..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

ضحايا السنّة... عندما يصم العالم أذنيه

عوض السليمان

٢٧ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6741

 ضحايا السنّة... عندما يصم العالم أذنيه
بورما و000.jpg

شـــــارك المادة

لم تضف أحداث سجن رومية جديداً على المشهد العالمي، فنحن اليوم في زمن تعذيب المسلمين وفتنهم عن عقيدتهم. هي محاكم تفتيش بكل معنى الكلمة، وإن كانت المحاكم الإسبانية قد أدينت من بعض الجهات، فإن محاكم التفتيش المعاصرة تلقى ترحيباً دولياً وإقليمياً، بل ومن بعض السنة أنفسهم، الذين يتعيشون على قاذورات الغرب وفتات طعامهم.

ما كشفته مصورات "رومية" لا يرقى إلى جزء يسير من حقيقة التعذيب الذي يتعرض له السنّة في معظم مناطق العالم بما فيها الإسلامية، ولا يصمّ العالم أذنيه إلا عندما يكون السنّي هو الضحية.

ما يحدث في سجن رومية، أهون ألف مرة مما يلقاه مسلمو الإيغور الذين منعوا من صيام رمضان، على مرأى بان كيمون وواشنطن، فضلاً عن عواصم عربية وإسلامية، ولم يقم أحد من كل هؤلاء بإدانة هذا التصرف الذي يستحي الشيطان من فعله، بل إن دولاً عربية تدعي تمثيل المسلمين، تتعاون مع الصين بمليارات الدولارات، ولم تهتمّ بأن بكين قتلت حتى اليوم أكثر من مليوني مسلم من الإيغور.

يتضح بسهولة للرائي أن المخابرات الغربية قد خدرت ضمائر كثير من العرب والمسلمين، فالناس يموتون من الجوع في الصومال المسلمة، وتشوى أجساد السنة بالنار في إفريقيا الوسطى وفي بورما، ويحرم المسلمون من بناء المساجد في أنغولا، ويمنع الحجاب في فرنسا. ويقتل كل يوم آلاف المسلمين، ويتهمون في الوقت نفسه بالإرهاب.

قتل في سورية حتى اليوم أكثر من مليون سنّي، ولم تقم الدول الإسلامية بالرد على بشار الأسد العلوي، أو إيران الشيعية، بل تساهم هذه الدول بتفريغ سورية من مسلميها بشكل صريح، وتقوم دول سنية أخرى بمساعدة الأسد على الفتك بأبناء دينها كالإمارات والجزائر ومصر في العلن، ودول أخرى كثيرة في الخفاء.

افتخر الرئيس الفرنسي هولاند بمساعدته للإزيدية، ولم ينم البابا خوفاً على مسيحي العراق، وتعهد أوباما بحماية الأقليات في سورية، حتى إن الأردن تعهد بالدفاع عن أبناء السويداء حال تعرضهم للهجوم!. بينما صمت هؤلاء عن الغدر الذي يتعرض له المسلمون في كل مكان.

حتى إن كتاب السنة أنفسهم لم يتعلموا كيف يدافعون عن معتقدهم، وقد عرفت الحكومات العربية من تجعل على رأس وسائل إعلامها.

نتباكى على رأس تمثال أبي العلاء ونتناسى ملايين الرؤوس المليئة بالأحلام تقطع ذبحاً، ونملأ العالم ضجيجاً خوفاً على معلولا، ولا نذكر مليون مسجد سُوي بالأرض بمن فيه من المصلين. ومن السخرية، أن معظم كتابنا الذين تحدثوا عن تدمر، لم يذكروا حجم البراميل التي سقط عليها، كانوا مشغولين فقط بحماية آثارها لا سكانها.

عندما نسي العالم الشعب السوري فقتل وهجر، ثم تطوع نفر قليل لمساعدته، جنّ جنون العالم، وخاف من خطر توحد المسلمين، فوصمنا بالإرهاب، واشترى أقلامنا حتى يلعن بعضنا بعضاً، وإن عدد المقالات التي تهاجم من جاء ليساعدنا أكثر من تلك التي تعري جرائم الأسد.

أتساءل عن أحاسيس أبناء السنة عندما يرون ما يحدث لأبنائهم كل يوم،  أفلا يدرك العالم أن استعداءه  للسنة، سيفجر يوماً ضمير المسلمين ويدفعهم لأشد أنواع الانتقام، والثورة ضد كل ذلك الحقد الذي يكنه "العالم المتحضر" لهم، ولعل الإرهاصات قد بدأت.

 

 

زمان الوصل

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع