..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

ما وراء شرط قتال "داعش"؟

العصر

٣ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2687

ما وراء شرط قتال
00000000.jpg

شـــــارك المادة

لا أظن أن ثمة مجموعة ثورية وجهادية غير مخترقة في سوريا، والاختراق منه الفكري والأمني، ومن ابتلي بكليهما فيسهل توظيفه وتحويله إلى أداة تخريب.

والمال يشتري الولاء ويغير المسارات.

والثورة الشامية جمعت من المقاتلين ما لم تجمعه المقاومة العراقية سابقا، والتركيز عليها كبير، تأليبا واختراقا وتوجيها وتوظيفا وإماتة.

وهناك من يُشترى بالمال وهناك من يغسل عقله بـ"فتاوى خاصة" وهناك العميل المندس وهناك الأحمق المغفل وهناك الذئب المتربص.

ومن يصل من المقاتلين، عربهم وعجمهم، جزء منهم يُرسل في مهمة خاصة، وربما يكون من المهتمين بالعلم الشرعي أو صاحب بأس شديد في القتال فيُقدم.

وغالبا ما ينصرف الذهن إلى تنظيمات الغلو والتشدد في مسألة الاختراق والاندساس، ولكن قد لا تقل في المجموعات الأخرى حالات الاختراق بأنواعه.

الغالي يسهل تفجير الوضع به والساذج يسهل توجيهه. الغالي مقدماته فاسدة والساذج يتحول في منتصف الطريق. الغالي منغلق والساذج والمائع مهرول.

وأحد أبرز تحديات الثورة اليوم هو الحفاظ على قدر معتبر من الاستقلالية والتسلح بالوعي والنضج والقراءة الجيدة للمتغيرات..

وكذا التعامل الحذر مع "الحلفاء" ودفع أي محاولات للسيطرة والهيمنة على القرار وفرض التبعية والمقايضة والابتزاز ومواجهة حركة الاندساس والاختراق.

والحلفاء يتفاوتون، لكن الخطر من المتربص الذي لا يرضى بأقل من التبعية والابتزاز والسيطرة على القرار والتوجيه.

القرار المصيري مثل العرض والأرض التنازل عنه يعني بيع الثورة.

والمال يشتري الولاء والذمم ويصنع الأعاجيب، يحول القادة إلى أمراء حرب والثوار إلى موظفين.

ومن قبل بالمال مشروطا فقد عرض ثورته وقراره وموقفه للبيع.

والثورة السورية استعصت على البيع والشراء، إجمالا، لهذا اجتمعت عليها جيوش العالم وطائراته الحربية

فهل ستصمد أمام إغراء المال والمساومات والمقايضات وتأثير الاختراق والتوجيه، كما صمدت في مواجهة القصف والخسف؟

وتجد ثوارا يصبرون على القصف ما لا يصبرون على الإغراء والمقايضة.

وأعرف من قادة العمل المسلح في الجزائر سابقا من ركع للمال وتأثير الاستخبارات، حتى إن ضابطا كبيرا أنشأ صداقة وعلاقة وثيقة مع قائد جيش الإنقاذ، وآخرون قبلوا بفتات الاستخبارات، فتنازلوا عن موقفهم السياسي مقابل جواز سفر أو سجل تجاري مفتوح.

بل إن بعضهم انتصر لضباط الاستخبارات وبرر صنيعهم الإجرامي الدموي نكاية في إخوانه رفقاء الدرب ممن خالفوه الرأي أو اعترضوا على نهجه، والخشية أن يكون القبول بشرط قتال داعش بداية مسار جديد وعهد ثوري "ناعم".

أمر داعش لا يتحدد في جنيف أو الرياض أو اسطنبول أو الدوحة، وإنما في مناطق الثوار داخل سوريا.

ما هو معروض على المعارضة السورية الآن أقرب إلى المقايضة، والسياسي يبيع ويشتري أما الثائر فالتعويل على غيرته وتضحياته ووعيه.

 

 

 

 

العصر

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع