..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

أهلاً بالروس... أكفانكم جاهزة!

وائل الحساوي

١٩ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2478

 أهلاً بالروس... أكفانكم جاهزة!
00 الشر.jpg

شـــــارك المادة

قال الكولونيل «غيورجي شباك» قائد فوج الحرس المظلي 350 الروسي الذي كان أول من دخل أفغانستان «قالوا لنا سننفذ مهمتنا ونرجع إلى الوطن، ولكن، حصل أننا بقينا هناك تسع سنوات»، ووصل العقيد سافيتسكي بعد تسع سنوات من وجوده في أفغانستان إلى استنتاج وحيد هو: «لا يمكن الانتصار على هذا البلد بالسلاح»!! وأضاف: «لم يكن جديراً بنا بناء اشتراكيتنا عندهم ولم تكن نتيجة هرب السوفيات في أفغانستان هي هزيمة الروس فقط، ولكنها تسببت كذلك في انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1989، والذي كان يسمى بامبراطورية الشر!!

صرح مستشار الرئيس الأميركي بريجنسكي بأن دخول السوفيات إلى أفغانستان هو الفرصة المناسبة للولايات المتحدة لتدمير الروس ولم يضع الرئيس رونالد ريغان الفرصة حيث شحن الآلاف من صواريخ «ستينجر» إلى المجاهدين الأفغان واستطاعوا بفضلها تغيير مسار الحرب، حيث أسقط المجاهدون ألف طائرة (حوامة) تابعة للسوفيات وغيرها من الدبابات والمدرعات.
بالطبع فلم تكن الصواريخ هي العامل الأساسي في هزيمة السوفيات، بل كان توكل المجاهدين على الله ثم شجاعتهم هي الأساس، كما كان لمشاركة المجاهدين العرب ودعم دول الخليج دور كبير في هزيمة السوفيات!!
من الواضح بأن الدب الروسي المتغطرس لم يستفد من ذلك الدرس، وظن قيصره المجرم بوتين بأن الفرصة سانحة لهم لتصفية المعارضة السورية والهيمنة على روسيا بعد أن فشل أصدقاؤه الحميميون: إيران و«حزب الله» في إخضاع ذلك الشعب الحر الذي قال للطغاة في بلاده: كفى لن أسمح لكم بالاستمرار في ظلمكم لشعبي وقتلكم لأبنائي وبناتي!!
الواقع الحالي ينبئ بتفوق كبير لتلك القوى المعتدية ومستقبل مظلم للثورة السورية، ولكن هؤلاء اليائسين لا ينظرون أبعد من أنوفهم، ونسوا بأن أمر الكون كله بيد الله تعالى يصرفه كيف يشاء وأنه ينصر عباده الصالحين إن هم توكلوا عليه وبذلوا أسباب النصر.
لو تأملنا في تجارب الأمم الواقعية لوجدنا بأن الحق لابد أن ينتصر مهما تكبد من خسائر باهظة وتضحيات جسيمة، وقد ضربنا لكم مثلاً بأفغانستان التي لم تكن تملك أكثر مما يملكه السوريون اليوم من قوة وتسليح، لكن إرادة النصر لدى مجاهديها صنعت المعجزات، فما الذي يمنع من تكرار التجربة في سورية، وتلقين الروس درساً لن ينسوه؟!
إن الأميركان قد فطنوا إلى ذلك المأزق الذي وضع الروس أنفسهم فيه، وفرحوا أشد الفرح بدخول الروس إلى سورية، ثم بدأوا مباشرة بإلقاء الأسلحة الفتاكة على ثوار سورية من الطائرات، لا بهدف إنقاذ ثورتهم ولكن لتمزيق الروس كما فعلوا في أفغانستان!!
إن أخطر ما نخافه على الثورة السورية اليوم ليس ذلك العدو الخارجي بل حالة التمزق التي يعيشونها وتفرق كلمتهم، فهذا هو ما أجهض الجهاد الأفغاني بعدما انتصر على أعتى أمة على وجه الأرض، وهذا ما نخشاه على الثورة السورية!!

 

 

الخبر
 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع