..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

التقرير الإعلامي 25-26 ديسمبر 2011م

هيئة الشام الإسلامية

٢٥ ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2587

التقرير الإعلامي 25-26 ديسمبر 2011م
81.png

شـــــارك المادة

النظام السوري ينقض توقيعه على البروتوكول العربي.. التطورات والتقييمات
* شهدت سوريا منذ توقيع البروتوكول تصعيدًا خطيرًا، حيث ارتفع معدل القتل اليومي بشكل كبير، وكأن النظام السوري يحاول الدفع بعملية قتل وقمع على نطاق ذات أهداف معينة قبل وصول بعثة المراقبة العربية، وارتفاع نسبة القتل اليومي وتصاعد الموقف مؤشران على أن النظام السوري استهدف بتوقيعه على البروتوكول شراء المزيد من الوقت لقمع الثورة السورية، فالنظام السوري مصر على قتل معارضيه والقضاء عليهم، رغم تعاطيه مع أغلب الجهود التي تحاول البحث عن حلول سلمية للمشكلة. وهو في ذلك لا يمانع في المناورة وكسب الوقت أملاً في أن تكلل بالنجاح محاولات سحق المعارضين والقضاء عليهم. وعلى الأرض أثبت أنه ليس على استعداد لأن يتراجع خطوة واحدة إلى الوراء، وفيما يلي أبرز التطورات والتقييمات:
أولاًـ مؤشرات تؤكد نقض النظام السوري البروتوكول الموقع(1):
* خلال الأسابيع الأخيرة أصبح معدل القتلى اليومي يتراوح بين 20 و40 سوريًا، وفي آخر الأسبوع الماضي وبعد التوقيع على بروتوكول الجامعة العربية تضاعف عدد القتلى، حتى وصل إلى مائة في اليوم الواحد. وبذلك وصل عدد الذين قتلهم النظام السوري خلال الأشهر العشرة الماضية إلى أكثر من 6 آلاف شخص، حسب مصادر الأمم المتحدة، بمعدل خمسمائة مواطن كل شهر، الأمر الذي يستدعي إلى أذهاننا صور الإبادات الجماعية في صربيا ورواندا، وفيما يلي أبرز المؤشرات على عدم التزام النظام السوري بالبروتوكول الموقع بوقف العنف ضد المتظاهرين:
ـ 19/12/2011: أثناء التوقيع قتل ما بين (60 -70) من الجنود المنشقين بإطلاق النار عليهم، بينما كانوا يحاولون الفرار للالتحاق بعناصر "الجيش السوري الحر" في منطقة "جبل الزاوية" في محافظة إدلب، وقتل أكثر من 25 شخصًا عندما أطلقت قوات الأمن النار على عدد من التظاهرات في محافظة درعا ومعرة النعمان ودير الزور.
ـ 20/12/2011:  بعد يوم من وصول مسؤولين من الجامعة العربية للإعداد لوصول فرقة المراقبين هز تفجيران انتحاريان دمشق وأسفرا عن سقوط 44 قتيلاً في أدمى أعمال عنف بالعاصمة منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للحكومة في مارس، وكان التفجيران اللذان وقعا في دمشق بمثابة تصعيد في أعمال العنف التي تلقي السلطات السورية باللوم فيها على مجموعات مسلحة تقول إنها قتلت 2000 من الجنود وقوات الأمن هذا العام. وبدوره أكد "برهان غليون" رئيس المجلس السوري إن نظام "الأسد"، من خلال الهجوميين الانتحاريين يضع الشعب السوري والدول العربية أمام خيارين، إما بقاؤه في الحكم وإما مواجهتهم بالقتل والإرهاب.
ـ يوم 21/12/2011: قتل نحو 47 شخصًا بين مدني وعسكري منشق، معظمهم في درعا، كما جرت اعتقالات عشوائية من داخل المنازل لعدد كبير من الشباب والفتيات قرب "مدرسة زين العابدين"، بدمشق. وبنهاية اليوم قتل سبعة مدنيين في حي بابا عمرو في حمص، بينما قتل 14 عنصرًا أمنيًا في محافظة درعا.
ـ يوم 23/12/2011: هاجم الجيش أهالي قرية كفر عويد المحاصرة منذ أسبوع، الذين لجأوا إلى الاحتماء بأحد الوديان، انقض عليهم بقذائف المدفعية والدبابات والقنابل والرشاشات، حتى أوقع مذبحة راح ضحيتها أكثر من 100 شخص، حسب تقدير المرصد السوري لحقوق الإنسان. حدث ذلك وحبر التوقيع على بروتوكول الجامعة العربية لم يجف.
ـ يوم 24/12/2011: قتل 15 شخصًا برصاص الأمن السوري، ثمانية منهم في مدينة حمص، وأربعة في حي "بابا عمرو"، وواحد في "الخالدية".
ـ يوم 25/12/2011: قتلت قوات "الأسد" أكثر من 20 شخصًا، كما تم العثور على 6 مدنيين بينهم أربعة في حمص عثر على جثثهم بعد اعتقالهم بساعات، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه "عثر في شوارع مدينة الجولة على جثامين أربعة مواطنين ظهرت على أجسادهم آثار تعذيب"، مشيرًا إلى أن "الأجهزة الأمنية ومجموعات الشبيحة كانت اعتقلتهم نهاية الأسبوع الماضي.
ـ يوم 26/12/2011: بدا الوضع الميداني على الأرض أكثر تصعيدًا في حمص وريفها، في ظل المعلومات الواردة من حمص عن تطويق الدبابات والمدرعات لعدد من أحيائها وقصفها، وعزم القوات السورية على اقتحام حي بابا عمرو، مما ينذر بوقوع مجزرة كبيرة، حيث أعلن المسئول في لجان الثوار أيمن الحمصي إن منطقة بابا عمرو مطوقة بالكامل منذ ثلاثة أيام، وقد شدد الجيش السوري الطوق عليها بالدبابات، في حين لجأ إلى مداهمة المنازل الواقعة على أطراف هذه المنطقة واعتقل معظم سكانها.
ـ فالواضح أن النظام السوري عاجز عن تحقيق ذلك الهدف من البروتوكول. ومن الواضح أيضًا أن الجماهير الثائرة مصرة على موقفها ورافضة للتراجع، لاسيما بعدما انتشرت شرارة الثورة إلى مختلف المحافظات السورية، ولاحت بعض بوادرها في دمشق وحلب، كما ظهرت بوادر الانشقاق داخل صفوف الجيش، وتزايدت أعداد المنضمين منه إلى الثوار، كما تزايدت أعداد الهاربين من الخدمة العسكرية.

 

ثانيًاـ تطورات الاحتجاجات بعد التوقيع:
1ـ مراقبة الجامعة العربية للاحتجاجات السورية:
أـ وصول فريق المراقبين سوريا(2):
* وصل الفريق الطليعي المؤلف من تسعة أعضاء من مجمل المراقبين، الذين يتوقع أن يصل عددهم الإجمالي إلى ما بين 150 و200 مراقب، قال رئيس الوفد الفريق "محمد أحمد مصطفى الدابي" الذي توجه إلى دمشق يوم 25/12/2011، لبدء مهام البعثة إن المراقبين سيعملون بكل ما لديهم من قوة وبشفافية تامة لتنفيذ البروتوكول الموقع بين الجامعة العربية وسوريا، مضيفًا:
ـ تبدأ اليوم 26/12/2011، مهمة البعثة لرصد ومتابعة ما يحدث على الأرض والإشراف على سحب المظاهر المسلحة ووقف الاقتتال كخطوة أولى للحل السياسي الدائم، وجاء ذلك وسط انتقادات بشأن اختيار الدابي، على خلفية اتهامات بتورطه في نزاع دارفور، وهو ما رفض مصدر بالجامعة العربية التعليق عليه، قائلا: إنه لا مجال للحكم على اللجنة قبل بدء عملها، وأوضحت مصادر:
ـ تبدأ البعثة مهمتها وسط شكوك حول إمكانية نجاحها في مهمتها مع استمرار أعمال القتل والعنف التي تشهدها سوريا. وتضم البعثة نحو 50 حقوقيا وسياسيا من الدول العربية، وستقوم بجولات مكوكية في المدن السورية للإشراف على وقف العنف وسحب الآليات العسكرية منها، وهى الخطوة الأولى في المبادرة العربية لحل الأزمة، والتي ستنتهي بإجراء حوار وطني شامل.
ـ قبل مغادرته القاهرة أوضح رئيس البعثة "محمد الدابي" إن مهمته تركز على تنفيذ بروتوكول البعثة كبداية للحل والحوار بين الحكومة والمعارضة، وسحب كل المظاهر المسلحة من الشارع السوري وحماية المواطنين.
ب ـ إعلان البحرين مشاركتها في البعثة(3):
* أعلنت البحرين أنها ستسهم ضمن الوحدة الخليجية التي تشارك في بعثة مراقبي الجامعة العربية لمراقبة الوضع في سوريا، وأوضحت وزارة الخارجية البحرينية:
ـ هذا القرار يأتي إيمانًا من البحرين بأهمية العمل العربي المشترك، وانطلاقًا من دورها كعضو في جامعة الدول العربية, واستنادًا لاهتمامها بالمساهمة في مراقبة الأمن والسلام في المنطقة العربية، وأخيرًا يأتي بناء علي قرار مجلس التعاون لدول الخليج العربية بإرسال مجموعة موحدة من المراقبين تمثل كافة دول المجلس ضمن بعثة جامعة الدول العربية لمراقبة الوضع في سوريا، وبعد توقيع الحكومة السورية على بروتوكول المركز القانوني ومهام بعثة جامعة الدول العربية.
ـ تندرج هذه المهمة في خطة الخروج من الأزمة التي اقترحتها الجامعة العربية والتي تنص على وقف أعمال العنف والإفراج عن المعتقلين السياسيين وسحب الجيش من المدن وحرية تنقل المراقبين العرب والصحافة في البلاد.
ج ـ نص البروتوكول العربي بصدد سوريا:
* لم يتغير نص البروتوكول في نسخته المعدلة التي جرى توقيعها بين الجامعة العربية وسوريا، باستثناء إحلال كلمة "حماية المواطنين" محل "حماية المدنيين"، وتم الاتفاق على ما يلي:
ـ تشكيل بعثة مستقلة من الخبراء المدنيين والعسكريين العرب من مرشحي الدول العربية ذات الصلة بأنشطة حقوق الإنسان وتوفير الحماية للمواطنين لإيفادها إلى الأراضي السورية برئاسة السفير "سمير سيف اليزل"، وتعرف باسم "بعثة مراقبي جامعة الدول العربية"، وتعمل في إطارها، وهى مكلفة بالتحقق من تنفيذ بنود الخطة العربية لحل الأزمة السورية وتوفير الحماية للمواطنين السوريين.
ـ تبدأ البعثة عملها فور توقيع الحكومة السورية على هذا البروتوكول وتباشر عملها بوفد مقدمة من رئيس البعثة وعدد من المراقبين يصل إلى 30 عضوًا.
ـ تتولى البعثة الاطلاع على حقيقة الأوضاع والأحداث الجارية من خلال:
 المراقبة والرصد لوقف جميع أعمال العنف ومن أي مصدر كان في المدن والأحياء السكنية السورية.
 التأكد من عدم تعرض أجهزة الأمن السورية وما يسمى بـ"الشبيحة" للمظاهرات السلمية.
 التأكد من الإفراج عن المعتقلين بسبب الأحداث الراهنة.
 التأكد من سحب وإخلاء جميع المظاهر المسلحة من المدن والأماكن السكنية التي شهدت أو تشهد المظاهرات وحركات الاحتجاج.
 التحقق من منح الحكومة السورية رخص الاعتماد لوسائل الإعلام العربية والدولية والتحقق من فتح المجال أمامها للتنقل بحرية في جميع أنحاء سوريا وعدم التعرض لها.
 للبعثة حرية الاتصال والتنسيق مع المنظمات غير الحكومية ومع المسؤولين الحكوميين ومع من تراه من الأفراد والشخصيات وعائلات المتضررين من الأحداث الراهنة.
 للبعثة حرية الحركة الكاملة وحرية إجراء ما تراه مناسبًا من زيارات واتصالات ذات الصلة بالمسائل المتعلقة بمهامها وإطار وأساليب عملها المتعلقة بتوفير الحماية للمواطنين.
 قيام البعثة بزيارة مخيمات اللاجئين في الدول المجاورة للاطلاع على أوضاعهم.
ـ تتعهد الحكومة السورية من أجل مساعدة البعثة على أداء مهمتها بما يلي:
 تقديم كافة التسهيلات والسماح بدخول المعدات الفنية اللازمة لإنجاح مهمة البعثة وتوفير مقرات لها في العاصمة السورية والمواقع الأخرى التي تقررها البعثة.
 تأمين سبل الوصول وحرية التحرك الآمن لجميع أعضاء البعثة في جميع أنحاء أراضي سوريا في الوقت الذي تحدده البعثة.
 العمل على توفير الحرية الكاملة للبعثة لزيارة السجون والمعتقلات ومراكز الشرطة والمستشفيات في الوقت الذي تحدده البعثة.
 ضمان حرية إجراء اللقاءات والاجتماعات اللازمة للبعثة لأداء مهامها.
 ضمان عدم معاقبة أو مضايقة أو إحراج أي شخص بأي شكل من الأشكال وأفراد أسرته لتواصله مع البعثة أو تقديم شهادات أو معلومات لها.
 منح البعثة وأعضائها وفقا للقوانين واللوائح المعمول بها في سوريا الحصانات التي يتمتع بها خبراء الأمم المتحدة المشار إليهم في المادة السادسة من اتفاقية امتيازات وحصانات الأمم المتحدة لعام 1946.
ـ تقدم البعثة تقارير عن نتائج أعمالها إلى الأمين العام تمهيدًا لعرضها على المجلس الوزاري للنظر فيها واتخاذ ما يلزم في هذا الشأن.
2ـ نفي "الإخوان المسلمين" السورية التورط في هجومي دمشق (4):
* نفت جماعة الإخوان المسلمين في سورية ما تردد من أنباء عن ضلوعها في التفجيرات التي شهدتها العاصمة دمشق وأودت بحياة أكثر من أربعين شخصًا، وأوضح المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا "رياض الشقفة" أن البيان الذي نسب للإخوان فهو بيان كاذب نشر على موقع مزور منسوب للإخوان، فالعملية كلها من صنع النظام المجرم.
ثانيًاـ أدلة تورط وتدبير النظام السوري في تفجيري دمشق(5):
ـ من المستحيل دخول سيارتين مفخختين بمن فيها من الإرهابيين أيًا كان عددهم، وتسير بأمان من بلدة عرسال شمال لبنان مخترقة الحدود السورية اللبنانية التي أعلن النظام نفسه أنّه قام أخيرا بتلغيمها، ونحن نعرف عدد النقاط العسكرية والاستخباراتية على الحدود السورية اللبنانية خاصة في منطقة الشمال اللبناني، حيث هناك أغلب الأحيان احتقان بين الطائفتين العلوية والسنية.
ـ لنفترض أن السيارتين نجحتا في اختراق الحدود، فكيف تمكنتا من السير على الأقل مائة وخمسين كيلومترًا من الشمال اللبناني إلى قلب مدينة دمشق؟. جيد تمكنتا من ذلك، ولكن كيف استطاعتا وهي حتمًا من مظهرها سيارات غريبة أن تدخل حي كفر سوسة المليء بالحواجز العسكرية وصولاً للمقرات المخابراتية، ونحن من عشنا في دمشق وكنا نشاهد تلك المقرات قرب إدارة الجمارك العامة، نعرف ويعرف السوريون أنه لا يسمح لأية سيارة بعبور تلك الحواجز وتقف بعيدًا عنها، ومن المستحيل اختراق تلك الحواجز الأسمنتية الضخمة.
ـ هذه العملية الإرهابية تذكرنا بعملية اغتيال المسؤول العسكري لـ"حزب الله" "عماد مغنية" في نفس منطقة المخابرات بكفر سوسة عبر تفخيخ سيارته أثناء أن كان في اجتماع مع مسؤول مخابراتي سوري، وبعد نزوله من الاجتماع وتشغيل سيارته انفجرت به ميتًا؟. لقد جاء "عماد مغنية" للاجتماع بسيارته فلماذا انفجرت بعد نزوله من الاجتماع وليس عندما شغلها أول مرة عند قدومه من شقته للاجتماع؟. وقد تسرب ما يشبه أن يكون معلومة مؤكدة أن "حسن نصر الله" في أحد اجتماعاته مع مسؤولي حزبه فور حدوث العملية، اتهم النظام السوري وشتم بعض مسؤولية، ولكن تم التعتيم على ذلك لمصلحة الحزب وفائدته من النظام السوري التي هي أهم من اغتيال "عماد مغنية" أو أي مسؤول آخر من الحزب.
ـ إن تاريخ النظام السوري منذ عام 1970 حافل بالعديد من الاغتيالات التي كانت دومًا تقدم على أنها محاولات انتحار، وقد سبق في أحد مقالاتي أن قدمت قائمة بهذه الاغتيالات التي ليست أولها اغتيال "محمود الزعبي" رئيس الوزراء الأسبق في مايو عام 2000 وليس آخرها اغتيال "غازي كنعان" في أكتوبر 2005 ومن بعده شقيقه "علي كنعان". وضمن نفس السياق عمليات القتل العديدة التي قام بها "حافظ الأسد" ضد رفاقه البعثيين قبل انقلابه وبعده عام 1970.
ـ كل تلك المعطيات من وجهة نظري تؤكد أن النظام هو من قام بإعداد وتنفيذ التفجيرات الإرهابية هذه، ليبدو للعالم أنه هو ضحية الإرهاب وليس من يقوم بإرهاب أودى بحياة ما يزيد على خمسة ألاف سوري حتى الآن، على الأقل مائتين في الأيام الأربعة الماضية.
ـ لذلك تسارعت العقوبات الدولية ضد النظام، إذ أعلنت سويسرا تجميد خمسين مليون فرنك سويسري (حوالي خمسة وخمسين مليون دولار) عائدة لشخصيات سوريا من بينها الرئيس "بشار الأسد" شخصيًا ووزير داخليته إبراهيم الشعار وضباط كبار في وزارة الداخلية وأجهزة المخابرات. وشملت العقوبات السويسرية 19 شركة و74 شخصية من الشخصيات اللصيقة بالنظام. وكذلك قامت كندا بسلسلة جديدة من العقوبات ضد النظام بسبب القمع الدامي لحركة الاحتجاجات، وتشمل هذه العقوبات حظر جميع الواردات السورية باستثناء المواد الغذائية، ووقف تصدير أية معدات مراقبة هاتفية أو معلوماتية للنظام السوري. فهل كندا وسويسرا متحالفتان مع القاعدة أيضًا ضد النظام السوري؟.


ثالثًاـ رؤى الكتاب والمفكرين:
1ـ المشهد السوري يعكس استمرارية الأزمة لأمد طويل(6):
ـ في حدود المعلومات المتاحة فإن موقف النظام السوري لا يزال قويًا بصورة نسبية على الأرض، فالنخبة القابضة على السلطة لا تزال متماسكة، والأجهزة الأمنية سيطرتها قوية على دمشق وحلب. والدعم الإيراني الكبير يساعد النظام على الثبات في الداخل ويوفر له القسط الأكبر من متطلبات الصمود والاستمرار.
ـ كما أن التأييد الروسي يقدم للنظام غطاء في الخارج يطمئن إليه. ويحول دون المضي قدمًا في تدويل الأزمة. ولا غرابة في ذلك، إذ فضلاً عن التحالف الاستراتيجي بين طهران ودمشق، الذي يوفر للطرفين وضعًا أفضل أمام التهديد الإسرائيلي، فإن إيران التي ملأت الفراغ في العراق بعد انسحاب الأمريكيين منه، تخشى إذ ما سقط النظام السوري أن يهدد ذلك مكتسباتها في العراق. وكما أن روسيا لن يكون لها موطئ قدم في الشرق الأوسط إذا سقط النظام السوري الذي يوفر لها قاعدة بحرية في ميناء طرطوس.
ـ الخلاصة.. أن الصراع في سوريا مرشح لأن يطول أجله، لاسيما في ظل ضعف المبادرات والضغوط العربية، واستبعاد احتمال التدخلات الدولية في الوقت الحاضر على الأقل، الأمر الذي يعني أن شلال الدم سوف يستمر وأن تحدي النظام غير قابل للتراجع، خاصة أنه نجح في إذكاء الحس الطائفي واستنفر العلويين ضد خطر أهل السنة، وتبادل الطرفان الخطف والقتل. وبدا أن العلويين أصبحوا مقتنعين بأن سقوط النظام يعني نهاية نفوذهم وربما وجودهم، ولذلك فإنهم أو أغلبيتهم أصبحوا يخوضون معركة حياة أو موت. بل إنهم شكلوا ميليشيات مسلحة باتت تجوب الشوارع في بعض القرى.
ـ ورغم أن أفق الحل يبدو مسدودا في الأجل المنظور، فليس مستبعدا أن يحدث انشقاق مفاجئ في النظام خصوصا إذا تم إنهاك الجيش والشبيحة، وانتهزت عناصر الجيش الحر هذه اللحظة لتكثيف الضغط عليه. وهناك همس مكتوم يتحدث عن حل للأزمة شبيه بما حدث للرئيس علي عبدالله صالح في اليمن، يسمح بنقل السلطة إلى طرف مقبول، ويمكن الرئيس بشار الأسد وجماعته من مغادرة البلاد في خروج آمن يجنب البلاد إراقة مزيد من الدماء. وقد يكون هناك مخرج آخر لا نراه.
2ـ من المسؤول عن التصعيد في سوريا؟(7):
ـ بالأمس خرجت مظاهرات سورية بعنوان "جمعة برتوكول الموت" في رسالة من المتظاهرين بأن البرتوكول يشهد خرقا فادحا من أول أيامه، حيث أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن عدد القتلى وصل إلى حوالي ٢٠٠ شخص تقريبًا منذ توقيع البروتوكول سقطوا برصاص قوات الأمن السورية، وفي المقابل أعلن النظام السوري أن أكثر من ٢٠٠٠ من أفراد قوات الأمن قتلوا منذ بدء الثورة في إشارة منه إلى استخدام المتظاهرين للعنف، ولكن الكثير من التقارير تشير إلى أن قتل قوات الأمن هذه تم على يد النظام السوري الذي سعى إلى قتل كل المنشقين من الجنود وقوات الأمن وإلصاق التهمة بالمتظاهرين.
ـ خطورة الوضع دفعت المملكة العربية السعودية مثلاً لإعلان تقليص موظفي سفارتها إلى الحد الأدنى، وليست المملكة الدولة الأولى التي تقوم بذلك، وهذا مؤشر على أن مستوى الثقة في النظام السوري حتى بعد توقيع البروتوكول منخفض جدًا، وكل هذه مؤشرات خطيرة على أن احتمالات فشل بعثة المراقبين العرب أقرب منها لتحقيقهم ولو نجاحًا جزئيًا، وهو أمر من المهم على بعثة المراقبين التنبه له، حيث لا يجب على هذه البعثة بأي شكل من الأشكال أن تكون مسوغا لتبرير أي حالة عنف في سوريا من قبل النظام.
ـ التفجيرين اللذين وقعا في دمشق وسقط على إثرهما حوالي ٤٠ مدنيًا أمر يشير إلى تطور خطير في سوريا، يعيد للذاكرة الوضع العراقي في بداياته، وسرعة اتهام النظام السوري للقاعدة بالوقوف خلف التفجيرين أمر يستدعي التوقف والنظر فيمن يقف حقًا خلف هذه التفجيرات، ومن يستهدف، وهل النظام السوري نفسه هو من يستفيد من مثل هذا العمل ومن خلال إدخال عنصر القاعدة في المسألة السورية اليوم؟.
3ـ توقيع "الأسد" على البروتوكول لكسب الوقت(8):
ـ الهجمة الدامية للنظام البعثي الأسدي وعصاباته من الشبيحة ضد الشعب السوري تفضح مواقف هذا النظام الذي يلعب على المتناقضات والمهل ويمارس هوايته في المراوغة واللف والدوران بينما يسفك يولغ في الدم يوميًا.
ـ يمارس "بشار الأسد" لعبة الاستغباء مع العرب والعالم، ويحاول أن يغرقهم في التفاصيل لكي يجد لنفسه فسحة من الوقت عله يقدر على قمع السوريين أو قتلهم، وهو مصر على إغراق الجميع في "التفاصيل المراوغة" لأن الآخر عليه أن يجيد السباحة في التفاصيل لكي لا يغرق كما قال وزير خارجيته وليد المعلم، لكن هذه اللعبة التي انطلت على الكثيرين، لم تنطل على الشعب السوري الثائر الذي يصر على إسقاط النظام ومحاكمته، وهو بهذا يحدد الاتجاه الوحيد لنهاية الأزمة في سوريا، فهي تمر عبر طريق واحد هو رحيل النظام، وبدون هذا الرحيل فإن الثورة مستمرة، ولقد عبر السوريون عن موقفهم الواضح عندما أطلقوا على الجمعة الماضية "جمعة بروتوكول الموت"، واعتبروا الاتفاق الذي وقعته الجامعة العربية مع نظام الأسد وصفة للموت، وهي وصفة مرفوضة بشكل كلي، لأنها لا تحمي الشعب الذي يقتل يوميا بالعشرات وتقدم "طوق نجاة" لبشار الأسد ونظامه.
ـ من العبث الافتراض أن الشعوب ستتراجع عن أهدافها أو أنه يمكن الضحك عليها بمبادرات وبروتوكولات لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به، ومن العبث القاتل إهدار الوقت بينما تسيل انهار من الدماء في الشوارع والميادين، فسيرورة الأحداث تتحرك قدمًا إلى الأمام، وهي حركة تعني أن الواقع الحالي مرفوض وغير قابل للبقاء تحت أي ذريعة أو حجة، ومن هنا يبرز السؤال التالي: ما هو المطلوب للخروج من هذه الحالة الراهنة؟ والإجابة هي باعتماد أحد النموذجين التونسي أو الليبي. سوريا فيبدو أنها اقرب إلى النموذج الليبي، إذ لا يظهر نظام "بشار الأسد" أي ليونة أو مرونة باتجاه التخلي عن السلطة، وهو لا يقدم سوى تنازلات تكتيكية لإضاعة الوقت في محاولة لاسترجاع المواقع التي خسرها في الشارع.
ـ على الرغم من تلويح نظام "بشار الأسد" بزلزال يحرق المنطقة وتلويح حلفائه في "حزب الله" بحرب متدحرجة ستشمل الجميع، إلا أن هذا النظام أكثر هشاشة وأقل قدرة على الفعل، خاصة إذا تم تحجيم الحليف الإيراني الذي سيفكر ألف مرة قبل الدخول في حرب من أجل إنقاذ "الأسد" ونظامه، وهي الحرب التي يمكن أن تكون وبالاً عليها إذا حدثت مع حقيقة هزيمة الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان، مما يعني وجود جبهتين ملتهبتين ضد إيران في الشرق والغرب، يسكنهما كثير من الناقمين على إيران بسبب دعمها للاحتلال الأمريكي في البلدين، وإذا ما رغبت إيران بخوض حرب من أجل "الأسد" ونظامه فإن عليها أن تحسب حساب حريق لن يظل بالضرورة بعيدًا عن طهران، ولهذا السبب يرجح أن إيران لن تقدم على أي مغامرة من شأنها أن تبدد مكاسبها التي جنتها بسبب الاحتلال الأمريكي في العراق وأفغانستان ويهدد حليفها في لبنان.
4ـ اتهام النظام السوري لـ"القاعدة" بتفجيري دمشق باطل(9):
ـ بدأت مسرحية الأداء السياسي والأمني مع إعلان النظام السوري تسلل عناصر من تنظيم "القاعدة" عبر لبنان بهدف تنفيذ أعمالٍ إرهابية، وأن التفجير الذي حدث في العاصمة السورية بموقعين أمنيين كان من تدبير تنظيم "القاعدة"، وبلغت المسرحية ذروتها حين قال النظام السوري إن "التحقيقات الأولية" تشير إلى توريط القاعدة، وكأنهم يعلمون شيئًا عن التحقيقات الأمنية أو العدالة الاجتماعية، ولم يحققوا في مقتل "عماد مغنية" ولا في مقتل وزير الداخلية :"غازي كنعان" ولم يقبل النظام لجنة التحقيق في اغتيال "رفيق الحريري"، الآن فقط جاء "التحقيق".
ـ العراقيون يعلمون جيدًا دعم النظام السوري للقاعدة منذ 2001 حتى إن نائب وزير الخارجية الأمريكي السابق قال عام 2003: "إننا لم نحصل على الدعم الكامل من الحكومة السورية فيما يتعلق بمشكلة القاعدة. لقد سمحوا لأفراد القاعدة بالدخول والاستيطان فعليًا في سوريا بعلمهم وتأييدهم"، وأذكر بمقال كتبه الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى "مايثو ليفيت" الذي جاء فيه:" إن الرعاية السورية للإرهاب تشمل الدعم النشط لحزب الله، وتقديم ملاذ آمن للقاعدة" ويشير إلى قادة مهمين في تنظيم القاعدة يسكنون سورية بعلم النظام السوري مثل "الملا فؤاد".
ـ الغريب أن وجود تنظيم القاعدة في سوريا لا يقتصر على الوجود الشكلي، بل على صفقة متبادلة بينهم وبين النظام السوري، فهو أَمنَ لهم سبل التدريب وسَهل لهم الوصول إلى العراق، وطوال تواجد التنظيم على أرض سورية لم تطلق القاعدة رصاصةً واحدة في وجه الأمن السوري، حتى إن الخلايا التي مرت على سوريا وقبض عليها سواء في إيطاليا أو غيرها تتحدث عن "وصول آمن للمال"، وهذا يدل على أن القاعدة ليست على عداءٍ مع النظام السوري، بل في تقاربٍ ربما يكون نتيجة صفقة.
ـ إدخال القاعدة في ملف الثورة السورية وبعد التوقيع على بروتوكول الجامعة العربية يدل على أن النظام يحاول ممارسة التشويش على الذين سيأتون لمشاهدة الوضع الجاري في سورية، بعد عشرة أشهر من بدء الثورة السورية تأتي المبادرة بكل جلبتها لتخلص إلى بروتوكول عادي، والوفد الذي سيزور سوريا لن يرى إلا ما سيسمح له النظام برؤيته، ولا تَقل المبادرة العراقية إخفاقًا عن المبادرة العربية والتي انتهت إلى بروتوكول يتيم، يسعى النظام العراقي بقيادة "نوري المالكي" إلى تنفيذ وصية إيرانية لغرض إنقاذ النظام السوري الذي تتساقط أطرافه يوماً بعد يوم، وإذا لم تفعل الجامعة العربية شيئاً ملموساً تجاه السوريين فإن الكارثة الإنسانية ستتضاعف، لن تكون للمبادرة العربية ولا العراقية فعالية من دون إجراءات ضد النظام السوري لكسر نرجسيته وإيقاف مجازره.
ـ النظام السوري يعيش الآن قصة الصراع مع الانهيار، وهو من أجل البقاء لديه الاستعداد لتسليم قدراته الاقتصادية الحيوية للروس لحمايته من قرارات مجلس الأمن، وحتى يستمر في البقاء يخترع قصصاً عجيبة لا يصدقها العقل، حيث يُحمّل تنظيم القاعدة الذي كان هادئًا منذ عقدٍ كامل بتفجيرين بدمشق، وذلك وفق "تحقيقات أولية".
ـ استخدم النظام السوري القاعدة في السلم، وهو يستخدمها الآن في الحرب، يستخدمها إعلاميًا، وإلا يمكنه إن كانت القاعدة متورطة أن يقبض على القياديين من التنظيم بسوريا والذين يعلم جيدًا أماكن تواجدهم ومقار تدريبهم.
5ـ أهداف "الأسد" من اتهام "القاعدة" في تفجيري دمشق(10):
* الرسائل التي يود النظام السوري إيصالها إلى الخارج والداخل من وراء اتهامه للقاعدة بتورطها في تفجيري دمشق، هي:
ـ الرسالة الأولى: يوجهها النظام إلى الغرب وتحديدًا أمريكا وإسرائيل، على أن القاعدة باتت تعيث خرابا في بلاد الشام وما عليكم إلا أن تساعدوه فها هو الآن يعاني من إرهاب القاعدة، بعد أن فشل هذا النظام ومنذ 15 /2011 ولغاية اليوم من إقناع العالم على إنه يحارب "عصابات مسلحة" فبدأ بتغيير المصطلح إلى " القاعدة"، مع تنفيذ انفجارين مصطنعين (انتحاريين) من توليفة المخابرات بالرغم من أغلب الصور المعروضة على التلفاز السوري كانت لضحايا متفحمة وغير معروفة الملامح.
ـ الرسالة الثانية: التي يود النظام إيصالها إلى الجامعة العربية والوفد المرسل، هي: إنكم لن تتابعوا أي أمر في الداخل السوري، النظام سيقدم لكم جرائم طازجة ومن صنع القاعدة، لكي تنحصر مهمتكم في هذا الاتجاه، أي إن قبوله للبرتوكول ما هي إلا مجرد خدعة آنية سيكشفها المراقبين عاجلاً أم آجلاً، وكما علم من بعض المصادر في الداخل، بأن بعض أعضاء الوفد بدأ بالتنقل إلى لبنان للرجوع إلى الجامعة العربية، كونهم رأوا أنفسهم محصورين في الفندق وبدون توفير أي وسيلة اتصال ومتابعة شديدة من عناصر الأمن على تحركاتهم، أي إن مهمتهم فشلت منذ اليوم الأول.
ـ الرسالة الثالثة: موجهة إلى الداخل، والهدف منها طرح البدائل الأمنية الأخرى لقتل المتظاهرين وهذه المرة بالسيارات المفخخة، أي بإمكان النظام يوميًا تفجير أكثر من سيارة وفي أكثر من مدينة سورية على أنها من أعمال القاعدة، وذلك لتوجيه بوصلة الثورة والهدف الذي يسعى إليه الشعب إلى مسارات أخرى، يراد منها تعنيف الثورة السورية وإلصاق صفة الإرهاب بها.
ـ الرسالة الأخيرة: موجهة أيضًا إلى الشعب السوري وهي خطوة استباقية من النظام، أنه سيقوم على "حماية الشعب" من القاعدة، و ذلك بوضع متاريس ضخمة في مداخل ومخارج كل المدن السورية وبشكل خاص دمشق، وربما يعمل على صنع "منطقة خضراء" فيها، على غرار المنطقة الخضراء في بغداد، لجعل المدن وخاصة العاصمة عصية على المتظاهرين في حرية الحركة والتنقل وعدم الوصول إلى القصر الجمهوري في يوم من الأيام.
6ـ أخطاء الجامعة العربية بحق الشعب السوري(11):
* الجامعة العربية ارتكبت 3 أخطاء جسيمة بحق الشعب السوري:
ـ أنها لم تفعل للثورة السورية كما فعلت للثورة الليبية حين رفعت الغطاء العربي عن النظام الليبي وأعطت الضوء الأخضر لمجلس الأمن لحماية الليبيين من نظامه القمعي، وقد راهنت الجامعة مراهنة فاشلة على انقياد النظام السوري وقبوله بالحل العربي، وهو حل وهمي لن يجد تطبيقاً واحداً في تاريخ الجامعة العربية منذ إنشائها إلى اليوم. لقد راهنت الجامعة على مبادرتها وهي الأعلم بطبيعة النظام السوري المستعصية على الإصلاح والمناقضة للتعهدات!
ـ أنها مدت في عمر هذا النظام عبر اتباعها سياسة المهل المتتالية التي لم يحترمها النظام، بل استغلها في مزيد من المجازر، ويكفي للتدليل أن عدد من سقطوا بين جمعتي الجامعة العربية تقتلنا وبروتوكول الموت يتجاوز الألف، مما يحق للسوريين أن يقولوا إن الجامعة تتحمل جانبًا من المسؤولية.
ـ أنها وافقت على توقيع النظام بعد انتهاء المهل المحددة له وبشروط سورية غير مبررة، ومعنى ذلك أن الجامعة لم تحترم مهلها وكان المفترض أن تقول لسورية إن التوقيع بعد انتهاء المهل لا قيمة له، أشبه بأداء الصلاة خارج وقتها.
ـ المبادرة العربية حملت بذور فشلها منذ البداية، في بنود يصعب تطبيقها، بل مراقبتها في ظل نظام شديد المراوغة من قبل مراقبين لا حول لهم ولا قوة يستجدون حماية النظام! ما كان لهذا النظام أن يرعوي ويرتدع بالحل العربي أبداً!
ـ فالعرب في كل تاريخهم أعجز من أن يحلوا مشكلة عربية واحدة، وكان الأليق بالجامعة أن تعترف بعجزها وتحيل الملف إلى مجلس الأمن كما فعلت مع ليبيا، لا من أجل الشعب السوري فحسب، ولكن من أجل كرامتها وسمعتها كما يقول المفكر السعودي "راشد المبارك": ليس المطلوب من الجامعة الانتصار لمظلوم ومنع القتل، بل قبل ذلك ومع ذلك، الانتصار لذاتها والدفاع عن كرامتها التي عرضتها للهوان.
ـ آن للجامعة أن تثأر لكرامتها وترد اعتبارها وتتحمل مسؤوليتها التاريخية، فتلغي مبادرتها، وتعتبر توقيع النظام كأن لم يكن في ظل المجازر المرتكبة، وتحيل الملف برمته إلى مجلس الأمن، فذلك هو الحل الأنجع لحماية السوريين، وحتى لا نقع في خطأ التعميم في الأحكام يجب فرز المواقف العربية في هذا الشأن.
(1) إعداد وحدة الدراسات الأمنية بمركز الخليج للدراسات الاستراتيجية، 26/12/2011.
(2) نيويورك تايمز، لوس أنجلوس تايمز، جارديان، الشرق الأوسط، وكالة الأنباء السورية، تشرين السورية، الشرق الأوسط، القدس العربي، الشروق، الحياة، إيلاف، الخليج الإماراتية، أخبار الخليج، البيان الإماراتية، وكالة الأنباء البحرينية، النهار اللبنانية، الدستور الأردنية، الجريدة الكويتية، وكالة الأنباء الفرنسية، أسوشيتد برس انترناشونال، رويترز، وكالة الأنباء الألمانية، العربية نت، الجزيرة نت، راديو سوا، إذاعة سويسرا، الأخبار، الأهرام، اليوم السابع، 26/12/2011. 
(3) وكالة الأنباء العمانية، الخليج الإماراتية، 25/12/2011.
(4) الشرق الأوسط، القدس العربي، الشروق، الحياة، إيلاف، الخليج الإماراتية، أخبار الخليج، البيان الإماراتية، 26/12/2011.
(5) أحمد أبو مطر، إيلاف، 25/12/2011.
(6) الشرق القطرية، فهمي هويدي، 25/12/2011.
(7) الوطن السعودية، 25/12/2011.
(8) الشرق القطرية، سمير الحجاوي، 25/12/2011.
(9) بينة الملحم، الرياض السعودية، 25/12/2011.
(10) عبدالباقي حسيني، إيلاف، 25/12/2011.
(11) عبدالحميد الأنصاري، الجريدة الكويتية، 26/12/2011.

محاولات إقحام لبنان في الأزمة السورية
* عضو كتلة "المستقبل" النائب "جمال الجراح":
ـ قول وزير الدفاع "فايز غصن" إن عناصر من "القاعدة" تتسلل من لبنان إلى سوريا، وليس العكس، ربما هو اختلاط في الأمر عليه عندما طُلب منه أن يدلي بهذا التصريح.
ـ بعض الوزراء يحاولون توريط لبنان في الأزمة السورية، التي قد يكون لها تداعيات خطيرة على الوضع اللبناني.
ـ "عرسال" ليست ممرًا لتنظيم "القاعدة"، وليس لنا تاريخ في احتضان الأصوليات، بل إن النظام السوري كان يرعى هذه الأصوليات، ونحن لا ننسى كيف صدر "فتح الإسلام" إلى مخيم "نهر البارد"، وإرسال "القاعدة" إلى العراق.
ـ الترابط بين حديث وزير الدفاع فايز غصن وتفجيرات سوريا، لاسيما أن التحاليل العسكرية والتحقيقات تقول إن النظام هو من قام بالتفجيرات في دمشق، وكان الأفضل ألا يتورط وزير الدفاع اللبناني بالتصريح الذي أدلى به.
(*) الشرق الأوسط، 25/12/2011.
احتمالات الحل السياسي تتضاءل بعد تفجيري دمشق
كتبت صحيفة الشرق القطرية(25/12/2011)، قائلة إن إحتمالات الحل السياسي في سوريا قد تضاءلت بشدة، نتيحة الاستخدام الواسع النطاق للعنف ضد المحتجين. وتتابع الصحيفة أن الموقف في سوريا حالياً متوازن، فالثورة غير قادرة على اسقاط النظام، والنظام بدوره غير قادر على القضاء على الثورة، وبالتالي تزداد الأزمة تعقيداً، بينما ستمر العنف، وتزداد أعداد القتلى والجرحى. وتخلص الصحيفة إلى أن أفق الحل السياسي بين الحكومة، والمعارضة يبدو مسدوداً بسبب العنف، والدماء المتدفقة في سوريا.
ويعلق "ياسر الزعاترة" في صحيفة الدستور الأردنية (25/12/2011) على التفجيرات الأخيرة في دمشق، قائلاً إن هناك شكاً كبيراً ينتاب العديد من المراقبين حيال المسئول عن هذه التفجيرات. فالمخابرات السوريه –وفق الكاتب- لها خبرة كبيرة في اختراق تنظيم القاعدة، والتنظيمات الإسلامية المسلحة، بل وتصديرها إلى دول الجوار، كما حدث بعد الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003. ويتابع الكاتب أن هذه الخبرة المخابراتية السورية، لا تعني بالضرورة انعدام قدرة تنظيم القاعدة على استهداف أهداف أمنية سورية. ويضيف الكاتب أن الاحتمال الأرجح، هو حدوث اختراق أمني خطير، أدى لهذا الهجوم، الذي ربما شنه منشقون ناقمون على النظام، أو مسلحون إسلاميون، مع عدم استبعاد احتمال فبركة النظام لذهه الهجمات، في ظل القبضة الأمنية المشددة في حلب ودمشق بشكل خاص.
ويرى "عبد الله اسكندر" في صحيفة الحياة اللندنية (25/12/2011)، أنه بغض النظر عن هوية المسئول عن تفجير دمشق، فإن نجاحه في اجتياز الاحتياطات الأمنية، ووصوله للمقرات الأمنية، يعد دليلاً على صول الوضع السوري إلى مرحلة خطيرة للغاية. ويقول الكاتب إن التطرف الديني في سوريا يتغذى من عامل القمع الأمني العنيف ضد المعارضين، وعامل الفراغ الأمني الخطير نتيجة الانتفاضة المستمرة منذ عشرة أشهر، والانشقاقات المتزايدة في صفوف الجيش. ويضيف الكاتب أن الحل الوحيد للخروج من الأزمة الحالية هو بقبول تنفيذ المبادرة العربية تنفيذاً حقيقياً على أرض الواقع، وتسهيل عمل المراقبين العرب في سوريا، وحفظ حق التظاهر السلمي، وسحب الجيش من المدن، وبدء حوار وطني حقيقي، وجاد.
أما "عبد الرحمن الراشد" في صحيفة الشرق الأوسط (25/12/2011)، فينقل عن جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، نفيهم الضلوع في تفجيري دمشق. ويقول الكاتب إن هذا النفي يعزز احتمالات أن تكون المخابرات السورية هي التي نفذت هذا الهجوم،  من أجل نعزيز موقفها، وحججها الإعلامية، وتوفير المبرر لاستمرار عمليات القتل في سوريا. ويرى الكاتب أن ادعاءات دمشق عن تورط الإخوان المسلمين، أو تنظيم القاعدة في تفجيرات دمشق، هو ادعاء كاذب، وأن النظام هو المسئول عن مثل هذه الهجمات، إستناداً إلى تاريخ طويل مشابه من العمليات التي قام بها، ثم ألصقها بمعارضيه.
عالم دين سوري يدعو "الأسد" إلى وقف العنف والاحتكام للعقل
قالت صحيفة الشرق الأوسط (25/12/2011) إن شيخ قراء الشام قد دعا الرئيس السوري إلى وقف العنف والاحتكام لصوت العقل. ونقلت الصحيفة عن الشيخ "كريم راجح" شيخ قراء الديار الشامية، قوله للرئيس السوري "بشار الأسد" إن سوريا أقوى منمن يحكمها، وأن التعذيب والقتل، لن ينجحا في إسكات الشعب، داعياً "الأسد" إلى للاحتكام للعقل والمنطق والنظام، لأن الفوضى ليست في مصلحة النظام أو الشعب. وأكد الشيخ "كريم" على حرمة الدم الذي يراق، والذي اعتبره أغلى وأهم من المناصب والسلطة. وأضارت الصحيفة إلى أن تصريحات "راجح" جاء عبر كلمة مسجلة منشورة على موقع التواصل الاجتماعي "يوتيوب"، حيث تداولها الناشطون السوريون في اليومين الماضيين بشكل واسع، وقامت معظم مواقع المعارضة السورية بنشرها على صفحاتها.
روسيا تعرض اللجوء على "الأسد" وتصاعد العنف في حمص
تناولت صحيفة الفجر الجزائرية (26/12/2011) الأزمة السورية، ونقلت عن صحيفة معاريف الإسرائيلية قولها إن روسيا اقترحت على نائب الرئيس السوري "فاروق الشرع"، أن يتولى مهام الرئيس "بشار الأسد" لفترة انتقالية، حتى إجراء انتخابات جديدة، على أن يحصل "الأسد" على لجوء سياسي في موسكو، للخروج من المأزق الراهن في سوريا. وتابعت معاريف عن مصدرين إسرائيليين رسميين قولهما إن "فاروق الشرع" زار موسكو سرا في 16 ديسمبر الجاري، والتقى وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" ومسئولين آخرين. وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن مسئولين في الكرملين أقروا بزيارة الشرع لموسكو على خلفية الأزمة التي تشهدها سوريا والاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام، لكن المسئولين الروس رفضوا الإفصاح عن تفاصيل أخرى.
وكتبت صحيفة الحياة اللندنية(26/12/2011)، قائلة إن سكان وناشطون أفادوا بتعرض أحياء بابا عمرو والخالدية والبياضة والقصور والوعر وكرم الزيتون في مدينة حمص، إضافة إلى مدينتي تلبيسة والرستن في محافظة حمص لقصف عنيف وملاحقات أمنية عبر الشوارع منذ فجر الأحد في ظل مساع محمومة من السلطات للقضاء على أية مظاهر للمقاومة من عناصر منشقة عن الجيش تتخذ من هذه الأحياء في حمص مأوى لها، قبل بدأ بعثة المراقبين العرب عملها سوريا، وزيارتها لمعاقل الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري. ونقلت الصحيفة تحذير المجلس الوطني السوري المعارض من خطر "إبادة جماعية" و"جرائم ضد الإنسانية" في حمص، يستعد النظام لارتكابها.
صراع القوى والمصالح على الأرض السورية
يرى "عريب الرنتاوي" في صحيفة الدستور الأردنية (26/12/2011) أن الصراع في سوريا، هو صراع متشابك بين قوى عديدة، تمثل لها الأزمة فرصة تسوية حساباتها، وتحقيق أهدافها. فالصراع في سوريا –وفق الكاتب- هو صراع بين عدة تناقضات، هي:
• الصراع بين دعاة الديمقراطية وأنصار الاستبداد والحكم المطلق.
• الصراع بين معسكر الاعتدال، ومعسكر الممانعة.
• الصراع على النفوذ إقليمياً ودولياً في المشرق والخليج العربي.
• الصراع المحتدم بين الإسلام السني الذي تقوده السعودية، وبين الإسلام الشيعي المدعوم من إيران وحزب الله لإنقاذ سورية العلوية، بعد أن سقط العراق في قبضة النفوذ الإيراني.
• الصراع الأيديولوجي بين الإسلام السني المعتدل على الطريقة التركية، والإسلام السلفي المتشدد على الطريقة المصرية.
أ.ه

 

 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع