..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

حول هجرة اللاجئين إلى دول أوروبا

عبد المنعم زين الدين

٣١ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7325

حول هجرة اللاجئين إلى دول أوروبا
المنعم زين الدين 00000.jpg

شـــــارك المادة

الفساد والهجرة:
يغالط نفسه من يقول إن مستوى الالتزام الخلقي والديني لا يقلُّ عند كثير من الأُسَر حال خروجها من بيئتها الاجتماعية التي نشأتْ فيها، خاصة إذا كان الخروج عشوائياً، ذلك لأن أسباب الالتزام عند كثير من الناس تكون خليطاً ما بين تقوى الله والخجل من الناس والمحيط في البيئة الإسلامية التي يعيش فيها، فإذا كانت النسبة الثانية هي الأكثر في دافع الالتزام فحدّث ولا حرج عن هذا الفساد حال خروج الفرد من تلك البيئة إلى بيئة لا تعرف عنه شيئاً ولا تعيّره بخرق تقاليد بلده.
وأكبر مثال على ذلك عندما خرج النازحون من بيوتهم إلى المخيمات أو حتى إلى دول الجوار، بدأنا نسمع عن قصص وفضائح ومشاكل يندى لها الجبين (طبعاً دون تعميم).
وقد كتبت في ذلك مقالاً منذ سنة بعنوان (الفساد الأخلاقي عند غياب الرقيب).
وهذا ليس خاصاً بالسوريين بل في كل حالة مشابهة، فقد عايشنا قصصه في سورية أيام نزوح اللبناننين والعراقيين إليها.
الآن البعض يحاول أن يقنعنا أن من يهاجر الآن إلى أوربا هم أناس محصنون من الفساد وسيستفيد منهم الإسلام، وأننا سنرى بعد سنوات أوربا وقد اهتدت بفضل هؤلاء، ويستشهدون بقصص فتح ماليزيا وأندونيسيا عن طريق التجار المسلمين.
أقول: أتمنى ذلك وإن كانت الصور التي تصلنا من هناك للشباب المائع المستهتر لا تدل أنهم في طور الدعوة للإسلام، بل على العكس نحن نرى حقدهم على كل ما هو إسلامي قبيل الذهاب إلى هناك بدعوى أن المسلمين خذلوهم والغرب احتضنهم والفصائل متقاتلة والإسلام مشوه والغرب هو بلد الحرية والعدل، فإذا كان هذا حال من يذهب فهو أولى أن يهتدي للنصرانية لا أن يهدي غيره للإسلام، بل ربما يكون سلوكه مانعاً من هداية الغير للإسلام.
فالمعروف أن الدعاة الذين يهتدي على يدهم غير المسلمين هم دعاةٌ مؤهلون ومدرَّبون وعلى كفاءة ودراية وخبرة وسلوك مدروس شديد الاتزان.
كما هي صفات الأوائل الذين ذهبوا التي كانت تتمثل في الصدق في التجارة والأمانة في البيع والوفاء بالوعد ونحو ذلك، وليس تزوير الأوراق والرشوة والتحايل على الحدود والسب والميوعة والسرقة.
لقائل أن يقول: إنك تتهم الجميع وهذا لا يصح، فأقول أكرر أني لا أعمم ومع ذلك فمن أعنيهم هم الحالة الغالبة للاسف.
ولقائل أن يقول: إنك تبالغ في حجم الفساد والفسق هناك، وأن الشباب ليس بالضرورة أن يتأثر بالجنس والشهوات، أقول سبحان الله مكابرة وخداع لم ينفع الغرب إلى أن وصل به الحال أن أقرّ زواج المثليين، وهم يظهِرون زهدهم في الفتن، ونبينا يقول ما تركت من بعدي فتنة أشد على الرجال من النساء، ونحن ندعي أنها أهون الفتن، خاصة من شباب عاش محروماً نوعاً ما من رؤية هذه المناظر في الطرقات فكيف سيكون حاله إذا دعته ذات قبح وفقر ناهيك عن ذات منصب وجمال؟
وأكرر القول: إن كلامي وكلام من يوافقني لن يرضي الكثير، ولكننا إذا لم نتحدث الآن سنجد في المستقبل من يقول لماذا سكت العلماء عن هذه الهجرة، ولم يبينوا للناس.
ولقائل أن يقول: الأولى أن توجهوا الحديث للدول العربية والإسلامية، التي لم تستضف هؤلاء، فأقول: نحن حديثنا مع أهلنا وشعبنا، أما حكام العرب فهم لا ينتظرون منا إشارة لينفذوا طلباتنا ولقد خذلوا الثورة منذ بدايتها بأكثر من ذلك، خذلوها بعدم تقديم الدعم الحقيقي للثوار والعمل على توحيدهم، وليس تخاذلهم مقتصراً على صدّ الهجرة، حيث يبررون بأنهم لا يريدون توطين السوريين خارج بلادهم، وبالتالي نصحنا للناس لا يرفض بدعوى أن علينا أن نتوجه للحكام ونترك شعبنا.

***

أوربا الرحيمة، والعمة ميركل:
هذا أقصى ما يتمناه الغرب من شبابنا، بعد كل إجرامه بحق ثورتنا، حيث تخاذل عن دعم الثوار، ولم يعمل على معاقبة المجرم، وتناسى مأساتنا وما استخدمه النظام بحق أهلنا، وتغافل إعلامه وقادته عن مناشدات الشعب بوضع حدٍّ للجزار وفك الحصار عن الشعب.
ومضت أربع سنوات من الثورة لم تستقبل فيها أوربا اللاجئين ووضعت الحمل على تركيا بمفردها التي صار الناس الآن يتذمرون منها، بعد أن بذلتْ لهم ما بذلتْ وكان صوتها وحيداً يوم أن خرستْ أصوات الأوربيين والأمريكيين عن استضافة المهاجرين الهاربين من القمع.
الآن: وحتى يتم تفريغ الثورة من شبابها، وإظهار أوربا بمظهر الحنون المشفق على الشعب الذي قام بما عليه وزيادة، وأن على الشعب أن يتقدم لها بالشكر، ومؤازرة لإيران في طلبها تفريغ سورية من الشباب السنة، تأتي هذه الموضة، موضة استضافة اللاجئين، في استغباء واضح لعقولنا.
فإذا كانت أوربا عطوفة على السوريين لماذا لا تضع حداً لسبب هجرتهم، أليست قادرة؟ بلى لكنهم قومٌ يكذبون، وإذا كانوا قد أفادوا اللاجئين بكرمٍ حاتميٍّ نادر، فبماذا أفادوا من هم للآن تحت الحصار والقصف، هلاّ قدموا الدواء والعلاج والغذاء للمحاصرين على الأقل؟
حقاً إن كثيراً من الشعوب تنسى، وذاكرتها ضعيفة للأسف، المتآمرون علينا بالأمس هم أحبابنا اليوم، فألمانيا التي عارضت تسليح الثوار بالأمس هي اليوم ميركل الوفاء، ولا ندري غداً إذا استضافت أمريكا هؤلاء اللاجئين هل سيصبح الخال أوباما "شيخ الشباب"؟
أنا يمكن أن أتفهم تعاطف أوربا مع السوريين إذا قطعت علاقاتها فوراً مع إيران ووضعت حداً لتدخل حزب اللات، وطردتْ ممثلي النظام من الأمم المتحدة وألغتْ الاعتراف بجواز سفره وجامعاته ومؤسساته، وكلها أمور بسيطة لا ترقى للتحرك الفعلي الذي يجب أن يكون بقرار واضح بالإطاحة بالأسد وزمرته ومعاقبته فوراً، وتمكين الشعب من حريته.
فكفاكم كذباً ودجلاً، تريدون باستضافة بعض اللاجئين وعبر تشريدهم على الطرقات والبحار وإذلالهم على الحدود والأسلاك الشائكة، أن تقنعونا أنكم الأب الرحيم والأم العطوف !!!

***

من خرج لاجئاً بالزوراق لأوربا.. هل سيعود إلينا قاصفاً بالطائرات يوماً ما؟

يسهب كثير من المفتونين بالحضارة الغربية الزائفة في الحديث عن الحرية الدينية الموجودة في بلاد الغرب والتي تفوق برأيهم حرية المسلمين في بلادنا العربية والإسلامية في مغالطة واضحة للواقع، وذلك من خلال الأمور التالية:

1- الحرية الدينية المسموح بها هناك يقابلها بأضعاف مضاعفة حرية تفلتٍ وشذوذ أخلاقي يتمثل في السماح بالشذوذ الجنسي والخمور والعلاقات خارج إطار الزواج والمصاحبة وإلغاء القوامة، وغيرها من الأمور التي تهدم الإسلام باسم الحرية، وتخالف حرية المسلم في أن لا يرى تلك المظاهر وأن يجبر على تعليمها لأولاده في المدارس.

2- كثير من الدول تمنع بعض الشعائر الإسلامية: فعلى سبيل المثال، هناك دول من بينها فرنسا منذ عام 2004م تمنع ارتداء جميع ما يرمز إلى الدين بشكل صريح؛ يشمل ذلك الحجاب في المدارس الحكومية والجامعات أو الأماكن الحكومية، وفي أثينا - اليونان المعبر إلى أوربا لا يسمح للآن بإقامة مسجد فيها.

3- دولٌ نكّلت بالمسلمين وذبحتهم ذبحاً الآن تريد أن تستثمر ورقة اللعب بدماء السوريين لمسح رصيدها الإجرامي بحق المسلمين: كيف يمكن أن نأمن لها؟ فصربيا مثلاً تستقبل 32 ألف لاجئ سوري في الأشهر الثلاث الأخيرة، صربيا التي قتلت أكثر من مئة ألف مسلم وهجّرت أكثر من مليون مسلم واغتصب جنودها أكثر من سبعين ألف فتاة مسلمة ونكّلوا بالمسلمين، وفي قرية واحدة تدعى سربرنتشا قتلوا أكثر من عشرة الاف مسلم بتواطؤ مفضوح من الأمم المتحدة.

التساؤل الآن: وبعد أن يذهب شبابنا إلى هناك وهو مبهور بحضارتهم الزائفة، محتاج لمعونتهم، مفتون بما عندهم، بعد مدة سنراه قد ألِف ما عندهم من مخالفات للدين ورضي عنها وداخلته محبتهم وبعد مدة تتحول المحبة والإعجاب إلى ولاء خاصة إذا تم منحه الجنسية، وقد يتطور الولاء في يوم ما للقتال ضد المسلمين، خاصة في ظل مخططات وجهات ومنظمات تفرّغ نفسها لهذه المهمة، كما حصل في أمريكا عندما جندوا المسلمين لقتال الأفغان.

 

 

 

صفحة الكاتب على فيسبوك

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع