله إيران مع أنّها وقفت موقفاً عدائياً من امتلاكها للسلاح النووي؟ ما هي نوع المصالح المشتركة بين إيران وأمريكا؟
وهل لذلك كلّه ارتباط بسكوتها الآن عن امتلاك الأسد لغاز السارين واستخدامه ضدّ المدنيين؟
الإجابة عند المسؤولين الإسرائيليين، بما أنّ إسرائيل أدرى منا بما يحدث في سوريا. فقد ذكرت صحيفة يدعوت أحرنوت حقائق مذهلة عن العلاقات الإيرانية الإسرائيلية تتجاوز كلّ مخيلة أهمها أنّ ثلثي الجيش الإسرائيلي وأكبر المستوطنات من يهود إيران وإيران تعتبرهم مواطنين مهاجرين!

 

 

أورينت نت

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع