..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

وقفة مع السلفية الجهادية والأزمة الشامية

أبو يزن الشامي

١١ ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 5309

وقفة مع السلفية الجهادية والأزمة الشامية
1.jpg

شـــــارك المادة

شهادة بالحق وإعذار أمام الله سبحانه وتعالى بنيتها على مقدمات ثلاث ووقفات عدة:
الوقفة الأولى مع السلفية الجهادية والأزمة الشامية:


إن المتأمل لتاريخ الخوارج المعاصر يجد أن المدرسة السلفية الجهادية -التي سجنت للانتماء لها- كانت حاضنة لهم في معظم الساحات على الرغم من موقفها الواضح من عدم التكفير بالكبيرة وطاعة الإمام المسلم، وهذه ظاهرة تستحق الدراسة والوقوف عندها.
إن أدبيات السلفية الجهادية تدندن دائماً حول أحاديث الطائفة المنصورة، وطوبى للغرباء، والقابضين على الجمر، ولا يضرهم من خالفهم، ولا من خذلهم، وهذه الدندنة أدت إلى تضخم في هذا الجانب من الدين، وضمور في جوانب أخرى نشأ عنه فيما بعد من الانحراف ما الله به عليم.
وأس ذلك النظر للأمور بعين القدر لا بعين الشرع، ونحن مأمورون باتباع الشرع والإيمان بالقدر، والتسليم به، فالقدر لله، والشرع علينا، فالنصوص الشرعية تنقسم إلى تكاليف وأخبار، والمطلوب العمل بالتكليف والتصديق بالخبر لا إيقاع الخبر والتصديق بالتكليف، والنصوص التي تتحدث عن الطائفة المنصورة وغربة الإسلام هي نصوص خبرية توجب الإيمان والتسليم، وتسلية لأهل الحق في آخر الزمان، والذي وقع أن كثير من أبناء المدرسة السلفية الجهادية خلطوا الأمور فسعوا لإيقاع الخبر وتركوا العمل بالتكليف فصاروا ككثير من الفرق الضالة التي تكثر القتل لتعجيل ظهور المخلص في آخر الزمان؛ لأنه لا يخرج إلا إذا كثر القتل، فعملوا بالخبر وتركوا التكليف بعصمة الدماء.
فالشرع يأمر بالاعتصام والوحدة وهذا يوجب الكثرة فيتعارض في أذهانهم مع أحاديث الغربة، وقلة الطائفة، وهنا يأتي دور تلبيس إبليس طبعا، فيرون كل اجتماع هو شر ومشروع صحوة وكل فرقة توجب القلة خير ونسوا أنهم مكلفون بجعل الأمة أمة واحدة بل سعوا لجعله طائفة حتى ينطبق عليهم الحديث، كما فهموا بتلبيس إبليس عليهم فخلطوا بين الأمر القدري والواجب الشرعي فإخبار المصطفى عليه الصلاة والسلام بافتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة ليس أمرا بتفريقها، بل أوامره الصريحة بالحث على التوحد والاعتصام ونبذة الفرقة.
وقوله عليه الصلاة والسلام: ((لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم)) ليس أمراً بترك الشورى وإسقاط العلماء، بل أوامره المتواترة بتفعيل الشورى واحترام العلماء، وقوله عليه الصلاة والسلام: ((يقاتلون حتى قيام الساعة))، ليس أمراً بالقتال في كل وقت، ومع جميع الخلق، فسيرته المعطرة تدل على خلاف ذلك لذلك ذكر الإمام الشاطبي في الاعتصام أن الخوارج أكثر ما يحتجون بأحاديث الطائفة المنصورة، وكذا ذكر ابن كثير عن المهدي بن تومرت رأس الموحدين بالإندلس.
فالخلط بين الإخبار القدري والواجب الشرعي واقع قديماً وهذا من أخطر مكامن تلبيس إبليس على ابن آدم؛ لذلك قال جمع من أهل العلم عن قوله تعالى: {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [سورة الكهف:104] أنه في الخوارج فظنهم أنهم يطبقون الشرع لكنهم في الحقيقة تركوا التكليف وعملوا بالقدر وللحديث تتمة إن شاء الله.

 

الشيخ أبو يزن الشامي - حركة أحرار الشام الإسلامية - الجبهة الإسلامية

تعليقات الزوار

..

معن عبد القادر - الظهران

١٦ ٢٠١٤ م

ملحظ دقيق، ولفتةعميقة.
ولكن تفتح ابوابا من التساؤل تحتاج إلى إجابة.
فاستكمالا لهذا الموضوع الهام أمتى أن يواصل الشيخ الكتابة بالإجابة على السؤال:
لماذا كا الإخبار القدري؟ وما فائدته؟ وهل يترتب عليه أي عمل؟

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع