..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

اللاجئون السوريون المهدَّدون في لبنان ليسوا مسيحيين... ليسوا يزيديين... فمَن يبالي؟!

زهير سالم

١١ ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2746

اللاجئون السوريون المهدَّدون في لبنان ليسوا مسيحيين... ليسوا يزيديين... فمَن يبالي؟!
سالم 000.jpg

شـــــارك المادة

اللاجئون السوريون في لبنان وكما غادروا البيوت وديار العز بصمت، ودون أن يغضب لهم أحد بصمت؛ عادوا مرة أخرى يطوون الخيام، ويتحملون ما لا يقال له،إلا تجوزاً، متاع، رجال ونساء وأطفال يافعين ورضّع ؛ مرة أخرى يتحملون للرحيل ولكن هذه المرة لا يدرون إلى أين ؟! إلى جهنم، يقول أحدهم، وإلى الموت، يقول آخر، ألسنا سوريين يجيب الثالث قد كتبت علينا لعنة العرب والعجم أجمعين..!!!

 

 

طائرات بشار الأسد وبراميله المتفجرة هي التي أخرجتهم أول يوم من بيوتهم. وكان صمت العالم ولامبالته أفضل غطاء. وكما سكت العالم بالأمس القريب على جرائم (الهاغاناه) ومجازرها لتهجير الفلسطينيين، ها هو يسكت بعد ستة عقود على مجازر بشار الأسد لتهجير السوريين، وها هو يسكت مرة ثالثة على عمليات الاعتداء والاستفزاز والتهديد والوعيد يصدرها جنود (الهاغانا) الجدد بحق اللاجئين السوريين في مخيمات اللجوء على الأرض اللبنانية. اعتداء وتهديد ووعيد واقتحام وتفتيش..

إن اللاجئ بالمفهوم الإنساني والسياسي (هو إنسان خائف طالب للأمان). واللاجئون السوريون على أرض لبنان وعلى أرض مصر وعلى أرض العراق وعلى كل أرض يأوي إليها لاجئ لا علاقة لهم بما يفعل المتصارعون، ولا علاقة لهم بما يقول السياسيون، ولا يجوز لبشر سويّ أن يحمّلهم مسؤولية مجريات أي صراع.

وهؤلاء اللاجئون لو أرادوا أن يكونوا طرفاً في الصراع لما خرجوا من ديارهم، ولما تركوا أوطانهم. وإنها لجريمة حقيقية ضد الإنسانية أن تقدم مجموعة أو حزب بالعدوان أو التهديد ضد أي تجمّع من تجمعات اللاجئين، مجتمعين أو منفردين، أو تحويلهم إلى خاصرة رخصة تفرغ فيها شحنات الكراهية وحب الانتقام، أو ورقة ضغط وابتزاز يُضغط بها على ممثلي الصدق في ساحة الصراع.

وإذا كان المجرم الأصلي الذي قام أولاً بتهجير هؤلاء اللاجئين بعد ممارسة كل أساليب التوحش ضدهم لا يهتم بما يجري عليهم؛ فإنه لا شك أن تهتم وتغضب وتألم الأم الحقيقية لما ينزل بأبنائها المستضعفين...

ومن هنا فمن حق كل مواطن سوري أن يتساءل عن حقيقة موقف من تولّى أمره ثم غفل عنه من قيادات المعارضة التي يعميها الدخن عن رؤية واقعها وواجباتها. وعن رؤية الممارسات المستفظعة التي تمارسها عصابات حسن نصر ضد أفراد مستضعفين جلهم من النساء والأطفال..؟!

من حق الشعب السوري وهو يرى ما ينزل بأبنائه المستضعفين في مخيمات اللجوء في لبنان أن يتساءل: أين هي الدولة في لبنان؟ وأين هي السيادة التي يتحدث عنها الساسة اللبنانيون، أمام أشكال العدوان والتهديد والاستفزاز يمارسها خارجون على القانون ضد مخيمات لجوء يأوي إليها مستضعفون..

من حق المسلم السوري أن يتساءل أين هي مرجعيات لبنان الإسلامية من القيام بحق حفاظ يفرضه الإسلام والشريعة والجوار والمروءة والأخلاق والتاريخ والجغرافيا في حماية إخوانهم اللاجئين في لحظة استضعافٍ تاريخي تخلّى فيها عن الشعب السوري كل من عليها من إنسان..

من حق الإنسان السوري أن يتساءل عن الموقف الحق للمسيحي الحق من واجب حماية هؤلاء المستضعفين الذين طالما قدّموا وحموا وضحوا وبذلوا..؟!

بان كيمون وأوباما وبوتين... وكل الذين ما أسرع ما غضبوا لبعض ما أصاب المسيحيين في الموصل أو اليزيدين في سنجار فاستنكروا وألهبوا وجيشوا وحشدوا وقصفوا؛ يعلمون أنّ هؤلاء اللاجئين المستضعفيين من السوريين ليسوا مسيحيين ولا هم يزيديون فلا يهمهم من أمرهم أو مما يمارس عليهم من عدوان وتخويف وابتزاز واستفزاز شيء..

فقد قرر كل هؤلاء أن يكونوا غطاءً آخر لجريمة أخرى لا يريدون وصفها أنها جريمة ضد الإنسانية، ولا أن يصِموا مرتكبيها بأنهم إرهابيون..

دع عنك أن يحشدوا الحشود وأن يجيشوا الجيوش..

 

 

 مركز الشرق العربي

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع